عربي21:
2025-03-23@07:00:37 GMT

هل يتجدد الخلاف حول إدارة المصرف المركزي في ليبيا؟!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

رسالة موجهة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية لمحافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى،  ونقاش بين الأخير ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، حول سبل ضبط الإنفاق العام، كانت كافية لدى البعض ليستنتجوا أن الأمور لا تسير بشكل جيد بين حكومة الوحدة والمصرف المركزي.

وللتوضيح أكثر فإن رسالة ادبيبة لناجي عيسى تضمنت انتقادات في مضمونها تعكس تحفظا على نهج إدارة المحافظ، وتدور حول عدم الشفافية في بيانات المصرف المركزي حول الإيرادات والنفقات لشهري يناير وفبراير العام 2025م.



كان من بين أهم تساؤلات ادبيبة للمصرف المركزي الاستفسار عن "مصادر الأموال التي تطلب النقد الأجنبي"، والذي شهد ارتفاعا ملحوظا خلال الربع الأخير من العام 2024م (فترة تولي ناجي عيسى إدارة المصرف)، والشهرين الأولين من العام 2025م.

الفشل في الاتفاق بين أطراف النزاع على المستوى السياسي سيعيق أي جهود لإصلاح الاقتصاد، وإذا امتدت الأزمة السياسية وازدادت تجذرا فإن أثار هذا التجذر ستكون كبيرة على الاقتصاد.كلام ادبيبة حول مصادر الأموال التي تتطلب النقد الأجنبي كان أكثر من مجرد ملاحظات أو حتى انتقادات، وهذا يفهم من خلال القول بأن الزيادة الملحوظة في الطلب على النقد الأجنبي خلال الربع الأخير للعام 2024م، وشهري (بناير ـ فبراير (2025م) بمعدلات غير مسبوقة تثير تساؤلات تتطلب مزيدا من الإفصاح عن مصادر الأموال المرتبطة بالطلب على النقد الأجنبي وفقا لمتطلبات القانون رقم (2) لسنة 2005م بشأن مكافحة غسل الأموال.

لاحظ أن المصرف المركزي يدندن حول إشكالية الإنفاق العام المنفلت والذي يشهد ارتفاعا مستمرا، وهنا تظهر الإشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية، ويزيد من ذلك اتفاق المحافظ مع رئيس مجلس النواب (الخصم الأول لحكومة الوحدة ورئيسها) حول هذه النقطة، ليأتي رد ادبيبة بالقول إن التركيز على الإنفاق العام لضبط الطلب على النقد الأجنبي يمثل جزء بسيط من المشكلة، وليس المشكلة الرئيسية التي تعود إلى الجهاز المصرفي خصوصا مع استمرار ارتفاع الخصوم الإيداعية للمصارف التجارية التي ترتبط مباشرة بخلق النقود.

تحليل مضامين المواقف المعلنة للحكومة والمصرف المركزي يؤكد أنه لا تفاهم بينهما حول السياسات الاقتصادية (المالية والنقدية) لمواجهة الخلل البين في الاقتصاد الليبي والمالية العامة الليبية، ولأن السياسة مؤثرة بدرجة كبيرة في الاقتصاد وفي إدارة الموارد المالية الرئيسية، فإن الوضع يشير إلى احتمال زيادة الخلاف بينهما، والذي قد يقود إلى أزمة جديدة حول إدارة المصرف المركزي، خاصة إذا لم يتقدم المسار السياسي ويجعل التغيير الحكومي مسألة محسومة ومتفق عليها.

في الجانب الاقتصادي والمالي ينبغي التنبيه إلى أن الخلل متشعب ومتعدد الأوجه، فالأنفاق العام منفلت ويشكل عبئا كبيرا على خزانة الدولة ومواردها المالية، والبداية من بند المرتبات الذي تضاعف خلال الأعوام الثلاث الماضية، ومرشح إلى أن يصل إلى مستوى فلكي، وهو 100 مليار دينار مع نهاية العام 2025م، حسب تصريح وزير المالية بحكومة الوحدة الوطنية، وقس على ذلك بند الدعم الذي تغول بشكل مخيف خلال نفس الفترة، وبالتحديد بند المحروقات، وهذه مسؤولية الحكومة بلا أدنى شك، مع التنبيه إلى الانفاق الإضافي لحكومة أسامة حماد، والذي قُدر بأكثر من 60 مليار دينار خلال العام 2024م.

أسباب عودة الخلاف حول توجهات المصرف المركزي وبالتالي إدارته محتمل حتى لو كان توجه المصرف المركزي التزام الحياد والعمل كمؤسسة مهنية، وهي مهمة صعبة في ظل الظروف السياسية الراهنة.بالمقابل، فإن البنود التي تدخل ضمن مسؤوليات وصلاحيات المصرف المركزي تشكل قلقا كبيرا وعبئا مضاعفا على موارد الدولة، ويبرز هنا استخدام النقد الأجنبي سواء للاعتمادات المستندية أو الأغراض الشخصية، أو النفقات العامة، فقد شهد ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، والارتفاع في ازدياد خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد بلغ حجم استخدام النقد الأجنبي خلال شهري يناير وفبراير الماضيين 6.1 مليار دولار، ليراكم عجزا مقداره  2.6 مليار دولار، وذلك حسب بيانات المصرف المركزي.

