مسؤول إسرائيلي: "اتفاق سلام مع السعودية بداية العام المقبل"
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
ادعى مسؤول إسرائيلي أنه تم "تحقيق تقدم" في الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية، وأنه "يتحدثون عن اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل، العام المقبل، وعلى ما يبدو في بداية العام"، حسبما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن هذا "التقدم" جاء بعد ثلاث زيارات لمستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى السعودية.
وادعى المسؤول الإسرائيلي أيضا أن المحادثات الأميركية – السعودية، بشأن صفقة أمنية – عسكرية تشمل تطبيع علاقات سعودي – إسرائيلي، تتركز على إيران وقضايا دفاعية.
وحسب تقارير إسرائيلية، فإن السعودية تطالب من خلال الصفقة أن تبرم اتفاق تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة وأسلحة متطورة، إضافة إلى مساعدة في تطوير برنامج نووي مدني سعودي. ويسود خلاف بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل حول الطلب الأخير، ويعارض المستوى العسكري تخصيب يورانيوم في الأراضي السعودية، فيما رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، لم يصرح في هذا الموضوع.
ويستوجب اتفاق أميركي – سعودي كهذا مصادقة الكونغرس بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، في الوقت الذي فيه من غير المؤكد أن يؤيد الاتفاق عدد من أعضاء مجلس الشيخ من الحزب الديمقراطي.
وألمح وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الأسبوع الماضي، إلى أن إسرائيل لن تعارض بالضرورة تطوير السعودية برنامجا نوويا مدنيا، مقابل تطبيع علاقات بين الجانبين. وقال في مقابلة لشبكة PBS الأميركية، إنه إذا لم تحصل السعودية على دعم أميركي لتطوير برنامج نووي من الولايات المتحدة، فإنها ستحصل على دعم كهذا من الصين أو فرنسا.
وقال المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى "يديعوت أحرونوت" إن ديرمر بالغ في أقواله وأنه كان "متسرعا جدا"، وأن إسرائيل لم توافق على برنامج نووي مدني سعودي.
وأضاف المسؤول نفسه أن أطراف المحادثات في هذه الصفقة لم يبحثوا الموضوع الفلسطيني بعمق، ولا توجد مطالب عينية من إسرائيل بهذا الخصوص.
ورجح أن تتركز الأمور في مساعدات اقتصادية للفلسطينيين، تقدمها السعودية والولايات المتحدة "وليس بالضرورة مطالب عينية من إسرائيل مثل تجميد البناء (في المستوطنات) والذي تعارضه إسرائيل، أيضا بسبب تركيبة الحكومة الحالية".
وقال سوليفان، أول من أمس، إن البيت الأبيض لا يتوقع الإعلان قريبا عن تقدم في المفاوضات" بشأن الصفقة التي تشمل تطبيع علاقات، ورفض سوليفان، في إحاطة للصحافيين، التعليق على التقارير حول طلب السعودية الحصول على دعم أميركي لبرنامجها النووي الخاص لأغراض مدنية.
وأضاف: "دعونا نترك الأمر للقنوات الدبلوماسية، بالطبع في هذا السياق سنحتاج إلى موقف لجنة الطاقة الذرية... وعندما يكون هناك شيء لأضيفه أو أعلن عنه، سأفعل ذلك".
المصدر : وكالة سوا-عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
13 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 19شهيدًا وجريحًا في غارات عدوانية سعوديّة على اليمن
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2017م، و2018م، و2020م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، واستهداف المسافرين على الطريق العام، والتهجير والتشريد لعشرات الأسر، من منازلها، بغاراته الوحشية، على المدنيين والأعيان المدنية، والمزارع، بصعدةَ، وحجة والحديدة، ومأرب.
أسفرت عن 12 شهيدًا، و7 جرحى، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات والسيارات المحملة بالغاز والتمر والقمح، وترويع الأهالي، وفقدان عشرات الأسر لمأويها، ومعيليها، ومضاعفة المعاناة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
13 نوفمبر 2015..6 شهداء وجرحى في جريمة إبادة بغارات العدوان على بيت الساحلي بحرض حجة:
في الثالث عشر نوفمبر 2015م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة ضد الإنسانية بغارات وحشية استهدفت منزل المواطن الساحلي في منطقة العسيلات بمديرية حرض محافظة حجة، أسفرت عن شهيدان و4 جرحى، بينهم طفل، وتدمير المنزل واضار في المنازل المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
في يومٍ كأي يوم، كان أهالي قرية العسيلات بمديرية حرض في محافظة حجة يستعدون لاستقبال يوم جديد، لم يكن أحد يتوقع أن هذا اليوم سيحمل في طياته مأساة ستُخلد في ذاكرتهم، حين هزت غارة جوية غادرة بيت الساحلي، محولة فرحة الحياة إلى صرخات ألم ووجع.
