نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمراسلة الشؤون العلمية، هانا ديفلين، قالت فيه إنّ: "الطاقة المظلمة، القوة الغامضة التي تُحرك تمدد الكون، تبدو آخذة في الضعف"، وذلك بحسب دراسة استقصائية قد تقلب المفاهيم الحالية للعلماء حول مصير الكون رأسا على عقب.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "نتائج فريق جهاز مطياف الطاقة المظلمة (Desi) في مرصد كيت بيك الوطني في أريزونا، إذا ما تأكّدت، ستكون لها آثار عميقة على نظريات تطور الكون، ما يفتح الباب أمام احتمال أن ينعكس تمدده الحالي في نهاية المطاف في "انكماش عظيم".



وتابع: "كما أن اقتراح أن الطاقة المظلمة قد بلغت ذروتها قبل مليارات السنين سيُبشّر بأول تغيير جوهري منذ عقود في النموذج النظري المقبول على نطاق واسع للكون".

وقال المتحدث المشارك باسم ديسي وعالم الكونيات في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، أليكسي لوتود-هارنيت: "ما نراه مثير للاهتمام للغاية. من المثير أن نعتقد أننا قد نكون على أعتاب اكتشاف كبير حول الطاقة المظلمة والطبيعة الأساسية لكوننا".

وفي السياق نفسه، أبرز التقرير: "اكتُشفت الطاقة المظلمة في أواخر التسعينيات عندما استخدم علماء الفلك انفجارات المستعرات العظمى البعيدة للتحقيق في كيفية تغير معدل التمدد الكوني بمرور الوقت. كان من المتوقع أن تُواجِه الجاذبية التمدد الجاري منذ الانفجار العظيم".


"لكن بدلا من ذلك، أشارت المستعرات العظمى إلى أن معدل التمدد يتسارع، مدفوعا بقوة مجهولة أطلق عليها العلماء اسم الطاقة المظلمة"، بحسب التقرير نفسه، مردفا أنّ: "العلماء افترضوا أن الطاقة المظلمة ثابتة، ما يعني أن الكون سيلقى نهايته في سيناريو مُقفر يُسمى: التجمد الكبير، عندما يصبح كل شيء في النهاية بعيدا جدا لدرجة أن الضوء لا يستطيع سد الفجوة بين المجرات".

واسترسل: "أحدث النتائج، التي أُعلن عنها يوم الخميس في مؤتمر القمة العالمي للفيزياء للجمعية الفيزيائية الأمريكية في أنهايم، كاليفورنيا، تُخالف هذا الرأي السائد"، مبرزا أن تلسكوب ديسي يستخدم 5000 "عين" من الألياف البصرية لرسم خريطة للكون بدقة غير مسبوقة. 

وأوضح: "يلتقط أحدث إصدار من بياناته 15 مليون مجرة، تمتد على مدى 11 مليار سنة من التاريخ، والتي استخدمها علماء الفلك لإنشاء أكثر خريطة ثلاثية الأبعاد تفصيلا للكون حتى الآن".

إلى ذلك، تشير النتائج إلى أن الطاقة المظلمة بلغت ذروتها عندما كان عمر الكون حوالي 70% من عمره الحالي، وهي الآن أضعف بنحو 10%. هذا يعني أن معدل التمدد لا يزال يتسارع، لكن الطاقة المظلمة تتراجع تدريجيا.

من جهته قال عالم الكونيات في جامعة دورهام وعضو في مشروع ديسي، كارلوس فرينك: "ما نكتشفه هو أنه، نعم، هناك شيء يدفع المجرات بعيدا عن بعضها البعض، لكنه ليس ثابتا. إنه آخذ في التناقص".

وبحسب التقرير فإنه: "لا تُلبي النتائج ما يُسمى بعتبة الخمسة سيغما لليقين الإحصائي، وهي المعيار الذهبي في الفيزياء لادعاء اكتشاف. لكن الكثيرين في هذا التعاون قد انتقلوا في الأشهر الأخيرة من موقف الشك إلى دعم النتيجة بثقة".


وقال فرينك: "لستُ مترددا. لقد دققتُ في البيانات بعناية. بالنسبة لي، هذه نتيجة قوية. نحن نشهد إسقاط النموذج القديم وظهور نموذج جديد".

