البلاد – بيروت
حذرت الإدارة اللبنانية من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية لما تحمله من مخاطر تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين، وذلك عقب تجدد القصف والرد عليه أمس (السبت) بين مواقع في الجنوب وإسرائيل، في عودة لتلك الثنائية بين الاحتلال وحزب الله التي حرمت الدولة اللبنانية من قرار الحرب والسلم، وسط استغلال كل طرف للآخر لتبرير تجاوزاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.

وطلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من الجيش التحقيق في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأدان محاولات استدراج لبنان مجددًا إلى دوامة العنف، مطالبًا قائد الجيش بالتحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث في الجنوب، كما وجه لوزير الدفاع ضرورة اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية.

ودعا عون الجيش ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى ضبط أي خرق يهدد لبنان، معتبرًا أن ما حدث في الجنوب يُعد اعتداءً على لبنان وضربًا لمشروع إنقاذه.
وأعلن الجيش اللبناني أمس عن العثور على 3 منصات صواريخ شمالي نهر الليطاني، وذلك عقب قصف نيران المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية على بلدات تولين وحولا ومركبا ويحمر الشقيف وأرنون وكفرتبنيت ومواقع أخرى، أسفرت عن قتلى وجرحى، وذلك بعد إعلان إسرائيل اعتراض 3 صواريخ من بين 5 تم إطلاقها من لبنان على بلدة المطلة الحدودية.
وفيما نفى حزب الله في بيان “أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان”، مجددًا التأكيد على “التزامه باتفاق وقف إطلاق النار”، يشكك متابعون في مصداقية هذا البيان.
ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن الدولة وحدها هي من تمتلك قرار الحرب والسلم، مطالبًا الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسخارت، بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الأممي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي أقرّتها الحكومة السابقة في نوفمبر الماضي.
وأعلن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إصدار أمرًا بشن ضربات على عشرات الأهداف في لبنان ردًا على إطلاق الصواريخ، وحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يحدث على أراضيها.
وبدوره، حمّل وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات الصاروخية المنطلقة من أراضيها، مؤكدًا: “لن نسمح بواقع إطلاق النار من لبنان على بلدات الجليل. لقد وعدنا بالأمن في بلدات الجليل، وهذا بالضبط ما سيحدث؛ فالمطلة ستقابلها بيروت وستتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها”، وأضاف: “أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالرد وفقًا لذلك”.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُطلَق فيها صواريخ من الأراضي اللبنانية، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر الماضي بوساطة أمريكية عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام.
وجاءت هذه الأحداث بعد ساعات من تصريحات قوية لرئيس الحكومة نواف سلام، أكد خلالها على ضرورة العمل الجاد لحصر السلاح بيد الدولة وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي في جنوب لبنان، وكأن الطرفين يتوافقان على غل يد الدولة اللبنانية لإبقاء سيطرتهما على الأرض.
وكان سلام قد صرح الجمعة بأن “إسرائيل تتذرع بسلاح حزب الله للبقاء في الجنوب، وهذا البقاء مخالف للقانون الدولي والتفاهمات الأخيرة”، معتبرًا أنه “على إسرائيل الانسحاب الكامل من الجنوب مع الضغط العربي والدولي لتحقيق ذلك، إذ أن الدولة وحدها هي المسؤولة عن تحرير الأراضي من الاحتلال”. كما أشار إلى أن الجهات الدولية تؤكد أن الجيش اللبناني يقوم بدور جيد في الجنوب، مؤكدًا أن صفحة سلاح حزب الله قد انطوت بعد البيان الوزاري، وأن شعار “شعب جيش مقاومة” أصبح من الماضي.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يتم إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لحزب الله، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، مع نشر الجيش اللبناني لقوات فيه.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الحکومة اللبنانیة وقف إطلاق النار جنوب لبنان صواریخ من فی الجنوب حزب الله

إقرأ أيضاً:

"حزب الله" ينفي علاقته بإطلاق صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل

بيروت - نفى "حزب الله"، السبت 22مارس2025، علاقته بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على مستوطنة المطلة شمال إسرائيل.

وصباح السبت، زعمت إسرائيل تعرض المطلة لهجوم صاروخي مصدره لبنان، وردت على إثره بقصف عدد من قرى وبلدات جنوب لبنان، ما أسفر عن قتلى وجرحى.

وفي بيان نفى الحزب "أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان ‏على الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة".

وأكد أن "ادعاءات العدو الإسرائيلي ‏تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على ‏لبنان والتي لم ‏تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.‏

وجدد "حزب الله" تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ‏وأنه "يقف خلف الدولة اللبنانية ‏في معالجة هذا التصعيد الصهيوني ‏الخطير على لبنان".‏

من جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون محاولات استدراج بلاده مجددا إلى دوامة العنف، واصفا ما حدث اليوم في الجنوب بأنه "اعتداء متماد" على بيروت.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن "الطيران المعادي شن عدوانا جويا واسعا، حيث نفذ اعتبارا من ظهر اليوم سلسلة غارات جوية استهدفت مرتفعات جبل صافي وأطراف كفر حونة والجبل الرفيع وأطراف بلدة سجد، جنوب لبنان".

وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه 3 صواريخ، قال إنها أُطلقت من لبنان تجاه مستوطنة المطلة بشمال البلاد.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة "معاريف"، أن الصواريخ الثلاثة التي اعترضتها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية كانت ضمن 6 صواريخ أطلقت من لبنان، سقطت ثلاثة منها داخل الأراضي اللبنانية.

وكانت تل أبيب أخلت المستوطنات المحاذية لقطاع غزة (جنوبا) والمقابلة للبنان (شمالا) على خلفية حرب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أن يعود ساكنوها بعد ضمان أنها مناطق آمنة.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقا له، ما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الفائت.

ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن موعدا رسميا للانسحاب منها.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستغل إطلاق الصواريخ لتوسيع عدوانها و حزب الله يقف خلف الدولة
  • "حزب الله" ينفي علاقته بإطلاق صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل
  • نفى تورطه في قصف إسرائيل..حزب الله يعلن التزامه بوقف إطلاق النار
  • استشهاد امرأة وطفلة في غارات إسرائيلية.. ولبنان يدين محاولات استدراجه للعنف
  • بعد قصف الجنوب... إذاعة الجيش الإسرائيلي: هذا ما سيحدث في الساعات المُقبلة
  • رئيس الحكومة اللبنانية يحذر من تجدد العمليات العسكرية في الجنوب
  • لبنان يحذر من خطر جر البلاد لحرب جديدة
  • إسرائيل تقصف لبنان ردا على إطلاق صواريخ عبر الحدود
  • إسرائيل تعترض 3 صواريخ قادمة من لبنان.. وأمر بالرد المناسب