لجريدة عمان:
2025-04-13@08:51:42 GMT

آن الأوان لإصلاح جامعة الدول العربية

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

آن الأوان لإصلاح جامعة الدول العربية

مرت اليوم السبت الذكرى الثمانون على تأسيس جامعة الدول العربية، ذلك الكيان الذي وُلد في لحظة أمل تاريخية عام 1945م، كانت فيه الأمة تعيش على حلم الوحدة والتحرر الوطني من طغيان الاستعمار الغربي وبث روح الحياة في طموحات عربية لبناء تكتل سياسي إقليمي يحفظ سيادتهم، ويصون وحدتهم، ويكون مظلة جامعة لقضاياهم المشتركة.

لكن ونحن نطوي العقد الثامن من عمر الجامعة، تبدو المسافة شاسعة بين ما تأسست لأجله في ظل تلك الطموحات، وما آلت إليه اليوم من غياب شبه كامل عن المشهد العربي، حتى في اللحظات المفصلية التي تتطلب موقفا جامعا، وصوتا عربيا موحدا وقويا.

يعيد العالم من حولنا تشكيل نفسه عبر تكتلات وتحالفات كبرى؛ من آسيا الصاعدة التي تقودها الصين في تحالفات كـ «بريكس» و«منظمة شنغهاي»، إلى أوروبا التي عززت وحدتها رغم التباينات وتفكر اليوم في تحالف غربي بعيدا عن ترامب، وصولا إلى أمريكا اللاتينية التي تبني سرديتها الجديدة بعيدا عن الهيمنة الغربية. أما العالم العربي فيغيب عنه المشروع الجامع، ويتوارى خلف أزمات تتعمّق، ومصالح تُدار بقرارات فردية متنافرة، وملفات عالقة بلا أفق. ووسط كل هذا تبدو الجامعة العربية وكأنها مؤسسة شرفية لا فاعلية حقيقية لها ولا صوت مؤثر في كل الأحداث التي تبدو وكأنها تجري في كوكب آخر تماما.

ومع أن الإنصاف يقتضي التذكير ببعض الأدوار التي اضطلعت بها الجامعة في مراحل من التاريخ العربي، فإن من الضروري الاعتراف بأن البنية الحالية لم تعد صالحة لمواجهة تحديات العصر. فالجامعة بصيغتها التنظيمية، وآليات اتخاذ القرار فيها، وعجزها عن احتضان خلافات أعضائها وتجاوزها، لم تعد قادرة على الاستجابة لطموحات الشعوب العربية، ولا لصياغة رؤية مشتركة للمستقبل يبدو وكأنه في مهب الريح.

ما نحتاجه اليوم ليس توجيه تحية للجامعة العربية وتاريخها التليد أو دعوة للاحتفال بذكرى تأسيسها، بل انطلاقة جديدة تُعيد تعريف الجامعة بوصفها تكتلا سياسيا فاعلا في عالم تتصارع فيه الإرادات الكبرى، وتتغير فيه قواعد اللعبة الدولية بشكل غير مسبوق. وتبدأ الانطلاقة الجديدة بإصلاحات جذرية تشمل إعادة صياغة ميثاق الجامعة، وتطوير آليات اتخاذ القرار من الإجماع إلى التصويت بالأغلبية، وإنشاء مجلس أمن عربي فاعل وقادر ومؤثر ومهاب، وتحديث الهياكل المؤسسية بما يتوافق مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.

إن اللحظة العربية اليوم، المأزومة على أكثر من صعيد ـ من فلسطين التي تواجه أخطر مراحل تصفية قضيتها، إلى العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن، حيث تمزّق النزاعات جسد الدولة الوطنية ـ تستدعي عمقا في التفكير، وجرأة في المراجعة، لا مجرّد شعارات تُكرر في البيانات الختامية. ولعلّ الأجدى هو التفكير في تحوّل الجامعة من كيان تقليدي إلى منصة استراتيجية للتنسيق السياسي والاقتصادي والأمني.

