زيارة عبد المهدي المفاجئة إلى صنعاء.. وساطة أم رسائل إيرانية؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
أثار الظهور المفاجئ لرئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، في العاصمة اليمنية صنعاء العديد من التساؤلات، خاصةً في ظل استمرار الهجمات الأمريكية على الحوثيين والتوتر المتصاعد في البحر الأحمر.
انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل إعلام حوثية، الأربعاء، توثّق لحظة وصول عبد المهدي إلى مطار صنعاء، فيما أوضح الأخير في بيان أن زيارته جاءت لحضور المؤتمر الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية".
ومع ذلك، ربطت تقارير إعلامية دولية ومحلية بين هذه الزيارة ووساطة محتملة بين إيران والحوثيين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، في محاولة لتخفيف التوتر العسكري بالمنطقة.
"أدوات للتأثير"
وبخصوص الحديث عن لعب عبد المهدي دور الوساطة، رأى الباحث والمحلل السياسي العراقي، كاظم ياور في حديث لـ"عربي21" أن "التقارير الذي تحدثت عن هذه التكهنات فيها مبالغة كبيرة".
وقال ياور إنه "لا يمكن أن توسط واشنطن، عادل عبد المهدي، وهو لا يمتلك منصبا رسميا في العراق، لأن الولايات المتحدة قد تستعين بدول إقليمية في المنطقة للقيام بهذه الأدوار".
وأوضح أنه "إذا رأت الولايات المتحدة أنه من المفيد عقد حوارات واتفاقيات بين الأطراف المعنية في النزاع الدائر بمنطقة البحر الأحمر، فإنها قد تتواصل مع سلطنة عمان أو قطر لأن يقوموا بمثل هذا الدور".
وأشار إلى أن "عبد المهدي ربما هو من يطرح نفسه لتجسيد دور الوسيط و بالتنسيق مع جهات استخباراتية قد تكون إيرانية، حتى يبعث برسائل إقليمية ودولية خاصة للولايات المتحدة".
وبين ياور أن "فحوى الرسائل يفيد بأن أي وساطة لابد أن يكون عن طريق شركاء حقيقيين لإيران أو قريبين من الدور الإيراني في العراق، وأنهم هم من يملكون أدوات التأثير المباشر مع ما يجري في محور المقاومة، وأن أي ترتيبات مستقبلية في المنطقة تشمل الملف العراقي".
وتابع: "ممكن يكون هناك تفاوض على القضية اليمنية، لكن بالمقابل الحفاظ على محور إيراني عراقي متمثل بشخصيات وتكتلات قريبة من إيران مثل عبد المهدي، وما غير ذلك لن يكون مجديا، سواء إذا قامت بها الحكومة العراقية ممثلة بوزير الخارجية أو رئيس الوزراء العراقي".
ورأى ياور أن "هذا الرسائل تفيد بأن الحكومة العراقية الحالية- بالنسبة لإيران- ربما غير فاعلة للقيام بدور الوساطة، بالتالي فإن زيارة عادل عبد المهدي تشي بأنه إذا كانت الولايات المتحدة لديها أي ترتيبات بالمنطقة، فعليها الحفاظ على شركاء إيران في العراق للحصول على تطمينات في البحر الأحمر".
وتوقع الباحث أن "هناك توازنات وصفقات سرية يجري العمل عليها حاليا، لذلك ربما أراد عبد المهدي تحريك هذه الرسائل الإقليمية والدولية عن طريق هذه الزيارة غير الرسمية، والتي سعى هو لإيصالها إلى الجهات الإقليمية".
من جانبه، قال الباحث السياسي، سعدون التكريتي، إنه "من المستبعد أن يكون عبد المهدي محل ثقة لدى الجانب الأمريكي حتى يُعتمد كشخصية وسيطة مع إيران التي هو أقرب إليها من الولايات المتحدة، بل هو محسوب على محورها، وليس شخصية مستقلة".
وأضاف التكريتي لـ"عربي21" أن "عبد المهدي يحمل رسائل بين فصائل محور المقاومة في الوقت الحالي، وليس بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى أنه ليس لديه صفة رسمية في العراق حاليا، ولم تكلفه الحكومة العراقية للقيام بهذا الدور".
وأشار إلى أنه "إذا كانت هناك رسائل أو وساطة بين دولتين، فإن من تتولى المهمة هي الحكومة وشخصياتها، سواء وزير خارجية أو رئيس مخابرات، أو حتى مستشار رئيس الوزراء، وهذه كلها لا تنطبق على عبد المهدي".
ولفت التكريتي إلى أن "عبد المهدي قتل في عهده رئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، بغارة أمريكية مطلع عام 2020، ذلك بعد اقتحام سفارة
واشنطن في بغداد من عناصر مليشيات عراقية، بالتالي هو ليس موضع ثقة للجانب الأمريكي".
"دور الوسيط"
اتفقت وسائل إعلام محلية ودولية، على أن زيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، إلى اليمن تأتي في إطار وساطة عراقية من أجل تخفيف التوتر العسكري المتصاعد، بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي الحرب على الحوثيين.
ونقلت وكالة "السومرية نيوز" العراقية، عن مصادر (لم تسمها) أن "عبد المهدي وصل إلى صنعاء في إطار جهود وساطة دولية، تسعى إلى تخفيف التوتر المتصاعد في البحر الأحمر".
وأضافت المصادر أن "عبد المهدي يحمل رسائل متبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، وسط عمليات عسكرية أمريكية مكثفة تستهدف اليمن، وتهديدات من واشنطن إلى طهران إن استمرت في دعم الحوثيين".
من جهتها، قالت وكالة "مهر" الإيرانية، أن عبد المهدي، وصل الأربعاء، إلى العاصمة صنعاء، في إطار وساطة عراقية تهدف إلى تخفيف التوترات في المنطقة.
ونقلت الوكالة الإيرانية عن مصادر لحركة انصار الله في اليمن (الحوثيين)، أن "هذه الزيارة تأتي ضمن جهود وساطة لنقل مقترحات أمريكية تتعلق بالأوضاع في البحر الأحمر".
وأشارت إلى أن الزيارة تزامنت مع تقارير إعلامية أفادت بأن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أجرى محادثة مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، تناولت سبل تهدئة التصعيد في البحر الأحمر".
وبحسب "مهر"، فإن "الولايات المتحدة عرضت وقف الهجمات على أنصار الله مقابل التزامها بعدم استهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما قد يكون ضمن الرسائل التي ينقلها عبد المهدي إلى قيادة صنعاء".
وفي السياق ذاته، أفاد تقرير لموقع "الحرب الطولية" الأمريكي، بأن رحلة جاءت عبد المهدي، أيضا عندما بدأ الحوثيون هجمات صاروخية باليستية جديدة على إسرائيل يومي 18 و20 مارس/آذار الجاري.
ووفق التقرير الأمريكي، فإن زيارة عبد المهدي تحصل في سياق دعم إيران التاريخي للحوثيين والدور الرئيسي لطهران في دعم المليشيات العراقية والأحزاب السياسية خلال رئاسة للحكومة العراقية في 2018-2019.
وأشار إلى أن "إيران سعت إلى تنسيق مختلف وكلائها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيين وحزب الله وحماس والمليشيات في العراق، ومع ذلك، فإن الاجتماعات البارزة بين الحوثيين والمسؤولين العراقيين نادرة".
وذكّر الموقع الأمريكي بأن "عبد المهدي فشل إلى حد كبير في حكم العراق المنقسم، إذ وصل إلى السلطة بعد أن هزمت حكومة (حيدر) العبادي تنظيم الدولة وواجهت استفتاء استقلال إقليم كردستان في عام 2017".
وفي عام 2019، لعب عبد المهدي دور الوسيط بين السعودية وإيران، وأكد أن "قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق، هو من اتصل به أثناء تواجده في الصين، وطلب التوسط لإنهاء الأزمة بين البلدين، لكن الولايات المتحدة أقدمت على اغتياله بشكل وكأنه متعمد لإفشال المصالحة"، وفق قوله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العراقي إيران طهران العراق إيران طهران عبدالمهدي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء العراقی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر عادل عبد المهدی فی المنطقة فی العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إبادة غزة.. نواب موريتانيون يوجهون رسالة قوية للسفير الأمريكي
سلّم 37 نائبًا في البرلمان الموريتاني، مساء أمس الخميس، السفير الأمريكي في نواكشوط٬ مايكل دودمان بجو٬ رسالة، حمّلوا فيها الولايات المتحدة الأمريكية، مسؤولية الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة.
وجاء في الرسالة المُوقّعة من النواب الموريتانيين: "قد يكون من المناسب أن تبدأ رسالة مكتوبة من قبل مشرعين موريتانيين إلى سفير 'أكبر' دولة في العالم بالتحايا وعبارات التفخيم والتعظيم والمجاملات التي تليق بمقام الدبلوماسيين 'الكبار'، لكن أشلاء أطفال ونساء غزة المتناثرة في الهزيع الأخير من الليل، في شهر رمضان المبارك، وعلى الهواء مباشرة، جعلت كل قواميس الدبلوماسية تتمزق أمام اللحظة الإنسانية المليئة بالقهر والظلم والاستكبار والاستعلاء والاستهتار بكل القوانين والأعراف الدولية".
وتساءل النواب في رسالتهم، مخاطبين السفير الأمريكي: "هل تدرك معنى أن تنطلق 100 طائرة حربية محمّلة بأطنان المتفجرات، المقدمة 'هدية' من نظامكم، لأكثر الجيوش في العالم دموية وإجرامًا، لتقصف مئات الآلاف من الأبرياء النائمين في خيام يحاصرها الجوع والبرد والمرض؟!".
وأوضحت الرسالة نفسها: "في نفس اللحظة التي كانت تلك الطائرات تدكّ خيام اللاجئين بقنابلها، كانت متحدثة 'بيتكم الأبيض' الملطخ بدماء الأبرياء تتحدث عن دعم رئيسكم ترامب لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق يد مجرم الحرب نتنياهو لاستئناف حرب الإبادة ضد الغزيين الذين خرجوا لتوهم من حرب إبادة استمرت 15 شهرًا، وكنتم أكبر الداعمين فيها بسلاحكم ومالكم ومعلوماتكم ودبلوماسيتكم بل وجنودكم".
وتساءل النواب: "كيف سمح لكم ضميركم بالنوم في ليلة تناثرت فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ بفعل دعم دولة أنتم تمثلونها؟!". وحمّل النواب الرئيس الأمريكي، كامل المسؤولية عن هذه الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء في فلسطين، وخاصّة في غزة.
وفي السياق نفسه، أكّد النواب، أن الولايات المتحدة تتحمّل أيضًا كامل المسؤولية عن ردود فعل ملياري مسلم لم تحترموا مشاعرهم في أعظم شهر لديهم، وفي لحظة السحور المقدسة.
وأضاف النواب في رسالتهم: "إنكم بمشاركتكم الفجة ودعمكم اللامحدود لحرب الإبادة، تعرضون أمن العالم وسلامه للخطر، وترسلون رسائل بالغة السلبية للجميع بأننا نعيش في عالم الغاب، وأن منطق القوة هو المنطق السائد، وأن الضعيف لا مكان له في عالمكم".
وتابعوا: "تحاصرون مليوني إنسان، وتباركون كل خطوة يقوم بها مجرمو الحرب في إسرائيل، ثم تحلمون بعلاقات سوية مع العالم الإسلامي، كيف يكون ذلك؟! هل بلغ بكم استغباء المسلمين والعرب هذه الدرجة؟ أم أنه منطق الاستكبار والظلم؟!".
وأكد النواب أن "دروس التاريخ تعلمنا جميعًا أن المحتل إلى زوال مهما استعلى وتجبر، وأن المدافع المقاوم على أرضه منصور في نهاية المعركة"، مردفين: "فلسطين ستتحرر يومًا بنضال أهلها ووقوف العرب والمسلمين وأحرار العالم معهم، والكيان الصهيوني وداعميه لن ترضى بهم مزبلة التاريخ".
واختتم النواب رسالتهم بالقول: "لا يزال في الوقت متسع لمراجعة موقفكم من حرب الإبادة والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ. يمكنكم العودة كـ'وسطاء' إن أردتم انتشال صورتكم أمام العالم العربي والإسلامي، والتي تتردى في الحضيض. ويمكنكم الاستمرار في دعم عتاة المجرمين، وساعتها تحملوا عواقب ذلك، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون!".
وفي مساء الثلاثاء الماضي٬ تظاهر مئات الموريتانيين أمام السفارة الأمريكية، في العاصمة نواكشوط، في وقفة احتجاجية تنديدًا باستئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
واستمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل، حيث رفع المتظاهرون هتافات داعمة لغزة ومعارضة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي؛ محمْلين الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن استئناف العدوان على غزة، فيما طالبوا الحكومة الموريتانية، بقطع العلاقات مع الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربها على القطاع.
وجاءت هذه التظاهرات بدعوة من "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة"، وهي منظمة غير حكومية تعنى بتنظيم الفعاليات الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.