آخر حلقات مجالس «الداخلية» تناقش التمكين الحكومي للأسرة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أبوظبي: «الخليج»
اختتمت الجمعة مجالس وزارة الداخلية الرمضانية لهذا العام في دورتها الرابعة عشرة، وجاءت بعنوان «الأسرة الإماراتية.. مسؤولية وطنية مشتركة»، وناقشت عدداً من المحاور والمواضيع التي تصب في إثراء الحوار وجهود تعزيز حماية الأسرة والأفراد والتمكين المجتمعي، والإسهام في تحقيق أهداف عام المجتمع.
وآخر النقاشات، تناولت موضوع «التمكين الحكومي للأسرة» باستعراض محور البرامج الوطنية للأمومة والطفولة، والمبادرات الحكومية الداعمة للأسرة، والخدمات الاجتماعية المساندة للأسرة.
انعقدت المجالس في كل أنحاء الدولة، بتنظيم مكتب ثقافة احترام القانون بالإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة، وإدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة للإسناد الأمني بوزارة الداخلية.
مجلس بن ركاض
ففي العين، استضاف الشيخ محمد حمد بن ركاض العامري، مجلس الوزارة، وأداره الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، وحضره العقيد الدكتور علي الزعابي، مدير إدارة المتابعة الشرطية بوزارة الداخلية، وخالد الكعبي، من مؤسسة التنمية الأسرية، والمقدم الدكتور سعيد الجنيبي، المحاضر بكلية الشرطة، وحميد الكندي، من القيادة العامة لشرطة الشارقة.
وأجمع المتحدثون على أن دولة الإمارات تملك سجلاً ناصعاً في أخذ زمام المبادرة، وتوفير كل السبل لتأمين حماية النساء والأطفال. مؤكدة ذلك بالاهتمام الكبير الذي يوليه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برئاسة «أم الإمارات»، سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية للأم والطفل، حتى أصبحت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى في إيجاد السبل الكفيلة لرعاية النساء والأطفال.
وأشار المتحدثون إلى المبادرات الحكومية والخدمات الاجتماعية الداعمة والمساندة للأسرة التي تقدمها الدولة عبر الجهات والهيئات والمؤسسات المعنية لدعم استقرار الأسرة، وتعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، حيث تتنوع هذه الخدمات بحسب الفئة المستهدفة، وتقدّمها لكل فئات الأسرة.
وأوصوا بأهمية تعزيز جهود الأسر الإماراتية بدورها الأصيل في تربية أبنائها من حيث الرقابة الأبوية وتكاتف الآباء والأمهات في تحقيق هذه المسؤوليات.
مجلس العين
وفي مجلس العين الذي استضافه مصبح الكعبي، وأداره الإعلامي محمد الأحمد، وشارك فيه العقيد أحمد الكعبي، من القيادة العامة لشرطة أبوظبي، والدكتور يوسف عمر، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والمقدم حسن البدوي من برنامج خليفة للتمكين «أقدر»، والدكتور حسين السرحان، المستشار في التوجيه الأسري، فقد أشار فيه المتحدثون إلى توجيهات القيادة الرشيدة وحرصها على مواصلة الارتقاء بواقع ومستقبل المجتمع الإماراتي وفق استراتيجيات عمل ومبادرات ريادية ومنظومة مجتمعية تعزز التمكين الحكومي للأسرة وتقدم خدمات متميزة للأفراد.
كما أكدوا أهمية الدّور المحوري للأسرة ركيزةً للاستقرار المجتمعي والأمن، مشيرين إلى وجود تحديات تفرضها التطورات والتغييرات، لذا فإن من الضرورة تعزيز مساعي إعداد الأسر الإماراتية الواعية لمستقبل آمن ومستقر وفق استراتيجيات تراعي التطورات الحالية والمستقبلية.
مجلس دبي
استضافت منى حماد، عضو المجلس الوطني الاتحادي، مجلس الوزارة النسائي، الذي انعقد في دبي، وأدارته الإعلامية سماح أحمد. وشاركت فيه الشيخة فاطمة بنت حشر آل مكتوم، والشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم، وعضوات المجلس الوطني: آمنة العديدي، وعائشة اليتيم، ومنى طحنون. وموزة غباش المهيري، رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي والتعليمي، والشيخة عائشة سعيد الشرقي، مديرة فرع البرامج التأهيلية بإدارة مؤسسة الأحداث، وميثاء الشامسي، المديرة التنفيذية لقطاع التمكين بهيئة تنمية المجتمع، وفاطمة بو هارون الشامسي، من القيادة العامة لشرطة دبي، والدكتورة لمياء الزعابي من وزارة الداخلية، والرائد الدكتورة مريم الحمادي، عضو هيئة التدريس بكلية الشرطة.
