#خواطر_رمضانية
د. #هاشم_غرايبه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، وذلك لأن المؤمن إنسان عاقل، فما دام عقله قد هداه للإيمان، فذلك يعني أنه متبع للمنطق، قادر على تمييز النافع من الضار، وبالتالي اختيار ما فيه مصلحته وسلامته، بخلاف غير المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بأنهم لا يعقلون، أي لا ينتفعون من عقولهم لاختيار ما فيه مصلحتهم الأساسية في الاعداد لمستقبلهم في الحياة الأبدية الأخرى، بل يتحركون وفق غرائزهم ورغباتهم الآنية، لذلك وصفهم بأنهم كالأنعام أو أضل سبيلا.
من يراهنون على جني الفائدة من (صداقتهم) مع الشيطان الأكبر، وأن الفلسطينيين سيحصلون على دولة مستقلة، ليسوا مؤمنين حقا، فكل ما هو معلن أو خفي من سياسات الغرب يوحي أنهم لا يريدون ذلك قطعا، وابتداء من اللدغة الأولى (مباحثات الشريف حسين – مكماهون)، وانتقالا الى مؤتمر الصلح في سان ريمو، ثم الانتداب ..وصولا الى اليوم، سلسلة متوالية من اللدغات، ومن الجحر ذاته.
جاء في بحث منشور للباحث أحمد يسري حسن، يبين فيه السياسة المتبعة للغرب، والملبية للجهود الصـ.ـهيونية الخفية التي توجه أتباع الكنيسة الصـ.ـهيونية المسيحية، وهم قوام حركة المحافظين الجدد في أمريكا، المسيطرين على أهم مؤسسات القرار.
ففي عام 1996 قدم “معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة” والممول من المحافظين الجديد، قدم مشروعا استراتيجيا الى “نتن.ياهو” الذي قام بتسليمه الى الكونغرس لاعتماده.
أعد هذا البحث المستشار السابق لجورج بوش وهو ( Richard Perle)، وعاونه مجموعة من كبار المستشارين، ومنهم Douglas Feith) ) الذي سوف يصبح المهندس الأساسي لحرب العراق.
عنوان هذا البحث: (فراق مع الماضي : A Clean Break)، وهو سياسة لتفكيك العالم العربي باسم التحول الديمقراطي، من أجل تحقيق رؤية جديدة متوافقة للرؤية الأصولية لليمين المسيحي الأمريكي، القائمة على إقامة مملكة الرب في كامل منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت عنوانا لهذا المشروع: (A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm).
يلاحظ في البحث أنه يستعمل مفردات ومصطلحات، قام في ما بعد بإلصاقها بالإسلام على أنها تعني العداء والكراهيةُ مثل عبارة الأصولية: fundamentalism والمحاربة militant ، هذه التعبيرات تُستخدم بكثرة في السياق الاسلامي على انها صفات قبيحة ينبغي التخلص منها ومحاربتها. ولكننا نجد التعبيرات نفسها في السياق اليهودي والمسيحى مستخدمة كصفات مشروعة ومُستحبة، فالمسيحيون واليهود يجب أن يتمسكوا بأصوليتهم ويكونوا معادين ومحاربين ومناضلين لتحقيق وفرض رؤيتهم الأصولية، وسياستهم العدوانية هذه يجب أن تكون استباقية، يعني لا ينتظروا حتى يروا ان كان خصومهم المحتملين سيهاجمونهم ام لا، بل يبادروا بالهجوم والاعتداء حتى ان كان ما يتخيلون انهم خصوم لهم مسالمين، أما المسلم فيجب ان يتخلى عن مبادئه وقيمه وأخلاقيته (التي يسمونها تطرف وتشدد)، ويتخلى عن مقاومته لأعدائه (يسمونها خطاب الكراهية)، ويتركهم يغيرون حياته ومبادئه وعقيدته، وإن لم يستسلم لهم وقاومهم يسمونه إرهابي.
المحاور الأساسية لهذا البحث:
1 – إعادة بناء الصـ.ـهيونية بهجر السياسات الماضية، مبنية على أساس فكري جديد تماماً، يستعيد المبادرة الاستراتيجية.
