«رمضان في الإمارات».. تآزر وتراحم في ربوع الوطن
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
مريم بوخطامين (أبوظبي)
يُعَدّ شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لترجمة وتعزيز التلاحم المجتمعي، ضمن مبادرة عام المجتمع، حيث يجتمع الناس في هذا الشهر الفضيل على قيم التآخي والتراحم والتكاتف ونشر الفعاليات الخيرية، ويشكل هذا الشهر الكريم بيئة مثالية لنشر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته، ويحقق أوجه التلاحم المجتمعي في مختلف نواحيه، الأسرية والمؤسسية والاجتماعية، التكافل الاجتماعي، الاجتماعات العائلية، العمل التطوعي.
المجالس الرمضانية
بداية، قال عبدالله الصرومي، رئيس جمعية شمل للفنون والتراث الشعبي والمسرح برأس الخيمة، إن شهر رمضان المبارك يُعد شهر العطاء والبذل بامتياز، حيث تكثر فيه أعمال الخير، وتعزز قيم التكافل الاجتماعي والتلاحم الأسري بين مختلف أفراد المجتمع، ويبرز هذا التلاحم بشكل خاص بين كبار المواطنين وفئة الشباب، إذ تترسخ بينهم علاقات الاحترام والتقدير، وتتوطد الروابط العائلية من خلال العادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة.
وأشار إلى أن الزيارات المنزلية والمجالس الرمضانية تلعب دوراً كبيراً في خلق بيئة حوارية تفاعلية بين الأجيال المختلفة، حيث تُتيح الفرصة لتبادل الخبرات والمعرفة والقيم المتوارثة، مما يسهم في تعزيز النسيج الاجتماعي وتقوية الروابط بين أبناء المجتمع.
وأضاف أن الشهر الفضيل يتميز بلمّ شمل العائلات والأهالي من خلال وجبات الإفطار والسحور، التي تشكّل فرصة ذهبية للقاء الأجيال المختلفة، وتجديد العلاقات الأسرية، وإحياء روح المحبة والمودة بين الأقارب والجيران. وهذا ينعكس إيجابياً على المجتمع ككل، حيث يسهم في تعزيز مفهوم التضامن والتعاون، ويعزز القيم الأصيلة التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي.
وأكد أن هذه الأجواء الرمضانية الدافئة تتماشى مع مبادرة «عام المجتمع»، التي تهدف إلى تعزيز التلاحم المجتمعي، وترسيخ مبادئ الوحدة والتكافل بين أفراده. فمن خلال هذه المبادرات والفعاليات الرمضانية، يتمكن المجتمع من تقوية روابطه، وتعزيز روح التعاون والانسجام، بما ينعكس على استقراره وتماسكه، ويؤكد أهمية المحافظة على القيم المجتمعية الراسخة التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الإماراتية الأصيلة.
رياضة تجمع القلوب
من جانبه قال خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة الفرجان التي تنظم كل عام بالتعاون مع عدد من الجهات مثل هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية - راكز، تحت شعار «الإمارات انتماء وعطاء» والتي يشارك بها «12 فريقاً» من كافة أنحاء الدولة ومختلف الجاليات، لها أهمية كبيرة تتجاوز مجرد التنافس الرياضي، إذ تلعب دوراً محورياً في تعزيز التلاحم المجتمعي ونشر القيم الإيجابية بين الأفراد، منوهاً بأن هذه البطولة أصبحت تقليداً رياضياً سنوياً يترقبه عشاق كرة القدم، حيث توفر أجواءً تنافسية ممتعة تجمع بين الإثارة الرياضية والتواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن الرياضة تسهم بشكل فاعل في تعزيز القيم المجتمعية مثل التسامح والعمل الجماعي، مما يعكس روح الإمارات في احتضان مختلف الثقافات. فالرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي وسيلة فعالة لتعزيز الوحدة الوطنية وغرس روح التعاون بين المشاركين، مضيفاً أن عام المجتمع يمثل فرصة لتعزيز المبادرات التي تجمع أفراد المجتمع حول أنشطة تدعم القيم الوطنية، مشيراً إلى أن الرياضة لطالما كانت من أهم الأدوات التي توحد المجتمع، وخاصة فئة الشباب. وتعد بطولة الفرجان لكرة القدم نموذجاً حياً لهذا التوجه، حيث تؤكد على أهمية استمرارها كحدث سنوي يعكس القيم الرياضية والاجتماعية التي تميز دولة الإمارات، مشدداً أن البطولات الرمضانية تساهم في خلق بيئة رياضية تنافسية تسهم في نشر الوعي بأهمية النشاط البدني، وتعزز الروابط الاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع، مما يجعلها أحد أهم الفعاليات التي ينتظرها الجمهور كل عام.