إن الشعوب العربية لم تعد تنتظر خطابات التضامن التي تصدرها الجامعة العربية، بل أفعالا ملموسة تعبّر عن إرادتها، وتحمي مصالحها، وتعيد لها الثقة بأن مشروع الوحدة العربية الذي نشأت من أجله، ليس حلما مستحيلا، بل ضرورة تاريخية، ليس بالصيغة التي كان عليه الحلم في عام 1942م عندما بدأت المداولات لإنشاء الجامعة ولكن بما يتوافق مع معطيات اللحظة التاريخية الآنية وطموحات المستقبل.

وثمانون عاما تكفي لتدرك الجامعة العربية أنها وصلت عند مفترق طرق صعب جدا، يتطلب أن تكون فيه قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة وتاريخية، تمكن الأمة من تجاوز الخلافات الصغيرة لصالح المصير المشترك. فإما أن تنهض وتُصلح نفسها لتكون رافعة لمستقبل العرب، أو تبقى مجرّد ذكرى تُروى، ومؤسسة تُزار، دون أن تصنع الفرق في مسار الأمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%

الاقتصاد نيوز - متابعة

أوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الصين بلغ مجموعها الآن 145%، وذلك بعد يوم من وقف تطبيق التعرفات الجديدة لمدة 90 يوماً على عدد من الدول.

وليل الأربعاء، صرح ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" بأنه سيرفع الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية "فوراً" إلى 125% "بناءً على عدم احترام الصين للأسواق العالمية".

وأضاف ترامب في المنشور نفسه أنه أجاز "تعليقاً لمدة 90 يوماً لدول أخرى"، وأن أكثر من 75 دولة تواصلت معه للتفاوض.

وأضاف ترامب أن هذا التعليق، و"التعرفة الجمركية المتبادلة المخفضة بشكل كبير خلال هذه الفترة، بنسبة 10%"، يسريان "فوراً".

وشكّلت الصين الهدف الأكبر في هذه الحزمة، إذ بلغ إجمالي الرسوم المفروضة على صادراتها إلى الولايات المتحدة 104%، وذلك بعد إضافة رسم بنسبة 20% سابقاً، و34% لاحقاً، إلى جانب زيادة أخيرة بنسبة 50% وقّعها ترامب في اللحظة الأخيرة مساء الثلاثاء.

وقالت وزارة التجارة الصينية: "التهديد الأميركي بتصعيد الرسوم ضد الصين يُعدّ خطأً مضاعفاً... الصين لن تقبل بذلك إطلاقاً، وإذا أصرّت الولايات المتحدة على موقفها، فإنّ بكين ستقاتل حتى النهاية".

وكانت دخلت جولة جديدة من الرسوم الجمركية المشدّدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب حيّز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء، وتشمل منتجات مستوردة من عشرات الدول حول العالم.

وتتجاوز هذه الجولة من الرسوم، المعروفة باسم "الرسوم المتبادلة"، المعدّل الأساسي البالغ 10% والذي تم تطبيقه على العديد من الدول خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني يبحث مع أبو الغيط علاقة كوردستان بجامعة الدول العربية
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • جامعة أسيوط تحذر أولياء الأمور والطلاب من الانسياق وراء الكيانات الوهمية التي تدعي تقديم شهادات علمية
  • جامعة أسيوط تحذر من الكيانات الوهمية التي تدّعي تقديم شهادات علمية باسمها
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • الجدل يرافق إطلاق إسم الجامعة العربية على مرآب جديد بالدارالبيضاء
  • السفير العراقي بالقاهرة يستقبل مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية
  • سفير العراق يبحث مع أمين الجامعة العربية تجهيزات قمة بغداد
  • اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
  • المراكز الصيفية.. حيث تصاغ الأمـة التي كسرت هيبة أمريكا