ذاقوا لأجل خلودهم ما ذاقوا.. صوت كويتي يصدح بساحات الجامع الأموي
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
وبصوته الذي لطالما لامس القلوب، كشف الشرهان عن محطات أساسية في مسيرته، وعلاقته بسوريا، وأثر أنشودته الشهيرة "ما وهنَّا" في وجدان الثوار، ولماذا كان سقوط نظام الأسد لحظة مؤثرة في حياته.
يعود الشرهان بالذاكرة إلى اللحظة التي أنشد فيها لأول مرة أبيات "ذاقوا لأجل خلودهم ما ذاقوا"، تلك الكلمات التي لم يكن يدرك حينها أنها ستصبح أيقونة يرددها الشباب في ساحات الحرية.
"كنت متفائلا بطريقة غير عادية"، يقولها الشرهان وهو يستعيد تغريدته القديمة التي كتب فيها: "أحلم أن تكون هذه الأنشودة هي أنشودة النصر"، لكن القدر شاء أن تمتد رحلتها لسنوات، حتى صارت نشيدا يبعث الأمل في القلوب.
لم تكن "ما وهنَّا" مجرد أنشودة، بل شهادة حية على ثبات الحالمين بالحرية، وقد تجلت قيمتها عندما رُددت في الجامع الأموي، وهي لحظة لم يتمالك الشرهان دموعه عند رؤيتها.
"رجع المسجد الأموي لأيدي الكرام"، قالها بصوت متهدج وهو يستذكر المشهد الذي جعل الحناجر تلهج بتلك الكلمات التي عانقت المآذن.
وأضاف: "أنا لا أنسى ذلك اليوم عندما رأيت الشباب يدخلون المسجد الأموي، ويرددون الأنشودة، شعرت أن الكلمات التي كتبتها قبل سنوات تتحول إلى حقيقة، وأن الرسالة وصلت حيث كان يجب أن تصل".
إعلان
رسالة الحرية
ومن الكويت، حيث نشأ في بيئة محافظة، إلى سوريا، حيث حمل صوته رسالة الحرية، تنقل الشرهان في مسيرته بين الفن والدعوة، متأثرا بوالده الذي دفعه للاستقامة وحمل رسالة القيم، فلم يكن الإنشاد مجرد موهبة، بل طريقا للدعوة والإصلاح.
ويشير الشرهان إلى أن مسيرته بدأت بين الأصدقاء في المخيمات الشبابية، حيث كان صوته يعلو بالحماس، قبل أن يجد التشجيع لتسجيل أعماله، في وقت لم يكن فيه للنشيد مكانة بارزة في محيطه.
ويضيف: "كانت المخيمات فرصة لصقل الموهبة، كنت أنشد بين الأصدقاء وأرى تفاعلهم، كان البعض يسخر أحيانا، لكن كان هناك من يشجع، ومن بين هؤلاء الذين دفعوني للاستمرار أصدقاء لم يكونوا معروفين إعلاميا، لكنهم آمنوا بموهبتي".
ومع كل محطة من محطات حياته، كان للقرآن الكريم حضوره، فقد كان نايف الشرهان حافظا للقرآن، وخطيبا لأكثر من 20 عاما، ويرى أن الدعوة يجب ألا تبقى كلاسيكية، بل يجب أن تواكب العصر بأدواتها، دون أن تفقد جوهرها.
وفي هذا السياق، يشير إلى ما طبقه في مشروع "بركة" لحفظ سورة البقرة، الذي كان محاولة لإحياء معاني البركة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، مضيفا "كان هدفي أن أحيي هذا المعنى في نفوس الناس، كنت أرى كيف يتغير الشباب الذين يحفظونها، وكيف يؤثر ذلك في حياتهم".
