أعلنت شركة "سينكرون" المتخصصة في تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب (BCI)، عن تطوير "كيرال"، أول نموذج تأسيسي معرفي للذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات مباشرة من النشاط العصبي للدماغ البشري، في خطوة وصفت بأنها تمثل نقلة نوعية نحو عصر "الذكاء الاصطناعي المعرفي".  

 

وجاء الإعلان خلال مؤتمر NVIDIA GTC 2025، حيث استعرضت الشركة قدرات تقنيتها الجديدة بالتعاون مع NVIDIA Holoscan ونظارة Apple Vision Pro، ما أتاح للمستخدمين التحكم في البيئات الرقمية والمادية عبر التفكير المباشر باستخدام تقنية Stentrode.

 

وعرضت "سينكرون"مقطع فيديو وثّق تجربة حية لأحد المرضى المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، حيث تمكن من التحكم الكامل في منزله الذكي من دون استخدام اليدين أو الصوت أو حتى اللمس، وذلك عبر الأوامر العقلية فقط.


اقرأ أيضاً.. استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال


وتمكن المستخدم من التحكم بالإضاءة وتشغيل الموسيقى وضبط الحرارة وتشغيل الأجهزة المنزلية عبر تتبع العين والتفكير المباشر.

 

وأوضح الرئيس التنفيذي ومؤسس "سينكرون" الدكتور توم أوكسلي أن النموذج الجديد يعتمد على تقنيات التعلم التوليدي المبني على البيانات العصبية، بهدف تطوير وظائف قادرة على تحسين حياة المستخدمين. وأضاف: "نحن قادرون على جمع بيانات واسعة النطاق بفضل تقنية زراعة الجهاز عبر القسطرة، ما يجعل اعتماد هذه التقنية مستقبلاً شائعًا مثل تركيب الدعامات".

 

وأشارت الشركة إلى أن خارطة الطريق نحو الذكاء الاصطناعي المعرفي تشمل ثلاث مراحل أساسية بالتعاون مع NVIDIA: الأولى تتمثل في تحقيق فك فوري للإشارات العصبية بدقة عالية بفضل Holoscan، والثانية دمج الوعي البيئي عبر منصة Omniverse ونماذج Cosmos، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في تدريب نموذج "كيرال" باستخدام بيانات مجهّلة المصدر تم جمعها من التجارب السريرية.

 

أخبار ذات صلة اختبار بنكهة كوميدية.. الذكاء الاصطناعي ينافس البشر في الحس الفكاهي الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل الاستعداد لتنظيم مؤتمر الترجمة الدولي

وأكدت "سينكرون" أن هذه التقنية ستحدث نقلة كبيرة في فهم وتفسير نوايا البشر، مشيرة إلى أن قدرتها على نشر هذه الأجهزة بطريقة طبية روتينية سيساهم في جمع بيانات على مستوى سكاني، ما يسرّع من تطوير نماذج معرفية ذكية تتعلم وتتحسن باستمرار.

 

من جانبه، قال ديفيد نيوولني، المدير الأول لتطوير الأعمال في NVIDIA: "نحن أمام جيل جديد من الحوسبة حيث لا تكتفي التقنية بالاستجابة للبشر، بل تمنحهم قدرات جديدة غير مسبوقة، خاصة لذوي الإعاقة، ما يعزز استقلاليتهم وقدرتهم على التواصل مع العالم".

 

وتوقعت "سينكرون" أن يمثل هذا التطور قاعدة لبناء أول نموذج معرفي ضخم للدماغ، على غرار النماذج الحالية التي تدربت على النصوص والصور، معتبرة أن الخطوة القادمة هي تدريب الذكاء الاصطناعي على إشارات الدماغ البشرية.


اقرأ أيضاً.. دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت

 

يُذكر أن "سينكرون" نفذت منذ 2019 تجربتين سريريتين على البشر، وتستعد لإطلاق تجربة سريرية موسعة تهدف إلى تعزيز استقلالية المرضى ذوي الإعاقات الحركية، في سوق تُقدّر قيمته بنحو 400 مليار دولار.

وأكدت الشركة التزامها بتطوير هذه التقنية وفق مبادئ أخلاقية تضمن الحرية المعرفية وحماية حقوق المستخدمين.


إسلام العبادي(أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء

إقرأ أيضاً:

هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!

شمسان بوست / متابعات:

حذر الخبراء من الاعتماد بشكل مفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعرفية حيث تهدد بالتبلد العقلي، مشيرين إلى أن إراحة أدمغتنا بالاعتماد على تقنيات متطورة بشكل متزايد يهدد قدرتنا على التفكير النقدي.



وأكد تقرير صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، أن أهم الخسائر والأضرار الجانبية لثورة الذكاء الاصطناعي هو العقل البشري، لأنه بكل بساطة، تقول لنا أداة الذكاء الاصطناعي”دعني أتولى مهمة التفكير نيابة عنك”، وهذا من شأنه أن يصيبنا بالكسل والميل إلى الراحة في التفكير والنقد، وصولا إلى العجز عن الاعتماد على عقولنا في كل أمر.


وكان سقراط يخشى أن يؤدي الاعتماد على الكتابة إلى تآكل ذاكرتنا ويؤدي إلى فهم سطحي للحجج المهمة، وأدى ظهور الآلة الحاسبة الجيبية في سبعينيات القرن العشرين إلى حالة من الذعر في الفصول الدراسية حيث شعر المعلمون والآباء بالقلق من أن الأطفال لن يتعلموا الحساب بعد الآن.


