مندوب عُمان الدائم: سلطنة عُمان تحرص على دعم أدوار وتعزيز آليات عمل "الجامعة العربية"
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
◄ رغم التحدّيات.. الجامعة العربية تظل عنصرًا محوريًّا في تعزيز التضامن العربي
◄ الأمة العربية بحاجة إلى تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة مختلف القضايا
◄ دور محوري لسلطنة عُمان في العديد من الملفات داخل "الجامعة"
◄ عُمان تؤكد ضرورة الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة
◄ الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون وسيلة لإنهاء الأزمات في المنطقة
◄ "الجامعة" تحتاج لأدوات تنفيذية أكثر فاعلية للتأثير في القضايا العربية
مسقط- العُمانية
أكّد سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أنّ سلطنة عُمان تؤمن بأهمية الجامعة العربية بوصفها إطار جامع للدول العربية، وتحرص على دعم دورها وتعزيز آليات عملها لتكون أكثر قدرة على مواجهة التحدّيات الإقليميّة والدوليّة.
وتحتفل سلطنة عُمان مع الدول العربية الشقيقة بذكرى تأسيس جامعة الدول العربية الـ80؛ إذ تواصل نهجها الراسخ والداعم منذ انضمامها للجامعة في عام 1971م في كل ما من شأنه تعزيز العمل العربي المشترك وترسيخ مبادئ التضامن العربي والاستقرار الإقليمي؛ لتحقيق ما تصبو إليه تطلعات الشعوب العربية من تقدم ونماء وازدهار.
وقال سعادته- في تصريحات لوكالة الأنباء العُمانية- إنه بالرغم عن الحديث المستمر عن إصلاح منظومة العمل العربي المشترك، فإن سلطنة عُمان ترى أنّ أي عملية تطوير يجب أن تكون شاملة ومتدرجة، مع وجود إرادة واضحة لدى الدول الأعضاء لإنجاحها، لافتًا إلى أنّ الجامعة العربية، رغم التحدّيات تظل عنصرًا محوريًّا في تعزيز التضامن العربي؛ حيث تحتاج الأمة العربية اليوم إلى تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تمسُّ شعوبها.
وأضاف سعادته أنّ سلطنة عُمان تلتزم بدورٍ تفاعلي في جميع اجتماعات الجامعة، سواءً على المستوى الوزاري؛ حيث يحرص معالي السّيد وزير الخارجية، على المشاركة الفاعلة والتنسيق المستمر مع معالي الأمين العام ونظرائه من وزراء الخارجية العرب، أو على المستوى الفني، من خلال حضور المسؤولين بالوزارة في كل أنشطة الجامعة، مشيرًا إلى أنّ هذا الحضور يعكس إيمان سلطنة عُمان بأهمية الجامعة بوصفها مظلة إقليمية تُسهم في تحقيق التكامل العربي، وتوفر منصة فاعلة لمعالجة القضايا المشتركة بروح من التعاون والتفاهم.
وحول تحويل الرؤى العربية المشتركة إلى مشروعات ملموسة، أشار سعادته إلى أنّ تحقيق الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي، وغيرهما من الرؤى العربية المشتركة، يتطلب إرادة سياسية واضحة من الدول العربية، إلى جانب آليات تنفيذية أكثر فاعلية داخل الجامعة العربية وهناك العديد من المبادرات التي انطلقت في هذا الإطار، لكن نجاحها يعتمد على توفر بيئة مؤسسية قوية، وتنسيق وثيق بين الدول الأعضاء، مبينًا أنّ سلطنة عُمان تدعم هذه الجهود من خلال مشاركتها في اللجان الاقتصادية والفنية المتخصّصة، ومن خلال تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة.
وأكّد سعادته أنّ سلطنة عُمان تقوم بدور محوري في العديد من الملفات داخل الجامعة العربية؛ سواءً في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، وقد كانت دائمًا صوتًا داعمًا للحوار والحلول السلمية، وساهمت في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية في العديد من القضايا الخلافية، كما أنّ مشاركتها في اللجان المختلفة داخل الجامعة يعكس التزامها بتطوير العمل العربي المشترك.
