ينتهج الرئيس دونالد ترامب مقاربات ويطرح مبادرات غير تقليدية من خارج الصندوق، تثير كثيراً من علامات التعجب والاستفهام لرئيس وصل من خارج الدولة العميقة والنظام السياسي الحزبي الأمريكي. شغل ترامب العالم حتى قبل فوزه بالانتخابات في نوفمبر الماضي بمقترحاته من ضم كندا وجعلها الولاية 51 واستعادة قناة بنما والاستحواذ على غرينلاند من الدنمارك وحتى السيطرة على غزة وتحويلها لريفيرا الشرق بمنتجعات فلل مطلة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بعد ترحيل سكانها قسرا إلى مصر والأردن والتفاوض مع السودان والصومال وجمهورية أرض الصومال الانفصالية لاستيعاب اللاجئين المهجرين الفلسطينيين.

. ما أثار كثيرا من الانتقادات واتهامات ترامب وإسرائيل بالتخطيط لارتكاب جرائم حرب وحرب إبادة وتطهير عرقي!

كان لافتاً تسليم رسالة الرئيس ترامب حول برنامج إيران النووي عبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الأسبق. حسب موقع اكسيوس الأمريكي الإخباري المعروف بعلاقته الوثيقة مع مجتمعي الاستخبارات والسياسي الأمريكي، وتم تقديم إيجاز وأُطلع الحلفاء: إسرائيل - السعودية - والإمارات على فحوى رسالة ترامب لإيران.

تعمدت رسالة ترامب لإيران الغموض، لم تحدد الموعد النهائي للرد الإيراني على مبادرة ترامب - بمهلة شهرين! متى يبدأ العد التنازلي، من موعد إرسال الرسالة أو وقت استلامها أو من بدء المفاوضات؟!! وطبيعة الرد في حال رفضت إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟! وصفت مصادر لأكسيوس فحوى الرسالة كان "قاسياً" وحذرت بوجوب التوصل لاتفاق نووي جديد حول برنامج إيران النووي بالتفاوض، "بدلا من خيار آخر سيبقى مطروحاً. وتحذر الرسالة من تداعيات رفض مبادرة التفاوض المباشر للتوصل لحل. خاصة بعد مطالبة مستشار الأمن الوطني مايك والتز " بتخلي إيران وتسليم مكونات برنامجها النووي، والصواريخ ومخزون اليورانيوم المخصب أو تواجه إيران تداعيات قرارها"!! خاصة بعد تلقي إيران ضربات موجعة أضعفتها وحلفاءها ومحورها.

يقيّم النظام الإيراني مفاعيل وجدوى وجدية مبادرة وتهديد الرئيس ترامب بمنح إيران مدة شهرين للرد على مقترحه، بين الفرص والتحديات وتحذيره بأن مدة الشهرين ليستلم رد إيران وإلا ستكون العواقب وخيمة وهو نهج بات مكشوفا في مفاوضات حافة الهاوية التي يتقنها ترامب بالتصعيد والتهديد والوعيد ورفع السقف-ثم التراجع والتفاوض على حلول وسط.

والأهم ما تداعيات ونتائج رفض إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟ هل سيتسبب الرفض بعمل عسكري يستهدف منشآت إيران النووية بشكل فردي أو بمشاركة إسرائيل؟! وكيف سيهدد التصعيد أمن دولنا الخليجية؟!! أم هل المبادرة جزء من التصعيد والتلويح بالتهديد كتكتيك تفاوضي، ومقاربة اعتاد حلفاء وخصوم ترامب عليها، برفع سقف مطالبه بسياسة حافة الهاوية، ثم يتراجع ويخفض السقف. نهج وممارسة مكشوفة يتبعها ترامب بأسلوبه التفاوضي المستهلك؟ ودأبه بالتفاخر بقدراته ومهارته المميزة بالتفاوض وعقد صفقات!! لكن الواقع يناقض ذلك.

* والأمثلة كثيرة، من مطالباته حول السيطرة على غزة وجعل كندا الولاية 51، وفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين وحتى على الحلفاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ثم تراجع وتجميد المطالب!

وأذكّر تحريض ترامب إسرائيل قبل انتخابه، على ضرب منشآت إيران النووية رداً على قصف إيران بصواريخ ومسيرات أهداف داخل إسرائيل للمرة الثانية، رداً على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله في بيروت في سبتمبر، واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران في يوليو. وتتطابق تهديدات ترامب مع تهديدات الإدارات السابقة وتصميمهم على منع إيران امتلاك السلاح النووي. خاصة أن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 60% منذ عام 2018، وهذا يسهل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لنسبة 90% وعسكرة برنامج إيران النووي. وذلك رداً واحتجاجا على انسحاب إدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي وفرض أقسى العقوبات المستمرة على إيران منذ مايو 2018.

* تكرر إيران موقفها الرسمي بفتوى الإمام الخامنئي عام 2003 بتحريم امتلاك السلاح النووي. وجاء الرد من المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب القرار النهائي في الملفات الحاسمة والبرنامج والاتفاق النووي الإيراني. سبق ووصف المرشد الأعلى علي خامنئي الرسالة وأسلوب ترامب بالتفاوض بـ "المخادع" لإعطاء التصور بأن إيران من ترفض التفاوض. لأن هدف ترامب وإدارته هو إبقاء العقوبات. وهذا يتطابق مع تصريحات من مسؤولين من إدارة ترامب بالتفكير بفرض المزيد من العقوبات والتشدد وحتى تسريب احتمال قيام البحرية الأمريكية بتفتيش ناقلات النفط الإيرانية، واعتبار أي اعتداء يشنه الحوثيون هو اعتداء إيراني وتتحمل مسؤوليته.

