تركيا تنفق 12 مليار دولار لدعم "الليرة" بعد اعتقال منافس أردوغان
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
أنفق البنك المركزي التركي قرابة 12 مليار دولار في تدخل قياسي لدعم الليرة، وذلك عقب اعتقال الرئيس رجب طيب أردوغان لمنافسه السياسي، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، مما أثار أزمة سياسية أدت إلى هروب المستثمرين وانخفاض العملة.
وبحسب شخص مطلع على الأمر وحسابات تستند إلى بيانات رسمية من شركة «Bürümcekçi Research and Consultancy»، فقد أنفق البنك 11.
ويُعد هذا التدخل الأكبر في تاريخ البنك المركزي، إذ تجاوز بأربعة أضعاف أي تحرك سابق مسجَّل. وجاء ذلك بعدما هوت الليرة بنسبة تصل إلى 11% أمام الدولار الأميركي، مسجلةً أدنى مستوى لها على الإطلاق، عقب خطوة أردوغان ضد إمام أوغلو التي أثارت موجة هروب من الأسواق التركية.
قال أحد المصرفيين الأتراك إن المسؤولين «فقدوا السيطرة» على السوق في وقت مبكر من يوم الأربعاء، مضيفاً أن ذلك «ترك أثراً» على ثقة المستثمرين.
وأشارت مؤسسة «جيه بي مورغان تشيس»، التي تعد لاعباً رئيسياً في تمويل الأسواق الناشئة، إلى أن «سيولة الليرة تضررت وسط تدفقات رأسمالية كبيرة» يوم الأربعاء.
ويقول المحللون إن البنك المركزي واصل على الأرجح تدخله في السوق يومي الخميس والجمعة.
رفع معدل الفائدة التركية
واتخذ صانعو السياسات خطوات أخرى لتهدئة الأسواق هذا الأسبوع، من بينها عقد اجتماع طارئ للبنك المركزي يوم الخميس، حيث تم رفع معدل الفائدة الرئيسية لليلة واحدة في محاولة لإبقاء المدخرين المحليين في حسابات الليرة بدلاً من التحول إلى الدولار.
خففت هذه الإجراءات من تراجع الليرة، حيث أنهت الأسبوع بانخفاض قدره 3%، إلا أن مؤشر «بيست 100» للأسهم في إسطنبول تراجع بنحو 8% يوم الجمعة، في أسوأ أسبوع له منذ عام 2008.
برز إمام أوغلو، الذي يُعتبر أبرز منافس سياسي لأردوغان خلال عقدين من حكمه، كمرشح محتمل عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في الانتخابات الرئاسية، إذ كان الحزب يأمل في فرض انتخابات مبكرة.
وأثار اعتقاله اضطرابات استمرت لأيام، حيث دعا حزب الشعب الجمهوري إلى تنظيم مزيد من الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع. ووصف أردوغان المظاهرات يوم الجمعة بأنها «إرهاب في الشوارع».
ويمثل الاضطراب السياسي هذا الأسبوع نكسة كبيرة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي بدأ بعد إعادة انتخاب أردوغان في عام 2023.
ويشرف على البرنامج محمد شيمشك، المصرفي السابق في «ميريل لينش»، الذي يسعى إلى احتواء أزمة التضخم المزمنة في تركيا واستعادة ثقة المستثمرين الذين غادروا البلاد على مدى العقد الماضي، مع تحول أردوغان نحو سياسات اقتصادية غير تقليدية.
تضمن البرنامج زيادات كبيرة في معدلات الفائدة، ما شكل تحولاً عن سياسة أردوغان السابقة التي تمسكت بإبقاء الفائدة منخفضة رغم التضخم المتسارع، بالإضافة إلى رفع الضرائب.
انخفاض التضخم في تركيا
وأظهر البرنامج بعض النجاح، حيث تراجع التضخم إلى 39% بعد أن كان فوق 85% في أواخر عام 2022. كما أعادت تركيا بسرعة بناء احتياطياتها من النقد الأجنبي، التي استُنزفت مع سعي حكومة أردوغان لدعم الاقتصاد والليرة قبيل انتخابات 2023. فقد ارتفع إجمالي الاحتياطيات الأجنبية إلى ما يقرب من 100 مليار دولار قبل تدخلات هذا الأسبوع، مقارنةً بحوالي 57 مليار دولار في منتصف 2023.