بين الأنقاض المتناثرة، كانت الجثث مرمية، والدماء تسيل، أطفال بريئين، ونساء مسنات، رجال في أوج عطائهم، جميعهم ضحايا لبربرية الحرب، كانت الصرخات تملأ المكان، صرخات الألم والفجيعة، صرخات تدعو السماء للإنصاف.
لم يكن بيت الساحلي مجرد منزل، بل كان ملاذاً آمناً لعائلة كبيرة، كانت الحياة فيه تسير ببساطة وهدوء، لكن في لحظة، تحول هذا الملاذ إلى مقبرة، والضحكات إلى صرخات، والحياة إلى موت.
يقول أحد الأهالي: “هؤلاء جرى وشهداء مدنيين بينهم أطفال، والساحلي ليس قيادي عسكري ولا له علاقة بأحد، كيف يتم استهداف منزله، واستباحة دم أسرته”.
تقول أم لأحد الضحايا: “ابني كان كل حياتي، كان يضحك ويمرح، والآن هو تحت التراب، لا أستطيع أن أسامح من فعل بي هذا”، كانت عيناها تفيضان بالدموع، وصوتها يختنق بالبكاء.
كان هناك طفل صغير، لم يتجاوز السابعة من عمره، يجلس بجانب جثة والده، يمسح دموعه بكم قميصه، كان نظره فارغاً، وكأنه لا يدرك ما حدث.
أصبحت قرية العسيلات شاهدة على جريمة بشعة، جريمة لن تغفر. فكيف لأبرياء أن يكونوا ضحايا لحرب هم براء منها؟ كيف يمكن تبرير قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟
إن ما حدث في بيت الساحلي هو جزء صغير من مأساة كبيرة يعيشها الشعب اليمني. فكل يوم يشهد اليمن جرائم جديدة، وكل يوم تسقط أرواح بريئة.
لتبقى ذكرى شهداء بيت الساحلي محفورة في الذاكرة، وليكن هذا الحادث دافعاً للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
13 نوفمبر 2015.. غارات العدوان تستهدف منزلين لمواطنين بصعدة:
وفي 13 نوفمبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منزلي المواطنين منصور الرازحي وضيف الله الرازحي في منطقة الثلوث بمديرية حيدان، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن خراب ودمار كبير وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، ونزوح عشرات الأسر، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء.
مشاهد الدمار والخراب والغبار والدخان، والاثاث المنفوش، والسكن المبعثر، ونزوح الأطفال والنساء نحو المجهول، ودموع الحزن والأسى تسيل عبراتها على خدودهم، حارة، متقدة بالابتهال إلى الله، أن يهلك الظالمين، وينصر جنده المجاهدين.
براميل الديزل، والقمح والسيارة وأشجار المزرعة المكسرة جوار المنزل بين الركام، كانت على رأس قائمة الأهداف التي سقطت عليها غارتان وحشيتان.
يقول أحد الأهالي: “كانت هذه المنزل تأوي 3 أسر، وبها 18 برميل ديزل وسيارة، وحبوب، اليوم هذه الأسر بل مأوى، ما ذنب الأطفال والنساء يخرجون يسكنون في البراري، مشردين إلى غير وجهة”.
استهداف المنازل جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف الأعيان المدنية والمدنيين، بغارات متعمدة، تحتم على العالم، التحرك لنصرة الشعب اليمني، ووقف العدوان الظالم عليه.
13 نوفمبر 2017.. غارات العدوان تستهدف المنازل والسيارات والممتلكات بصعدة:
في الثالث عشر من نوفمبر 2017م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جرائم حرب جديدة بحق المدنيين الأبرياء، في سلسلة غارات متعمدة، دمرت منازل المواطنين، واستهدف ممتلكاتهم، وحرمتهم من لقمة عيشهم، في عدة مناطق بمحافظة صعدة.
ففي مديرية باقم دمر منزل المواطن يحيى مفرح في منطقة الجدوة، بغارة جوية مباشرة، حولت مسكنة العائلي إلى أنقاض، وشتت شمل أفراد أسرته وحرمتهم من مأوى آمن.
