سيارات فاخرة ونادرة مهجورة في ساحة خردة .. صور
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، افتتح متجر دو لقطع غيار السيارات في مارشال بولاية مينيسوتا الأمريكية ليُصبح نقطة التقاء لمحبي السيارات القديمة والكلاسيكية.
ومع مرور الوقت، أصبح هذا المتجر موطنًا لمجموعة مميزة من السيارات القديمة التي أضافت له طابعًا خاصًا.
ومع الأسف، يبدو أن هذا الكنز من السيارات القديمة قد اختفى الآن، حيث تشير المعلومات الحديثة إلى أن المتجر قد أغلق أبوابه بشكل نهائي.
لكن، إذا كان قد تم إغلاقه بالفعل، يبقى السؤال: ماذا حدث لتلك السيارات الكلاسيكية الرائعة التي كانت تُعرض داخل المتجر؟
داخل الساحة الكبيرة التي كان يحتوي عليها متجر دوغ، كان هناك قسم مخصص للسيارات الحديثة، حيث كانت تُجرى عمليات تكسير وإزالة لسيارات مثل هوندا وهيونداي القديمة.
لم تكن هذه المنطقة موجهة لعشاق السيارات الكلاسيكية، لكنها كانت بمثابة النشاط الرئيسي في ذلك الوقت، حيث كان العمال يجهزون السيارات للتخلص منها أو لتكون جزءًا من مخزون المتجر.
في الجانب الآخر، كانت هناك المنطقة التي أثارت إعجاب محبي السيارات القديمة، حيث كانت هناك مجموعة من السيارات الكلاسيكية.
على رأسها كانت تشكيلة من سيارات شيفروليه التي تعود إلى ستينيات القرن العشرين.
سيارات مثل شيفروليه موديل 1960 و1962 و1964 كانت محط اهتمام الزوار، وكان كل محب لسيارات الماضي يطمح في العثور على سيارة ترميم مثالية من هذه التشكيلة.
كانت هذه المنطقة تُمثل قلب متجر دوغ لقطع غيار السيارات، مما جعلها محط جذب دائم.
كان المتجر أيضًا يخصص مساحة كبيرة لسيارات ميركوري، وهي علامة تجارية تأسست عام 1938 على يد إدسل فورد.
كانت العلامة تجسد الفخامة المعتدلة، والتي كانت تملأ الفجوة بين سيارات فورد ولينكولن.
خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، تراجعت مبيعات ميركوري بشكل ملحوظ، مما أدى في النهاية إلى إغلاق العلامة التجارية في عام 2011.
كان متجر دوغ يضم أكثر من 20 سيارة ميركوري في مجموعته، مما جعله موطنًا لعشاق هذه العلامة الكلاسيكية.
من بين جميع السيارات الكلاسيكية التي كانت تضمها المجموعة، تبرز سيارة فورد موديل A موديل 1930، التي كانت تحمل لوحات ترخيص داكوتا الجنوبية لعام 1957، مما يبرز تاريخها الطويل في المنطقة.
كان هذا الطراز واحدًا من أكثر السيارات شهرة في الفترة بين 1927 و1932، حيث خرج ما يقرب من 5 ملايين سيارة من طراز A من خطوط الإنتاج.
كانت هذه السيارة تمثل بداية تاريخ متجر دوغ لقطع غيار السيارات، الذي فتح أبوابه في عام 1973 عندما كانت هذه السيارة تعتبر بالفعل قطعة كلاسيكية.
ما الذي حدث لتلك السيارات الكلاسيكية؟بغض النظر عن سبب إغلاق متجر دوغ لقطع غيار السيارات، يبقى التساؤل حول مصير تلك السيارات الكلاسيكية التي كانت تحتفظ بها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيارات فاخرة سيارات نادرة سيارات فورد سيارات شيفروليه سيارات المزيد السیارات الکلاسیکیة لقطع غیار السیارات السیارات القدیمة التی کانت ت التی کان
إقرأ أيضاً:
التجويع كسلاح… كيف تحوّلت بطون أطفال غزة إلى ساحة حرب؟
بعدما اجتاح سوء التغذية ونقص أساسيات الحياة غزة بات أطفالها يموتون ببطىء أمام أنظار العالم، حيث أضحى النقص الكبير في الطعام المغذي والمياه النظيفة والخدمات الطبية نتيجة مباشرة للعوائق التي تحول دون وصول المساعدات والمخاطر المتعددة التي تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، الأمر الذي يؤثر على الأطفال ويعيق قدرة الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية.
