الاقتصاد نيوز - متابعة

يواجه الاتفاق المحتمل بين الحكومة الإيطالية وشركة "ستارلينك" لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية عقباتٍ جديدة، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو اليوم السبت، في تطور يعكس توترات جيوسياسية أوسع نطاقاً.

وتسعى حكومة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني إلى تأمين نظام اتصالات مشفر لمسؤوليها العاملين في المناطق الخطرة، وكانت «ستارلينك» واحدة من الشركات المتنافسة لتوفير هذه الخدمة.

إلا أن المفاوضات وصلت إلى «طريق مسدود»، بحسب تصريحات كروزيتو لصحيفة «لا ريبوبليكا»، مرجعاً ذلك إلى انتقال النقاش من الجوانب التقنية إلى تصريحات تتعلق برجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك.

وتُعَد «ستارلينك» لاعباً رئيسياً في القطاع، إذ تمتلك 6700 قمر صناعي نشط وتوفر خدماتها في إيطاليا منذ عام 2021. ووفقاً لمصادر «رويترز»، تدرس روما توقيع عقد بقيمة 1.5 مليار يورو (1.62 مليار دولار) مع الشركة التابعة لمجموعة «سبيس إكس» التي يملكها ماسك.

إلا أن هذه المحادثات أثارت اعتراضات من المعارضة السياسية في إيطاليا، التي شكّكت في مدى ملاءمة منح عقد مرتبط بالأمن القومي لرجل أعمال أجنبي يُعتبر حليفاً مقرباً للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكد كروزيتو أن المناقشات قد تُستأنف على أسسٍ تقنية بمجرد أن يهدأ الجدل السياسي، مشدداً على أن القرار سيتعلق بما هو «أكثر فائدة وأماناً» لإيطاليا.

ورغم أن ميلوني جعلت من التحالف مع الولايات المتحدة ركيزة أساسية لسياستها الخارجية، فإن موقف ترامب، الذي أثار قلق حلفاء روما الأوروبيين، يدفعها إلى تبنّي نهج متوازن سياسياً. وفي الوقت نفسه، تواجه ضغوطاً داخلية من حزب «الرابطة» اليميني المتطرف، الشريك في الائتلاف الحاكم، لمواصلة دعم ترامب وماسك.

وفي هذا السياق، أعلن زعيم الحزب ماتيو سالفيني، وهو نائب رئيسة الوزراء، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، أشاد خلالها بـ«القدرات الأميركية الاستثنائية في مجالات رئيسية، مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية».


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر

الاقتصاد نيوز - متابعة

في ظل تغيّرات عالمية متسارعة على صعيدي الطاقة والتجارة، استقبل محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وزير الطاقة الأميركي كريس رايت في قصر الشاطئ بأبوظبي، في لقاء وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه امتداد للعلاقات "الاستراتيجية" بين الإمارات والولايات المتحدة.

هذه الزيارة، التي تأتي ضمن جولة إقليمية لرايت في الشرق الأوسط، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حملت في طياتها رسائل اقتصادية ترتبط بأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصًا في ما يتعلّق بالتجارة والطاقة وإعادة تموضع واشنطن في الأسواق العالمية.

أجندة ترامب: تصدير لا استيراد فقط

كريس رايت، لخص بدقة الرؤية التجارية للرئيس دونالد ترامب، حيث قال: "أجندة الرئيس ترامب التجارية مدفوعة بأمرين. أولًا، الولايات المتحدة تُرحّب بشدة بالواردات... لكن معظم شركائنا التجاريين لم يرحبوا بالصادرات الأميركية بنفس القدر".

كيف تهدد الرسوم الجمركية أكبر اقتصاد في أوروبا؟

بهذا التصريح، يوضح رايت أن ترامب لا يسعى لإغلاق السوق الأميركية، بل لتكافؤ الفرص. فمرحلة "أميركا المستوردة" قد انتهت في رؤيته، وحان وقت إعادة التوازن، عبر فرض رسوم جمركية تهدف، من وجهة نظره، إلى تشجيع الشركاء التجاريين على فتح أسواقهم أمام المنتجات الأميركية، وإعادة توطين الصناعات الثقيلة داخل الولايات المتحدة.

