في زمن تتقاطع فيه الجراح وتتلاقى فيه المعارك على خط المقاومة.. صنعاء ترفع صوت المقاومة وتجدّد العهد بأن “فلسطين” هي البوصلة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
مفتاح: المؤتمر سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة للاحتلال الصعدي: فرصة مهمة لتعزيز وعي الأمة المولد: المؤتمر يعكس ثبات الموقف اليمني تجاه القضية المركزية العماد: تحميل الأمة مسؤوليتها تجاه فلسطين في مواجهة التطبيع والخنوع عامر: المؤتمر رسالة قوية للشعب الفلسطيني: “لستم وحدكم” شرف الدين: على الأمة الالتفاف حول قضيتهم المركزية
وسط تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، واستهداف اليمن في مشهد يُعيد رسم خريطة المواجهة في المنطقة، تنطلق في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” تحت شعار “لستم وحدكم”، بمشاركة واسعة من شخصيات سياسية وفكرية وثقافية من مختلف الدول العربية والإسلامية، إلى جانب حضور دولي بارز.
وفي لحظة سياسية شديدة التعقيد، تقف صنعاء بثباتها المعروف، وتفتح أبوابها لمؤتمر يُجدد العهد مع فلسطين، ويعيد توجيه بوصلة الأمة نحو القضية التي لم ولن تُمحى من الوعي. المؤتمر، الذي يأتي بالتزامن مع اقتراب يوم القدس العالمي، يُعقد في ظل ظروف استثنائية، حيث تحوّلت غزة إلى عنوان للبطولة والدم، واليمن إلى جبهة أخرى في ذات المعركة.
وفي إطار مواكبتها للاستعدادات النهائية وتدشين فعاليات المؤتمر، أجرت صحيفة “الثورة” سلسلة من اللقاءات مع عدد من القيادات السياسية، والنخب العلمائية، والمثقفين، لرصد انطباعاتهم وتعليقاتهم حول أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الثالث. لمعرفة دلالات التوقيت، وقراءة الرسائل العميقة التي يحملها المؤتمر، وفهم أبعاد الاصطفاف الشعبي والسياسي الذي تشهده صنعاء في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة.
الثورة /ماجد حميد الكحلاني
في البداية التقت صحيفة (الثورة) النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح والذي تحدث حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل المستجدات الأخيرة التي تمر بها المنطقة.
وأضاف أن المؤتمر هذا العام يحمل طابعًا خاصاَ، مختلفاً من حيث الشكل والمضمون، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” والملحمة الفلسطينية الكبرى، إلى جانب الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الأمريكي والصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح أن المؤتمر يمثل صرخة عالمية في وجه هذا الطغيان، وأن حضور وفود من مختلف بلدان العالم، بما في ذلك من لم يتمكنوا من الحضور، يعكس المستوى الكبير لهذا الحدث وأهميته في هذه المرحلة الحساسة.
ونوه النائب الأول لرئيس الوزراء بأن التوقعات من المشاركين تتمثل في إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات، مؤكدًا أن المشاركين سيعملون على كسر حاجز التعتيم الذي يسعى الاحتلال الأمريكي والصهيوني إلى فرضه على جريمته النكراء، وذلك عبر نقل الصور الحقيقية للواقع الفلسطيني. مؤكداً أن المؤتمر سيعكس زخماً كبيراً وسيكون له صدى واسع، حيث سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة التي يحاول الاحتلال التستر عليها، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يُترك وحده في معركته.
