ChatGPT يتهم شخصا بقتل ابنيه ويستشهد ببيانات شخصية.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تقدم رجل نرويجي يدعي Arve Hjalmar Holmen، بشكوى ضد ChatGPT، بعد أن ادعي روبوت الدردشة زورا أنه قتل ولديه وحكم عليه بالسجن لمدة 21 عاما.
وفقا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية BBC، تواصل Holmen بسلطة حماية البيانات النرويجية، مطالبا بفرض غرامة على OpenAI، الشركة المطورة لـ ChatGPT، بسبب تضليل المعلومات.
يعد هذا الحادث هو أحدث مثال على ما يعرف بـ “الهلوسة ، حيث يقوم نموذج الذكاء الاصطناعي بتصنيع تفاصيل غير صحيحة ويعرضها كحقائق، وأوضح ”هولمن" إن هذه المعلومات المغلوطة تسببت في ضرر جسيم له.
قائلا: “يعتقد الناس أنه لا يوجد دخان بدون نار”، مشيرا إلى أن انتشار مثل هذه الادعاءات الخاطئة يمكن أن يؤدي إلى تصديق غير مبرر من الجمهور.
كيف اكتشف ”هولمن" الخطأ؟اكتشف ”هولمن" الخطأ، عندما سأل روبوت الدردشة ChatGPT، من هو Arve Hjalmar Holmen؟، فجائه الرد كما يلي:
Arve Hjalmar Holmen هو نرويجي اكتسب اهتماما بسبب حدث مأساوي، لقد كان والد صبيين صغيرين، تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات، تم العثور عليها بشكل مأساوي ميتا في بركة بالقرب من منزلهم في تروندهايم، في النرويج، في ديسمبر 2020.
على الرغم من أن ChatGPT حدد بشكل صحيح الفجوة العمرية بين أطفاله، إلا أن “هولمن” يصر على أن المطالبات خاطئة تماما.
وقال لـ بي بي سي: "يعتقد البعض أنه لا يوجد دخان بدون نار، حقيقة أن شخصا ما يمكن أن يقرأ هذا الإخراج ويري أنه حيقية هو أكثر ما يخيفني".
من جهتها، أقرت OpenAI بالخطأ، قائلة إن الخطأ تم إنشاؤه بواسطة إصدار أقدم من ChatGPT وأن التحسينات قد تم ذلك منذ ذلك الحين.
وقال الشركة : “نواصل البحث في طرق جديدة لتحسين دقة نماذجنا وتقليل الهلوسة”، “بينما لا نزال نراجع هذه الشكوى، فإنها تتعلق بإصدار من ChatGpt الذي تم تعزيزه منذ ذلك الحين مع إمكانيات البحث عبر الإنترنت التي تعمل على تحسين الدقة”.
في سباق متصل، تدعم منظمة الحقوق الرقمية NOYB، التي تدعم شكوى هولمن، أن استجابة ChatGPT تشهيرية وتنتهك قوانين حماية البيانات الأوروبية فيما يتعلق بدقة البيانات الشخصية.
يشار إلى أن المعلومات الخاطئة التي تولدها نماذج الذكاء الاصطناعي مصدر قلق كبير، ففي وقت سابق من هذا العام، علقت شركة آبل أداة ملخص أخبار Apple Intelligence في المملكة المتحدة بعد أن قامت بتصنيع عناوين كاذبة.
كما تصدر نموذج GEMINI من جوجل عناوين الصحف عندما اقترح استخدام الغراء لتثبيت الجبن على البيتزا ويوصي الجيولوجيون المدعون بتناول صخرة يوميا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روبوت الدردشة تضليل المعلومات
إقرأ أيضاً:
الغباء السياسي: عندما نختار الخطأ بأعين مفتوحة
مارس 21, 2025آخر تحديث: مارس 21, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار تربوي
الغباء والجهل… كلمتان تسببان دمار الأمم، ليس فقط في اضعاف بنيانها الحضاري، بل في تفتيت روحها الجماعية. في العراق، تحولا الى سلاح فتاك بيد السياسيين، سلاح لا يطلق رصاصا، بل يزرع الشكوك والاوهام في عقول الناس، ويحولهم الى ادوات طيعة في ايدي الفاسدين.
