صحيفة صدى:
2025-05-02@17:11:24 GMT

فضلا .. أتركونا نخشع في صلاتنا

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

فضلا .. أتركونا نخشع في صلاتنا

من المُفْرح لكل مسلم أن تجد المساجد مُكتظة عن بكرة أبيها بالمصلين في أيام وليالي شهر رمضان للتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ خاصة مع الأجواء الروحانية والصلوات الإضافية التي تكون في هذا الشهر المبارك مثل القِيَام والتهجُّد لتنقية الأرواح من شوائب حب الدنيا والتعلق بها وتهذيب الأنفس وترويضها لخالقها والتسابق إلى الطاعات وأعمال الخير، وبدرورنا نسأل الله لهم الثبات على أداء الصلوات في المساجد والارتباط بها طوال العام

ولكن المشكلة تكمن في “بعض” مرتادي المساجد الذين لا يُعظِّمون المساجد ولا يراعون حرمتها وتنزيهها عن كل ما لا يليق بها من تصرفات مذمومة والتي قال الله عنها {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (النور-36)، بل ويقومون بإيذاء المصلين والمعتكفين في المساجد بتصرفات غير حضارية لا يرضاها الله ورسوله، حيث قال الله تعالى عنهم في كتابه {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (الأحزاب-58)، ومن هذه التصرفات، الحضور للمساجد بملابس غير لائقة أو قصيره أو ضيقة أو تحمل صورا وشعارات مستفزة، وهم يقرأون قول الله في سورة الأعراف {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الآية-31)، أو بقراءة البعض للقرآن بصوت عالٍ أو الحديث مع الآخرين في المسجد والتشويش على المسلمين أو بعدم إغلاق أصوات الهواتف وكثرة رنينها أو الروائح الكريهة والعياذ بالله سواء كانت في الفم أو الملابس أو روائح الدخان وغيرها، أو الدخول بين المصلين في فجوات لا تحتمل شخص آخر، أو تخطي الرقاب، أو الدعس على أرجل المصلين في الصفوف، مما يُسبِّبُ مضايقة وعدم راحة لأداء الصلاة وفقدان للخشوع والتركيز، أو ترك المخلفات والقاذورات في بيت من بيوت الله دون خوف من الله، أو إحظار أطفال أقل من 7 سنوات ( أو أطفال رُضَّع مع بعض النساء) وعدم مراقبتهم وتركهم في آخر المسجد للهو واللعب والصياح والعبث بعبوات المياه ومحتويات المسجد وكأن المسجد أصبح مدينة ملاهي للأطفال ليس الهدف من القدوم له للصلاة والعبادة بل هو لإخراج الأطفال للنزهة المجانية وتغيير أجواء المنزل لهم على حساب المصلين، كل ذلك له تأثير كبير على تركيز الإمام في القراءة وعلى المصلين في التدبر وسماع الآيات القرآنية والخشوع ومتابعة الإمام، ناهيك عن بعض المصلين الذين يحجزون أماكن لهم في الصف الأول بوضع بعض مقتنياتهم لعدم جلوس السَبَّاقين، بل ويأتون للصلاة في وقت متأخر وقد سُئِل الإمام ابن باز -رحمه الله- عن ذلك فأجاب بأنه أمر لا يجوز شرعاً وهو غصب للمكان ولا حق لمن غصبه فالسابق للصف أحق وأولى منه، والواجب التنبيه عليه وإزالة هذه المقتنيات من الصف من قبل إدارة المسجد.


في رأيي الشخصي أن القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت متكررة طوال العام وخاصة في شهر رمضان المبارك تحتاج إلى وقفة حازمة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بعمل زيارات ميدانية على المساجد في رمضان وتخصيص هاتف للشكاوي من هذه التصرفات وتكثيف الزيارات على المساجد التي تكثر فيها الشكاوي ومعاقبة المتسببين في مضايقة المسلمين بالمساجد بقائمة غرامات واضحة تكون مكتوبة ومنشورة في مدخل كل مسجد مع تخصيص خطبة للجمعة لأئمة المساجد سواء كل شهر أو شهرين لتثقيف المصلين بأخطاء المساجد من واقع تواصل الإمام مع المصلين ومعرفة الأخطاء المتكررة من البعض وتوضيح حرمة المساجد وأهميتها وعظمتها لكل مسلم.