توقيت بالغ الأهمية
وكان لقاء خاص مع معالي وزير التربية والتعليم والبحث العلمي، الأستاذ حسن عبدالله الصعدي، الذي تحدث بدوره عن أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها الأمة. حيث أكد أن أهمية المؤتمر تتجلى في مواجهة التخاذل الكبير الذي نشهده على مستوى القيادات والشعوب في البلدان العربية والإسلامية، وهو تخاذل خطير يعكس تراجعًا كبيرًا في الوعي الإسلامي والقيم الإنسانية. ولفت معاليه إلى أن ما يحدث اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل مستمر هو وضع مخز بكل المقاييس، ويستدعي تحركًا قويًا من الأمة لإحياء الوعي بالقضايا الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف الصعدي أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعيد الأمة إلى وعيها ويذكرها بقضاياها المحورية، مشيرًا إلى أن ما كان يجب أن يكون واضحًا أصبح بحاجة إلى أبحاث ودراسات لإثباته وتوضيحه، مثل مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم العدو الإسرائيلي.
وتابع معاليه أن المؤتمر أيضاً يتزامن مع التصعيد الكبير في غزة والموقف اليمني المتميز الذي يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود، مؤكداً أن الموقف اليمني يقدم درسًا للعالم حول كيفية مواجهة الظلم، ويُظهر كيف أن اليمن، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها من حصار وضعف الإمكانيات، قد نجح في تقديم نموذج قوي من المقاومة.
وأشار الوزير الصعدي إلى أن هذا المؤتمر يُعد فرصة مهمة لإعادة الأمة إلى قيمها الإسلامية الحقيقية، ويُعزز الوعي بضرورة التحرك الجماعي في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأضاف أن هذا الحدث يضيء على المواقف الثابتة لليمن ويُبرز قوة التأثير الذي يمكن أن تحققه الأمة إذا تحركت بشكل موحد.
وفي ختام حديثه، أمل معاليه أن يكون لهذا المؤتمر صدى واسع بين مثقفي الأمة وجماهيرها، وأن يصل الصوت إلى العالم بأسره ليعكس قوة ومصداقية القضية الفلسطينية.
العدوان لن يُثني اليمن
بدوره أكد معالي وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولد أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويُعد محطة محورية تؤكد على ثبات موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية، رغم التحديات الجسيمة والعدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني المتواصل على اليمن وغزة.
وأوضح معاليه أن المؤتمر يحمل رسالة قوية وواضحة للعدو الصهيوني وأدواته، مفادها أن موقف الشعب اليمني لن يتزحزح ولن يتراجع، وأن العدوان لن يُثني اليمن عن نصرة فلسطين ودعم المقاومة، مهما كانت التضحيات والضغوط.
وأشار إلى أن أهمية المؤتمر لا تقتصر فقط على التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تصويب بوصلة الأمة، في وقت كادت فيه بعض الأنظمة أن تطمس هذه القضية من الوعي العربي والإسلامي، من خلال الانخراط في مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونوّه الوزير بأن الشعب اليمني يرتبط وجدانيًا وعقائديًا بفلسطين وبأهلنا في غزة، ويستمد موقفه من قيادة ثورية مؤمنة وعلى رأسها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي قدّم نموذجًا في الثبات والتوكل على الله ومواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وأضاف أن القوات المسلحة اليمنية والقيادة الثورية أثبتت جاهزيتها وقدرتها في الميدان، سواء في الرد على العدوان أو في دعم معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني، عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة والعمليات النوعية المتواصلة حتى يتم رفع الحصار عن غزة.
وفي حديثه عن واجب الأمة، وجه معاليه رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى التحرك وتحمل المسؤولية تجاه فلسطين، معتبرًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الشعوب لا من القيادات التي لم يعد يُعوّل عليها.
وقال: “ندعو الشعوب لأن تقتدي بتجربة اليمن، قيادة وشعبًا، في الاعتماد على الله، واتخاذ موقف واضح وشجاع في دعم فلسطين. فالله وعد بالنصر لعباده إن نصروا قضاياه، كما في قوله تعالى: ‘إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم’.”
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن فلسطين ليست وحدها، وغزة ليست وحدها، وأن صمود اليمن وانخراطه في هذه المعركة سيستمر حتى يتحقق النصر وترتفع راية الحرية على كل شبر من أرض فلسطين المحتلة.