إعادة التصنيع.. جوهر الاستراتيجية الاقتصادية

أشار رايت خلال حديثه إلى التحول الجذري الذي يسعى إليه ترامب في السياسة الاقتصادية: "على مدى 20 أو 25 عامًا، غادرت الكثير من الصناعات الثقيلة الولايات المتحدة... لديه شغف كبير بإعادة تلك الوظائف، ورفع الأجور الأميركية، وتعزيز الأمن الأميركي".

هذه الاستراتيجية، وإن كانت تصطدم بأعراف السوق الحرة، تنطوي على أهداف أمنية واقتصادية، وتصب في إطار ما يسمى "السيادة التصنيعية". فإعادة المصانع تعني استرجاع الوظائف، وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة في القطاعات الاستراتيجية كالتكنولوجيا والطاقة.

أسعار الطاقة: التوازن المستحيل؟

مفارقة لافتة أشار إليها رايت عندما تطرّق إلى محاولة ترامب خفض أسعار الطاقة للمستهلك، بالتزامن مع رفع الإنتاج المحلي: "هناك نوع من التناقض. كيف يمكن وضع خطة للتوفيق بين المطلبين؟... السوق هو الذي يُحدد الأسعار".

هنا تكمن معضلة أساسية في أجندة ترامب. إذ أن زيادة الإنتاج تعني بالضرورة انخفاض الأسعار، مما قد يضر بربحية الشركات. لكن من جهة أخرى، فإن ذلك يدعم الاقتصاد الأميركي من حيث تخفيض تكلفة المعيشة وتعزيز التنافسية.

هذه المعادلة المعقّدة تتطلب تدخلًا محدودًا من الحكومة، وفق النظام الأميركي القائم على السوق، لكنها تُبقي على ضرورة تحسين البنية التحتية للطاقة وتبسيط الحصول على التصاريح.

المستقبل: الذكاء الاصطناعي والطلب على الطاقة

في دلالة على استشراف طويل المدى، قال رايت: "الذكاء الاصطناعي نفسه، خلال السنوات الخمس المقبلة، سيشهد نموًا ملحوظًا في الطلب، لا سيما على الغاز الطبيعي والكهرباء".

هذا التصريح يعكس إدراكًا للتحولات المقبلة، حيث سيقود الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتقدمة النمو الاقتصادي، ما يعني أن الحاجة إلى طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة ستكون أكثر إلحاحًا. وهنا تتلاقى الرؤية الإماراتية في الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الأجندة الأميركية.

امتلاك إيران سلاح نووي سيء للشرق الأوسط وللعالم

لم تغب السياسة عن تصريحات رايت، حيث اعتبر أن: "أفضل طريقة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني هي المفاوضات... لكن هذا يتطلب بعض الضغط".

كما أكد أن المفاوضات مع الصين "في مراحلها الأولى"، معيدًا التذكير بأن "السنوات الأربع الماضية لم تكن عظيمةً على صعيد الفرص الاقتصادية".

هذه الرؤية تعني أن ملفات الجغرافيا السياسية من الملف النووي الإيراني إلى العلاقات الاقتصادية مع الصين ستكون محورية لدى إدارة ترامب ، وستُستخدم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • مسؤولون في إدارة ترامب : إيلون ماسك مزعج ومختل ويحتاج لاختبار مخدرات إلزامي
  • مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
  • "سبيس إكس" تطلق 21 قمرًا صناعيًا جديدًا من طراز "ستارلينك" إلى الفضاء
  • مستشار ترامب التجاري يتجاهل إهانات ماسك.. وهذا ما قاله
  • رسوم ترامب تثير الفوضى في سوق السيارات الأميركي
  • ترامب يمنح إيران مهلة 60 يوما لحسم الملف النووي.. هل تلجأ أمريكا للحرب حال تعثر المفاوضات؟
  • إيطاليا ترحل إلى ألبانيا 40 مهاجرا بعد رفض طلبات اللجوء التي تقدموا بها
  • بوتين يبحث مع مبعوث الرئيس الأميركي تسوية في أوكرانيا
  • فيديو ساخر يجمع ترامب وإيلون ماسك داخل مصنع أحذية .. فيديو
  • وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر