بغداد اليوم - بغداد

أكد الكاتب والباحث السياسي، جواد ملكشاهي، اليوم السبت (22 آذار 2025)، أن تشكيل حكومة إقليم كردستان يعتمد بالدرجة الأساس على العملية الديمقراطية والاتفاقات الداخلية بين القوى السياسية الكردية، مشددا على أن التأثيرات الخارجية، سواء من الولايات المتحدة أو إيران، تقتصر على تقديم مقترحات وأفكار دون امتلاك الهيمنة على القرار الكردي.

وقال ملكشاهي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "علاقات إقليم كردستان تقوم على التوازن مع دول الجوار والمجتمع الدولي، دون الانحياز إلى أي محور"، مشيرا إلى أن "حكومة الإقليم لطالما سعت إلى بناء علاقات إيجابية مع جميع الأطراف".

وأضاف، أن "الأحزاب الكردستانية تمتلك رؤاها السياسية المستقلة، وتبني علاقاتها الخارجية وفق توجهاتها الخاصة، مما يجعل تشكيل الحكومة ناتجا عن توافقات داخلية أكثر من كونه خاضعا لضغوط خارجية".

وبخصوص مدى تأثير واشنطن وطهران في ملف تشكيل الحكومة، أوضح ملكشاهي أن "كلا الدولتين ترغبان في تسريع العملية السياسية، لكن القرار النهائي يظل بيد الأحزاب الكردية"، مستشهدا بتأخير المفاوضات بين الحزبين الرئيسيين رغم الاهتمام الأمريكي والإيراني بإنجاز التشكيل الحكومي سريعا".

وأشار إلى أن "طهران، مثل واشنطن، لديها قنواتها الدبلوماسية للتأثير على المشهد السياسي في الإقليم، إلا أن عدم تشكيل الحكومة حتى الآن يعكس حقيقة أن القرار الكردي مستقل ولا يخضع بالكامل لأي جهة خارجية".

ويتمتع إقليم كردستان بحكم ذاتي منذ عام 1991، ويخضع لنظام سياسي تعددي، حيث يتنافس الحزبان الرئيسيان، الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، على النفوذ في الحكومة والإدارة.

إيران والولايات المتحدة، وفق ما يرى متتبعون، من أبرز اللاعبين الدوليين في الإقليم، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز نفوذها في كردستان، خاصة بعد التطورات في سوريا ولبنان، فيما تعمل طهران على حماية مصالحها الاستراتيجية عبر علاقاتها مع بعض الأحزاب الكردية.

ومع كل انتخابات، تتزايد التكهنات حول الجهة الأكثر تأثيرا في تشكيل الحكومة، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن القرار النهائي غالبا ما يكون بيد الأحزاب الكردية التي تخوض مفاوضات معقدة للوصول إلى توافقات بشأن توزيع المناصب وإدارة الإقليم.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: تشکیل الحکومة

إقرأ أيضاً:

تغير إيجابي في لغة واشنطن وطهران لكن الشيطان يكمن في التفاصيل

لا يبدو التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران قريبا ولا سهلا، رغم حالة التفاؤل التي أبداها الطرفان بعد جولة المفاوضات غير المباشرة التي جرت بينهما في العاصمة العمانية مسقط اليوم السبت.

بَيد أن هذه النبرة التي يتحدث بها الجانبان تعطي انطباعا بأن شبح الحرب والتلويح بها قد تراجع لصالح المفاوضات التي يقول مراسلا الجزيرة في واشنطن محمد العلمي وفي طهران عبد القادر فايز إنها لن تكون سهلة.

فقد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المفاوضات غير المباشرة كانت بناءة وفي محيط هادئ ومحترم وأن الوفدين تحدثا لعدة دقائق عند المغادرة من مقر المحادثات وأنهما أظهرا التزاما بدفع المحادثات نحو اتفاق يرضي الطرفين وعلى أساس متكافئ.

كما قال البيت الأبيض إن المحادثات كانت إيجابية وبناءة جدا، وأضاف أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أكد لعراقجي أنه تلقى تعليمات من الرئيس دونالد ترامب بحل خلافات البلدين عبر الحوار والدبلوماسية إن أمكن.

وأضاف في بيان أن الحديث المباشر الذي جرى بين ويتكوف وعراقجي "كان خطوة إلى الأمام من أجل تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين"، وأن الجانبين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى يوم السبت المقبل، مؤكدا وجود قضايا بالغة التعقيد مع إيران.