حالة وعي متجذرة
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي علي العماد، ، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في صنعاء يمثل امتدادًا لمسار واعٍ ومسؤول اختطّته القيادة اليمنية، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في تبني القضية الفلسطينية كموقف مبدئي وثقافي وعقائدي جامع، وليس مجرد موقف عاطفي أو آنٍ.
وقال العماد إن أهمية المؤتمر لا تقتصر على جانب الدعم العسكري والمساندة العملياتية لغزة، وإنما تكمن في خلق حالة وعي متجذرة تجاه خطورة المشروع الصهيوني والأمريكي على الأمة والبشرية عمومًا، وفي مواجهة آلة التضليل والبروباغندا الإعلامية التي يروجها العدو لطمس الحقائق وتزييف الوعي.
وأشار إلى أن اليمن، من خلال هذا المؤتمر، يؤكد مجددًا على مسؤوليته الأصيلة والمستقلة في مناهضة العدو الصهيوني، ويثبت أن المعركة ليست فقط بالسلاح، بل هي معركة ثقافية وفكرية وحضارية تتطلب بناء وعي قرآني وراسخ بعدالة القضية وفهم عميق لخطورة العدو الذي لا يريد للأمة خيرًا، ويسعى لتفكيكها وضرب قواها من الداخل.
وأضاف: “المؤتمر اليوم يأتي في ظل عدوان مزدوج: صهيوني أمريكي على غزة، وأمريكي مباشر على اليمن، ومع ذلك يُعقد، ويُرفع الصوت اليمني عاليًا ليؤكد أننا ماضون في طريق المقاومة والثبات، وأننا لن نتراجع عن نصرة فلسطين، مهما بلغت التحديات.”
وفي رده على سؤال حول الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، أوضح العماد أن من أبرز ما يسعى المؤتمر لترسيخه هو ثقافة العداء الواعي والمنهجي تجاه العدو الصهيوني، وضرورة أن تتحرك الأمة من منطلق التوحد والعمل المشترك، بعيدًا عن الطائفية والمناطقية والانقسامات التي يخدم بها العدو مشروعه التوسعي والإجرامي.
وأكد أن المؤتمر يجسد نموذجًا فريدًا في التحرك الجماعي للأحرار من مختلف دول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، إلى محور المقاومة في الوطن العربي، ليعلنوا موقفًا موحدًا في وجه العدوان الغربي الأمريكي الصهيوني.
وختم العماد حديثه قائلًا “اليوم لا توجد أعذار، الصمت خيانة، والتخاذل مشاركة في الجريمة، على كل الأمة، بكل أطيافها، أن تتحرك ضمن مشروع جامع يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ويواجه المشروع الصهيوني كعدو مشترك وخطر على كل البشرية.”
القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية
وفي تصريح لـ “الثورة” حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، الأستاذ نصر الدين عامر، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظرف استثنائي وحساس، حيث يواجه اليمن العدوان الأمريكي الشرس والتصعيد الإسرائيلي على غزة.
وأوضح عامر أن اليمن في هذا المؤتمر لم يعد مجرد جبهة مساندة، كما كان في العام الماضي أثناء “طوفان الأقصى”، بل أصبح اليوم في طليعة المواجهة، يدافع عن القضية الفلسطينية ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بشكل كبير وفاعل.
وأضاف رئيس وكالة سبأ أن المؤتمر هذا العام سيكون له تأثير كبير، حيث تشارك فيه دول متعددة من أنحاء العالم، بما في ذلك مشاركة واسعة من الدول الأجنبية، ما يعكس الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية. كما أشار إلى أن المؤتمر سيبعث برسالة قوية للشعب الفلسطيني مفادها: “لستم وحدكم”، مؤكداً أن كل الجهود ستسخر لخدمتهم ودعم قضيتهم العادلة.
