عربي21:
2025-05-03@04:23:54 GMT

النخب البائسة

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

كشف الهجوم الذي يقوده اليمين الفرنسي، منذ فترة ضد الجزائر، بعض جوانب الضعف والخلل في تعامل النخبة المثقفة الجزائرية مع الأمر، والتي تنطلق غالبا من زاوية رد الفعل التي حشرت فيها نفسها منذ عقود طويلة، أو حُشرت فيها لأسباب تتعلق بمنظومة عامة أكثر قهرا، وأقل انفتاحا في جوانبها السياسية والفكرية والسوسيولوجية.



لقد استغل اليمين الفرنسي النيوكلونيالي أعمال الإبادة والسطو على كل فرصة ممكنة، للإشادة بالأعمال الإرهابية الاستعمارية في الجزائر، ولم تنل فرنسا في الواقع ردودا قوية وحاسمة، وهي تقر قانون تمجيد الاستعمار في 23 فبراير 2005، وتكرم الحركى والخونة من الجزائريين دون غيرهم.
وباستثناء بعض الأصوات السياسية التي فشلت أساسا في وضع مقاربة لمقارعة هذا التغوُّل والاستهتار الفرنسي بحقائق التاريخ، لم تكن بعض تلك الأصوات المرفوعة هنا وهناك، إلا لتسجيل الحضور وممارسة السياسة السياسيوية. وهو ما جعلها تنطفئ في وقتها ولا تترك أثرا على مستوى النقاش والسجال المؤسّس.

والحقيقة أن النخب الجزائرية، متقطعة بين ضفتين، ضفة الامتيازات والمزايا التي وفرتها فرنسا الاستعمارية سابقا لفئات تحمل في تكوينها قابلية كبيرة للتعايش مع هذا النظام الاستعماري ثقافيا ودينيا، ويمكن جعل بوعلام صنصال نموذجا للمثقف المتماهي مع هذا الإرث، من خلال تنصله من ديانته الإسلامية، وتمجيده فتراتٍ انتقائية من تاريخ الاستعمار، وهذا النوع يمكن أن يتحول في لحظة السجالات والصراع إلى معول هدم داخلي، ويمكن فهم ذلك جيدا من توقيت محاولته التشكيكَ في الوحدة الترابية للجزائر. وصنف آخر من المثقفين، يمكن أن يطلق عليه المثقف اللامبالي وهو صنف غير منخرط أصلا في مسألة الدفاع عن التاريخ الفكري والسياسي للوطن والاصطفاف وراء، فكرة الصراع أصلا. وهذا النوع من النخب غالبا ما يكون عابر سبيل وعبئا على المجموعة الوطنية في هذا الوضع.

غير أن الأخطر من هذا كله، يمكن رصده في ضعف النخب التي تتصدر مشهدية المواجهة، وتوكل لها مهمة مقارعة هذه الحملة الاستعمارية الجديدة، فهي بقدر ما تحدِث من الضجيج ضجيجا عاليًّا، لا نرى لها طحينا لأنها ضعيفة التكوين وقليلة التدريب وهي مثل العسكري الذي يجند مباشرة على جبهة القتال، دون أن يخضع إلى برنامج تدريبي وتكويني، يمكّنه من الثبات في المعركة والزحف في الهجوم والتسديد في مقتل. وأمام هذا النوع من النخب الضعيفة، تضيع القضايا، وتُخسر المعارك.

لقد واجه الكاتب والروائي رشيد بوجدرة في سنة 1981، بيار لافو الصِّحافي الفرنسي ومدير “صدى وهران” أثناء الاحتلال، المنحاز لأطروحات اليمين المتطرف وبقايا منظمة “أو آس” في عُقر داره، في بلاطو تلفزيوني، ولقَّنه درسا عبر تدخل قوي بحجج تاريخية ومنطقية، في وقت تعجز الآن نخبتنا عن مسايرة ما يحدث، وتترك الدفاع عن “الحقيقة التاريخية” للفرنسيين من أمثال جون ميشال أباتي. نموذج بوجدرة في الحقيقة، لم ينقطع وهو موجود الآن، لكن مسؤولية خفوت صوته لا يمكن أن يتحمّلها وحده، فالأمر يتجاوزه إلى منظومة سياسية لم تضع في الحسبان أن معركة التاريخ لم تُحسم بعد وإن حُسمت معركة التحرير.

لقد حان الوقت لإعادة صياغة مقاربة حقيقية، تدفع النخب إلى الواجهة والمواجهة الفكرية والعقائدية بعيدا عن الإسفاف والانتهاء من الزج بالمتسلقين في معركة لا يملكون أدواتها.

(الشروق الجزائرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الجزائر النخبة الاستعمارية فرنسا فرنسا الجزائر استعمار نخب اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أرتيتا يطالب لاعبيه بحسم معركة الإياب أمام باريس

حث المدرب الإسباني ميكل أرتيتا لاعبيه في آرسنال الإنجليزي على تحقيق عودة «مميزة» ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعد خسارة الذهاب، الثلاثاء، على أرضهم 0 - 1 بهدف عثمان ديمبيليه.