2 – سياسة عدائية تجاه العرب (محاربة (Militant باستغلال التوترات الكامنة المتأصلة داخل وبين الدول العربية، الخطوة الأولى تكون بإزاحة صدام حسين في العراق، حرب مع العراق سوف تزعزع الشرق الأوسط بأكمله، وتسمح باستبدال حكومات في سوريا وايران ولبنان ودول أخرى.
3 – هجر اتفاقية أوسلو، وتبني سياسة قتالية ضد الفلسطينيين، ورفض فكرة “الارض مقابل السلام”، والعودة الى إقرار سياسة الضربات الاستباقية، وتوثيق للعلاقات أقرب مع الولايات المتحدة مع توجه للاعتماد على النفس، والبحث عن بديل لياسر عرفات كقائد لمنظمة التحرير.
هكذا ومن رؤية ما تم تحقيقه من أفكار هذا المشروع، نتيقن أن مسمى الحرب على الإرهـ.ـاب، وكل ما تلاها وصولا الى الحرب على القطاع ، لم تخرج عما كان مخططا له من قبل.
في محاضرة في عمان لقيادي في منظمة التحرير سأله أحدهم: هل تتوقع تحقيق حل الدولتين؟.
رد قائلا: لا أحد سواء في السلطة أو في الحكومات العربية يأمل بتحقق ذلك، فسأله: لماذ أذن تواصلون الحديث في هذه المسألة؟.
رد مبتسما: وهل في يدنا شيء آخر نتحدث به!؟. مقالات ذات صلة ما فرص بقاء حماس في غزة ونظام الملالي “الاسلاميين”..؟ رؤية تحليلية للتفكر .. 2025/03/22
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة تنتقد سياسة ترامب الجمركية
الجديد برس|
انتقدت وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة جانيت يلين قرار الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم على الواردات من معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وقالت يلين في مقابلة مع شبكة CNN إن “هذه أسوأ سياسة ذاتية الضرر شهدتها في مسيرتي المهنية، وهي تلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الأمريكي”، مشيرة إلى أنه “يمكن رؤية التأثير السلبي في سوق الأوراق المالية، وكذلك في الأعباء المتوقعة على الأسر الأمريكية بسبب هذه الرسوم الجمركية”.
وعند سؤالها عن احتمالية تعافي وول ستريت والاقتصاد الأمريكي وسط التقلبات الناتجة عن قرارات ترامب، الذي علق الرسوم لمدة 90 يوما أثناء المفاوضات باستثناء الصين، لم تبد يلين متفائلة. وأشارت إلى مخاوف متزايدة في سوق السندات كمثال على ذلك.
وأوضحت يلين، التي شغلت سابقًا منصب رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن “إعادة الاستقرار قد تستغرق وقتا طويلا. كانت الأصول المقومة بالدولار تعتبر الأكثر أمانا في العالم، خاصة سندات وأذون الخزانة الأمريكية. لكننا شهدنا هذا الأسبوع ارتفاعًا حادًا في عوائد السندات طويلة الأجل، بما يقارب 50 نقطة أساس، وفي الوقت نفسه انخفاضًا في قيمة الدولار”.
وأكدت أن هذه التطورات “تؤثر على قلب النظام المالي العالمي”، واصفة الوضع بأنه “نمط غير معتاد”، حيث أن “سندات الخزانة عادةً ما تكون ملاذًا آمنًا خلال الأوقات المضطربة، لكن ما يحدث الآن ينافي ذلك”.
جاءت تصريحات يلين بعد أسبوع من فرض إدارة ترامب رسوما جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات الأجنبية، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على عشرات الدول، وإن كانت معظمها معلقة لمدة ثلاثة أشهر.
وفي سياق متصل، توترت العلاقات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين مع تصاعد الحرب التجارية بين البلدين. فقد رفع ترامب الرسوم على البضائع الصينية إلى 25%، فردت الصين بفرض رسوم مماثلة لكنها حددتها كحد أقصى.
ولا تشمل هذه الإجراءات المكسيك أو كندا، اللتين تخضعان لرسوم استيراد بنسبة 25% على السلع غير المشمولة باتفاقية التجارة لعام 2020.
وحذر خبراء من أن المخاوف المتعلقة بالتجارة العالمية وتأثير الرسوم الجمركية على الأسعار والتضخم قد تزيد من خطر الركود.