طلب ممثلو الادعاء العام في تركيا سجن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وأربعة من مساعديه بتهم الفساد والإرهاب، وذلك لحين مثولهم للمحاكمة.

جاء ذلك بعد اعتقال إمام أوغلو، الذي نفى التهم الموجهة إليه واعتبرها "افتراءات سياسية لا يمكن تصورها".

وأثار اعتقاله موجة احتجاجات في عدة مدن، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين.






في المقابل، اتهم أردوغان المعارضة بالسعي لزعزعة الاستقرار، فيما ندد حزب الشعب الجمهوري المعارض بالاعتقال، معتبرًا أنه يستهدف إضعاف إمام أوغلو قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأعلن مكتب إمام أوغلو أن ممثلي الادعاء العام طلبوا من المحكمة إيداعه السجن، فيما يتوقع أن تصدر المحكمة حكمها بشأن حبس إمام أوغلو خلال الساعات المقبلة.

وتجمع آلاف الأشخاص أمام مبنى بلدية إسطنبول ومبنى المحكمة الرئيسي، مع انتشار مئات من رجال الشرطة في الموقعين.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين بالقرب من مبنى البلدية، حيث ألقى الحشد ألعابا نارية وأشياء أخرى على أفراد الشرطة.

وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن إمام أوغلو، أجاب على ما لا يقل عن 70 سؤالا خلال استجوابه من قبل الشرطة، نافيا جميع التهم الموجهة إليه.

ونقلت وثيقة عن إمام أوغلو قوله في معرض دفاعه عن نفسه خلال استجواب شرطة مكافحة الإرهاب له "أرى اليوم خلال استجوابي أنني وزملائي نواجه اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها".

وقال إمام أوغلو في إشارة مبطنة إلى أردوغان "من الضروري أن تتخلص بلادنا في أسرع وقت ممكن من هذه العقلية التي تعتقد أن من حقها فعل أي شيء لحماية مقعدها".

وكان من المقرر أن يعلن حزب الشعب الجمهوري خلال أيام أن إمام أوغلو (54 عاما)، الذي يتقدم على أردوغان في بعض استطلاعات الرأي، سيكون مرشحه في الانتخابات الرئاسية.

ومن المقرر إجراء الانتخابات القادمة عام 2028، لكن أردوغان بلغ حد الفترتين كرئيس بعد أن شغل سابقا منصب رئيس الوزراء. وإذا رغب في الترشح مجددا، فعليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو تعديل الدستور.




واتهم أردوغان، حزب الشعب الجمهوري المعارض بمحاولة "استفزاز أمتنا".

وقال أردوغان خلال مأدبة إفطار أقامها حزب العدالة والتنمية في إسطنبول "إنهم يفعلون كل ما في وسعهم منذ أربعة أيام لزعزعة استقرار الأمة واستقطاب شعبنا".

وتابع "لن نسمح بالتأكيد لحزب الشعب الجمهوري وأتباعه بأن يخلوا بالنظام العام وزعزعة أمن شعبنا من خلال الاستفزازات. لن نتهاون مع إجراء عمليات جراحية في تركيا، أو محاولات بناء جدران جديدة للخلاف بين 85 مليون نسمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا أكرم إمام أوغلو حزب الشعب الجمهوري تركيا حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

رئيس بلدية إسطنبول خلف قضبان المحكمة

إسطنبول-رويترز

أمرت محكمة تركية اليوم  باحتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أهم منافس سياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، على ذمة المحاكمة بتهم تتعلق بالفساد في خطوة أثارت أكبر احتجاجات تشهدها الدولة منذ أكثر من 10 سنوات.

ويأتي أمر المحكمة بسجن إمام أوغلو بعد أن انتقد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا وقادة أوروبيون وعشرات الآلاف من المتظاهرين الإجراءات المتخذة بحقه ووصفوها بأنها ذات دوافع سياسية وتتعارض مع الديمقراطية.

وظهرت مؤشرات على أن الإجراءات التي يواجهها إمام أوغلو حفزت المعارضة على مناهضة حكومة أردوغان، التي تمسك بزمام الأمور في تركيا منذ 22 عاما.

وقال حزب الشعب الجمهوري إن ما يقرب من 15 مليونا من الأعضاء وغير الأعضاء تدفقوا إلى مراكز الاقتراع في أنحاء تركيا إما لانتخاب إمام أوغلو مرشحا للحزب في انتخابات رئاسية مقبلة أو تأييد ترشحه.

وقد يشير تصويت غير الأعضاء، الذين قال حزب الشعب الجمهوري إن عددهم تجاوز 13 مليونا، إلى أن إمام أوغلو (54 عاما) يحظى بدعم شعبي واسع خارج أوساط الحزب. وذكر رئيس الحزب أن ذلك يُظهر الحاجة إلى انتخابات مبكرة.

وأنكر إمام أوغلو الاتهامات ووصفها بأنها "اتهامات وافتراءات غير معقولة"، ودعا إلى احتجاجات حاشدة اليوم الأحد.

وقال "سنزيل هذا الانقلاب، هذه الوصمة السوداء على ديمقراطيتنا، معا".

وأظهرت لقطات اقتياد إمام أوغلو إلى سجن سيليفري في موكب للشرطة بعد الحكم.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن إمام أوغلو أقيل من منصبه، إلى جانب رئيسي بلديتين آخرين.

وتنفي الحكومة أن تكون التحقيقات ذات دوافع سياسية وتؤكد استقلال المحاكم.