وفيما يتعلق بتقوية جبهة المقاومة في مواجهة التطبيع، أكد نصرالدين عامر أن المؤتمر يساهم في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية.. مشيراً إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل أجهزة مخابرات دولية لمنع تداول القضية الفلسطينية، واصفًا المؤتمر بأنه خطوة مهمة لمواجهة محاولات محو القضية من الأذهان وفرض حالة الاستسلام.
أما عن أبرز الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، فقد أوضح أن المؤتمر سيكون منصة علمية تقدم أوراقًا بحثية غنية تعزز الوعي بالقضية الفلسطينية. مشيراً إلى أهمية المؤتمر في السنوات التي لا تشهد مواجهة عسكرية، حيث يعمل على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان من خلال الأنشطة الفكرية والثقافية، وتزامنه مع يوم القدس العالمي يعزز من مكانته كمحور رئيسي في الحفاظ على القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.
المؤتمر محطة محورية
كما تحدث حول أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمود محمد إسماعيل شرف الدين، مؤكداً أن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية، في ظل الهجمات المسعورة التي يشنها العدو الأمريكي والصهيوني على غزة واليمن. مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يمثل محطة محورية في معركة الأمة ضد أعداء الإسلام، الذين يسعون لزعزعة استقرار المسلمين وتقويض قوتهم.
وأوضح شرف الدين أن المؤتمر يهدف إلى استنهاض الأمة بكل شرائحها، سواء الاجتماعية أو العلمية والفكرية، ليكون لهم دور فاعل في هذه المواجهة بين الإيمان والكفر.. مشدداً على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي يجب على الجميع الالتفاف حولها والعمل على دعمها بكل الوسائل. وأشار إلى أن دول محور المقاومة ستكون لها الريادة في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي، وأنها ستظل صامدة في معركة الحق.
وفي ختام حديثه، دعا شرف الدين إلى أن يحقق المؤتمر أهدافه في توعية الأمة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المقاومة ستنتصر بإذن الله، كما شهدنا انتصارات متتالية ضد العدو في مختلف الجبهات. وأكد أن المؤتمر سيكون خطوة كبيرة نحو تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، وأنه سيسهم في تعزيز تماسك الأمة في مواجهة التحديات القادمة.
أهمية رمزية وروحية كبيرة
بدوره أكد الكاتب والباحث السياسي عبدالعزيز أبو طالب، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء، يُمثل رسالة قوية موجهة إلى قوى الاستكبار والطغيان، بأن اليمن ماضٍ بثبات في موقفه المقاوم والداعم للشعب الفلسطيني، رغم كل التحديات والعدوان المتواصل.
وأوضح أبو طالب أن هذا المؤتمر يتزامن مع قرب حلول يوم القدس العالمي، ما يمنحه أهمية رمزية وروحية كبيرة، خصوصاً كونه يعكس تمسّك اليمن بمركزية القضية الفلسطينية في وجدانه وفي صميم مشروعه القرآني والأخلاقي، خاصة بعد ما تعرضت له غزة من مجازر إبادة وحصار خانق في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”.
وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية حساسة، حيث تكالبت قوى عديدة على غزة، في وقت صمد فيه اليمن وأعلن بوضوح موقفه المبدئي والداعم للمقاومة، متحديًا كل الضغوط والعقوبات والتحديات.