وفيما يتصل برؤية سلطنة عُمان في صياغة قرارات الجامعة العربية تجاه الأزمات الإقليمية، بيّن سعادته أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن سلطنة عُمان تؤكّد في كل اجتماعاتها بالجامعة العربية أن السلام في المنطقة لن يتحقق دون معالجة جذور الأزمة، وهو ما لن يكون ممكنًا إلا من خلال حلٍ عادلٍ وشاملٍ يقوم على مبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو الأساس الذي تؤمن به وتدعو إلى تكريسه كحلٍ نهائي للصراع، حيث لا يمكن تحقيق الاستقرار دون إنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة.
وقال سعادته إنه فيما يخصُّ الأزمات العربية الأخرى، فإن سلطنة عُمان تواصل نهجها الثابت في دعم الحوار والحلول السلمية لإنهاء النزاعات؛ سواء في اليمن أو ليبيا أو السودان أو سوريا تؤمن السلطنة بأن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون وسيلة لإنهاء الأزمات، بل لا بد من توافق سياسي قائم على الحوار بين الأطراف المختلفة، يحفظ سيادة الدول ويحقق الأمن والاستقرار لشعوبها ومن هذا المنطلق، تدعم سلطنة عُمان كل الجهود الإقليميّة والدوليّة التي تسعى إلى وقف الصراعات وإرساء أسس المصالحة الوطنية في هذه الدول.
وأكّد سعادته أنّ سلطنة عُمان تدعم تطوير آليات عمل الجامعة العربية، سواءّ من خلال تعزيز دور اللجان المتخصّصة أو تطوير آليات التنسيق الأمني والاقتصادي بين الدول الأعضاء، لافتًا سعادته إلى أنّ سلطنة عُمان ترى أنّ الجامعة تحتاج إلى أدوات تنفيذية أكثر فاعلية تُمكّنها من التأثير المباشر في القضايا العربية، وهو ما يستدعي إصلاحًا شاملًا، لكن هذا الإصلاح لا بد أن يكون تدريجيًا ومدروسًا، وبإرادة سياسية واضحة من جميع الدول الأعضاء.
وحول التحدّيات الراهنة، بيّن سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أنّ دور الجامعة العربية اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ حيث تواجه الأمة العربية تحدّيات كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز آليات العمل المشترك لمواجهتها بفاعلية ومن هذا المنطلق، تواصل سلطنة عُمان التزامها بدعم الجامعة، إيمانًا منها بأن التضامن العربي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
من جهته، قال السفير الشيخ فيصل بن عُمر المرهون رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية حول الدروس المستفادة من مسيرة الجامعة العربية خلال 80 عامًا، وكيف يمكن تفعيلها لمواجهة التحدّيات الراهنة إنّ من أولى الدروس التي أثبتها التاريخ والتجارب أهمية الاستمرارية والالتزام تجاه العمل العربي المشترك- وهو ما التزمت به سلطنة عُمان منذ انضمامها للجامعة العربية في 29 سبتمبر 1971- حيث تُظهر الأحداث التي مضت أنّ المشاركة الدائمة والفاعلة دون تغيب أو انقطاع أو مقاطعة، تُعزز الثقة بين الدول العربية وتُثبت أهمية الفصل بين العمل العربي المشترك، وتقلبات الظروف السياسية بين الدول الاعضاء.
وأضاف أنّ من الدروس المستفادة في إطار العمل العربي المشترك أهمية إضفاء قيمة أساسية للحوار البنّاء وتبني الحلول الوسطية، فهما السبيل لتجاوز الانقسامات، سواءً في قضايا إقليمية حساسة أو أزمات سياسية مرت على المنطقة، وهذا النهج دأبت عليه سلطنة عُمان وساهم كثيرًا في تقليل الانقسامات خلال عديد الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية. وأكّد أن التجارب اثبتت أهمية التوافق حول السياسات والاستراتيجيات التي تخدم المصالح الوطنية دون الضرر بالمصالح القومية والعكس أيضًا وهذا التوافق إن حصل سيكون بلا شك الأداة الفاعلة للتعامل مع التحدّيات الراهنة، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية.
