جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@03:20:01 GMT

المخادع

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

المخادع

 

 

محمد بن رامس الرواس

منذ أن بدأت مفاوضات تبادل الأسرى وتنفيذ الصفقة التي تمت بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الكيان الإسرائيلي، برعاية من الولايات المتحدة والوسطاء في مصر وقطر، ينتهج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسة المماطلة والخداع والمراوغة، وسياسة الخداع والمراوغة، ليس فقط من أجل إفشال الصفقة، ولكن تجاه المجتمع الإسرائيلي نفسه؛ فهذا المجرم يواصل مناوراته السياسية، مُحاولًا إيهام الجميع بأنه يسعى لتحقيق الأمن لإسرائيل بينما في الواقع، يعمل على تأمين بقائه السياسي على حساب المصالح الوطنية عبر التخلص من خصومه السياسيين واستبدالهم بأشخاص موالين له لأجل أن يحقق لنفسه البقاء على رأس السلطة لفترة أطول!

سياسة نتنياهو في المخادعة والمراوغة للجميع لم تكن وليدة الفترة الماضية؛ بل هي دَيْدَنهُ منذ أن ظهر في عالم السياسة، وعند المفاوضات والأزمات؛ حيث إن كل أزمة تقترب من الحل يخرج بتصريحات متضاربة، تارةً يدعي أن الاتفاق بات وشيكًا، وتارة أخرى يعرقل الشروط بحجج واهية، وهذه السياسة جعلت حتى الوسطاء الدوليين، مثل مصر وقطر، يفقدون الثقة في نواياه الحقيقية.

في الواقع يدرك نتنياهو أن أي اتفاق قد يؤدي إلى إنهاء الحرب يُعرّض مستقبله السياسي للزوال، خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية والانتقادات المتزايدة من عائلات الأسرى الإسرائيليين. لذلك، يواصل خداع الجميع بإيهامهم بأنه يعمل على استعادة الجنود الأسرى، بينما يفضل إبقاء الحرب مشتعلة لضمان استمراره في السلطة.

إن الخداع السياسي، الذي يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يخدع المجتمع الدولي فقط؛ بل يمارس من خلاله لعبة خطيرة ضد شعبه. ومنذ بداية الحرب، وَعَدَ الإسرائيليين بـ"نصر حاسم" ضد حماس، لكنه لم يحقق أيًّا من أهدافه المعلنة، وعلى الرغم من الفشل العسكري والاستخباراتي، يُواصل تسويق الانتصارات الوهمية لإخفاء عجزه وإبعاد أي تهديد سياسي قد يُطيح به.

وفي ظل الضغوط المتزايدة من المعارضة والمجتمع الإسرائيلي، لجأ إلى تأجيج المخاوف الأمنية وتقسيم المجتمع الإسرائيلي مدعيًا أن أي وقف لإطلاق النار يعني انتصارًا لحماس وخسارة لإسرائيل. هذه الاستراتيجية تهدف إلى إبقاء الإسرائيليين في حالة خوف دائم، مما يسمح له بتجنب المساءلة السياسية والاستمرار في الحكم.

وبناءً على كل ما سبق، يمكن القول إنَّ الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات بوقف الحرب وإيجاد حل دبلوماسي، يواصل نتنياهو استخدام المراوغة والخداع كأدوات سياسية، بينما يدفع الفلسطينيون والإسرائيليون ثمن هذه اللعبة، ويبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الخداع قبل أن يدرك الجميع أن مصلحة إسرائيل الحقيقية ليست في بقاء نتنياهو؛ بل في تغيير المسار نحو حل أكثر استدامة؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يرد على أنباء رفض رئيس وزراء الاحتلال للمقترح المصري بشأن غزة

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة، إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أصدر بيانًا عاجلًا “نفى فيه ما نقلته وسائل إعلام عربية، بشأن تراجع إسرائيل عن الموافقة على بعض بنود المقترح المصري المتعلق بوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى”.

من العباءة السوداء إلى الرقص المثير .. قصة ظهور البلوجر رورو البلدبكري يكشف تفاصيل القبض على 4 مسئولين كبار بإحدى المحافظات

وأضافت «أبو شمسية»، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»،  أن البيان أشار إلى أن «ما نُشر لا أساس له من الصحة»، وألقى باللوم على حركة حماس، معتبرًا إياها العقبة الأساسية أمام التوصل لاتفاق.

وأوضحت أن هذا التصريح يُفهم منه، كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن إسرائيل لم تُبلغ مصر رسميًا برفض المقترح، لكنها عمليًا ترفض أي وقف لإطلاق النار طويل أو قصير الأمد، ما دامت حماس لم تتخل عن سلاحها.

وأوضحت أن هذا البيان، جاء بالتزامن مع مشاورات أمنية يعقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، استعدادًا لاجتماع حكومي مقرر يوم الأحد؛ لمناقشة المرحلة التالية من العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي صادقت عليها المؤسسة الأمنية والجيش.

وأشارت دانا إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد نسبت لنتنياهو رفضه المقترح المصري، لكن بيانه الأخير أوضح أنه لم يعلن رسميًا رفضه أو قبوله، مما يعكس تضاربًا في التصريحات، وسط مؤشرات على نية الحكومة الإسرائيلية توسيع العمليات العسكرية.

وتابعت أن وزير الدفاع الإسرائيلي وافق في وقت سابق على استمرار العمليات، وأن نتنياهو شدد في تصريحاته على أن الهدف الأساسي للحرب هو القضاء على القدرات العسكرية لحماس، وليس إعادة المحتجزين الإسرائيليين، ما أثار استياء عائلات الأسرى الذين خرجوا في مظاهرات يطالبون بجعل ملف الأسرى أولوية قصوى.

وعن موقف حركة حماس، أوضحت دانا أن الحركة منذ بداية المفاوضات متمسكة بوقف دائم لإطلاق النار، وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، وفتح الممرات الإنسانية، مؤكدةً أن حماس لم تتراجع عن مواقفها أو تنقض الاتفاقات، بينما تتهم إسرائيل بالتراجع عن بنود كانت قد وافقت عليها مؤخرًا.

طباعة شارك غزة نتنياهو اسرائيل

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو يرد على أنباء رفض رئيس وزراء الاحتلال للمقترح المصري بشأن غزة
  • أميركا تريد استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة بينما تواصل دعم الحرب
  • نتنياهو يثير غضب الإسرائيلي بتصريح إنتقامي
  • نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
  • نتنياهو: هزيمة حماس أهم من إطلاق سراح الرهائن الـ59
  • عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو: أعاد تعريف أولويات الحرب
  • النتنياهو: نريد إعادة الأسرى لكن هدف الحرب هو الانتصار على أعدائنا
  • خبير إسرائيلي: نتنياهو يستخدم الدروز بسوريا أداة للهجوم السياسي وليس لحمايتهم
  • سارة نتنياهو تغضب عائلات الأسرى.. ماذا قالت لزوجها؟ (شاهد)
  • إعلام إسرائيلي يتناول جدلا أثارته زوجة نتنياهو عن الأسرى