ولفت إلى أن المؤتمر الثالث يُعقد كذلك في ظل استهداف مباشر لليمن من قبل العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني، من خلال الغارات الجوية التي طالت صنعاء وعددًا من المحافظات.. مشدداً على أن انعقاد المؤتمر رغم العدوان هو انتصار معنوي ورسالة تحدٍ للطغاة، بأن صوت اليمن لا يمكن كتمه، ولا يمكن عزله عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
وفي رسالته إلى محور المقاومة، قال عبدالعزيز أبو طالب، إن “المقاومة ليست خياراً عابرا، بل فكرة ومشروع وحق مشروع لكل من يتعرض للعدوان. لا يمكن لأي تطورات أو انتكاسات أن تطفئ شعلة الجهاد والمقاومة، فهي مستمرة، ووحدة الساحات باتت واقعًا راسخًا، وسنظل ماضين في هذا الطريق حتى تحرير كامل فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة من براثن العدو الصهيوني والأمريكي، بإذن الله تعالى”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فلسطین قضیة الأمة المرکزیة القضیة الفلسطینیة فی بالقضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی أن هذا المؤتمر ی المؤتمر یأتی فی العدو الصهیونی المؤتمر الثالث أهمیة المؤتمر بالغ الأهمیة وأشار إلى أن أن المؤتمر رسالة قویة موقف الیمن توقیت بالغ حول أهمیة شرف الدین فی مواجهة أن الیمن من خلال على غزة موقف ا فی هذه
إقرأ أيضاً:
صنعاء.. انطلاق أعمال المؤتمر الثالث فلسطين قضية الأمة المركزية
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي سيستمر حتى 25 من شهر رمضان الجاري، حضورا علمائيا، ورسميا تقدمهم عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور، ونائب رئيس الوزراء محمد مفتاح، وعدد من أعضاء مجلس الوزراء والنواب والشورى، وقيادات سياسية ومجتمعية.
كما شهدت الجلسة مشاركات من نخبة من الناشطين والوفود وأحرار العالم المتضامنين مع غزة والمناصرين لمظلومية الشعب الفلسطيني من مختلف بلدان العالم.
واستهلت الجلسة الافتتاحية بآيات من الذكر الحكيم، والنشيدين الوطنيين لليمن وفلسطين، ووقف الحضور دقية حداد لقراءة الفاتحة إلى أرواح شهدا الأمة في كل الساحات والميادين.
وعلى الرغم من الحصار المفروض على مطار صنعاء إلا أن وفودا عربية ودولية أصرت على المشاركة في المؤتمر تقدمهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، والبرلماني في جنوب افريقيا "زيولفين مانديلا" حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، ورئيس شبكة RT مكتب لبنان ستيفن سيوني، والناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية.
كما حضر المؤتمر رئيس مركز دراسات البحر الأبيض بجامعة شانغهاي الصينية "ماو شياولين"، والمحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار، والناشطة الإعلامية والمحللة الجيوسياسية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد، وعضوا البرلمان الأوروبي السابقين ميك والاس وكلير، ورئيس مركز دراسات القدس في ماليزيا امينو رشيدي، وعضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، "كريستوف هلالي"، كما وصل خلال المؤتمر، جاكسن هيريغن، ومن بوليفيا وزير خارجية بولوفيا السابق،.
وألقى نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثالث فلسطين قضية الأمة المركزية د.أحمد العرامي، كلمة أوضح فيها أن هذا المؤتمر ينعقد لمناقشة 7 محاور مهمة تتعلق بالعديد من المواضيع الهامة والاستراتيجية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وأوضح العرامي على أن المؤتمر الدولي الثالث يقدم اليمن بهويته الإيمانية الصحيحة في ظل قيادة إيمانية قرآنية بعيدا عن التبعية الأمريكية، مشيرا إلى أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها الإنساني.
اليمن هو النموذج الحي للأمة
وألقى معاذ أبو شمالة ممثلة حركة حماس في اليمن كلمة أكد فيها أن جريمة العدو الصهيوني يوم الـ17 من هذا الشهر التي خلفت أكثر من 600 شهيد وألف جريح، تكشف عن حقيقة إجرامه المتأصلة في طبيعته وفشله في كسر إرادة المقاومة.
وشدد أبو شمالة على أن المحتل لا يملك أمر الدفاع عن احتلاله، وجرائمه ترتكب أمام مرأى من المجتمع الدولي بقيادة أمريكا، مؤكدا أن هجمة العدو لن تثني الشعب الفلسطيني والتفافه حول المقاومة باعتباره الخيار الناجح في مقاومة العدو.
