ما جدوى مشاريع إعادة الإعمار في المدن، التي دمرتها الحروب؛ في غزة وفي جنوب لبنان وفي سوريا وفي اليمن، في ظل استمرار الميليشيات التابعة لإيران، وجماعات الإسلام السياسي، التي ما زالت تمارس نفس أدوارها، ضمن ما يسمى محور المقاومة؟
نعلم جميعًا أن مجلس الأمن ضعيف، وبمعنى آخر هذه الدول لا تدخل ضمن دائرة اهتماماته، وهيئة الأمم المتحدة مترهلة، وبمعنى آخر أيضًا هي لا تدفع أموال إعادة الإعمار من أموالها الخالصة، بل من أموال الدول المانحة التي تتفاوت حصصها، ونسب الالتزام بالدفع من دولة لأخرى؛ لذلك هي لا تهتم بحجم الدمار الذي يحدث في هذه الدول، بقدر اهتمامها بما تحصله من الدول المانحة.
هذان العنصران المهمان في عمليات إعادة الإعمار، يتسببان بشكل أو بآخر في عمليات التدمير غير المحسوبة لهذه المدن، وقتل وتهجير أهلها!
عندما بدأت حماس ما يسمى “طوفان الأقصى” أو “حرب السابع من أكتوبر”، هل كانت تتوقع حجم الرد الإسرائيلي؟
نعم، كانت تعرف وتعي تمامًا حجم الرد، ولا تصدقوا أيًا من قياداتها، الذين زعموا أنهم تفاجؤوا بالرد العنيف للكيان المحتل. حماس ضحت بأكثر من خمسين ألف فلسطيني؛ بينهم نساء وأطفال وشيوخ، مقابل أن تفرج عن أقل من خمسة آلاف أسير من التابعين لها، ودمرت غزة بالكامل، وحزب الله في لبنان وسوريا ارتكب، وما زالت البقية القليلة منه، تحاول تدمير المزيد في لبنان وسوريا، وكذلك يفعل الحوثي في اليمن!.
ما ذنب الأبرياء في كل هذه المناطق، هل استأذنت حماس طفلة فلسطينية بريئة لا ناقة لها في حرب حماس ولا جمل؛ لتسرق روحها وتقتل أحلامها؛ من أجل تحرير أتباعها؟
قادة حماس لا يعنيهم ذلك، وأعلنوها صريحة أنهم يحمون مقاتليهم في الأنفاق، ولا يهمهم الفلسطينيون على الأرض وأنهم يقاتلون من أجل إيران، وكذلك قال الهالك حسن نصر اللات، وكذلك يقول الحوثي، لماذا إذًا لا تتولى هذه الميليشيات وجماعات الإسلام السياسي والدول، التي تدعمها في هذه الحروب إعادة الإعمار؟
لماذا لا تنهض المنظمات الدولية النائمة، وتفرض عليها عقوبات قاسية ومغلظة، وتحجز أموالها باتفاقات دولية مع كافة دول العالم الحر، وتبقى المنح الدولية موجهة لمشروعات أهم؟ وبذلك تعمل دول الدمار حسابها ألف مرة قبل تمويل الحروب العبثية والإرهاب عابر القارات، وقبل تمويل ميليشياتها والجماعات السياسية المؤدلجة.
Dr.m@u-steps.com
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: د محمد علي الحربي إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
لبنان يحذر حماس في بيان رسمي ويتحدث عن "أقصى تدابير"
وجه لبنان تحذيرا لحركة حماس من استخدام أراضيه في "أعمال تمس الأمن القومي" للبلاد، بعد عمليات إطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل أتبعتها الأخيرة بقصف جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى في لبنان، الجمعة، عقب اجتماع ترأسه الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن المجلس قرر "رفع التوصية الآتية إلى مجلس الوزراء: تحذير حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمس الأمن القومي اللبناني"، مضيفا: "سيتم اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية".
وأشار في البيان إلى ضرورة "عدم السماح لحماس أو غيرها من الفصائل زعزعة الاستقرار الأمني والقومي"، وأن "سلامة الأراضي اللبنانية فوق كل اعتبار".
ويأتي التحذير من استخدام الأراضي اللبنانية في "أعمال تمس الأمن القومي" للبنان، بعد عمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ردت عليها الأخيرة بقصف جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وترأس عون، الجمعة، اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي شارك فيه رئيس مجلس الوزراء ووزراء المالية والدفاع والاقتصاد والخارجية والعدل والداخلية، بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية ومسؤولين أمنيين وقضائيين آخرين.
وخلال الاجتماع، شدد عون على "أهمية ترسيخ الاستقرار الأمني وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".
كما تطرق الرئيس اللبناني إلى الأحداث الأمنية الجارية في سوريا، مشددا على "ضرورة ضبط أي ارتدادات محتملة على الوضع الداخلي في لبنان، لا سيما في ما يتعلق بأزمة النازحين السوريين".