مع تزايد المخاوف بشأن الآثار الضارة للسكر المكرر، يبحث الكثيرون عن بدائل طبيعية تجمع بين الحلاوة والفوائد الصحية، ومن بين الخيارات الأكثر شيوعًا التمر والعسل، وكلاهما يُستخدم منذ قرون في ثقافات مختلفة لخصائصهما الغذائية والعلاجية، وبينما يُستخدم التمر بشكل شائع في الأنظمة الغذائية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، يُعد العسل عنصرًا أساسيًا في العديد من الأدوية التقليدية، بما في ذلك الأيورفيدا والطب الصيني.


ولكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار صحي، أيهما الخيار الأفضل؟ هل تتناول حفنة من التمر أم تُضيف القليل من العسل إلى طعامك أو مشروبك.

لتسريع فقدان الوزن.. طرق ذكية لتضمين القرنفل في نظامك الغذائيأيهما أكثر تغذية التمر أم العسل


من الناحية الغذائية، يُقدم التمر والعسل فوائد مميزة.
التمر، الذي يُشار إليه غالبًا باسم "حلوى الطبيعة"، غني بالألياف والفيتامينات والمعادن. ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، تحتوي 100 غرام من التمر على 277 سعرة حرارية، و75 غرامًا من الكربوهيدرات، و7 غرامات من الألياف، و2 غرام من البروتين. كما أنه مصدر غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين ب6 والحديد.


أما العسل، فيوفر 304 سعرات حرارية و82 غرامًا من الكربوهيدرات لكل 100 غرام. ورغم احتوائه على كميات قليلة من البوتاسيوم وفيتامينات ب، إلا أنه يفتقر إلى الألياف. ومع ذلك، يتميز العسل بخصائص فريدة مضادة للبكتيريا والالتهابات، مما يجعله خيارًا مميزًا.

تشرح الدكتورة ليزا يونغ، أخصائية التغذية والأستاذة المساعدة في جامعة نيويورك، قائلةً: "التمر غني بالعناصر الغذائية، إذ يوفر الألياف والمعادن، بينما يوفر العسل مضادات الأكسدة وفوائد مضادة للبكتيريا".

-التأثير على مستويات السكر في الدم
من أكبر المخاوف عند اختيار المُحليات تأثيره على مستويات السكر في الدم.

يتميز التمر بمؤشر جلايسيمي معتدل (GI) بفضل محتواه من الألياف، مما يُبطئ امتصاص السكر، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2011 ونُشرت في مجلة التغذية أن تناول التمر لم يُسبب ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة السكر في الدم عند تناوله باعتدال.


مع ذلك، يتمتع العسل بمؤشر جلايسيمي أعلى، ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم، وذكرت دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة التغذية أنه على الرغم من أن للعسل بعض الفوائد الصحية، إلا أنه لا يزال بإمكانه التأثير على مستويات السكر في الدم بشكل كبير.


يحذر الدكتور فرانك هو، أستاذ التغذية في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، قائلاً: "على الرغم من أن العسل يحتوي على مضادات الأكسدة، إلا أنه لا يزال سكرًا، إذا كنت مصابًا بداء السكري أو تراقب مستوى السكر في الدم، فقد يكون التمر الخيار الأكثر أمانًا".

-فوائد مضادات الأكسدة والالتهابات


يُعد كلٌّ من التمر والعسل غنيًا بمضادات الأكسدة، التي تساعد على حماية الجسم من الالتهابات والإجهاد التأكسدي.
أبرزت دراسة نُشرت عام ٢٠١٩ في مجلة "المراجعات النقدية في علوم الأغذية والتغذية" المحتوى العالي من الفلافونويدات والكاروتينات وحمض الفينول في التمر، والتي ترتبط بتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والزهايمر.


يُعد العسل أيضًا مضادًا قويًا للأكسدة، وقد وجدت دراسة نُشرت عام ٢٠١٧ في مجلة "الطب التأكسدي وطول العمر الخلوي" أن المركبات الفينولية الموجودة في العسل تُعزز خصائصه المضادة للالتهابات وتدعم صحة القلب.

-أيهما أفضل؟ صحة الجهاز الهضمي
يبدو أن التمر هو الخيار الأمثل لصحة الأمعاء.