عطاء بلا حدود
بدوره قال أحمد البخيتي عضو برنامج تكاتف في مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب «إن العديد من الجمعيات الخيرية وفرق التطوع الموجودة بالدولة تحرص على المشاركة وتنظيم المبادرات التطوعية خلال الشهر الفضيل، والتي تحقق أهداف مبادرة عام المجتمع، والتي يتم من خلالها نشر صور التآزر والتكافل المجتمعي، في توزيع وجبات الإفطار للصائمين وتقديم المساعدات الإنسانية، ما يعزّز روح الجماعة والانتماء، ناهيك عن المساهمة بشكل رسمي بجمع التبرعات للفقراء والمحتاجين الأمر الذي يسهم في تعزيز روح التعاون بين الأفراد، ما يجعل المجتمع أكثر ترابطاً وإنسانية».
المودة والتسامح
أكدت خديجة الشحي أن شهر رمضان فرصة جيدة لإعادة قيم المودة والتسامح والمغفرة بين الناس بكل جالياته دون استثناء وحل الخلافات وتعزيز الانسجام بين أفراد المجتمع، خاصة مع تأدية صلاة التراويح في المساجد ولقاء الناس وتقوية الروابط بينهم، حيث يجتمعون في أجواء إيمانية تعزز روح التآخي والتسامح، وهذه إحدى أهداف عام المجتمع الإنسانية.
مؤسسات قرآنية
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد إبراهيم سبيعان الطنيجي مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه على مواكبة مبادرة عام المجتمع، والتي تهدف إلى تعزيز التلاحم الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع، وتطوير البرامج والأنشطة التي تعزز القيم الإنسانية والإيجابية في المجتمع، وجعلها ضمن الخطة السنوية للمؤسسة وتحديد استراتيجياتها المستقبلية، ومناقشة سبل الارتقاء بالمؤسسة والعمل على نموها وتطورها لتحقيق أهدافها الرامية إلى خدمة المجتمع وتعليم القرآن الكريم، بما يساهم في تعزيز ريادة المؤسسة في خدمة القرآن الكريم.
وقال: «إن مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم تؤمن بأن المجتمع يشكل الركيزة الأساسية لدعم مسيرتها التعليمية المباركة، وأن مبادرات عام المجتمع التي تم مناقشتها تهدف إلى تعزيز الروابط بين المؤسسة والمجتمع المحلي خاصة في الشهر الفضيل، مضيفاً أن هذه المبادرات تهدف إلى توفير فرص تعليمية مميزة للدارسين والدارسات من مختلف الجنسيات والأعمار لتمكينهم من الحفظ الأمثل للقرآن الكريم والتحلي بقيمة الناصعة السمحة، خصوصاً في هذه الأيام المباركة، مشدداً على أهمية الارتقاء المستمر نحو إعداد أجيال متقنة لتلاوة وحفظ القرآن الكريم، مشيراً إلى أن المؤسسة تسعى دائماً لتحقيق أعلى مستويات الجودة في التعليم وتحفيز الناشئة والشباب على حفظ كتاب الله تعالى.