في هذا السياق، يتأثر نحو 60 ألف طفل، غالبيتهم من الرضع، بالظروف القاسية الصعبة التي يعيشها جميع سكان قطاع غزة، مع توقف إمدادات الغذاء والدواء، وتفاقم الظروف البيئية التي تزيد من مخاطر الواقع الصحي.
من جانبها أشارت منسقة الأمم المتحدةالخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية و إعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون نقصًا في المعدات اللازمة لتنفيذ عملياتهم، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات قد نفد، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت: “نعلم أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية، كل رقم في هذه الإحصاءات يمثّل إنسانًا وحياةً، وكفاحًا من أجل البقاء”.
في مشهد يعكس قسوة تفوق حدود الحصار العسكري، يستخدم الاحتلال الإسرائيلي سلاحًا صامتًا ومدمّرًا ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة: التجويع الممنهج، فمع دخول الحرب على غزة شهرها السابع، لم تعد الغارات والقنابل وحدها تفتك بالحياة، بل بات سوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال، عنوانًا لمرحلة جديدة من المعاناة الجماعية.
حسب تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة في أبريل 2025، فإن أكثر من 60 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، منهم الآلاف في حالة خطر شديد قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم التدخل السريع.
سياسة التجويع: من الحصار إلى منع المساعدات
منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، فرضت “إسرائيل” حصارًا خانقًا على قطاع غزة، لم يقتصر على تقييد حركة الأفراد والبضائع، بل شمل منع إدخال المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والمساعدات الإنسانية، وعلى مدار أشهر، منعت سلطات الاحتلال قوافل الإغاثة، وقيّدت عمل منظمات دولية، وقصفت مخازن الغذاء والمخابز ومرافق المياه.
وحتى عندما سُمح لبعض المساعدات بالدخول، تمّ ذلك بشكل متقطّع ومحدود للغاية، لا يلبّي أدنى الاحتياجات الغذائية لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع، نصفهم من الأطفال.
التجويع كوسيلة عسكرية: جرائم لا تسقط بالتقادم
استخدام التجويع كوسيلة لإخضاع السكان المدنيين محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف تحظر بشكل صريح استهداف وسائل العيش الأساسية للسكان، كالغذاء والمياه والزراعة، ومع ذلك، فإن “إسرائيل” لم تكتفِ بتجويع المدنيين، بل قامت بتدمير منظم للبنية التحتية الغذائية، من مزارع ودفيئات إلى مخابز ومستودعات الأغذية.
تقول منظمة “أنقذوا الطفولة” (Save the Children) : إن الأطفال في شمال غزة يقتاتون على أوراق الأشجار وماء البحر المغلي، وإن كثيرًا من الأمهات يتنازلن عن وجباتهن ليتمكن أطفالهن من البقاء على قيد الحياة، في المستشفيات، ينتشر ما يُعرف بـ”الهزال الحاد”، وهو أخطر مراحل سوء التغذية التي تؤدي إلى فشل الأعضاء، وغالبًا الموت.
كارثة إنسانية صامتة: أرقام مفزعة
أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة، حسب الأمم المتحدة (أبريل 2025).
تقارير طبية تؤكد وفاة عشرات الأطفال نتيجة الجوع، معظمهم في شمال القطاع.
منظمة الصحة العالمية تحذر من أن النظام الغذائي لمعظم سكان غزة لا يوفّر سوى 400-600 سعرة حرارية يوميًا – أي أقل من ربع الحاجة اليومية للإنسان.
تفشي أمراض خطيرة بين الأطفال مثل فقر الدم، ونقص الفيتامينات، وضعف المناعة، ما يجعلهم فريسة سهلة للأمراض المعدية.