إعلان

بدوره، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن بلاده توسطت لبدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بهدف مشترك يتمثل في التوصل إلى اتفاق عادل وملزم.

وأضاف في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" أن المفاوضات جرت بشكل ودي ساعد على تقريب وجهات النظر بما يحقق السلام والاستقرار في نهاية المطاف.

I am proud to announce that today in Muscat we hosted Iranian Foreign Minister Dr. Seyed Abbas Araghchi and US Presidential Envoy Steve Witkoff and mediated to begin a process of dialogue and negotiations with the shared aim of concluding a fair and binding agreement. I would…

— Badr Albusaidi – بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) April 12, 2025

مفاوضات لن تكون سهلة

ورغم الاعتراف بوجود لغة إيجابية من الطرفين، فإن مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي يؤكد أن الشيطان لا يزال يعيش بشكل كامل في التفاصيل بين البلدين.

ووفقا للعلمي فإن الشيء الجيد في جولة المفاوضات الأخيرة هو أنها قفزت على رغبات بعض المتطرفين في الحكومة الأميركية وخارجها، وأيضا رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يريد قصف منشآت إيران النووية أو تفكيكها ونقلها للخارج على غرار ما فعله الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

لكن المفاوضات لن تكون سهلة كما هو الحديث عنها برأي العلمي لأن الاتفاق الأول بين الجانبين والذي انسحب منه ترامب، استغرق سنوات من أجل التوصل إليه، وشهورا من أجل الانسحاب منه، ثم فشلت إدارة جو بايدن خلال 4 سنوات كاملة في إحيائه مجددا.

ويعزو العلمي صعوبة هذه المفاوضات إلى وجود الكثير من التفاصيل التقنية التي لا يفهمها إلا الخبراء النوويون، ويرى أن هناك بداية مشجعة من الجانبين اللذين وضعا خطوطا عريضة للمباحثات التي ستمثل عقبة في حد ذاتها، كما يقول العلمي.

ويكمن الجانب الإيجابي برأي العلمي في أن جولة يوم السبت تناولت بالتأكيد كل جوانب الخلاف بين البلدين بما فيها صواريخ إيران ونفوذها في المنطقة ومن ثم فإن حديثهما عن إيجابية هذه المفاوضات ربما يعني أنهما بصدد الانتقال إلى مناقشة تفاصيل تجاوز هذه الخلافات، وهي نقاشات لن تكون سهلة، برأيه.

إعلان

الرأي نفسه ذهب إليه مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز بقوله إن الشياطين لا تغادر التفاصيل بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن هذا التغير في لغة البلدين يشي بأنهما قررا المضي قدما في المفاوضات.

ووفقا لفايز، فإن حديث البلدين عن هذه المفاوضات إيجابي وبناء ويعول عليه، لكنه لا يعني أبدا سهولة التوصل لاتفاق وتجاوز الخلافات التي قد تظهر في الجولات المقبلة.

ومع ذلك، يعتبر فايز أن الجولة الأولى من المفاوضات تمثل اختراقا يمكن التعويل عليه من الجانبين في الوصول إلى مرحلة جديدة من العلاقات.

فإيران -كما يقول- تريد مفاوضات تقوم على الاحترام والجدية، تفتح الباب أمام اتفاق مما يعني تراجع شبح الحرب والتهديد بها، وهذا يعني -برأيه- اقتصادا إيرانيا أفضل ومجتمعا أقل قلقا، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هذا التفاؤل حذِرا بالنظر إلى تاريخ المفاوضات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • السوداني يبلغ الكونغرس دعم بغداد لمفاوضات واشنطن وطهران
  • تغير إيجابي في لغة واشنطن وطهران لكن الشيطان يكمن في التفاصيل
  • قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط سد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
  • قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط شد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
  • ابو الغيط يلتقي رئيس إقليم كردستان العراق
  • القاهرة الإخبارية: المحادثات الأولية بين واشنطن وطهران شهدت نتائج إيجابية
  • المزوغي: من الضروري تشكيل حكومة كفاءات ومشروع وطني موحد
  • ساعات حاسمة في عُمان... واشنطن وطهران تختبران الحوار في بيئة مشحونة
  • رئاسة الجمهورية: لقاء جمع رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع ومعالي وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني مع رئيس إقليم كردستان العراق السيد نيجيرفان بارزاني، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي
  • غدا.. سلطنة عُمان تحتضن محادثات جديدة بين واشنطن وطهران