حيث أكدن أن تجربة الإمارات في الدعم الاجتماعي توفر مظلة وحماية للمجتمع وأفراده، بما تقدمه من خدمات حكومية ودعم اجتماعي للأسر، وبرامج متميزة تسهم في وقاية وحماية المجتمع. كما استعرضن جهود الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية بما تقدمه للأمومة، ودور برامج التمكين في تحقيق حياة كريمة للأسر بما يعزز الأمن والاستقرار المجتمعي، ويرفع مستويات الرفاهية ويسهم بصورة إيجابية في توفير شبكة أمان اجتماعي.
وأوصين بضرورة تعزيز تمكين المؤسسات للأسرة بتكثيف المبادرات الموجهة لها، وتعزيز المشاريع الداعمة ومبادرات العمل المرن، والتوسع في المحاضرات والدورات التوجيهية للأسرة والأفراد والنشء خاصة في التأهيل وغرس العادات الإيجابية والسلوكيات الحسنة.
مجلس عجمان
وفي عجمان استضافت وفاء الشامسي، مجلس الوزارة، وأدارته الإعلامية أميرة محمد، وشاركت فيه، الشيخة عزة عبدالله النعيمي، والمستشارة الأسرية عائشة آل علي، والدكتورة رضية الرئيسي، رئيسة قسم الإصلاح الأسري، والنقيب الدكتورة عشبة الكتبي، من القيادة العامة لشرطة الشارقة، ووفاء الحوسني، مديرة مركز الدعم الاجتماعي في عجمان.
وأكدت المتحدثات ريادة الدولة في مواصلة تكامل الأدوار، والمسؤولية المشتركة، منظومة متكاملة للمؤسسات والأفراد لتسهم في تحقيق أثر اجتماعي مستدام يعزز مسيرة التنمية والاستقرار والتلاحم المجتمعي، وأعربن عن تثمينهن لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على دعمهم المستمر للأسرة بالمبادرات والسياسات المتنوعة التي تشمل جميع الفئات، ما يعزز استقرار الأسرة وتمكينها، وأكدن أهمية تماسك الأسرة وترسيخ قيم المودة والرحمة بين أفرادها، حيث إن الأسرة الدرع الحامية للمجتمع، وبناء الأجيال يبدأ من تربية العقول وصناعة الوعي، وهو ما تسعى الدولة لتحقيقه عبر البرامج الصحية والاجتماعية التي تضمن أسراً متماسكة ومستقرة.
ودعت المشاركات إلى تعزيز دور المؤسسات في برامج التوعية الأسرية والاجتماعية، وترسيخ القيم والمفاهيم الصحيحة لدى النشء لحمايتهم من المخاطر المجتمعية والجرائم الإلكترونية، وتعزيز دور الأسرة بفتح قنوات الحوار والاستماع الجيد للأبناء، ومتابعة اهتماماتهم وتوجيههم، لما لذلك من أثر كبير في حمايتهم من المخاطر.
مجلس رأس الخيمة
واستضاف اللواء المتقاعد عبد السلام الشحي، مجلس الوزارة الذي انعقد في رأس الخيمة، وأداره الإعلامي محمد غانم، حيث حضره العميد أحمد الصم النقبي، المدير العام للعمليات المركزية بشرطة رأس الخيمة، والعقيد سيف الخريباني النعيمي، نائب المدير العام للإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية، والعقيد سالم النعيمي، مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، والعقيد الدكتور أحمد الطنيجي، مدير إدارة الدعم الاجتماعي الاتحادية، ويوسف الشحي، من وزارة العدل، والدكتور سيف الشفيري، من القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة.