يقول أحد الأهالي: “هذا منزل مواطن مستضعف، سبق واستهدفه العدوان بصواريخ كاتيوشا، وحرج منه السكان، وبعدها بغارة استهدفت سيارة كانت بجورة، واليوم استهدفه بغارتين، وكان فيه سكان عمال”.
أما في مديرية كتاف، فاستهدفت غارة جوية سيارة محملة بالتمور، في منطقة وادي آل أبو جبارة، وممتلكات المواطنين ومنازلهم في منطقة الفرع، هي مصدر رزق لعائلة يمنية فقيرة، في جريمة بشعة حرمت العائلة من مصدر دخلها الوحيد، وزادت من معاناتها.
يقول شاهد عيان: “هذه سيارة كانت تقل نازحين، وهذا ليس أول جريمة للعدوان، بل هناك المئات من الجرائم المماثلة، في مختلف المديريات، نازح أيش ذنبه، يستهدفوه في الطريق العام، هذه الجرائم تدعوا شعبنا اليمن إلى النفير العام، ومضاعفة الجهود في فد الجبهات”.
وفي منطقة الفرع بذات المديرية، تعرضت ممتلكات المواطنين في منطقة لدمار واسع، جراء غارات جوية عشوائية، دمرت المزارع والحقول، والمحال التجارية والمنازل المهجورة، وحرمت الأسر من محصولها، ومأويها، ومصدر رزقها، ما زاد من الأزمة الإنسانية، وتفاقم الوضع المعيشي.
يقول أحد الأهالي: “هذا الدمار منازل ومحلات تجارية استهدفها طيران العدوان بغارات عدة، ولا يزال يحلق في سماء منطقة الفرع بكتاف، ولكن هذا لا يهز فينا شعرة، ونحن له بالمرصاد، مهما كانت التضحيات، وكل ما يقوم به من التدمير الممنهج يزيدنا أباء ونفير نحو الجبهات”.
تعيش الأسر النازحة أو المتضررة ظروفًا إنسانية صعبة، فهم يفتقدون للمأوى الآمن، والماء النظيف، والغذاء الكافي، الأطفال يعانون من الخوف والرعب، والنساء يحملن أعباء إضافية في ظل هذه الظروف الصعبة.
هذه الجرائم تأتي في إطار استهداف ممنهج للمدنيين والبنية التحتية في اليمن، فاستهداف المنازل والسيارات والمزارع دليل واضح على أن العدوان يهدف إلى تدمير حياة اليمنيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
هذه الجرائم المأساوية تحمل المجتمع الدولي كامل المسؤولية، وتعتبر أن أي صمت أو تواطؤ مشاركة في الجريمة ، ويشجع العدوان على الاستمرار في ارتكاب المزيد، وتدعوا إلى التحرك العاجل لوقف هذه المأساة المتكررة كل يوم بحق شعب أعزل.
إن استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن هو جريمة ضد الإنسانية، ونتيجة حتمية لصمت وتواطؤ المجتمع الدولي والجهات الإنسانية والقانونية.
13 نوفمبر 2018..11شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على مسافرين بالخط العام بالحديدة:
وفي الثالث عشر من نوفمبر 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب بحق الإنسانية، بغارات وحشية مباشرة استهدفت حافلة تقل ركاب مسافرين على الخط العام بمديرية الجراحي محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 9 مدنيين وجرح أثنين، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المسافرين، وزيادة معاناة أسر الضحايا.
في هذا اليوم تحولت رحلة سفر بسيطة على طريق الجراحي إلى مذبحة مروعة، بحق ركاب كانوا يتطلعون إلى الوصول إلى مقاصدهم، كلٌ يحمل همومه وأحلامه، ربما كان هناك عامل يسافر لتأمين لقمة عيش أسرته، أو مزارع يعود إلى أرضه، أو طالب يتوجه إلى جامعة، أو امرأة تسافر لزيارة أهلها، ولكن العدوان شاء أن تتحول هذه الرحلة إلى كابوس.
في لمح البصر، تحولت الحافلة الآمنة إلى جحيم مشتعل، انفجارات الغارات المدوية هزت المنطقة، وألسنة اللهب تتصاعد عالياً، صرخات الرعب والآهات تملأ المكان، فيما كان الناجون يحاولون جاهدين إنقاذ أنفسهم من بين الحديد المحترق.
وصلت فرق الإنقاذ إلى مكان الغارات، فوجدت مشهداً مروعاً لا يُنسى، جثث ممزقة، وأشلاء متناثرة، وسيارة محترقة بالكامل، كانت الصدمة كبيرة، والأسى يلف قلوب الجميع.