ورغم ذلك، لا يزال المستثمرون على المدى الطويل حذرين من ضخ استثماراتهم في الأصول التركية، خوفاً من أن يعود أردوغان إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، كما فعل في السابق.
لكن صناديق التحوط ومستثمرين آخرين يسعون للاستفادة من معدلات الفائدة المرتفعة التي تتجاوز 40%، حيث ضخوا نحو 35 مليار دولار في ما يُعرف بصفقات «الكاري تريد»، التي يقوم فيها المتداولون بالاقتراض بعملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات ذات عوائد مرتفعة، وفقاً لتقديرات «جيه بي مورغان».
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیار دولار إمام أوغلو
إقرأ أيضاً:
سعر الذهب في مصر يرتفع 7% خلال أسبوع بأكثر من 300 جنيه
ارتفع سعر الذهب في مصر خلال تداولات اليوم ليسجل مستوى تاريخي جديد ليستمر الدعم المقدم إليه من ارتفاع سعر الذهب العالمي وتسجيله مستويات تاريخية، بالإضافة إلى تداول سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالقرب من مستويات قياسية.
وكشف تحليل جولد بيليون، أن الذهب خلال الأسبوع الماضي ارتفع في مصر بمقدار 310 جنيهات بنسبة ارتفاع 7% ليغلق تداولات الأسبوع عند 4690 جنيه للجرام وهو أعلى مستوى سجله هذا الأسبوع وكان قد افتتح تداولات الأسبوع الماضي عند 4380 جنيه للجرام.
الارتفاع الكبير الذي يشهده الذهب المحلي حالياً يأتي بدعم رئيسي من ارتفاع سعر اونصة الذهب العالمي وتسجيلها لمستويات تاريخي جديدة مما ساهم في ارتفاع تسعير الذهب المحلي.
و يبقى سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالقرب من مستويات قياسية بالرغم من تراجعه بشكل تدريجي خلال جلسة الأمس، ولكن الارتفاع الكبير في سعر الذهب العالمي قد عوض تراجع سعر صرف الدولار.
وأعلن البنك المركزي المصري عن تباطؤ معدل التضخم الأساسي في مصر خلال شهر مارس الماضي ليصل إلى 9.4% على المستوى السنوي بالمقارنة مع تسجيله 10% في شهر فبراير، حيث يعد هذا هو أقل مستوى للتضخم الأساسي الذي يستثني عوامل التذبذب منذ فبراير من عام 2022.
بينما قد ارتفع معدل التضخم الرئيسي في مصر على المستوى السنوي خلال شهر مارس بنسبة 13.6% بأعلى من قراءة شهر فبراير عند 12.8% وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو أول ارتفاع في التضخم في مصر منذ أكتوبر الماضي.
هذا وقد تراجع العجز في الميزان التجاري في مصر بشكل طفيف في يناير الماضي ليصبح بمقدار 3.42 مليار دولار بعد أن كان عند 3.44 مليار دولار في يناير من عام 2024 منخفضا بنسبة 0.58% فقط وفقا لبيانات الجهاز المركزي للمحاسبات.
الذهب العالمي
ارتفع الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير ليسجل مستوى قياسي جديد في ظل استمرار الطلب في التزايد على الذهب كملاذ آمن وسط الاضطرابات في الأسواق العالمية التي تسببت فيها تعريفات ترامب التجارية وأدت إلى انخفاض كبير في مستويات الدولار الأمريكي وتراجع الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 6.6% وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ مارس من عام 2023، ليسجل اعلى مستوى تاريخي عند 3245 دولار للأونصة ويغلق جلسة الأسبوع عند 3237 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 3030 دولار للأونصة.
استمر سعر الذهب في مصر في الارتفاع بدعم من تسجيل الذهب العالمي المستويات التاريخية بشكل يومي، بالإضافة إلى بقاء سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالقرب من مستويات قياسية.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي ليتخطى المستوى النفسي 3200 دولار للأونصة ليستقر فوق هذا المستوى ويغلق تداولات الأسبوع فوقه بعد أن تمكن من تسجيل قمة سعرية جديدة عند 3245 دولار للأونصة، وتظل هناك إمكانية لمزيد من الصعود في سعر الذهب الذي لم يظهر علامة على الدخول في تصحيح سلبي مؤقت حتى الآن.