سجل بطل فرنسا هدف الفوز مبكرًا في الدقيقة الرابعة على استاد الإمارات، عندما وقع ديمبيليه على هدفه الـ33 هذا الموسم في مختلف المسابقات، فيما عجز ثاني الدوري الإنجليزي عن العودة طوال الدقائق المتبقية رغم حصوله على فرص سانحة أمام مرمى الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما.

في المقابل، أهدر سان جيرمان عدة فرصًا أيضًا، بينها اثنتان للبديلين برادلي باركولا والبرتغالي غونسالو راموش في نهاية المباراة.

وخلافًا لدوري الـ16 وربع النهائي عندما حقق آرسنال تقدمًا كبيرًا في الذهاب أمام أيندهوفن الهولندي وريال مدريد الإسباني، يتعين على «المدفعجية» تحقيق إنجاز الآن بالتغلب على سان جيرمان في عقر داره بارك دي برانس.

ديمبلي يعرب عن عدم قلقه من الإصابة التي تعرض لها أمام أرسنال فرص آرسنال في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل مباراة الإياب

قال المدرب الإسباني بعد الخسارة: «نحن في منتصف المواجهة، ورسالتي هي نفسها كما كانت الحال بعد الفوز على ريال مدريد 3 - 0 في ذهاب ربع النهائي».

وتابع: «علينا الذهاب إلى باريس وتحقيق الفوز، ونحن أكثر من قادرين على ذلك».

وأردف: «إذا أردت الفوز بنهائي دوري الأبطال، فعليك تحقيق شيء مميز، وسنقوم بشيء مميز في باريس كي نذهب إلى هناك (نهائي ميونيخ). لا يزال لدينا حظ وفير لبلوغ النهائي».

رضخ آرسنال في الشوط الأول للاعبي المدرب الإسباني لويس إنريكي، لكن أرتيتا قال إنه عدل تكتيكه في الثاني أمام فريق أقصى ليفربول وأستون فيلا الإنجليزيين، وتغلب على مانشستر سيتي، بطل الدوري الممتاز في المواسم الأربعة الماضية، في دور المجموعة الموحدة.

وشرح أرتيتا ظروف الخسارة: «كان لدينا مشكلة واحدة. صححناها بعد 15 دقيقة وقلبنا المباراة. كان هناك جانب خاطئ قمنا بتعديله في أسلوبنا».

وتابع «واجهنا دوناروما مرتين ولو سجلنا لكانت القصة مختلفة. لكنه صدهما وهذا ما يصنع الفارق في دوري الأبطال. الهوامش ضيقة جدًا، ولم تصب في مصلحتنا».

الأهلي يحدد صفقاته الجديدة قبل كأس العالم للأندية.. أبرزهم ظهير أيسر حقيقة رحيل مصطفى شوبير عن الأهلي قبل كأس العالم للأندية

ويسعى آرسنال، على غرار سان جيرمان، إلى إحراز اللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخه.

في المقابل، أظهر رجال إنريكي مرونة في المباراة ونوعية لافتة في الاستحواذ، خصوصًا في الشوط الأول.

وعلق إنريكي: «كانت الأجواء رهيبة في الملعب وأصوات الجماهير قوية، لكننا حققنا بداية رائعة ومنحنا الهدف المبكر جرعة معنويات».

وتابع إنريكي الذي لعب إلى جانب أرتيتا في برشلونة الإسباني ويعدّه الأخير قدوة له: «كانت المباراة مليئة بالفرص. كان الخصم قادرًا على انتزاع المباراة منا في غضون 10 أو 15 دقيقة، لكنه لم يفلح».

مقالات مشابهة

  • الأمير هاري يخسر معركة الحماية القانونية أمام حكومة بريطانيا
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن مشروعًا لحماية المتأثرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في محافظتي عدن وتعز
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن مشروعًا لحماية المتأثرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في عدن وتعز 
  • الأمير هاري يخسر معركة قانونية أمام حكومة بريطانيا
  • لسان الأمة أم فخّ القومية.. معركة اللغة العربية في دول المغرب الكبير
  • ارتداء هذا النوع من الذهب في تركيا أصبح حلمًا بعيد المنال
  • في أمسية الأهداف الستة.. معركة برشا- الانتر تنتهي بالتعادل وحسمها إياباً في إيطاليا
  • أرتيتا يطالب لاعبيه بحسم معركة الإياب أمام باريس
  • الأنبار تشتعل انتخابياً.. معركة مبكرة بين 21 كياناً وقوى ناشئة تتحدى الكبار
  • نحو الإنقاذ: لانضمام النخب الشيعية إلى خطواتنا الإصلاحية