وأشار إلى أنه في زمن تتشابك فيه التحدّيات الدولية، ينبغي تحديث آليات العمل سواءً موضوعيًا او إجرائيًا وتقنيًا داخل الجامعة العربية، وهنالك لجنة عاكفة على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك تهدف إلى بلورة الأفكار والرؤى للارتقاء بعمل الجامعة العربية وتطويره، ولا تزال اللجنة المكلفة في إطار الجامعة تعمل على ذلك، ولكن ربما يكون من الأولوية العمل على دمج التقنيات الرقمية لتسريع عملية التواصل والتعاون واتخاذ القرارات ومتابعة آليات تنفيذها خاصة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وأفاد بأنه من الأنجع تبني نظام للتحكيم يضمن تسوية الاختلافات بأسلوب يراعي المصالح المشتركة. والتركيز على تعزيز "مفهوم التوافق"، وطرح المبادرات والأفكار "القابلة للتنفيذ" ودون اللجوء إلى إنشاء هياكل إضافية تثقل كاهل العمل العربي المشترك. وأكّد في هذا الصدد أنّ سلطنة عُمان ماضية في الاستمرار في دعم جامعة الدول العربية والعمل العربي المشترك، باستلهام من التجربة العُمانية التي لطالما رسخت قيمّ “الاتزان والحكمة" في صميم سياساتها الخارجية.
وفيما يتصل بتعزيز دور الجامعة العربية في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، يوضّح السفير الشيخ فيصل بن عُمر المرهون رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية أنّ الاهتمام بالتكامل الاقتصادي والدفع بالمشروعات الاقتصادية المشتركة مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والربط الكهربائي والأمن الغذائي والنقل البحري والبري وغيرها من المشروعات الاستراتيجية، والتي ستُسهم في ربط الأسواق وتبادل الاستثمارات، من أهم الفرص التي ينبغي التركيز عليها؛ إذ يُمكن من خلال ذلك تحقيق تنمية شاملة في الدول الاعضاء واستقرار اقتصادي يخدم الشعوب العربية. ويساعد على تسهيل تنقل الأفراد والصناعات والمنتجات فضلًا عن الاستفادة التكاملية من المقومات السياحية والثقافية بين الدول العربية.
وأكّد المرهون أهمية تبني مبادرات دبلوماسية واقتصادية، تُسهم في تعزيز أهمية ومكانة المنطقة العربية اقتصاديًا ومع بقية التجمعات الإقليمية والجغرافية الأخرى، إذ تمثّل المنطقة العربية قوة بشرية وجغرافية ويُمكن أن تُصنف كأحد التجمعات الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم في حال كان هناك اندماج وتكامل اقتصادي بين الدول العربية الأعضاء.
وحول مواقف سلطنة عُمان في دعم العمل العربي المشترك أشار إلى أنّ رؤية سلطنة عُمان تستند إلى خبرة تمتد لأكثر من خمسين عامًا في دعم العمل العربي المشترك، وشاركت دون انقطاع في كافة القمم العربية منذ قمة الجزائر عام 1973 وإلى القمة العربية غير العادية في القاهرة في مارس الجاري 2025، مؤكّدًا أنّ سلطنة عُمان تولي أهمية للبُعد العربي في موجهات سياستها الخارجية وترى بأنه لا مناص من التنسيق والتشاور بين الدول العربية تحقيقًا للتضامن العربي والثبات تجاه المُتغيرات الدوليّة والتحدّيات.
وأكّد أنّ هذا النهج العُماني متأصل ومستمر وهو ما أشار إليه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- في خطاب توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020؛ حيث قال: "وفي الشأن العربي، سوف نستمر في دعم جامعة الدول العربية، وسنتعاون مع أشقائنا زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية، والرقي بحياة مواطنينا، والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات، والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدّم تطلعات الشعوب العربية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة الدول العربية.. تاريخ حافل بالإنجازات والتحديات
تحتفل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم السبت بمرور ٨٠ عاما على تأسيس المنظمة الجامعة لدول العالم العربي ال ٢٢، وسط تحديات إقليمية ودولية موغلة في التعقيد مع بلوغ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ذروة المواجهة جراء حرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يواجه أقسى الجرائم والمجازر على مرأى العالم الصامت وعجز عربي واضح في لجم إرهاب دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين، رغم المساعي العربية للضغط بتجاه وقف العدوان ورفض الخطط الأمريكية الإسرائيلية لتهجير الغزيين من القطاع، وذلك من خلال اتخاذ الجامعة العربية لقرار موحد يرفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم العادلة وتمرير مشاريع استعمارية في المنطقة، إلا أن هذا القرارات رغم أهميتها تبقى رهينة مقدرة الدول العربية على مواجهة الضغوط الأمريكية في هذا الصدد.