عند سماع نبأ الحادث، هرعت عائلات الضحايا إلى مكان الجريمة إلى المستشفيات التي تم نقلهم إليها، بحثاً عن أحبائهم، كانت صرخات النساء، وبكاء الأطفال على معيليهم وذويهم يفطر الأكباد، السعادة اليومية وفرحة العودة، تحولت إلى حزن لا يوصف، ومعها أحلام وآمال عشرات الأسر، والمحبين والأقارب.
جريمة الحرب هذه تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، فكيف يمكن تبرير استهداف مدنيين عزل كانوا يسافرون على طريق عام؟ إن هذا العمل الإجرامي جريمة حرب وابادة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
يقول أحد اقراب الشهداء: “أين هو العالم من هذه الجرائم الوحشية بحق المدنيين الأبرياء، لم تعد هذه الجرائم مؤثرة في المجتمع الدولي، ورهاننا على الله وعلى أحرار شعبنا اليمني، الذي ندعوهم لتحرك الفوري ورفد الجبهات بقوافل الرجال والمال للأخذ بالثأر، والدفاع عن المستضعفين”.
بدوره يقول أحد أهالي المنطقة: “وقت صلاة الظهر الساعة 12 استهدف طيران العدوان سيارة على الطريق العام، وهذه الحفرة العملاقة في الأسفلت دليل على قوة السلاح المستخدم وقوته التدميرية التي استهدفت سيارة ودراجة نارية، تقل مواطنين من الأهالي مسافرين يقصدون الله بعد أحوالهم”.
13 نوفمبر 2020.. شهيد وجريح بغارة العدوان على مقطورة غاز بالخط العام بمأرب:
في الثالث عشر من نوفمبر 2020م، تحولت حياة أسرة يمنية بسيطة إلى جحيم لا يُطاق، إثر استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي بصورة غادرة مقطورة للغاز المنزلي كانت تسير في الخط العام بمنطقة الجدعان بمديرية مجزر، أسفرت عن استشهاد شاب في ريعان شبابه وجرح والده، المواطن علي صالح النجار، في جريمة حرب مكتملة الأركان.
رحلة الموت
كان السائق الشاب يتوجه بشاحنته المحملة بالغاز لتوفير لقمة العيش لأسرته، ومعه أبوه إلى جانبه، لم يكن يتوقع أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة له، ولم يكن الأب يدرك أنها الرحلة الأخيرة مع فلذة كبده، الذي يراء فيه الأمل والمستقبل، ففي لحظة، تحولت مقطورته إلى هدف للعدوان، حولتها الغارة إلى كرة نارية، تلتهم حياة السائق، وتجرح جسد والده الحزين.
شاهدة عيان تقول: “سمعت دوي انفجار هائل لغارة جوية، هزت الأرض من تحت قدمي، تلفت جهة الصوت شاهدت الدخان والنيران تتصاعد، من مقطورة محملة بالغاز، هرعت إلى المكان، وجدت السائق متفحم على المقود وأبوه جريح على الأرض، يبكي ويصيح ولدي مات، ولدي يحرق، وقمنا بمحاولة الإطفاء لجسده بالتراب، في مشهداً إنساني يدمي القلب، والنيران تتصاعد من خزان الغاز، على الطريق العام، وتم اسعافهم إلى الحزم”.
عند سماع نبأ الجريمة، هرعت عائلة الشاب إلى مكان الحادث، فوجدت ابنها تحول إلى رماد، ووالده جريح بحروق مؤلمة، فكانت صرخات الأمهات وأنين الآباء يمزق الوجدان، وتحولت حياة الأسرة إلى حزن لا يوصف، وآمالها تبددت في لحظة.
يقول أحد الأطباء “وصلتنا حالة متفحمة رماد، وآخرا مصابة بحروق بليغة، من الدرجة الثالثة، اتخذنا لها الإجراءات اللازمة وسيتم تحويلها إلى صنعاء لمعالجتها من قبل الأخصائيين”.
هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، فكيف يمكن تبرير استهداف مقطورة غاز كانت تسير على طريق عام؟ إن هذا العمل الإجرامي هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
مرت السنوات والشهور والأيام، ولا تزال ذكرى الجريمة محفورة في ذاكرة الجريح علي النجار، وصورة أبنه وهو يحترق أمام عينه، لا تفارقه في كل لحظة حتى عند المنام، يفزع على ذات المشهد الإجرامي، كما هي محفورة في ذاكرة الأهل والشعب والقيادة وكل احرار العالم، ووصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي لم يتحرك لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.