أيضا، كان عالم الكونيات في جامعة إدنبرة وزميل ديزي، جون بيكوك، وهو الذي أعرب عن شكوكه بشأن تطور الطاقة المظلمة في اجتماع الجمعية الملكية العام الماضي، مقتنعا بالمثل. قال: "الادعاءات المتطرفة تتطلب أدلة متطرفة. لا يوجد شيء تقريبا في العلم أراهن عليه. لكنني أراهن بألف جنيه إسترليني على هذه النتيجة".

ووفق التقرير فإنه: "لا يزال آخرون يُحجمون عن إصدار أحكامهم"، فيما قال جورج إفستاثيو من جامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في النتائج: "استنتاجي من هذا التحليل هو أن القياسات لا تقدم حتى الآن أدلة قاطعة على تطور الطاقة المظلمة. قد تكون كذلك مع مراكمة ديسي للمزيد من البيانات".

وأبرز: "إذا استمرت الطاقة المظلمة في التناقص حتى تصبح سالبة، فمن المتوقع أن ينتهي الكون بسيناريو الانفجار العظيم العكسي المعروف باسم الانكماش العظيم".

"لا يعرف العلماء سبب تراجع الطاقة المظلمة، التي يُقدر عموما أنها تُشكل حوالي 70 في المئة من الكون -بينما يتكون الباقي من المادة المظلمة والعادية- أو ما إذا كان هذا يُشير إلى تغير قوانين الفيزياء أو إلى غياب عنصر أساسي منها" أكد التقرير ذاته.


وقال عالم الفلك في جامعة يونيفيرستي كولدج وزميل ديزي، عوفر لاهاف: "من الإنصاف القول إننا لا نملك أدنى فكرة عن ماهية المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة. فنظرية الطاقة المظلمة الثابتة تُمثل تحديا كبيرا أصلا. وشعوري هو 'كأن الأمور ليست معقدة بما فيه الكفاية'".

وختم مبرزا: "ولكن يُمكننا أيضا النظر إليها بإيجابية. لقد ظللنا عالقين لمدة 20 عاما مع الطاقة المظلمة. والآن، لدى الفيزيائيين أسئلة جديدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الطاقة المظلمة دراسة جديدة الطاقة المظلمة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطاقة المظلمة فی فی جامعة

إقرأ أيضاً:

الأطفال يتذكرون أكثر مما يعتقد بحسب دراسة جديدة

تشكل سنوات الحياة الأولى فترة من التعلم المكثف لكن البشر لا يتذكرونها عموما، وهذه نظرية تعرف بفقدان الذاكرة الطفولي. وفيما أظهرت دراسة جديدة نشرت الخميس في مجلة « ساينس » أن الأطفال يكونون ذكريات بشكل جيد، يبقى السؤال المطروح هو سبب صعوبة تذكر هذه الذكريات في مرحلة لاحقة من الحياة.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول نيك تورك براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمعد الرئيسي للدراسة « لطالما أثارت هذه الفجوة الغامضة في تاريخنا الشخصي اهتمامي ».

في عمر السنة تقريبا، يظهر الأطفال قدرات تعلمية استثنائية، إذ يكتسبون اللغة، ويمشون، ويتعرفون على الأشياء، ويقيمون روابط اجتماعية… »ومع ذلك، لا نتذكر أيا من هذه التجارب »، بحسب براون.

يعتبر سيغموند فرويد، مؤسس علم النفس التحليلي، أن الذكريات الأولى تصبح غير قابلة للعودة إلى الوعي بسبب آلية كبت. لكن بحسب النظريات الحديثة، يعد قرن آمون، وهو جزء من الدماغ ضروري للذاكرة العرضية ولا يتطور بشكل كامل خلال مرحلة الطفولة المبكرة، المسؤول عن عدم تذكر الذكريات الأولى.

استند العلماء على دراسات سلوكية سابقة أظهرت أن الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن ذكرياتهم، يميلون إلى النظر لفترة أطول إلى الأشياء المألوفة لهم والتي يتذكرونها.

وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسات حديثة أجريت على نشاط دماغ فئران أن الإنغرامات- وهي تكوينات للخلايا التي تخزن الذكريات- تتشكل لدى الفئران الصغيرة لكن يصبح من الصعب الوصول إليها مع مرور الوقت.

كان من المستحيل حتى اليوم مراقبة الأطفال الذين لا يحافظون على هدوئهم عند إخضاعهم لجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ (fMRI)، الذي يراقب تدفق الدم لرؤية نشاط الدماغ.

للتغلب على هذه العقبة، استخدم فريق نيك تورك براون تقنيات حسنها مختبره مع الوقت، وهي اللهايات المصاصة، ودمى محشوة على شكل حيوانات، وأنماط مرسومة في الخلفية لإبقاء انتباه الأطفال.

أجرى الباحثون مئات الجلسات للتعويض عن أن صورا كثيرة كانت لا تزال غير واضحة رغم كل شيء.

وقد شارك 26 طفلا، نصفهم لا تتخطى أعمارهم سنة ونصف سنة، الآخر أكبر من سنة، في التجربة التي تضمنت إجراء مسح ضوئي لأدمغتهم.

في البداية، عرضت عليهم صور لوجوه أو أغراض. وفي وقت لاحق، عرضت أمامهم صورة سبق لهم رؤيتها مع صورة جديدة.

يقول الباحث « لقد قمنا بقياس الوقت الذي أمضوه في التمعن بالصور المعروفة لهم، وهذا هو مقياسنا لفهم ذكرياتهم للصورة المعنية ».

ومن خلال فحص نشاط الدماغ عند مواجهة إحدى الذكريات، يؤكد العلماء أن قرن آمون كان نشطا في تشفير الذاكرة منذ سن مبكرة جدا.

وكانت هذه الحال بالنسبة إلى 11 من أصل 13 طفلا تزيد أعمارهم عن سنة واحدة ولكن ليس بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن عام. ولاحظ الباحثون أن الأطفال الذين كانوا أفضل في الحفظ لديهم نشاط أكبر في قرن آمون.

وقال نيك تورك براون « ما يمكن استنتاجه من دراستنا هو أن الأطفال لديهم قدرة على تشفير الذكريات العرضية في قرن آمون بدءا من عمر 12 شهرا تقريبا ».

وكتب الباحثان آدم رامساران وبول فرانكلاند في مقال مصاحب للدراسة « لا يمكن الاستهانة ببراعة نهجهم التجريبي ».

لكن الغموض لا يزال يحيط بمصير هذه الذكريات الأولى. فربما لم تثبت بشكل كامل في التخزين طويل المدى أو ربما تكون موجودة لكن لا يمكن الوصول إليها.

يميل نيك تورك براون إلى الفرضية الثانية ويقود دراسة جديدة لتحديد ما إذا كان الأطفال الرضع والصغار يتعرفون على الصور التي سبق لهم رؤيتها.

وتشير النتائج الأولية إلى أن الذكريات تظل قائمة ربما حتى سن الثالثة قبل أن تتلاشى. ويبدي الباحث رغبته الكبيرة في معرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تنشيط أقسام في وقت لاحق من الحياة.

كلمات دلالية أطفال المغرب دراسة صحة

مقالات مشابهة

  • المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين «فيديو»
  • عودة بن غفير للحكومة تفتح شهية جماعات الهيكل لمزيد من المكاسب في الأقصى
  • المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين
  • 11 سياسة اقتصادية جديدة.. ”الطيران المدني“ تفتح آفاقًا جديدة للقطاع في المملكة
  • جامعة قناة السويس تفتح حوارا مع طالبات فاطمة الزهراء حول مخاطر التلوث البلاستيكي
  • كيف رسم الفنانون الأشجار عبر التاريخ؟ .. دراسة تكشف
  • الأطفال يتذكرون أكثر مما يعتقد بحسب دراسة جديدة
  • جامعة الحكمة تفتح أبوابها للتلامذة والطلاب: تعريف باختصاصات المستقبل وارتباطها بسوق العمل
  • الأطفال يتذكرّون أكثر مما يُعتقد بحسب دراسة جديدة