والآن بدأ سباق التسلح بروبوتات الدردشة في الفصول الدراسية، حيث يساعد الطلبة على حل الواجبات المدرسية.


فمنذ إطلاق برنامج ChatGPT قبل عامين بقليل، أصبح الطلاب من بين أكثر مستخدمي برنامج الدردشة الآلي، ويعتمدون على الأداة التكنولوجية في كتابة الأبحاث التي كانوا ليضطروا إلى بذل الكثير من الجهد في كتابتها.


* حيل المعلمين

وقالت الصحيفة البريطانية إن بعض المعلمين وأساتذة الجامعات يلجأون لبرامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة إن كان الطلبة يغشون باستخدام روبوت الدردشة أم لا، عن طريق اكتشاف حقيقة وجود نص منسوخ حرفيا، أم لا، في كتابة الواجبات المدرسية أو الأبحاث.


وفي دراسة لمعهد بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، اعترف ربع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا بأنهم يستخدمون ChatGPT لكتابة واجباتهم المدرسية، فيما يمثل ضعف نسبة الطلاب الذين أجروا نفس الشيء ذلك قبل عام.


وفي العام الماضي، وجد معهد سياسة التعليم العالي، أن واحدًا من كل ثمانية طلاب جامعيين، 13% كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة الأبحاث، وأن 3% كانوا يسلمون مخرجات chatbot دون التحقق منها.


الغش مشكلة قديمة قدم الواجبات المدرسية، ولكن مع تزايد انتشار الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وقدرتها على القيام بمهامها، بدأ الباحثون الآن يتساءلون عما إذا كانت هذه التكنولوجيا تؤثر على كيفية تعلمنا وتفكيرنا، ليس فقط بالنسبة للطلاب الكسالى، بل وبالنسبة لبقية الناس.


* آثار سلبية في مختلف المجالات

وفي يناير، توصلت دراسة أجراها البروفيسور مايكل جيرليتش، عالم النفس السلوكي في سويسرا، إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي.


ووجدت الدراسة أن المستخدمين الأصغر سن الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما، كانوا الأكثر اعتمادا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وسجلوا درجات أقل في مؤشرات التفكير النقدي.


وفي المجال المهني الذي تأثر بشكل كبير ببرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، قال بعض العاملين إنهم يشعرون الآن بالعجز دون أدوات الذكاء الاصطناعي.


وذكر أحد المبرمجين أنه تخلى مؤخرا عن مهمة برمجة على متن رحلة جوية حيث لم يكن لديه اتصال واي فاي يسمح له بالاستعلام عن مساعده الافتراضي، وقال أحد المبرمجين: “لم أعد قادرا على إجراء البرمجة بنفسي”.


* دعني أفكر لك

وأدى ظهور محركات البحث وسهولة الوصول إليها في أي وقت من خلال الهواتف الذكية إلى إثارة المخاوف بشأن “فقدان الذاكرة الرقمية”، وهي الفكرة التي تجعلنا ننسى الأشياء بمجرد إخبارنا بها، على ثقة من أن أجهزتنا ستكون قادرة على إنقاذنا لاحقًا.


ولكن الباحثين أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي مختلف، ففي حين قد يسمح لنا جوجل والهواتف الذكية بتخزين المعلومات في مكان آخر وتحرير أدمغتنا للقيام بمهام أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي يعد بالتفكير نيابة عنا.


وقال البروفيسور جيرليتش: “في الماضي، كنت أنقل المعلومات إلى مكان آخر، ولكن عندما تتمكن من نقل عملية التفكير بأكملها إلى التكنولوجيا، وتقول لك التكنولوجيا: “يمكنني التفكير نيابة عنك”، فهذا هو الفرق”.


وأضاف “إنه أمر مريح للغاية، حيث يمكنك طرح سؤال وتحصل على الإجابة مباشرة.


في الأسبوع الماضي، قدم باحثون في مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون أدلة على ما كان يشعر به الكثيرون بالفعل، فقالوا :”نحن نقوم بنقل أدمغتنا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي”.


وفي دراسة أجريت على 319 من “عمال المعرفة”، وهم أشخاص يعملون في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والتعليم والأعمال والإدارة، وجد الباحثون أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كان مرتبطًا بمستويات أقل من التفكير النقدي- القدرة على فهم الأفكار والبيانات والتشكيك فيها.


وبعبارة أخرى، كان العمال أقل ميلًا إلى استخدام أدمغتهم، وركنوا إلى الراحة بسبب الذكاء الاصطناعي.


وأشار الباحثون إلى أن الاستخدام غير السليم للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية التي ينبغي الحفاظ عليها، وحذروا من أن الاعتماد على الألة يهدد بترك عضلاتنا المعرفية “ضامرة وغير مستعدة” عندما تكون هناك حاجة إليها.

مقالات مشابهة

  • جدة.. "الداخلية" تستعرض الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود
  • هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!
  • ما هي نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية المتاحة حاليا؟
  • التزييف العميق.. مفتي الجمهورية يحذر من أخطر التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي
  • اختبار بنكهة كوميدية.. الذكاء الاصطناعي ينافس البشر في الحس الفكاهي
  • شركة بيربليكستي الأمريكية للذكاء الاصطناعي تسعى لشراء تيك توك
  • طحنون بن زايد وجيف بيزوس يناقشان التوجهات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • المعالجات تتمتع بأداء مذهل.. الكشف عن أحدث تقنيات «الذكاء الاصطناعي»
  • طحنون بن زايد: انضمام شركات جديدة إلى البنية التحتية للذكاء الاصطناعي (AIP) يعزز قدراتنا