مستقبل وقف إطلاق النار والتوغل البري بين الترقب والتصعيد.. غموض حول تفاصيل ومصير المقترح المصري للتهدئة بغزة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
البلاد – رام الله
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، برز مؤخرًا مقترح مصري جديد يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار واحتواء التوتر المتزايد، إلا أن تفاصيله لا تزال غير واضحة، وسط تباين ردود الفعل من الأطراف المعنية. ويثير هذا الغموض تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق تهدئة فعلية في ظل الأوضاع الراهنة، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية والضغوط السياسية المتبادلة.
وفقًا لمسؤول فلسطيني تحدث لوسيلة إعلامية عالمية بشرط عدم الكشف عن هويته، طرحت القاهرة مقترحًا مرحليًا لوقف إطلاق النار، تضمن جدولًا زمنيًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، بالإضافة إلى مهلة زمنية محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، على أن تتم هذه الخطوات بضمانات أمريكية تضمن تنفيذها.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، حيث كثّفت إسرائيل عملياتها الهجومية عبر توغل بري في مناطق استراتيجية شمالية، مثل محور “نتساريم”، إلى جانب فرض قيود صارمة على حركة السكان. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر التنقل على شارع “صلاح الدين” في الاتجاهين، بينما سمحت بمرور السكان عبر طريق البحر المعروف باسم شارع “الرشيد”.
واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة منذ 18 مارس الجاري، مما أسفر عن سقوط أكثر من 500 قتيل وإصابة المئات خلال 24 ساعة فقط، جراء القصف الجوي العنيف الذي طال منازل ومنشآت حيوية. ومع استمرار العمليات العسكرية، يزداد الوضع الإنساني تدهورًا، في ظل غياب أي بوادر لحل يضع حدًا لهذه المأساة.
أفادت مصادر أمنية مصرية بأن المقترح المصري يتضمن إطارًا زمنيًا واضحًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن أبدت موافقة مبدئية على هذا المسار، ما يضفي عليه بُعدًا دوليًا، في ظل سعي بعض الأطراف الفاعلة إلى تحقيق استقرار – ولو مؤقت – في المنطقة.
لكن الموقف الإسرائيلي الرسمي لم يُحسم بعد، حيث لم تصدر حكومة نتنياهو ردًا واضحًا، فيما تُطرح تساؤلات حول مدى قبول تل أبيب بهذا الطرح في ظل التصعيد الميداني المستمر. أما حركة حماس، فلا يزال موقفها من المقترح غير معروف، وسط استمرار القصف الإسرائيلي واشتداد المعارك البرية.
تتفاوت التحليلات بشأن نوايا إسرائيل في هذه المرحلة، حيث يرى البعض أن عودة المتطرف اليميني إيتمار بن غفير إلى ائتلاف نتنياهو مؤشر على تصعيد أكبر قد يشمل اجتياحًا بريًا واسعًا. في المقابل، يعتقد آخرون أن التصعيد الحالي يهدف إلى الضغط على حماس للقبول بالمقترح الإسرائيلي الأمريكي، المعروف باسم “مقترح ويتكوف”، والذي يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى دون الالتزام بمرحلتها الثانية.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يظل مصير المقترح المصري غير محسوم، إذ يتوقف نجاحه على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات السياسية والميدانية. كما أن موقف الولايات المتحدة قد يكون عاملًا حاسمًا في توجيه مسار الأحداث خلال الأيام المقبلة. وبينما يترقب المجتمع الدولي مآلات هذه الجهود الدبلوماسية، يبقى المشهد في غزة هشًا، مع توقعات بتصعيد أكبر في حال فشل جهود التهدئة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رويترز: مصر تقدم مقترحا لإطلاق الرهائن وانسحاب إسرائيل من غزة وأمريكا توافق عليه مبدئيا
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة وتزايد أعداد الضحايا، برزت المبادرة المصرية كواحدة من أبرز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ووفقًا لوكالة رويترز، فإن المقترح المصري لا يقتصر على تهدئة مؤقتة، بل يتضمن خطة متكاملة تشمل إطلاق سراح الرهائن وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام حل سياسي أكثر استدامة.
ولطالما لعبت مصر دور الوسيط في النزاعات الفلسطينية-الإسرائيلية، بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف. إلا أن نجاح أي مبادرة في الوقت الراهن يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع تباين المواقف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فضلًا عن الحسابات السياسية الداخلية لكل طرف.
وزير الخارجية: الشركات المصرية خيار أكثر كفاءة وأقل تكلفة للدول الإفريقية
وزير الخارجية: تكلفة مشروع سد جوليوس نيريري تفوق ثلاثة مليارات دولار
وزير الخارجية: تنزانيا إحدى دول مبادرة حوض النيل وتجمعنا بها علاقات طيبة
الخارجية الأمريكية توافق على بيع أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه للسعودية
ففي حين أبدت الولايات المتحدة موافقة مبدئية على المقترح المصري، لم تصدر إسرائيل موقفًا حاسمًا بعد.
تشير بعض التقارير إلى وجود انقسام داخل حكومة بنيامين نتنياهو بين من يرى في المبادرة فرصة للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، وبين من يخشى أن تمنح حركة حماس مكاسب سياسية تعزز نفوذها في القطاع.
وعلى عكس المحاولات السابقة التي ركزت على وقف إطلاق النار فقط، يحمل المقترح المصري أبعادًا أوسع، حيث يتضمن: إطلاق سراح الرهائن تدريجيًا مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وانسحاب عسكري تدريجيًا من بعض مناطق غزة، وهي نقطة حساسة قد تثير جدلًا داخل إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية موسعة، وهو مطلب ملحّ في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها سكان القطاع، فضلا عن وجود مفاوضات لاحقة حول تهدئة دائمة، وهو ما يفتح الباب أمام حل سياسي أشمل.
وهذه النقاط تجعل المبادرة المصرية أكثر شمولية من غيرها، لكنها في الوقت نفسه أكثر تعقيدًا، حيث تتطلب التزامًا من جميع الأطراف وضمانات دولية لتنفيذها.