في 20 اذار 2003، شنت "الإمبراطورية" الأمريكية وحلفاؤها وادواتها حربا عالمية على العراق تحت اكذوبة امتلاكه لأسلحة دمار شامل.. وتتويجاً لحصار خانق دام حوالي 13 سنة، ويومها أطلق العراقيون مقاومتهم التي يرى كثيرون أنها ساهمت في إرباك المشروع الأمريكي برمته..
هبّ العديد من شرفاء الأمّة وفي مقدمهم المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية انتصاراً للعراق وشعبه ووحدته وعروبته وسيادته واستقلاله وساندهم أحرار من كل أرجاء العالم مدركين أن ذلك الحصار ،وتلك الحرب ،كانا يستهدفان تدمير بلد عربي مهم في حياة الأمّة والإقليم والعالم كما كانا مقدمة لإشعال حروب وفتن في المنطقة كلها تتعاون على إشعالها قوى صهيونية واستعمارية وعصبيات محلية مريضة .
وجاءت الأيام لتثبت صحة رؤية هؤلاء الشرفاء والأحرار وأخذت تلك الحروب والفتن تنتقل من بلد عربي وإسلامي إلى آخر.. حتى باتت الأمّة كلها ساحة لحروب التقسيم وفتن التفتيت ولتسهيل مخطط العدو الصهيوني وداعميه، ولتصفية القضية الفلسطينية التي ما استهدف بلد عربي وإسلامي إلاّ حين كان ينتصر لها..
إن كافة القوي الحية في أمّتنا مدعوة اليوم، وبعد 22 عاما، لمراجعة دروس تلك الحرب التي أدّت إلى احتلاال العراق والتي لم يكن هدفها إسقاط نظام بقدر ما كان تدمير بلد وتمزيق مجتمع وصولاً إلى تفتيت أمّة بكاملها..صحيح أن بعض من انتصر للعراق يومها من نخب وقوى وتيارات قد تعرض لسوء فهم كبير من البعض، وجرت محاولات حصارهم, بل وشيطنتهم، تماما كما يجري اليوم مع داعمي المقاومة ضد الاحتلال وداعميه ومشاريعه.
لذلك فإن كافة القوي الحية في أمّتنا مدعوة اليوم، وبعد 22 عاما، لمراجعة دروس تلك الحرب التي أدّت إلى احتلاال العراق والتي لم يكن هدفها إسقاط نظام بقدر ما كان تدمير بلد وتمزيق مجتمع وصولاً إلى تفتيت أمّة بكاملها..
ولعل في دعوة شهيد الأمّة سماحة السيد حسن نصر الله قبل أسابيع من تلك الحرب الملعونة إلى طائف عراقي ـ عراقي بين العراقيين لمواجهة الغزو قبل وقوعه، ولمقاومة الاحتلال بعد حصوله، هو نموذج للعقل الاستراتيجي المبدئي الذي يغلب مواجهة الاخطار الكبرى على الحسابات الصغيرة والعصبيات المدمرة.
وما زال هذا النموذج صالحاً للاقتداء به في مواجهة كافة التحديات الراهنة.
لذلك نجد اليوم أن معظم من يساند المقاومة في فلسطين ولبنان من شرفاء الأمّة وأحرار العالم كان يومها مسانداً للعراق في مواجهته للحصار والاحتلال، وأن كل الداعين اليوم للوحدة الوطنية والإسلامية بوجه الحروب والفتن الاستعمارية، هو الذي كان يومها ضد غزو العراق ومشروع تقسيمه وإشعال الفتنة بين أبنائه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الغزو العراق امريكا ذكرى رأي غزو مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تلک الحرب الأم ة
إقرأ أيضاً:
كوني اكتفاء لها عن العالم
حينما تنظر الإبنة إلي أمها فإنها لا ترى فقط امرأة تقدم لها الطعام وتكون معها في الحياة اليومية بل تنتظر من الأم أن تكون لها مرآتها الأولي وسندها الحقيقي والنموذج الأول والأهم الذي تتعلم منة كيف تكون ومن تكون
من هي صاحبة الفضل الأول والنموذج الأمثل في حياه الفتاة؟
تحتل الأم مكانة لايمكن مقارنتها بأي علاقة أخرى، فالأم ليست مجرد فرد في العائلة، بل هي الأساس الذي تبني علية شخصية الأبنة أو الأبن منذ اللحظة الأولي وهي القلب الذي يمنح الطمانينة لكل أفراد الأسرة حين يضطرب العالم وهي الأيد الممتدة بثبات حين تتزلزل الأرض تحت أقدام الصغار
القدوة التي تصنع الإنسانية