وحسب منظمة أوكسفام، فإن طفلاً من كل ثلاثة أطفال في غزة يعاني من التقزّم بسبب سوء التغذية المزمن، وهي نسبة مقلقة ترتبط مباشرة بعوامل الحصار الطويل المدى.
سجل حافل
سجل كيان الاحتلال الإسرائيلي في تجويع أطفال فلسطين هو سجل موثق ومرعب، يُظهر كيف تحوّل الجوع من نتيجة عرضية للحصار إلى أداة ممنهجة للعقاب الجماعي، استراتيجية التجويع في الفكر الإسرائيلي ليست ظاهرة طارئة على حرب غزة الأخيرة، بل هي سياسة ممنهجة تمتد لعقود، حيث استخدمت القيود على الغذاء والدواء كسلاح للضغط الجماعي على السكان الفلسطينيين، وتحديدًا الأطفال الذين يُعدّون الفئة الأكثر هشاشة وتأثّرًا بالحصار.
الأطفال، بضعفهم وبحاجتهم للنمو الجسدي والعقلي، كانوا ولا يزالون الضحايا الأكثر تأثرًا لهذه السياسات، هذا السجل يتطلب مساءلة قانونية وأخلاقية من المجتمع الدولي، قبل أن يُكتب المزيد من هذا التاريخ بالدم والجوع.
حيث إنه ومنذ أوائل الألفية الثانية، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود صارمة على إدخال المواد الأساسية إلى قطاع غزة، وتصاعدت هذه السياسة بعد فوز حركة حماس بالانتخابات عام 2006 وفرض الحصار الكامل عام 2007، في تلك الفترة، كشفت وثائق إسرائيلية حصلت عليها منظمات حقوقية مثل “غيشاه – مسلك” أن الحكومة الإسرائيلية وضعت معايير حسابية لكمية السعرات الحرارية التي يحتاجها سكان غزة للبقاء أحياء – لا أكثر – في محاولة لتبرير تقنين دخول المواد الغذائية.
التواطؤ الدولي وصمت المؤسسات
في ظل العجز الدولي عن ردع النازية الصهيونية تغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية شهر مارس (آذار) الماضي معابر القطاع، وتمنع إدخال أي مواد سواء غذائية أو طبية، وذلك قبل أن تستأنف حربها في الثامن عشر من الشهر نفسه.
وحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن إغلاق المعابر أمام الإمدادات الغذائية والدوائية قد يُفاقم أعداد المصابين بسوء التغذية بين الأطفال، مشيرةً إلى أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب “سيضاعف من التحديات الصحية مع استمرار منع التطعيمات الوبائية للأطفال، وخاصة تطعيمات شلل الأطفال”، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات فعلية لإيقاف هذه الكارثة، بل إن بعض الدول واصلت تزويد كيان الاحتلال الاسرائيلي بالسلاح والدعم السياسي، ما يفسّره البعض كتواطؤ ضمني في جريمة استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين.
تقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان: إن ما يحدث في غزة قد يرقى إلى جريمة حرب، بل جريمة ضد الإنسانية، بسبب النطاق الواسع والانتهاك المتعمد للحقوق الأساسية للأطفال.
دعوة عاجلة للتحرك
لا يمكن اعتبار الجوع الذي يعاني منه أطفال غزة “أثرًا جانبيًا” للحرب، بل هو سلاح متعمّد يُستخدم لإركاع مجتمع بأكمله، إن استمرار الصمت الدولي أمام هذه الجريمة هو إدانة بحد ذاته، ويستدعي تحركًا فوريًا من الدول، والمؤسسات الحقوقية، ومؤسسات الإعلام، لكسر الحصار، وإجبار “إسرائيل” على فتح المعابر، وضمان وصول المساعدات بشكل كامل وفوري.
فإنقاذ أطفال غزة لا يتطلّب خطابات ولا لجانًا، بل يتطلب كسر الصمت، ومحاسبة المجرمين، وتحركًا دوليًا لا يُقايض أرواح الأطفال بحسابات السياسة.