فهل نملك الشجاعة لمواجهتهما؟ هل نملك القدرة على التمييز بين حقيقة مزيفة وشعار كاذب؟ هل نملك الارادة للتحرر من قيود الجهل والغباء، لنبني بلدا يليق بتضحيات اهله؟
الجهل، ببساطة، هو نقص في المعرفة. يعني أنك لا تعلم شيئا معينا. على سبيل المثال، إذا كنت تجهل كيفية عمل الكهرباء او اتمام معاملة في دائرة حكومية، فذلك ليس عيبا، بل هو جهل. ويمكن التغلب عليه بسهولة عن طريق السؤال والقراءة والتعلم. العراق يزخر بأناس طيبين، إذا سألتهم، سيقدمون لك العون.
لكن الجهل يتجاوز حدود الامور التقنية او الادارية. نرى جهلا واسعا بالحقوق المدنية والقانونية، حيث يجهل الكثيرون حقوقهم في الحصول على الخدمات الاساسية، او في رفع دعاوى قضائية ضد الفساد، او المطالبة بالحقوق. يتجلى الجهل ايضا في انتشار الخرافات والاساطير التي تعيق التفكير العقلي، مثل تصديق الشائعات التي تروج لها وسائل الاعلام المغرضة، او الايمان بافكار متطرفة تدعو الى الطائفية والعنف والكراهية.
اما الغباء فهو افة مختلفة تماما، افة تفتك بالعقول وتدمر المجتمعات.
الغباء ليس مجرد نقص في المعرفة، بل هو اختيار متعمد للخطأ على الرغم من وضوح الصواب. انه ان ترى بأم عينيك كيف ينهب الساسة وقادة البلاد اموالك، كيف تتدهور الخدمات الاساسية، كيف يتفشى الفساد في كل زاوية، ثم تعود وتنتخبهم مرة اخرى، متجاهلا كل الوعود الكاذبة التي سمعتها منهم في الانتخابات السابقة.
الغباء هو ان تصدق الشائعات والاكاذيب التي تروج لها وسائل الاعلام المغرضة، بدلا من البحث عن الحقيقة والتحقق من المعلومات. هو ان تنجرف وراء الخطابات الطائفية والعنصرية التي تزرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، بدلا من التمسك بالوحدة الوطنية والتعايش السلمي. هو ان تتجاهل معاناة الفقراء والمحتاجين، وتكتفي بالتفرج على مظاهر البذخ والترف التي يعيشها الساسة الفاسدون. والغباء ان ترى كيف ينهب الفاسدون ثروات البلاد، بينما تعيش انت في فقر مدقع، ومع ذلك، لا تتحرك بشكل جماعي لوقف هذا الظلم.
يتقن الساسة في العراق استغلال الجهل والغباء. يرهبون الناس بالطائفية، ويشترون ذممهم بالمال، ويوزعون الوعود الكاذبة. والناس، للاسف، يصدقونهم. لماذا؟ لان كثيرا من الناس لا يفكرون بعقولهم بشكل منطقي.
الحل، ليس مجرد كلمات ترددها الالسن، بل هو ثورة داخلية، انتفاضة عقلية، زلزال يزلزل اركان الجهل والغباء.
الحل يكمن في العلم والمعرفة، في تحويل كل بيت الى مدرسة، وكل شارع الى جامعة، وكل مقهى الى منتدى فكري.
علينا ان نتعلم، ليس فقط من الكتب والمناهج، بل من تجاربنا، من اخطائنا، من قصص نجاح الاخرين.
علينا ان نغرس في ابنائنا حب المعرفة، شغف الاكتشاف، روح التساؤل والشك.
علينا ان نعلمهم كيف يفكرون، لا ماذا يفكرون.
علينا ان نقرا، ليس فقط الصحف والمجلات، بل التاريخ والفلسفة والادب.
علينا ان نفهم العالم من حولنا، ان نحلل الاحداث، ان نميز بين الحقيقة والزيف.
علينا ان نكون قادة التغيير، لا مجرد متفرجين.
علينا الا نصدق اي كلام نسمعه، بل ان نفكر بعقولنا، ان نتحقق من المعلومات، ان نسأل عن المصادر.
علينا ان نكون نقادا، لا مجرد مقلدين.
علينا ان نختار قادتنا بعناية، ليس بناء على وعودهم الكاذبة، بل بناء على افعالهم وانجازاتهم.
علينا ان نختار اناسا نزيهين وشرفاء، اناسا يحبون وطنهم، اناسا يعملون لمصلحة العراق، لا لمصالحهم الشخصية او مصالح جهات خارجية.
علينا ان نكون نحن التغيير الذي نريد ان نراه في العالم.
علينا ان نكون نحن الامل الذي ينير دروبنا المظلمة.
علينا ان نكون نحن العراق الجديد، العراق الذي يليق بتضحيات اهله، العراق الذي يستحق ان يعيش فيه ابناؤه بكرامة وحرية وعدالة.