وأكد المتحدثون ضرورة وجود منظومة عمل تكاملية بين القطاعين العام والخاص في تمكين الأسرة، وتقديم المساندة والدعم الاجتماعي. مشيرين إلى أهمية تعزيز المبادرات المجتمعية وتنوعها لتمكين الأسرة وحمايتها وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، وأشاروا إلى أن من أهم مقومات المجتمع المترابط الأسرة المترابطة، لأن الأسرة السعيدة أهم عوامل المجتمع المزدهر، مدعاة لبناء مجتمع متعلم وآمن، أساسه الأسرة المتعلمة الواعية والسعيدة.
مجلس أم القيوين
وفي أم القيوين، استضاف سلطان راشد آل علي، مجلس الوزارة، وأداره الإعلامي محمد الكعبي، وحضره محمد عيسى الكشف، عضو المجلس الوطني، والعميد سعيد بن عران، المدير العام للعمليات الشرطية بشرطة أم القيوين، وعبد الله الأنصاري، مدير مركز إرادة للعلاج والتأهيل بدبي، والعقيد سيف سالم آل علي، مدير إدارة المؤسسة الإصلاحية والعقابية في أم القيوين، والمستشار محمد يوسف الشاعر، من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والرائد سيف آل علي، من القيادة العامة لشرطة أم القيوين، والدكتور عبدالله عوض عبد الله، عضو هيئة التدريس بكلية الشرطة.
وقال المتحدثون إن جهود دولة الإمارات في التمكين المجتمعي، عبر المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، يرسخ رؤيتها بأن تكون من أفضل الدول تمكيناً للمجتمع بكل فئاته، ودعم وتوفير أفضل جودة حياة للمجتمع.
وقالوا إن تواصل العمل في إطلاق المبادرات الحكومية، عبر عمل تكاملي في تمكين الأسرة وتقديم المساندة لأفراد المجتمع، يعزز الحماية والسلامة العامة، ويوفر البيئة الآمنة لتمكين المجتمع ويعزز جودة الحياة.
وأكدوا ضرورة تعزيز الحوارات والمناقشات خاصة لدى النشء والشباب، ومشاركة الجميع في المبادرات لتنوع الأفكار من جهات مختلفة، حتى تتمكن من تنفيذ هذه الأفكار الرائدة، وتأكيد تكثيف المجالس الرمضانية والمجالس الأخرى خلال العام، حيث تعد ضمن المبادرات والمخرجات الأساسية لدعم الأسر وتحفيز الأفراد والمؤسسات، وتعزيز مفهوم التلاحم والترابط الأسري والتفاهم بين أفراد الأسرة.
مجلس الفجيرة
واستضافت شيخة سعيد الكعبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، مجلس الوزارة النسائي في الفجيرة، وأدارته الإعلامية علياء الفلاسي، وحضرته ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني، وعائشة محمد الملا، عضو المجلس الوطني سابقاً، والدكتورة مریم الهاشمي، من القيادة العامة لشرطة الفجيرة، ونوال الزيودي، من وزارة العدل، وفاطمة الشامسي، خبيرة تدريب، والدكتورة مريم الكعبي، من القيادة العامة لشرطة الفجيرة.
وأكدت المتحدثات أن دولة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة حريصة على توفير مستويات العيش الكريم لجميع الأفراد والأُسر، حيث تقدم المؤسسات الحكومية المعنية مبادرات داعمة تعزز جودة حياة المواطنين والمقيمين، والإنسان هو الثروة الحقيقية، وأساس التنمية الشاملة والمستدامة.
ودعون إلى الاستفادة من المجلس بصورة تعزز المشاركة، بعرض مباشر لنشر التوعية لأكبر عدد ممكن، والاستمرار في عقدها لتحقيق التواصل الإيجابي ونشر التوعية المجتمعية، وتعزيز السياسات لتكون أكثر مرونة مثل إجازات أسرية مرنة، ودعم العمل عن بعد، ما يعزز قدرة الأسر على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وتوسيع نطاق خدمات التوعية لتشمل معلومات تثقيفية شاملة عن رعاية المواليد، والسلامة الرقمية.كما دعت المشاركات إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والصحية، وربطها، وتحسين الأمان الرقمي والتفاعل التقني، بإدخال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لمراقبة المحتوى غير المناسب، وتعزيز آليات التفاعل الإيجابي والرقمي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات وزارة الداخلية شهر رمضان من القیادة العامة لشرطة عضو المجلس الوطنی وزارة الداخلیة دولة الإمارات مجلس الوزارة رأس الخیمة أم القیوین مدیر إدارة فی تحقیق آل علی
إقرأ أيضاً:
“عام المجتمع ” ..المجالس ” منصات حية لترسيخ منظومة القيم الإماراتية
تزامنا مع اعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تخصيص عام 2025 ليكون “عام المجتمع” في دولة الإمارات، زادت وتيرة نشاط المؤسسات الاجتماعية والخيرية المعنية في إمارة أبوظبي ، وسارعت نحو اعتماد عدد من البرامج المجتمعية والإعلان عن أنشطة وفعاليات تعكس روح تلك المبادرة عبر المجالس .