لكل عصر ذائقته
أما عن رؤيته للنشيد، فيرى الشرهان أن لكل عصر ذائقته، فكما لا يزال البعض ينجذب للأناشيد القديمة، هناك من يتأثر بالنمط الجديد، لكن الثابت أن النشيد يبقى أداة للتأثير وبث القيم.
ورغم كل التحولات، فإن "ما وهنَّا" تبقى الأنشودة الأبرز في مسيرته، إذ تجاوزت كونها لحنا لتصبح جزءا من مشهد تاريخي حافل بالتضحيات.
ويضيف: "هناك من يرى أن النشيد القديم لم يعد مؤثرا، لكن التجربة أثبتت أن لكل نمط جمهوره، والدليل أن بعض الأناشيد التي سُجلت قبل سنوات ما زالت تردد حتى اليوم، وهذا يعني أن الفن الحقيقي لا يموت، بل يعيش في وجدان الناس طالما يحمل رسالة صادقة".
إعلانويؤمن الشرهان أن دوره لا يقتصر على الإنشاد، بل يمتد إلى حمل رسالة توعوية توازن بين الفن والدعوة، وهو ما يسعى لتطويره مستقبلا عبر استكمال دراسته والحصول على إجازة في القراءات القرآنية، إلى جانب تعلم اللغات لنشر رسالته للعالم.
ويضيف في هذا السياق: "لو عاد بي الزمن 20 عاما، كنت سأركز أكثر على تعلم اللغات، لأنني أرى أن الداعية يجب أن يكون قادرا على إيصال رسالته للعالم بأكثر من لغة".
22/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأمن الأردني يعرقل مسيرة الحدود لأجل غزة.. إغلاق طرق وتفتيش مركبات (شاهد)
تجمعت عدد من المواطنين الأردنيين بالقرب من مسجد أبو عيشة على طريق المطار، استجابة لدعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن والحركة الإسلامية، للمشاركة في المسيرة المركزية التي أقيمت بعد صلاة الجمعة تحت شعار "لن نخذلهم.. دعم المقاومة حماية للأردن والأمة".
المئات يشاركون في فعالية تضامنية مع قطاع غــ ـزة بعد صلاة الجمعة من مسجد أبو عيشة في العاصمة عمّان. pic.twitter.com/rxrJeHEa3H — السبيل الإخباري (@assabeeldotnet) April 11, 2025
وكان من المقرر أن تتجه المسيرة نحو ساحة الجندي المجهول في الأغوار، تعبيرًا عن التنديد بحرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، إلا أن الأجهزة الأمنية فرضت إغلاقات على مختلف الطرق المؤدية إلى منطقة الأغوار، في محاولة لمنع وصول المشاركين إلى موقع الفعالية.
وأقامت قوات الأمن نقاط تفتيش على مداخل المحافظات، حيث تم توقيف المركبات والتحقق من الهويات الشخصية، ما أدى إلى منع آلاف المواطنين من الوصول إلى مسجد أبو عيشة ومسجد الصحابة، الذي كان نقطة تجمع بديلة للمشاركين في الفعالية.
ورغم ذلك، شهد محيط مسجد أبو عيشة تجمعات رفعت شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبالصمت العربي الرسمي حيال المجازر والتجويع الممنهج بحق الفلسطينيين.
"بدنا نحارب الكيان.... اللي عينه على عمان" هتاف جموع المشاركين في مسيرة متجهة للأغوار بالقرب من مسجد أبو عيشة-طريق المطار قبل أن يتم فضها واعتقال العديد من المشاركين ! pic.twitter.com/bQNWh6uKak — التجمّع الشبابي الأردني لدعم المقاومة (@tajammo3_jo) April 11, 2025
كما عبّر المحتجون عن استيائهم من الإجراءات الأمنية التي طالت الفعالية، بما في ذلك اعتقال عدد من المشاركين، مؤكدين أن هذه الفعالية لا تعبر فقط عن تضامن مع الشعب الفلسطيني، بل أيضًا عن وقوف إلى جانب الأردن في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.