الأم المثالية الحنونة ليست فقط هي الطباخ الماهر ليست فقط تلك التي تحسن تقديم الطعاب والشراب والجلوس بجانب الصغار للحفاظ علي اجسادهم وارواحهم من أي اذي يلحق بهم لست فقط مربية ماهرة بل الام الحقيقية هي التي تدرك تماما أنها تشكل وجدان ومعالم وقلب وشخصية إبنتها لكي تستطيع مواجهة الحياة، إحترامها لذاتها، تصرفتها مع الأخرين، أخلاقها التي تزين وصفها، سلوكها في لحظات الضعف، كرم اخلاقها مع الغير، معرفة مالها وماعليها من إلتزامات، كل هذا ينقش في ذاكرة الإبنة وتتحول تدريجيا إلي ملامح من شخصيتها
فالأم الواعية تعلم أن كل كلمة تقولها وكل موقف تتخذة وكل قيمة تغرسها تشكل رصيدا داخليا في وجدان إبنتها كل هذا يعلم الإبنة كيف تتحمل المسؤلية وكيف تنهض بعد السقوط وكيف تضع كرامتها أولوية حتي في لحظات الإحتياج الام الذكية هي التي تشعل داخل إبنتها شرارة الطموح وتمنحها الأمان الذي يكون طوق نجاه لها في وقت الشدة وفي كل تحدي يلحق بها في الحياة
الإحتواء.. .ليس مجرد كلمة بل هو الإكتفاء الذي يصنع فتاة مميزة عن باقي أقرانها
حين تكون الأم العظيمة حاضرة بروحها ومشاعرها وبقدرتها علي الإحتواء الحقيقي دون إصدار الأحكام فأنها تمنح إبنتها ما لا تستطيع الدنيا بأسرها أن تمنحة لها، الأم القادرة علي أن تكون الصدر الحقيقي الذي تلقي علية الأبنة أحزانها والصوت الذي لا يبخل عليها دائما في إرشادها دون أن يكسرها أو يضعف شخصيتها هي الأم التي تصبح العالم بأسرة لإبنتها
إن وجدت الإبنة في أمها الأمان والحب والحكمة وزرع الثقة بالله والثقة في النفس لن تضيع أبدا في درب الحياة حتي لو واجهتها تحديات مريرة ستنهض دائما ستنجح عن يقين لأنها نشأت في حضن إمرأة وأم زرعت فيها اليقين بأنها تستحق الأفضل دائما
عزيزتي الأم العظيمة إذا رأت إبنتك القوة والنضج والنجاح والقدرة علي بناء عالمك الخاص فتصبح نسخة منك الإبنة التي تجد أمها نموذجا ملهما تكتفي بها عن العالم كله تصبح الأم وطنا وأمنا ودافعا ومرشدا وفي زخم الحياة تصبح الأم إكتفاء حقيقيا
نصيحة من القلب
في زحام الحياة ومع كثرة المغريات والضوضاء الإجتماعية قد ننشغل بأحاديث لا تغني أو بخروجات لا تضيف أو بدوائر نميمة لا تشبهنا في الأصل فلا يصح ابدا ولا من الدين والواجب أن ننغرس في كل هش لا يغني ولايثمن فلا شيء يستحق في هذا الوجود أن يزاحم إهتمامنا الحقيقي بأبنائنا هم الكنز الحقيقي لنا وهم طوق النجاة والفوز بالجنة لنا في نهاية الرحلة
الرعاية الواجبة للأبناء بصفة عامة
الأم العظيمة الواعية الذكية هي التي تدرك أن رعاية الأبناء ليس مجرد واجب بل هي رسالة وبلاغة وأعظم وأهم إستثمار في الحياة فتاتي الأم الحقيقية وتضع رعاية أبنائها فوق إي إعتبار فتضع كل الأولوية لهم تترك ما لاينفع وتتفرغ لما ينبت، تهتم بتغذية عقلها لتستطيع أن تغذي عقولهم، تهذب قلبها دائما ليصبح ملاذا لهم وتملا وقتها بما يبنيهم لا بما يلهيها عنهم
أن الأم التي تدرك أن بناء إنسان صالح في هذا العالم يساوي اعظم الإنجازات، الأم التي تصبح هي الركيزة التي يقوم عليها البيت والمصدر الذي ينهل منة الأبناء حبا ووعيا وكرامة ونجاحا هذه هذ الأم التي يفتخر بها الزمن وتباهي بها الحياة
ومسك الختام.. لماذا قال الله تبارك وتعالي (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) في سورة الإسراء الاية 24
لم يختتم الله عز وجل الحديث عن بر الوالدين بدعاء عابر، بل وجدت كلمات من الخالق عز وجل تمس وتشرح لنا الجوهر الحقيقي لعلاقة الأبناء بأبائهم حين قال.. (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
لأن التربية ليست عملا عابرا بل هي جهاد خفي وتضحية صامتة ومشاعر لا تحصي، هذا الدعاء العظيم ليس فقط تذكيرا بعظمة بر الوالدين بل هو إعتراف إلهي ضمني بإن الرعاية من جانب الأباء في الصغر تقابل برحمة من الأبناء في الكبر
فكل حضن دافيء وكل كلمة طيبة وكل توجية صادق إقتطعناة من راحتنا لأجل بناء الأبناء يكون في ميزان الرحمة الإلهية وطوق النجاة لنا