التمر غني بالألياف الغذائية، التي تُعزز الهضم وتُساعد على الوقاية من الإمساك، وجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٥ ونُشرت في المجلة البريطانية للتغذية أن المشاركين الذين تناولوا التمر يوميًا شهدوا تحسنًا في حركة الأمعاء وصحة الأمعاء.


العسل، على الرغم من افتقاره للألياف، يتميز بخصائص بريبايوتيكية، مما يعني أنه يُغذي بكتيريا الأمعاء النافعة. ومع ذلك، فإن تأثيره ليس بنفس أهمية الأطعمة الغنية بالألياف.

يوضح الدكتور تيم سبيكتور، أستاذ علم الأوبئة الوراثية في كلية كينجز كوليدج لندن، قائلاً: "إذا كانت صحة الجهاز الهضمي من أولوياتك، فإن التمر هو الخيار الأمثل نظرًا لمحتواه العالي من الألياف".

فوائد صحية أخرى للعسل و التمر 


إلى جانب التغذية والهضم، يُقدم كلا المُحليين فوائد صحية فريدة.
يُرتبط التمر بتحسين صحة الدماغ نظرًا لخصائصه المضادة للالتهابات، وأشارت دراسة نُشرت عام ٢٠٢٠ في مجلة Frontiers in Neuroscience إلى أن تناول التمر بانتظام قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.


يُستخدم العسل في الطب التقليدي منذ قرون لالتئام الجروح وتخفيف السعال، وجدت مراجعة نُشرت عام ٢٠١٨ في قاعدة بيانات كوكرين للمراجعات المنهجية أن العسل أكثر فعالية من بعض أدوية السعال المتاحة دون وصفة طبية في علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

أيهما تختار العسل أم التمر؟


في حين أن كلاً من التمر والعسل يُعدّان بدائل صحية للسكر المكرر، إلا أن الخيار الأفضل يعتمد على احتياجات كل شخص:
- للألياف وصحة الأمعاء: التمر هو الخيار الأفضل.
- لمُحلي سائل ذي فوائد طبية: العسل خيار رائع.
- للتحكم في سكر الدم: التمر له تأثير جلايسيمي أقل.
- للاستدامة: التمر خيار رائع.
في النهاية، يُمكن أن يكون كلاهما جزءًا من نظام غذائي صحي عند تناوله باعتدال.
المصدر: timesnownews
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العسل التمر المزيد السکر فی الدم من التمر فی مجلة إلا أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: الملوثات العضوية ترتبط بارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين الذين خضعوا لجراحة السمنة

كشفت دراسة حديثة أن الملوثات العضوية الثابتة (persistent organic pollutants) (POPs) ترتبط بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل لدى المراهقين الذين خضعوا لجراحة علاج السمنة.

والملوثات العضوية الثابتة هي مواد كيميائية صناعية سامة تدخل الجسم غالبا من خلال الأغذية الملوثة بها وتخزن في دهون الجسم.

كما حدد الباحثون مسارا بيولوجيا محتملا يفسر العلاقة بين الملوثات العضوية الثابتة وتغير مستويات ضغط الدم.

وأجرى الدراسة باحثون من كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، ونشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية للعلوم والتكنولوجيا البيئية في 24 فبراير/شباط الماضي، وكتب عنها موقع يوريك ألرت.

الملوثات العضوية الثابتة

تؤثر الملوثات العضوية الثابتة سلبا على صحة الإنسان والبيئة في جميع أنحاء العالم، ونظرا لإمكانية انتقالها عن طريق الرياح والمياه فإن معظم الملوثات العضوية الثابتة المتولدة في بلد واحد يمكن أن تؤثر على الناس والحياة البرية في بلدان أخرى.

وتبقى هذه الملوثات لفترات طويلة في البيئة، ويمكن أن تتراكم وتنتقل من نوع إلى آخر عبر السلسلة الغذائية.

وربطت الدراسات التعرض للملوثات العضوية الثابتة بحدوث أمراض أو تشوهات في عدد من الكائنات الحية كالأسماك والطيور، أما بالنسبة للإنسان فقد ارتبطت بآثار صحية سلبية على الصحة الإنجابية والنمو والسلوك والجهاز العصبي والغدد الصماء والجهاز المناعي.

