المعادلة الجديدة للغائب الحاضر والحاضر الغائب
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
أهدى لي كتاب اسمه “الغائب الحاضر” أسود اللون وبه صورة لرجل ذو طباعة فاخرة. بدأت أسئل نفسي عدة أسئلة من أبرزها “هل سنكون حاضرين أم غائبين عن هذه الدنيا؟!!”.
هل سوف نذكر لعدة دقائق أو يكتب عنا عده أسطر؟ أو لا نذكر اطلاقاً. نسأل الله العلى القدير الرحمة والمغفرة وحسن الخاتمة.
قبل شهرين كتبت مقال بعنوان “الحدائق العامة في سطور” وذكرت شخصية غائبة عن عالمنا 50 عاماً، لم أره شخصياً ولا أعلم عنه مطلقاً، فكان غائب عنا ولكنه حضر بقلمي.
قرأت قصة في غاية الروعة بإحدى الصحف الخليجية: كانت صديقتي البرازيلية “آنا لويزا” حزينة جداً في إحدى الأمسيات التي جمعتني بها، لأنها لن تستطيع حضور حفل تخرجها في مدينتها الأم في البرازيل، بسبب وجودها في بريطانيا لإكمال دراستها وعدم مقدرتها على السفر. وكانت تقول لي إن هذه المناسبة غالية عليها، فكل دفعة الخريجين من أصدقائها المقربين، ولم تكن ترغب أبداً في تفويت هذا الحدث المهم في حياتها. وبعد لقائنا هذا بعدة أيام رأيتها تطير فرحاً لأن كل أصدقائها الخريجين كانوا يحملون بوستر لصورة لها في مسيرة التخرج، وكانت صورتها موجودة في كل صور الخريجين، يضعونها في منتصفهم ويبتسمون للكاميرا وعيونهم تمتلئ شوقاً لصديقتهم الغائبة الحاضرة. كانت هذه المبادرة الجميلة رسالة لها من أصدقائها، يقولون فيها إنها موجودة في قلوبهم وحاضرة معهم في هذا الحدث المهم، رغم المسافة الطويلة بينهم.
جميل أن تكون الغائب الحاضر وليس العكس، فالغائب ترك بصمة خلال ما اثمره بحياته ليظل مستمراً باسمه وليستفيد غيره من علمه، بل يظل عبق تميزه وبصمته مستمراً، وان غاب صاحبه تحت سطح الأرض. لكن المؤلم والمعيب حين يكون الانسان حاضرا وليس له موقع من الإعراب. ليس لهم اي أثر في مجتمعاتهم، أُسَرِهِم ولا حتى أنفسهم. فتذكر ايها الإنسان، اننا نعيش حياة واحدة، والحياة قصيرة لو اخذناها بقياس من العمر الزمني، لذا لتصنع لنفسك قيمة حياتية واخدم نفسك وغيرك كي تشعر بكيانك واهميتك ولا تصبح مهّمشاً، وكي لا تصاب أيها الحاضر الغائب بالاكتئاب المزمن الذي يخلقه الانسان لنفسه، هناك الكثير من الأمور الجميلة بالحياة لنستغلها بجانب حكمة العقل ابتداءً من أسرتك ومحيطك المجتمعي والحياتي وتفرض تفاعلك عليها جميعاً.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
السوق المالية تفتح التقديم في برنامج تأهيل الخريجين المتفوقين
الرياض
أعلنت هيئة السوق المالية عن إطلاق النسخة الـ 15 من برنامج تأهيل الخريجين المتفوقين لعام 2025م، الذي يُعد بوابة الاستقطاب لحديثي التخرج المتفوقين من الجامعات السعودية وبرامج الابتعاث من خلال تدريب عملي ونظري مكثف في مختلف التخصصات ذات الصلة بالسوق المالية.
ويهدف البرنامج إلى دعم الكفاءات الوطنية الشابة وتأهيلها لسوق العمل، من خلال توفير بيئة تدريبية متكاملة، تتيح لهم اكتساب الخبرات العملية في مجالات متنوعة، تشمل المالية، والقانون، والمحاسبة، والإدارة، والتقنية، على مدار 12 شهرًا، يتلقى فيه المتدربون تدريبًا عمليًا داخل الهيئة، إضافة إلى دورات نظرية متخصصة تسهم في تعزيز مهاراتهم ومعارفهم حول بيئة العمل في السوق المالية السعودي، وإعداد الخريجين للحصول على شهادات مهنية متخصصة تدعم مسيرتهم المهنية، مما يزيد من فرص توظيفهم في مختلف القطاعات المالية والاستثمارية.
وستبدأ الهيئة في استقبال طلبات الانضمام إلى البرنامج ابتداء من اليوم وحتى الـ 15 من أبريل المقبل، على أن يتم إجراء المقابلات الشخصية للمرشحين خلال الفترة من 7 وحتى الـ 20 من مايو المقبل، وستعلن النتائج بعد ذلك في الـ 26 من الشهر نفسه، وسيبدأ البرنامج في 17 يونيو 2025م.
وأبان وكيل هيئة السوق المالية للموارد المؤسسية مروان بن عبدالعزيز السديس أن الهيئة حريصة كل الحرص على استقطاب الكفاءات العلمية المميزة والمتفوقة من الجامعيين حديثي التخرج سواء لدرجة البكالوريوس أو الماجستير، لإكسابهم الخبرات العملية اللازمة على رأس العمل لتقترن بالتفوق العلمي، وهو ما يعزز فرصة تخريج نماذج عملية وقيادية تمتلك مستقبلًا واعدًا في القطاع المالي بشكل عام.
وبين أبرز المزايا الوظيفية التي يقدمها البرنامج للمنضمين إليه، حيث تُصرف مكافأة شهرية بقيمة 12 ألف ريال لحملة درجة البكالوريوس، و 14.5 ألف ريال لحملة الماجستير، إلى جانب تأمين طبي للمتدرب وأفراد أسرته (الزوجـ / ـة، والأبناء)، إضافة إلى إجازة سنوية مدفوعة الأجر لمدة 21 يومًا، وتوفير البرامج التدريبية سواء داخل الهيئة أو خارجها، مما يسهم في تطوير المتدربين على الصعيدين الشخصي والمهني، ويدعم مسيرتهم المهنية بعد التخرج.
ودعا وكيل الهيئة للموارد المؤسسية جميع الخريجين المؤهلين إلى التقديم والاستفادة من هذه الفرصة التدريبية المتميزة عن طريق الموقع الإلكتروني الرسمي لهيئة السوق المالية، الذي يحوي جميع التفاصيل المتعلقة بمتطلبات التقديم وشروط القبول، مؤكدًا أثر البرنامج في نسخه السابقة وما أثمر في هذا الجانب، بما يعكس نوعية البرامج المقدمة وفاعليتها في تحديد الاحتياج وصلاحية المخرجات بما يوافق تلك الاحتياجات ويراعيها.