كما أكد أحقية المقاومة المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها وأن العدوان على غزة وتجويع أهلها لن تكسر صمودنا والتفافنا حول خيار مقاومتنا
وأشار إلى أنه تقع على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تقع عليهم مسؤولية كبيرة جراء الجرائم والحصار.
ختم أبو شمالة بقوله: إن اليمن هو النموذج الحي للأمة، مشددا على أن موقف اليمن في ظل العدوان الأمريكي عليه رسالة قوية أن الأمة قادرة على النهوض بمسؤوليتها.
عصر جديد قد بدأ
وفي كلمة له، حيا رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، دور اليمن العزيز في معركة فلسطين وخصوصا دور سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وإدارته للمعركة في مختلف المجالات.
وأشار عبدالمهدي إلى أن اليمنيين طوروا من أساليب عملياتهم وحصارهم للعدو الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة في تاريخ الصراع.
وأكد أنه لا حل للتسويات السياسية بل فيما ما قام به طوفان الأقصى ومعارك تحرير غزة ومعارك جبهات الإسناد قاطبة وخصوصا جبهة اليمن.
وأشار إلى اليمن يثبت مبدأ أن زمن استفراد العدو بفلسطين قد ولى، مشيرا إلى أن معارك البحر الأحمر ومجيء الأساطيل الأمريكية والبريطانية لم تغير من مسار المعركة ولن يكسر الحصار الذي فرضه اليمن على كيان العدو، موضحا أن استمرار العدوان على اليمن زاد اليمن تطورا جديدا.
ولفت إلى أن اليمن رغم الحصار ورغم العمليات الحربية ضده، إلا أنه صامد يصعد كلما صعد العدو، ويطور أساليبه في مواجهة العدو، أما العدو فيستهلك مخزوناته التي راكمها خلال السنوات الماضية.
ورأى عبدالمهدي أن عصرا جديدا قد بدأ، وأن عصر الاستفراد بأهلنا في غزة انتهى ومعادلة المقاومة الجديدة وأن نقل المعركة إلى قلب الكيان هي معادلة ستكسر حصارهم لغزة.
بناء تضامن دولي
وألقى البرلماني في جنوب افريقيا "زيولفين مانديلا" حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، كلمة أستهلها بالهتاف بالحرية لفلسطين من البحر إلى النهر.
وعبر عن الشكر والتقدير لمنظمي المؤتمر، وقال إنه لشرف لي أن أكون في صنعاء، وأن أعرف معنى الإيمان الصحيح والقدرة التي لا تتوانى، مضيفا نفتخر بأهل اليمن وأن نكون ضمن المشاركين في هذا المؤتمر الذي يجمعنا من أنحاء العالم.
وأشار منديلا إلى أن هذا المؤتمر الدولي يناقش ركن مهم يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن واجبنا هو مواجهة الحرب الإعلامية للأعداء وعلينا بناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين.
وأكد لا تهديد ولا تخويف سيجبر جنوب أفريقيا على سحب دعواها ضد كيان العدو الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية،
ودعا النشطاء من جميع أنحاء العالم تكثيف جهودهم من أجل فلسطين، وأن نجعل الانتفاضة الإلكترونية أكثر فعالية، وفضح آلية الأعداء الإعلامية.
وشدد مانديلا على أن أنصار الله و حزب الله يحاربون من أجل فلسطين، مؤكدا أن العدوان والاحتلال لن يكسر الشعب الفلسطيني.
من جانبه، دعا، عضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، "كريستوف هلالي"، إلى الاتحاد في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية، ونادا بالحرية لفلسطين واليمن، مؤكدا أن اليمن وفلسطين في قلب واحد ويمكننا بالكفاح الشامل هزيمة العدو الإسرائيلي.
اليمن يواجه الإمبريالية العالمية
بدوره، قال النائب الإيرلندي ميك والاس وكلير، إن ما نراه اليوم في غزة وحشية مفرطة صهيونية استعمارية وامبريالية، مضيفا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة.