مبادرات حضارية غير مسبوقة
وأكد الباحث محمد سعيد الرميثي، ان مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة السنوية تستثير الهمم والإبداع وتدفع نحو المزيد من التطور، وتعد منصات حية لترسيخ منظومة القيم الإماراتية، ومصدرا لإلهام الأجيال وتحفيزهم نحو تبني نمط حياة يرسخ معنى الخير والعطاء والتجديد والطموح والتآزر والتلاحم.
وشدد على ان مبادرة “عام المجتمع” رؤية كريمة جاءت لغرس المعاني والقيم والمبادئ، وتعزيز وتمكين الأصالة الوطنية وروح التعاون والألفة والمودة والمحبة بين جميع شرائح المجتمع الإماراتي، انطلاقا من القناعة العالمية، وهي أن قوة الدول والأمم لا تكمن في مواردها فقط، بل في الروح الجماعية لشعبها، وفي تماسكه والتفافه حول قيادته .
وقال: “المجالس” خير وسيلة وأداة تجسد روح المبادرة، وما تحمله من معاني تشجع كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة على تبني ثقافة التطوع والتكافل والعطاء والتمسك بالقيم الأصيلة، وكرم الضيافة وطيب المعشر والبذل والتسامح، والخدمة المجتمعية والمسؤولية المشتركة نحو الإمارات، وتعزيز الترابط الأسري والتعاون المجتمعي، لدعم مسيرة وطن قوي ومتماسك ومزدهر.
وأضاف: مجالس حكام الإمارات لا ترد صاحب الحاجة، وأبوابها مفتوحة للترحيب والاستماع إلى كافة شرائح المجتمع، وسرعة الاستجابة و هو أسلوب استثنائي جعل الإمارات نموذجا متفردا في التلاحم المجتمعي الحقيقي.
مجالس الأحياء لا تخطئها العين
وأشار الرميثي إلى أن مشاريع “مجالس الأحياء” في إمارة ابوظبي لا يمكن أن تخطئها العين، وتعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة الحكومية المميزة، تهتدي بهديها وتسير على نهجها بهدف تجسيد رؤيتها الرشيدة على أرض الواقع من خلال مشاريعها وخدماتها، وخصوصا على صعيد تعزيز منظومة البنية الاجتماعية والثقافية في مدينة ابوظبي وضواحيها، والمساهمة في دعم التنمية المستدامة وإيجاد المرافق الخدمية التي تلبي تطلعات المجتمع وتحقق أسباب السعادة لجميع السكان.
وقال: الحمدالله المجالس في إمارة ابوظبي طالها التطور والتحديث وتوسعت دائرة نشاطها، فبعد أن كانت مقتصرة على المجالس الفردية ظهرت حديثا مجالس الأحياء الحكومية، وطبيعي مع مرور الوقت تغير شكلها، وأصبحت أيقونات معمارية واجتماعية تتزين بها العاصمة ومناطقها المختلفة، وتبدل دورها التقليدي إلى دور أكثر حداثة وتطورا، وتحولت من مجالس تقليدية إلى مجالس خدمية وعامة تستوعب التحول الرقمي، واستطاعت إدماج الأدوات التكنولوجية والأنظمة الرقمية في خدماتها المجتمعية لجعلها أكثر حداثة وكفاءة.
ووفقا للإحصائيات الرسمية يوجد 68 مجلسا في إمارة ابوظبي، منها 30 مجلسا تعمل في مدينة ابوظبي وضواحيها، وفي منطقة العين يوجد 32 مجلسا، وفي منطقة الظفرة 6 مجالس، تقدم خدمات تنظيم الاعراس ومناسبات العزاء وحجز القاعات متعددة الاستخدام، وتوفر مكتباتها خدمات القراءة بالإضافة إلى إقامة الندوات والفعاليات المختلفة.