أما رسالتي لكل مسلم يقصد المساجد ويأتي للصلاة والعبادة ويكون من هذه الفئة التي نسأل الله لها الهداية والصلاح هي “فضلا .. أتركونا نخشع في صلاتنا” وخاصة في هذه الأيام والليالي العظيمة التي أكرمنا الله بها في شهر رمضان المبارك والتي لا تأتي إلا مرة واحدة في السنة وقال عنها المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما أتاه جبريل عليه السلام” آمين، آمين، آمين” قيل له: يا رسُول الله، ما كنتَ تَصْنع هَذا؟ قال عَنْ أحَدِها ” رَغِمَ أنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَليهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَه، فَقلتُ: آمين”.

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: المصلین فی

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة من المسجد الحرام

‏‎ألقى الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله ومُراقبته والإيمان بلقائه.
وقال فضيلته: إن نزول البلايا وحُلول المصائِب في ساحة العبد، على تنوُّعها، وتعدُّد ضُرُوبها، وما تُعقِبُه من آثار، وما تُحدِثُه من آلامٍ، يتنغَّصُ بها العيشُ، ويتكدَّرُ صفو الحياة؛ حقيقة لا يُمكِنُ تغييبُها، ولا مناصَ من الإقرار بها، لأنها سُنَّة من سُنن الله في خلقه، لا يملِكُ أحد لها تبديلًا ولا تحويلًا.
وأوضح الدكتور أسامة خياط مواقف الناس أمامَها وقال: فأما أهل الجَزَع، ومن ضعُف إيمانُه واضطربَ يقينُه، فيحمِلُه كل أولئك على مُقابلة مُرِّ القضاء ومواجهة القدَر، بجزَعٍ وتبرُّمٍ وتسخُّطٍ، تعظُمُ به مُصيبتُه، ويشتدُّ عليه وقعُها، فيربُو ويتعاظَم، فينوءُ بثِقَلها، ويعجِزُ عن احتمالها، وقد يُسرِفُ على نفسه، فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزدادُ به رصيدُه من الإثم عند ربِّه، ويُضاعِفُ نصيبَه من سخَطِه، دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثيرٍ في تغيير المقدور، أو دفع المكروه.
‏‎وأبان فضيلته أن أولي الألباب يقِفُون أمامَها موقفَ الصبر على البلاء، والرضا ودمع العين، لا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما يُرضِي الربَّ سبحانه، ويُعظِمُ الأجرَ، ويُسكِّنُ النفسَ، ويطمئنُّ به القلبُ، يدعوهم إلى ذلك، ويحُثُّهم عليه، ما يجِدونه في كتاب الله من ذكر الصبر وبيان حُلو ثِماره، وعظيمِ آثاره، بإيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}.
وأكد فضيلته أن للمرء بالصبر خير عيشٍ في حياته، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “خير عيشٍ أدركناه في الصبر”.
وأشار فضيلته إلى أن أمر المؤمن كله خير له، لأنه دائرٌ بين مقامَي الصبر والشُّكر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له”.
* وفي المسجد النبوي الشريف ألقى الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير خطبة الجمعة اليوم، وتحدث عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.
وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا بأن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُه ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاءً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال” متفق عليه.
وتابع فضيلته قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَة الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِه عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعة له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، مضيفًا بأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.

وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه انتصابه للفتوى والأحكام، وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهل لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.
وختم فضيلته خطبة الجمعة مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفي مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.

مقالات مشابهة

  • عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
  • خطبة الجمعة من المسجد الحرام
  • في 5 محافظات | الأوقاف تفتتح اليوم 6 مساجد ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
  • تأملات قرآنية
  • هل تصح صلاة المأموم مع مصلٍ يؤدي النافلة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبد الله بن سعود
  • الأشتر والمسؤولية الرياضية
  • خلال لقائه بمديري الإدارات.. .وكيل أوقاف الشرقية يشدد على عدم صعود المنبر أو استخدام ميكروفون المساجد لغير المصرح لهم