وأشار إلى أن الاستعمارية الغربية لم تذهب فلا زالت وتجسدها "إسرائيل"، مضيفا أنهم يبررون جرائمهم بمواجهة ما يسمونها البربرية والتحضر.
وتسائل هل من يرتكب المجازر في غزة متحضرون، هل أمريكا والأوروبيون متحضرون وهم يرون المجازر في غزة، معتبرا أنهم عندما يرون المجازر ويصمتون فإنهم غير متحضرون.
ورأى أن اليمن يواجه الإمبريالية العالمية، وأضاف لأنكم (اليمن)واجهتم الإمبريالية الغربية وصفوكم بأنكم إرهابيين، معتبرا أن الإمبريالية هي مصدر الإرهاب، وأن أكثر من 90% من الإرهاب في العالم اليوم تنفذه القوى الاستعمارية الغربية وعملاؤها، ولفت إلى أن الأوروبيين بدأوا يعرفون أكاذيب الإمبريالية الاستعمارية الغربية
وقال: اليمنيون قاموا في عمليات إسناد غزة بموقف مبهر ولعدة سنوات وقف اليمن ضد الإمبريالية، مضيفا على العالم أن يتعلم من اليمن الذين يقفوا أمام مجازر الإبادة الجماعية، مؤكدا أن فلسطين ستصبح حرة واليمن ستصبح حرة.
من جانبه قال الصحفي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار: إن الشعب اليمني جسد البطولة في الدفاع عن غزة وهذا نابع من أصالتهم ومبادئهم الحية، مضيفا، سنقف بكل ما في وسعنا لنصرة الشعب الفلسطيني.
فيما ألقى الناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية، قصيدة شعرية أشاد بصمود أهل غزة، وكيف عرت داعمي كيان العدو، وفي المقابل كيف كشفت مواقف المخلصين من الأمة الثابتين مع الحق الفلسطيني.
من جهتها، قالت الناشطة الإعلامية اللبنانية سندس الأسعد: جئناكم محملين بكل معاني الإباء والصمود وهيهات لنا أن نهنأ بالعيش وشعب فلسطين يذبحون في غزة والضفة.
كلمة المؤتمر
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور، رئيس المؤتمر، كلمة المؤتمر ، رحب فيها بضيوف المؤتمر، كما رحب بكل أحرار العالم.
وأكد أن قضية فلسطين قضية كل أحرار العالم وقد جاء هؤلاء الأحرار إلى صنعاء ليشاركوا الباحثين في هذه التظاهرة العلمية الكبيرة.
وقال بن حبتور: نحن في العام العاشر من العدوان والحصار واستطاع شعبنا أن ينهض ليسجل الانتصارات المتتالية ورفع اسم اليمن عاليا.
وأوضح أن اليمن تساهم بشكل مباشر في الدفاع عن أبناء غزة في ظل استمرار جرائم العدو، مشددا على أن محور القدس والجهاد ثابت على موقفه ولن يكون المجاهد الفلسطيني بمفرده كما أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
محاور المؤتمر
وسيناقش خلال ثلاثة أيام 173 بحثاً وورقة عمل تم قبولها من أصل 272 بحثاً وورقة عمل تم التقدم بها لمشاركين وباحثين وناشطين من "اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا" وعدد من المشاركين والناشطين من عدة دول أجنبية.
ويسعى المؤتمر لدراسة الأبعاد الاستراتيجية لمعركة "طوفان الأقصى"، ودراسة الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وتحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.
واشتمل المؤتمر على سبعة محاور توزعت على "الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني القضية الفلسطينية إنموذجاً"، وإستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة، والأبعاد الاستراتيجية لعملية "طوفان الأقصى".
كما شملت المحاور أيضاً "الصهاينة العرب، النشأة والمظاهر وآليات المواجهة"، ودلالات معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ومراحلها وآثارها، وأهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.