ورغم الإنجازات التي حققتها جامعة الدول العربية منذ تأسيسها قبل ثمانية عقود من خلال تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي ودعم حركات التحرر الوطني في الأقطار العربية لنيل الاستقلال والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، إضافة إلى إبراز الهوية العربية المشتركة، إلا أن هناك تحديات واجهت المنظمة العربية ولا زالت تواجهها، والتي شكلت بدورها عقبة أمام أي دور إقليمي ودولي عربي فاعل، حيث أدى تباين المواقف بين الدول الأعضاء في بعض القضايا الإقليمية دورا مهم في تكريس هذه التحديات، إضافة إلى عدم وجود آليات واضحة وملزمة لتنفيذ القرارات الصادرة عن الجامعة العربية، كما أججت التدخلات الخارجية من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة، إضافة إلى استمرار الصراعات الداخلية في بعض البلدان العربية.
أما في الشان الاقتصادي ورغم أن الجامعة سعت لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي من خلال إنشاء مجلس الوحدة الاقتصادية العربية عام 1957، وتوقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عام 1997، إلا أن التجارة البينية بين الدول الأعضاء لا تزال ضعيفة مقارنة بالمناطق الاقتصادية الأخرى في العالم.
بروتوكول الإسكندرية
تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 بناءً على بروتوكول الإسكندرية - وهو الوثيق التأسيسية التي مهدت لإنشاء المنظمة العربية وتم توقيعها في السابع من أكتوبر 1944 بمدينة الإسكندرية خلال اجتماع ضم ممثلين عن سبع دول عربية مستقلة آنذاك وهي (مصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والسعودية، والأردن "شرق الاردن آنذاك") -، لتتوسع لاحقا وتشمل 22 دولة، لتكون أول منظمة إقليمية من نوعها تهدف إلى تحقيق التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، وتعزيز التضامن والوحدة في مواجهة التحديات المشتركة.
ونص ميثاق الجامعة على مجموعة من الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها، نبرز أهمها:
- تعزيز الوحدة والتضامن العربي والتأكيد على الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة.
- التنسيق السياسي والدبلوماسي من خلال توحيد المواقف العربية في المحافل الدولية.
- التعاون الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء ودعم مشاريع التكامل الاقتصادي العربي.
- التعاون في مجال الأمن والدفاع من خلال وضع سياسات دفاعية مشتركة لحماية الأمن القومي العربي من التهديدات الخارجية والتدخلات الأجنبية.
- دعم التنمية والبحث العلمي وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة.
الهيكل التنظيمي
تتكون جامعة الدول العربية من عدة أجهزة رئيسية، يأتي في مقدمتها مجلس الجامعة، وهو أعلى سلطة، ويتكون من ممثلي الدول الأعضاء، وتتخذ قراراته بالإجماع أو الأغلبية.
ثانيا، الأمانة العامة، ويرأسها الأمين العام، وتُعد الجهاز التنفيذي للجامعة. ثالثا، المجالس الوزارية، وهي اجتماعات وزارية تصنف حسب الموضوعات المطروحة.
الأمناء العامين للجامعة
تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عدة شخصيات بارزة منذ تأسيسها حيث احتفظت مصر بالمنصب باستثناء الفترة ما بين 1979 و1990، حيث شغل عبدالرحمن عزام باشا منصب أول أمين عام للجامعة ما بين الفترة (1945 - 1952)، ثم تولى الدبلوماسي المصري البارز محمد عبد الخالق حسونة المنصب خلال الفترة (1952 - 1972) وهو أطول من شغل المنصب لمدة 20 عامًا. وشهدت فترته الوحدة بين مصر وسوريا 1958 ثم انفصالها، ونكسة 1967.
وما بين الفترة (1972 - 1979) شغل محمود رياض المنصب، حيث شهدت فترة مسؤوليته حرب أكتوبر 1973، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1979، نقل مقر الجامعة إلى تونس إثر مقاطعة العرب لمصر بسبب توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتم تعيين التونسي الشاذلي القليبي حتى العام 1990، حيث عاد مقر الجامعة العربية إلى القاهرة بعد المصالحة مع مصر، وتولى أحمد عصمت عبد المجيد (1991 - 2001) منصب الأمين العام.