أقدم المجالس في إمارة ابوظبي
وحول تاريخ المجالس في إمارة ابوظبي.. قال الباحث محمد سعيد الرميثي: تاريخ المجالس في إمارة ابوظبي ضارب في القدم، ويعد مجلس الشيخ زايد بن خليفة، المعروف بالشيخ زايد الأول، من أقدم المجالس في الإمارة حيث قام بتأسيسه في قصر “الحصن” لكي يستضيف اجتماعاته الدورية، كما حرص على أن يستقبل الأهالي في مجلسه الذي كان مفتوحا للجميع، ولطالما تردد عليه الناس ليستمع إلى مطالبهم، ويقف على أحوالهم ويفصل في خلافاتهم، كذلك كان المجلس مكانا لتبادل الأخبار والقصص وإلقاء الشعر.
وأضاف: قصر “الحصن” شهد إلى جانب مجلس الحاكم؛ مجالس أخرى، منها مجلس للنساء، حيث استضافت الشيخة سلامة بنت بطي، المجلس النسائي في إحدى الغرف القريبة من غرفتها الخاصة، وكان يضم صفوة سيدات المجتمع من مواطنات أو مقيمات وزائرات.
وأشار الى انه ورد ذكر مجلس المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في كثير من المراجع الأجنبية، وتحدث عنه الرحالة البريطاني مبارك بن لندن “ولفرد ثيسجر”، الذي قابل المغفور له الشيخ زايد عامي 1945 و1952 تحت ظل شجرة غاف معمرة اتخذها المغفور له مجلسا أمام قصر المويجعي في مدينة العين، ثم جاء ذكر مجلس الشيخ زايد الكائن في مستشفى الواحة بمدينة العين كمعلم بارز، ويقع المجلس عند مدخل مستشفى الواحة، ويحتوي على معرض للصور يجسد مراحل تطور المدينة وتاريخ قطاع الرعاية الصحية.
وقال الرميثي: يعد المجلس جزءا أساسيا من حياة الإماراتيين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وحرص الحكام والجهات المسؤولة وأفراد المجتمع على استدامة دوره، وأدرجته اليونسكو ضمن قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي عام 2015.
تراث تناقلته الأجيال
و قال المواطن شبيب بن حمد الدرمكي من مدينة العين: أسس والدي مجلسه في منطقة القطارة منذ سبعينات القرن الماضي، ومازال قائما حتى اليوم، ومعروف انه من أقدم المجالس في مدينة العين، وأهمية المجلس منذ القدم لا تقاس بمساحته، ولكنه يقاس بأهله ورجالاته، وقد ترددت على مجلسنا أجيال تعلمت فيه حكمة الرجال واخلاقهم واستمعوا إلى تجارب الآباء والأجداد الثرية.
وأضاف: لا شك أن المجالس تراث تناقلته الأجيال وحافظت عليه، وطبيعي مع مرور الوقت لم يتغير شكل المبنى فقط بل طبيعة أهله أيضا، ولكن مازال ملتقى الجيران والاقارب وأهل الحي لمناقشة المواضيع الملحة، كما تعتبر المجالس مدارس للعادات والتقاليد الإماراتية نشأت فيها الأجيال، وتعلمت بين جدرانها العادات والتقاليد، وشهدت حلقات للشورى وحافظت على الثقافة الإماراتية والهوية الوطنية، وتعد بمثابة صالونات ثقافية.
وأكد الدرمكي انه فور الإعلان عن مبادرة “عام المجتمع” زاد حرص المسؤولين واهتمام المشرفين على إعادة إحياء دور المجالس في الإمارة ثقافيا واجتماعيا، وذلك انطلاقا من أهميتها وتاريخها الاجتماعي المشرف، ولما عرف عنها منذ القدم استضافتها لعابري السبيل وتقديم كرم الضيافة، ودورها في إثراء الحياة الاجتماعية وبما تحمله من دلالات اجتماعية وثقافية وتراثية.
وشدد الدرمكي على ضرورة تبنى المجالس كافة مبادرة “عام المجتمع”، وتحويل مجالس الأحياء والمجالس الخاصة إلى ملتقيات فاعلة، ومنصات مثالية لتعزيز التواصل والتلاحم المجتمعي، وصقل مهارات الشباب القيادية.وام