وسعى نائب الرئيس التركي جودت يلماز ومحافظ البنك المركزي فاتح قره خان بشكل منفصل إلى تهدئة حالة التوتر في السوق التي أثارت موجة بيع واسعة في الأصول التركية منذ اعتقال إمام أوغلو الأسبوع الماضي، ويتوقع محللون أن يزيد هذا التوتر بعد سجنه.

ومددت السلطات أمس السبت حظرا على التجمعات في الشوارع على مستوى البلاد لأربعة أيام أخرى لكن الاحتجاجات والمناوشات مع الشرطة.

واستمرت حملة الاعتقالات في المدن الكبرى اليوم الأحد، الذي وافق اليوم الخامس من المظاهرات المناهضة للحكومة والتي جاء أغلبها سلميا.

* تضامن

أعلنت المحكمة أن إمام أوغلو و20 آخرين على الأقل احتجزوا في إطار تحقيق بتهم فساد، في واحدة من قضيتين فُتحتا ضده هذا الشهر.

وأضافت أنه اعتقل بتهمة "تأسيس وقيادة منظمة إجرامية وقبول رشاوى والاختلاس وتسجيل بيانات شخصية بشكل غير قانوني والتلاعب في مناقصات عامة فيما يتصل بتحقيق مالي".

ويأتي الحكم بسجنه في أعقاب حملة قانونية مستمرة منذ أشهر على شخصيات المعارضة وإبعاد مسؤولين منتخبين آخرين من مناصبهم فيما وصفه منتقدون بأنه محاولة من جانب الحكومة للإضرار بفرصهم الانتخابية.

واعتُقل ستة من رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعب الجمهوري وعددهم 27، بعد عام من تكبيد أحزاب المعارضة أسوأ هزيمة انتخابية على الإطلاق بحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الانتخابات البلدية.

وفتح حزب الشعب الجمهوري مراكز اقتراع أمام غير الأعضاء اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم تضامنا مع إمام أوغلو، الذي كان اسمه هو الوحيد على بطاقات الاقتراع، لانتخابه مرشحا للرئاسة.

وقال رئيس الحزب أوزجور أوزيل إن الإقبال الكبير على التصويت في الانتخابات التمهيدية والذي وصل إلى 14.85 مليون لصالح إمام أوغلو هو رد قوي على ما وصفها بأنها "محاولة انقلاب".

وأضاف أمام حشود في مقر بلدية إسطنبول "يُشكك ذلك في شرعية أردوغان ويجعل الانتخابات المبكرة حتمية".

وتابع "إذا كانوا يعتقدون أنهم قادرون على منافستنا ومنافسة أكرم إمام أوغلو، فليدعوا إلى انتخابات مبكرة".

ولن تشهد تركيا انتخابات عامة قبل 2028. ولكن إذا أراد أردوغان (71 عاما)، الذي قاد تركيا لمدة 22 عاما، الترشح مرة أخرى فسيحتاج البرلمان إلى إقرار إجراء انتخابات مبكرة لأن الرئيس سيكون قد استنفد فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين بحلول ذلك التاريخ. ويتفوق إمام أوغلو على أردوغان في بعض استطلاعات الرأي.

* اضطرابات السوق

يواجه إمام أوغلو أيضا تهما بالإرهاب، لكن المحكمة لم تعتقله رسميا بشأنها.

وقد يسمح صدور حكم مستقبلي بسجنه على ذمة المحاكمة بتهم متعلقة بالإرهاب للحكومة بتعيين وصي لإدارة إسطنبول. وتمنعه ​​إدانته من الترشح للرئاسة.

وأعلن حزب الشعب الجمهوري أنه سيستأنف الحكم وينتخب قائما بأعمال رئيس البلدية.

وبعد صدور حكم المحكمة بوقت قصير، تعهد رئيس البلدية بهزيمة أردوغان في نهاية المطاف، وقال إن من أداروا التحقيق سيحاسبون.

وقال محمد كاراتاش، أحد أنصار المعارضة، أمام قاعة المحكمة "أصبح إمام أوغلو كابوسا لأردوغان. سنجعل أكرم إمام أوغلو رئيسا".

وأدى احتجاز إمام أوغلو إلى اضطراب في الأسواق، إذ شهدت الليرة التركية والأسهم والسندات انخفاضات حادة منذ يوم الأربعاء، مما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ خطوات لاستقرار العملة في حين أعلنت السلطات أيضا حظر البيع على المكشوف في بورصة إسطنبول.

والتقى قره خان بأعضاء مجلس إدارة اتحاد المصارف التركية اليوم الأحد.

وأكد قره خان للمصرفيين أن البنك المركزي سيستخدم جميع الأدوات المتاحة في إطار قواعد السوق بفاعلية وحسم للحفاظ على الاستقرار، وفقا لما ذكره اتحاد المصارف.

واعتقلت السلطات أمس السبت أكثر من 300 شخص خلال الاحتجاجات.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: المظاهرات المؤيدة لإمام أوغلو لم تعد سلمية
  • حزب الشعب الجمهوري يرشح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية التركية
  • رئيس بلدية إسطنبول خلف قضبان المحكمة
  • القضاء التركي يأمر بحبس رئيس بلدية إسطنبول على ذمة التحقيق في قضايا فساد
  • رسميا.. القضاء التركي يأمر بسجن «أكرم إمام أوغلو» بتهمة الفساد
  • القضاء التركي يثبت اعتقال أكرم إمام أوغلو وينقله للسجن
  • رغم المظاهرات الضخمة..الادعاء التركي يطالب بسجن أكرم أوغلو
  • أوغلو ينفي تهم الإرهاب ويتحدى أردوغان
  • وثيقة قضائية: إمام أوغلو ينفي تهم الإرهاب الموجهة إليه