وبين العام (2001 - 2011) تولى الدبلوماسي المصري البارز، عمرو موسى المنصب، حيث أطلق مبادرات عدة لإصلاح الجامعة العربية.
ومع بداية الربيع العربي في 2011 تولى نبيل العربي مسؤولية قيادة المجلس حيث شهدت الكثير من الدول العربية أزمات داخلية واحتجاجات وسقوط أنظمة، كما شهدت تعليق عضوية سوريا في الجامعة.
ومنذ 2016 يشغل أحمد أبو الغيط منصب الأمين العام، وتم التجديد له لفترة ثانية في 2021.
فلسطين: القضية المركزية
ومنذ تأسيسها، وضعت جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، واتخذت العديد من القرارات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. ففي العام 1945، وحتى قبل إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، قررت الدول الأعضاء مقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للصهيونية.
وفي 1951، تم إنشاء مكتب المقاطعة العربي للإشراف على تنفيذ الحظر الاقتصادي على الكيان الإسرائيلي.
كما دعمت جامعة الدول العربية تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وفي قمة الرباط عام 1974 اعترفت الجامعة بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، مما عزز مكانتها في المحافل الدولية.
وبعد النكسة واحتلال الضفة الغربية وغزة عام 1967، دعمت الجامعة المقاومة الفلسطينية وخصصت لها موارد مالية.
كما أطلقت القمة العربية في بيروت عام 2002 مبادرة السلام العربية، التي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين مقابل تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل.
ودعمت الجامعة العربية حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012، كما عملت على دعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في المؤسسات الأممية.
وفي 2020 رفضت الجامعة العربية "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى لأنها تجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم توقيع بعض الدول العربية اتفاقيات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي في إطار صفقة ترامب، إلا أن الجامعة أكدت أن التطبيع لا يمكن أن يكون بديلاً عن حل القضية الفلسطينية، داعية إلى الالتزام بمبادرة السلام العربية كأساس للعلاقات مع إسرائيل.
ومع تولي ترامب لولايته الثانية والتي أتت في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن عن خطته المثيرة للجدل والقاضية بتهجير 2.3 مليون غزي من القطاع المنكوب إلى بعض الدول العربية الأمر الذي رفضته الجامعة العربية رفضا قاطعا وتبنت في المقابل خطة مصرية لإعادة إعمار غزة ونشر قوات أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ما يخص دورها في باقي الأقطار العربية، فقد لعبت الجامعة منذ منتصف القرن العشرين دورًا مهمًا في دعم استقلال الدول العربية من الاستعمار، سواء عبر التأييد السياسي أو من خلال الدعم المادي.
كما لعبت على مدار تاريخها دور الوساطة في العديد من الأزمات العربية، حيث نجحت في حلحلت بعضها وفشلت في أخرى وحدت الخلافات بين بعض دول الأعضاء وضعف آليات التنفيذ من فعاليتها في بعض القضايا والأزمات.
ففي الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990)، أرسلت الجامعة قوات ردع عربية في 1976 في محاولة لوقف القتال، كما رعت اتفاق الطائف عام 1989 بين الفرقاء اللبنانيين والذي وضع حدًا للحرب الأهلية.
وفي السودان دعمت الجامعة مفاوضات السلام بين الحكومة والجماعات المسلحة في دارفور عام 2003، كما لعبت دورًا مهما في دعم المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بعد انفصال البلدين عام 2011.
ومع بداية أزمة الربيع العربي التي امتدت إلى أقطار عدة في العالم العربي، علّقت الجامعة عضوية سوريا في 2011 بسبب قمع النظام للمظاهرات، كما حاولت التوسط عبر مبادرات سياسية لإنهاء الأزمة لكنها فشلت، واستعادت سوريا مقعدها في الجامعة عام 2023 دون تحقيق حل سياسي شامل.
أما في الأزمة الليبية فقد دعمت الجامعة فرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين من نظام الرئيس السابق معمر القذافي، كما أنها ساندت اتفاق الصخيرات 2015 بين الفرقاء الليبيين، والذي لم يفض إلى حال شامل للأزمة حتى الآن.