* وبرغم إعلان المرشد رفضه للتفاوض مع إدارة ترامب طالما أبقت الإدارة الأمريكية "نظام أقسى العقوبات على إيران" التي انتهجتها وطبقتها إدارة الرئيس ترامب نفسه منذ مايو 2018-بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس أوباما مع مجموعة (5+1) للدول الكبرى وألمانيا مع إيران عام 2015-وجمّد برنامج إيران النووي وفرض قيودا صارمة على تخصيب اليورانيوم وفرضت إدارة الرئيس ترامب الأولى نظام أقسى العقوبات بنقاطه الاثني عشر أعلنها وزير الخارجية حينها مايك بومبيو. لكن لم تغلق بعثة إيران في الأمم المتحدة الباب على المفاوضات، وتركت فرصة للتفاوض على البرنامج النووي. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار دراسة رسالة ترامب. ليشدد المرشد بعد تحذير ترامب من تداعيات محتملة ضد طهران، إذا رفض عرضه، وفي خطاب للإيرانيين الجمعة الماضي، على انه "لن تجدي التهديدات نفعا... وعلى الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران...وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية".

لا شك مشهد مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس يحلم بجائزة نوبل للسلام!.

(الشرق القطرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران النووي المفاوضات إيران امريكا مفاوضات النووي مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة برنامج إیران النووی الرئیس ترامب رسالة ترامب

إقرأ أيضاً:

من بينها حل الحشد الشعبي.. شروط رسالة ترامب السرية إلى إيران - عاجل

بغداد اليوم -  متابعة

كشف المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الجمعة (21 آذار 2025)، كشف عن تفاصيل الرسالة الموجهة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني خامنئي والتي سلمتها الإمارات قبل 10 أيام إلى إيران.

وبحسب تغريدة لعبد الخالق عبد الله بمنصته على موقع "أكس"، تابعتها "بغداد اليوم"، فإن "في هذه الرسالة، طرحت الولايات المتحدة ثماني مطالب رئيسية من إيران، تضمنت: وقف كامل للبرنامج النووي الإيراني، وتعليق تخصيب اليورانيوم، ووقف إرسال الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن".

وأكد أن الرسالة السرية أيضاً "قطع الدعم المالي لحزب الله اللبناني، وحل الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي في العراق".

وأضاف "مهلة مدتها شهرين لتنفيذ هذه الشروط، ورفع العقوبات وإنهاء عزل إيران في حال القبول، وفي حال الرفض، تهديد بالإجراءات العسكرية الواسعة ضد إيران".

وأشار إلى أن الرسالة تحمل تحذيراً من إجراء عسكري واسع النطاق ضد إيران في حال رفضت الدخول في مفاوضات. كما أفاد بأن واشنطن اقترحت عقد مفاوضات مباشرة بين إيران و أمريكا على الأراضي الإماراتية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الخميس، إن إيران ستدرس "الفرص" كما ستدرس التهديدات الواردة في رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد وسترد قريبا.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة ترامب الأسبوع الماضي، وقال إن مطالب ترامب "ستضيق خناق العقوبات على إيران وتزيد الضغط عليها". لكن عراقجي قال إن طهران ما زالت تقيم الرسالة وتفكر في الرد.

وتابع "رسالة ترامب هي عبارة عن تهديد، لكنها تزعم أن بها فرص. انتبهنا جيدا لكل النقاط التي حملتها الرسالة وسنبحث التهديدات والفرص إيضا في ردنا... هناك فرصة وراء كل وعيد".

وذكر موقع أكسيوس الأربعاء الماضي أن رسالة ترامب أمهلت إيران شهرين للتوصل لاتفاق نووي أو التعرض لفرض عقوبات أكثر صرامة في إطار حملة "أقصى الضغوط".

وأكد موقع "أكسيوس"، الأربعاء، إن رسالة الرئيس الأميركي ترامب دونالد إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تضمنت مهلة مدتها شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وقال عراقجي إن طهران سترد على رسالة ترامب في الأيام المقبلة عبر القنوات المناسبة وترفض إجراء أي مفاوضات مباشرة ما دامت واشنطن تتعامل "بالضغط والتهديد والعقوبات".

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران وقوى كبرى خلال ولايته الرئاسية الأولى وأعاد فرض العقوبات على إيران.

وخالفت إيران منذ ذلك الحين القيود التي وضعها الاتفاق على برنامجها النووي. وتتهم قوى غربية إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية بتخصيبها اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة بما يتخطى ما يقولون إنه نسبة مبررة في برنامج نووي مدني.

وتقول طهران إن تطوير برنامجها النووي يتم لأغراض سلمية وإنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • هذا "لم ولن يحدث".. واشنطن توضح غرض رسالة ترامب إلى إيران
  • واشنطن تطالب إيران بإنهاء برنامجها النووي بشكل كامل
  • إدارة ترامب تضغط لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل
  • إدارة ترامب تسعى إلى تفكيك برنامج إيران النووي "بالكامل
  • إيران تواجه عزلة متزايدة نتيجة لبرنامجها النووي
  • رداً على رسالة ترامب..إيران: لا يمكن العودة إلى اتفاق 2015 النووي
  • المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط: ترامب لا يريد الحرب مع إيران
  • من بينها حل الحشد الشعبي.. شروط رسالة ترامب السرية إلى إيران
  • من بينها حل الحشد الشعبي.. شروط رسالة ترامب السرية إلى إيران - عاجل