التعليم القرآني
ونوه بأن المؤسسة تواصل طوال الفترات الماضية والحالية جهودها المستمرة في تنمية وتطوير مراكزها المنتشرة في إمارة رأس الخيمة، وتسعى من خلال هذه المبادرات إلى تحسين جودة التعليم القرآني وتوفير بيئة متطورة تواكب احتياجات العصر، مع التركيز على تدريب كوادر مؤهلة واستخدام تقنيات حديثة لتسهيل العملية التدريسية وتحفيز الطلاب، كما تسعى إلى توسيع نطاق حلقاتها لتشمل كافة الفئات العمرية وتلبي احتياجات المجتمع، ما يعكس التزامها بتقديم تجربة مميزة في تعليم القرآن الكريم وعلومه، مضيفاً بأن المؤسسة تحرص على جودة مبادراتها لتتناسب مع احتياجات كافة الفئات العمرية والشرائح المجتمعية، وتسهم في إبراز المواهب الوطنية وإبداعات الشباب في هذا المجال، انطلاقاً من رؤية القيادة الحكيمة في الاستثمار في الإنسان باعتباره ركيزة للتنمية المستدامة، وتوجه المدير العام الدكتور أحمد سبيعان بالشكر والامتنان للحكومة الرشيدة على دعمها المستمر للمؤسسة واهتمامها الكبير بتعزيز القيم القرآنية في المجتمع، وهو ما يشكّل مصدر إلهام للمؤسسة لمواصلة تقديم أفضل البرامج التعليمية وتحقيق رسالتها السامية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان الإمارات أبوظبي التلاحم المجتمعی تعزیز التلاحم أفراد المجتمع القرآن الکریم الشهر الفضیل عام المجتمع رأس الخیمة بین أفراد تهدف إلى فی تعزیز من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
القومي للمرأة: الأم المصرية هي قلب هذا الوطن وروحه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شاركت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، اليوم، فى فعاليات احتفالية تكريم الأم المثالية، التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي، بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، و الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والمهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، ولفيف من الشخصيات العامة..
وفى كلمتها أكدت المستشارة أمل عمار، أننا نحتفي جميعاً بأعظم ما أنجبت هذه الأمة، وهي الأم المصرية، التي كانت ولا تزال رمزاً للعطاء والتضحية بلا حدود، مضيفة أن عيد الأم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو وقفة إجلال واحترام لكل أم حملت على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال، وتحملت المشاق من أجل أن تمنح أبنائها مستقبلًا مشرقًا.
وأشارت رئيسة المجلس القومى للمرأة، إلى أن اختيار الحادي والعشرين من مارس ليكون عيدًا للأم لم يكن مصادفة، بل جاء متزامنًا مع بداية فصل الربيع، ذلك الفصل الذي يرمز إلى التجدد والنماء، تمامًا كما تمنح الأم الحياة لأبنائها وترعاهم ليكبروا أقوياء.
ووجهت المستشارة أمل عمار التحية لكل الأمهات، بصفة عامة، وخصت بالتقدير الأمهات المثاليات اللواتي قدمن أروع النماذج في الصبر والكفاح، و استطعن رغم التحديات أن يربين أجيالاً ناجحة ومؤثرة في المجتمع، فالأم المثالية ليست فقط من اجتهدت في تربية أبنائها، بل هي التي غرست فيهم القيم والمبادئ النبيلة، وعلمتهم حب الوطن، والإصرار على النجاح، والقدرة على العطاء دون انتظار مقابل.
كما أكدت رئيسة المجلس أن الاحتفال بهذا اليوم يعكس مدى التقدير الذي يكنه المجتمع للأم، فهو ليس مجرد لحظة فرح، بل هو اعتراف بأهمية دورها في بناء الأجيال، فالأم هي المدرسة الأولى، وهي التي تصنع الإنسان القادر على العطاء والنجاح. واليوم، نقف جميعًا احترامًا لكل أم مصرية عظيمة، لكل من تحملت المشقة، وسهرت الليالي، وضحت براحتها من أجل أبنائها، وأضافت أن الأم هي قلب المجتمع النابض، وحجر الأساس لكل نهضة وتنمية، ومن دونها لن يتحقق أي تقدم أو ازدهار.
واختتمت كلمتها: تحية تقدير وإجلال لكل أم مصرية، لكل إمرأة تحملت وصبرت وأعطت بسخاء.. أنتن شعلة الحياة ونبراس الأمل، وأساس المستقبل.. كل عام وأمهات مصر بخير، ومصر دائمًا بأمهاتها قوية ومضيئة بمستقبلها المشرق.