خبير أثري يكشف الحقيقة وراء “الاكتشاف المذهل” أسفل أهرامات الجيزة
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
منذ أمس اجتاح وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار مثيرة عن اكتشاف “أعمدة ضخمة” أسفل أهرامات الجيزة، وذلك بناءً على تصريحات فريق بحثي من إيطاليا واسكتلندا.
الفريق زعم استخدام تقنية رادارية متطورة تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والاهتزازات الزلزالية الصغيرة، مما أدى إلى “اكتشاف مذهل” تحت الهضبة الأثرية الأهم في مصر.
لكن، هل هذه الادعاءات حقيقية؟ وما مدى صحتها من الناحية العلمية
نفى الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، صحة ما تم تداوله مؤخرًا حول اكتشاف “أعمدة ضخمة” أسفل أهرامات الجيزة، مؤكدًا أن هذه الأنباء تفتقر لأي دليل علمي موثق.
وقال شاكر في تصريحات خاصة لصدى البلد : “وزارة السياحة والآثار لم تصدر أي بيان رسمي بهذا الشأن، ولو كان هناك اكتشاف حقيقي، لكانت الوزارة أول من يعلن عنه، كما أن الدكتور زاهي حواس نفسه وصف هذه الادعاءات بأنها مجرد تخريف.”
وأضاف: “أي اكتشاف أثري يجب أن يستند إلى نشر علمي موثق في دوريات علمية متخصصة، وليس مجرد تصريحات إعلامية.”
وأوضح شاكر أن بناء الأهرامات يعتمد على نتوء صخري طبيعي يشكل النواة الأساسية للهرم، بسمك لا يقل عن ثمانية أمتار، مما يجعل الادعاء بوجود أعمدة ضخمة أو فراغات كبيرة تحته غير منطقي من الناحية العلمية.
واختتم قائلًا: “لم نسمع عن أي بعثة أثرية معترف بها قامت بهذا الاكتشاف، وبالتالي لا يمكن التعامل مع هذه المزاعم على أنها حقيقة علمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أهرامات الجيزة أعمدة ضخمة بيانات الأقمار الصناعية كبير الأثريين الدكتور زاهي حواس المزيد
إقرأ أيضاً:
الصين تعبث بدوران الأرض| الحقيقة الكاملة وراء الظاهرة الغامضة المثيرة للجدل
لطالما لعبت المشاريع الهندسية الضخمة دورًا رئيسيًا في تشكيل معالم كوكبنا، ولكن هل يمكن أن تمتد تأثيراتها إلى حد التأثير على دوران الأرض؟ يبدو أن الإجابة هي "نعم"، وفقًا لدراسات علمية تشير إلى أن سد الممرات الثلاثة في الصين، أكبر سد في العالم، قد تسبب في تغيير طفيف في سرعة دوران كوكبنا. فكيف يحدث ذلك؟ وما هي التداعيات الفعلية لهذا التغيير؟
مشروع عملاق بتأثير عالميسد الممرات الثلاثة هو واحد من أعظم الإنجازات الهندسية الحديثة، حيث يرتفع 185 مترًا فوق نهر اليانغتسي ويمتد على طول 2.3 كيلومتر، ويولد طاقة كهربائية هائلة تبلغ 22,500 ميغاواط، ما يعادل إنتاج الطاقة في العديد من الدول مجتمعة.
هذا السد ليس مجرد مشروع طموح للطاقة المتجددة، بل هو عامل مؤثر في الخصائص الفيزيائية للأرض، خاصة فيما يتعلق بعزم دورانها.
لفهم هذه الظاهرة، يجب الرجوع إلى قوانين الفيزياء، وبالتحديد قانون عزم القصور الذاتي. عندما يتم إعادة توزيع الكتلة على سطح الأرض، فإن ذلك يؤثر على سرعة دورانها. في حالة سد الممرات الثلاثة، فإن الخزان الضخم الذي يختزن ما يقرب من 39 تريليون كيلوغرام من المياه يعمل على تغيير توزيع الكتلة على سطح الأرض. هذا التغيير يؤدي إلى إبطاء طفيف جدًا في سرعة دوران الكوكب، حيث قدرت وكالة "ناسا" أن الفرق الناجم عن السد يصل إلى 0.06 ميكروثانية في اليوم، أو 60 نانوثانية.
ظاهرة ليست معزولةليس سد الممرات الثلاثة وحده الذي يؤثر على دوران الأرض، بل هناك عوامل بشرية وطبيعية أخرى تساهم في ذلك. فعلى سبيل المثال، الزلازل الكبرى مثل زلزال إندونيسيا عام 2004، الذي تسبب في تحريك محور الأرض بمقدار 2.5 سنتيمتر، كان له تأثير مماثل على سرعة الدوران. كما أن استخراج المياه الجوفية وبناء السدود الكبرى حول العالم كلها تلعب دورًا في تغيير توزيع الكتلة على الأرض.
التأثير البيئي والجدل القائمرغم أن التأثير على دوران الأرض دقيق للغاية ولا يؤثر على حياتنا اليومية بشكل مباشر، إلا أن سد الممرات الثلاثة يثير تساؤلات بيئية أخرى. فقد أدى إنشاؤه إلى تهجير أكثر من 1.3 مليون شخص، كما تسبب في تغييرات كبيرة في النظام البيئي المحلي. علاوة على ذلك، هناك مخاوف من أن المشروعات الهندسية الضخمة قد تؤدي إلى تأثيرات غير محسوبة على المدى البعيد.
سد الممرات الثلاثة هو مثال مذهل على قدرة البشر على تعديل الطبيعة من خلال الهندسة الحديثة. ورغم أن تأثيره على دوران الأرض طفيف جدًا، إلا أنه يمثل تذكيرًا قويًا بكيفية تفاعل النشاط البشري مع الأنظمة الطبيعية للكوكب. ومع استمرار المشاريع الضخمة في التوسع، يصبح من الضروري دراسة تأثيراتها بعناية لضمان تحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة.