جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-24@22:59:42 GMT

أول هدية يوم أم!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

أول هدية يوم أم!

 

 

أنيسة الهوتية

في عائلتي، لم نكن نحتفل بعيد الأم، وكان الأغلب لا يعلم بوجوده! وعندما بدأوا يتسامعون به، تعاملوا معه على أنَّه احتفالية خاصة بالمسيحيين مثل "الكريسماس"، ولم يلقَ قبولًا للتعامل به في أغلب المجتمع المجاور آنذاك. وكانت قناعة جدي، وعمي، وأبي، أنَّ عيد الأم بدعة، وأن تخصيص يوم للاحتفال بالأم ليس من تعاليم ديننا الحنيف.

وبما أني كنت طفلة صغيرة آنذاك، ومع احترامي لوجهة نظر عائلتي، إلّا أنني كُنت أُريد أخذ الإذن لتقديم هدية لأمي، ولكن تربية "السمع والطاعة" لم تسمح لي حتى بالسؤال، بينما كانت خوالجي تتمنى أن أكون البنت التي تُسعد أمها بهدية في يوم الأم، حتى أرى تلك اللمعة الجميلة في عينيها، وألمس الشيء الذي كنتُ أقرأه في قصص الأطفال على أرض الواقع، وأستشعرُ مشاعر الفتاة المُطيعة التي أسعدت أمها بهدية في هذا اليوم، تمامًا كما قرأت في مجلة ماجد ومجلات الأطفال المصورة.

ترسخ تاريخ 21 مارس في ذهني، في وقت كان أغلب العائلة يتعامل بالتاريخ الهجري، إلّا أن التقويم المُعلَّق في صالة المنزل كان مُقيدًا بالإثنين؛ أي الهجري والميلادي، وهنا بدأت أتابع التاريخ الميلادي من عمر الثامنة.

ولماذا الثامنة؟ لأني في هذا السن أهديت أمي أول هدية عيد أم، وكانت "ليسو" مطبوع عليه جملة، "الله، الوطن، السلطان"، ورسومات على شكل مزهرية مزخرفة فيها ورود ملونة متنوعة، والخام كان لونه "حليبي" كما كنَّا نصفه آنذاك، وهو "البيج".

أخذته بخمسمائة بيسة، باتفاق أن أدفع كل يوم مئتي بيسة وهما مصروفي اليومي من جدي منصور، ووافقت عمتي شريفة والتي كانت هي الزوجة الأولى لوالدي، وطليقته آنذاك.

وفعلًا، غمرتني ابتسامة أمي بالسعادة حين ارتسمت على وجهها السمح، وخاصة أن ابتسامتها كانت عملة نادرة مع برنامجها اليومي المنهك من الأعمال والمسؤوليات اليومية، ولا زلت أشعر بأنَّ تلك الابتسامة كانت المختلفة على الإطلاق من أجمل؛ بل أروع ابتساماتها.

ثم بينما انتهت تلك اللحظة الجميلة والحضن الخجول، نظرت إلى يميني فرأيت جدتي المُعلمة حليمة بنت حمد تنظر إليَّ بعيون رضا ومحبة، فاعتصر قلبي ألم بأنني لم أحضر هدية لجدتي.

وفي اليوم التالي ركضت إلى بيت عمتي شريفة، وطلبت منها "ليسو" ثاني من نفس النوع لجدتي وبنفس اتفاق الدفع إلى أن ينتهي المبلغ، فأخرجت واحدة أخرى باللون البني الفاتح وبنقوش وزخارف شبه إسلامية بلا كلمات مطبوعة، وقالت: هذه تليق بالمعلمة حليمة أكثر.

فأخذته من يدها وركضت إلى جدتي، فأهديتها إياه، وسارعت بالنظر إلى عينيها، فرأيت تلك النظرات الحنونة ممتلئة بالفرح، وهنا كدت أن أطير إلى عنان السماء.

ولمحت شخصًا يقف وراء جدتي، وإذا بها خالتي خديجة، وهي في أوائل حَملِها بأوَّل طفلة لها بعد زواج خمس سنوات! وقد أتت للإقامة الطويلة عندنا، فحضنتها وفرحت بعودتها مرة أخرى. وشعرت بذات الشعور بأنني لم أحسب لها حسبة!

وبعد قليل، ذهبت إلى عمتي للمرة الثالثة، وطلبت "ليسو" آخر يليق بخالتي "خدوج"، فأعطتني "ليسو" باللون السماوي فيه ورود محمدية كبيرة، وقالت هذه تشبه خدود "خدوج" وسأضيف قيمته إلى حسابك. فحركت رأسي بنعم، وركضت سريعًا إلى البيت ثم لغرفة خالتي وأهديتها، وبالفعل السعادة التي رأيتها في عينيها كانت تتراقص في قلبي.

ولكن، شعرت بأني لا زلت مقصرة في حق شخص ما! فتبعت إحساسي، وذهبت إلى عمتي شريفة وقبلت رأسها، وطلبت منها أن تختار لنفسها واحدة هدية يوم الأم مني لها، وتضيفه على الحساب. فابتسمت، وقالت: حسناً، سآخذ الأسود والأبيض. والآن سأحسب عليكِ كل قطعة بمئتين وخمسين بيسة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

آية سماحة: تعرضت للتحرش في طفولتي وأمي كانت في ضهري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الفنانة آية سماحة، أن تحمل المسؤولية منذ الصغر يكون له تأثير قوي على شخصية الفتاة، موضحة أن الفتاة التي تعمل من عمر صغير تصبح أكثر إدراكًا لقيمة المال والاستقلالية، قائلة: "اللي بتشيل مسؤولية من صغرها بتعرف تجيب الفلوس وتكبرها.. ومش بتنتظر حد يصرف عليها".

وأوضحت آية سماحة، خلال لقائها مع الإعلامية أميرة بدر، ببرنامج "أسرار"، المُذاع عبر شاشة "النهار"، أن العمل المبكر يعرض الفتاة لمواقف غير لطيفة، مشيرة إلى أنها واجهت العديد من السخافات، لكنها تعلمت كيف تضع حدودا للآخرين، قائلة: "قابلت كل المواقف اللي ممكن تتخيليها.. وعرفت إمتى أوقف أي حد عند حده".

وكشفت عن أصعب موقف تعرضت له، معترفة بجرأة أنها تعرضت للتحرش وهي طفلة في سن 11 أو 12 عامًا، لكنها واجهت الموقف بشجاعة بمساعدة والدتها، متابعة: "لما كنت بروح أحكي لمامتي، كانت بتعلمني إزاي أتصرف، وكانت دائمًا في ضهري.. بس كانت تخليني أنا اللي أواجه"، موضحة أن هذه التجربة علمتها عدم الخوف من المواجهة وأخذ حقها بنفسها.

مقالات مشابهة

  • آية سماحة: تعرضت للتحرش في طفولتي وأمي كانت في ضهري
  • أمي كانت ترى فيّ خليفة المعلم.. كريم حسن شحاتة يروي التفاصيل
  • 5 صحابيات جاهدن بأرواحهن وأموالهن من أجل الدعوة للإسلام.. كيف كانت سيرهن؟
  • هل ليلة القدر كانت ليلة أمس 23 ؟.. ترقبوا علاماتها
  • 7 آلاف جنيه.. عمرو الليثي يقدم هدية مالية لبائعة خضار في أجمل ناس
  • أحمد السقا: انسحبت من التصوير مرة واحدة.. كانت هتحصل مجزرة
  • هدية من نقيب المهندسين لـ فرعية البحيرة .. وهكذا رد المحافظ
  • ترامب يدهش الجميع: مقاتلة إف-47 تحلق منذ 5 سنوات.. أين كانت؟
  • ويتكوف: محادثة ترامب وأردوغان كانت رائعة