إعلان

ويتعرض الناس للملوثات العضوية الثابتة بشكل رئيسي من خلال الأطعمة الملوثة، وتشمل طرق التعرض الأقل شيوعا شرب المياه الملوثة والاتصال المباشر بالمواد الكيميائية.

الملوثات العضوية تبقى لفترات طويلة في البيئة ويمكن أن تتراكم وتنتقل من نوع إلى آخر عبر السلسلة الغذائية (دويتشه فيله) جراحة السمنة وضغط الدم

تتضمن جراحة السمنة إجراء تغييرات على الجهاز الهضمي للمساعدة على إنقاص الوزن، ويمكن أن تساعد هذه الإجراءات في علاج العديد من الأمراض الأيضية المرتبطة بالسمنة والوقاية منها، بما في ذلك داء السكري ومرض الكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم.

لكن جراحة إنقاص الوزن ليست حلا سريعا وسهلا، فهي تتطلب تحضيرا مسبقا وتغييرات طويلة الأمد في نمط الحياة بعد ذلك لضمان نجاحها.

وتقول شودي بان الباحثة المشاركة في الدراسة من قسم علوم السكان والصحة العامة بكلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا "على الرغم من أن جراحة السمنة تعد علاجا فعالا للسمنة المفرطة وتحسين صحة القلب وعمليات الأيض في الجسم فإنها تحرر أيضا الملوثات العضوية الثابتة المخزنة في الدهون وتطلقها إلى مجرى الدم".

وأضافت "تعد الملوثات العضوية الثابتة عامل خطر ناشئ لارتفاع ضغط الدم، وقد أتاحت لنا دراستنا فرصة فريدة لتقييم العلاقة بين التعرض لها وارتفاع ضغط الدم، وحتى الآن لم تبحث سوى دراسات قليلة في كيفية تأثير التعرض لهذه الملوثات في الأنسجة الدهنية على مستوى ضغط الدم، كما كانت الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة غير واضحة".

كيف تساهم المواد العضوية الثابتة في إبقاء ضغط الدم مرتفعا؟

تضمنت الدراسة التي أجراها الباحثون بيانات من 57 مراهقا خضعوا لجراحة السمنة.

وتقول شودي معقبة على الدراسة "قسنا مستوى الملوثات العضوية الثابتة المخزنة في الأنسجة الدهنية قبل الجراحة، وبعد ذلك قيّمنا تأثيرها على ضغط الدم على 3 فترات: عند بداية الدراسة، وبعد 6 أشهر، وبعد 5 سنوات من الجراحة".

ووُجد خلال البحث ارتباط الملوثات العضوية الثابتة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي بعد مرور 5 سنوات من إجراء جراحة السمنة.

وبالإضافة إلى ذلك درس الباحثون عمليات الأيض لفهم الآليات الكامنة وراء تأثير هذه الملوثات الموجودة في الأنسجة الدهنية على تغير مستويات ضغط الدم.

وكشف تحليل الباحثين أن مسارا واحدا محددا مشاركا في إنتاج البروستاجلاندين -وهي إحدى المواد التي تشارك في ضبط ضغط الدم بالجسم- كان أساسيا في التأثير على تغيرات ضغط الدم على المدى الطويل، إذ وجدت الدراسة أن المواد العضوية الثابتة عدّلت مسارات البروستاجلاندين، مما ساهم في حدوث اضطرابات بتنظيم ضغط الدم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • لمرضى السكر.. قائمة أطعمة وحلويات ممنوعة
  • دراسة: ارتباط وثيق بين السكري وأمراض القلب يستدعي الحذر
  • لمرضى السكر والقلب.. ماذا يحدث عند تناول كوب من الحلبة ؟
  • دراسة: الملوثات العضوية ترتبط بارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين الذين خضعوا لجراحة السمنة
  • دراسة تكشف.. العلاقة بين مرض السكري وأمراض القلب
  • دراسة: ضبط معدلات ضغط الدم يحمي من الخرف
  • دراسة تكشف العلاقة بين ضغط الدم والإصابة بالخرف
  • أيهما أفضل لفقدان الوزن الصيام المتقطع أم الكيتو؟
  • القرفة أم الزنجبيل.. أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