أسباب عودة الخلاف حول توجهات المصرف المركزي وبالتالي إدارته محتمل حتى لو كان توجه المصرف المركزي التزام الحياد والعمل كمؤسسة مهنية، وهي مهمة صعبة في ظل الظروف السياسية الراهنة، فكون المصرف المركزي هو المعني بالإشراف على الصرف (خزينة الدولة)، سيدفعه ذلك إلى الترنح أمام الرياح العاتية للنزاع والاستقطاب.

وأعود لأكرر تحذيري من أن الفشل في الاتفاق بين أطراف النزاع على المستوى السياسي سيعيق أي جهود لإصلاح الاقتصاد، وإذا امتدت الأزمة السياسية وازدادت تجذرا فإن أثار هذا التجذر ستكون كبيرة على الاقتصاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا المصرف المركزي الاقتصادية ليبيا اقتصاد رأي خلافات المصرف المركزي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی النقد الأجنبی

إقرأ أيضاً:

الغرياني: بيان المصرف المركزي غير شفاف.. أين ذهبت المليارات يا حكومة؟

ليبيا – أكد الصادق الغرياني، مفتي المؤتمر الوطني المعزول من البرلمان أن بيان المصرف المركزي يعيد القضية إلى المربع الأول، مشيرًا إلى أن واردات النفط منذ بداية العام حتى منتصف الشهر الحالي بلغت 780 مليون دولار، بينما تجاوزت الالتزامات المدفوعة 2 مليار دولار.

الغرياني انتقد في حلقة خاصة من برنامج “الإسلام والحياة” على قناة التناصح التابعة له وتابعته صحيفة المرصد عدم شفافية المصرف في توضيح أين ذهبت هذه الأموال، متسائلًا: “هل دُفعت لقوات حفتر أم للحكومة الموازية؟” ودعا إلى إفصاح واضح عن مصير هذه الأموال.

 

وفيما يلي النص الكامل:

نترحم على الشيخ الجليل أبو إسحاق الحويني، الذي توفي في بلد الغربة وأمضى حياته في خدمة الحديث الشريف.

بيان المصرف المركزي يعيدنا إلى المربع الأول ويحدد المسؤولية الآن. المصرف يقول إن واردات النفط من أول العام حتى منتصف هذا الشهر بلغت 780 مليون دولار، بينما تجاوزت الالتزامات التي دفعها 2 مليار دولار. الحكومة أصدرت بيانًا ووجهت انتقادات للمصرف، وكانت موفقة في ذلك من حيث الشفافية. نريد المزيد من هذه الشفافية. الحكومة خاطبت المصرف وقالت إن الأموال التي أنفقتها من الدولارات لم تأخذ منها حكومة الوحدة حتى 500 مليون دينار ليبي.

أين ذهبت بقية الـ2 مليار؟ أين صُرفت؟ المصرف المركزي لم يفصح واستمر على نهج الإدارة السابقة، يعمم ولا يوضح. أعطانا عموميات وقال إن هناك عجزًا. أنت مصرف وليس شيخ قبيلة تكسب بالدرهم والدينار والكسر، وأمورك محسوبة. ما الذي يجعلك تخفي البيانات؟ إخفاؤها يثير تساؤلات. تقول إن هناك عجزًا في النفط، وهذا صحيح، ونحن نسأل الحكومة عن ذلك. ولكن مسؤوليتك أن تصرح أين ذهب المال. هل دفعته لـ”قوات حفتر” (القوات المسلحة الليبية) وتتخفى عن ذلك؟ أم لـ”الحكومة الموازية” (الحكومة المكلفة من البرلمان) ؟ ولماذا لا تذكر الرقم الذي دفعته؟ تتحايل وتوهم ولا تبين.

اللوم يقع على الحكومة. كيف تكون مسؤولة عن مؤسسة النفط وهي تابعة للجهات التنفيذية ووزارة من الوزارات؟ كيف ترضى بأن تكون واردات مؤسسة النفط خلال هذه الفترة فقط 700 مليون دولار؟ أين باقي المال وأين ذهب؟ هل الحكومة تريد أن تصمت وتتواطأ مع رئيس الحكومة؟ مليارات ليبيا ضاعت واختفت، ولا توجد بيانات ولا شفافية. هذه الأموال لم تذهب إلى جيوب الناس ولم تُستخدم في بناء البنية التحتية، بل ذهبت أدراج الرياح. يا حكومة، كل درهم أنت مسؤولة عنه.

الفساد المالي يأتي من الفساد الإداري. إذا أردتم الحفاظ على أموال الناس، أصلحوا الإدارة لأنها الأساس.

إذا أردتم الإصلاح، لا تبقوا نفس الأشخاص وتنتظروا نتائج مختلفة. ولا تنتظروا من مؤسسة النفط إلا ما فعله رئيسها السابق، وستختفي كل شهر مئات الملايين دون أن يعرف أحد مصيرها. التغيير ضروري.

لاحظنا أنه صدر حكم على وزير التعليم واتُهم بالتواطؤ في فساد مالي. عندما أتت هذه الفرصة، لماذا يبقى المنصب شاغرًا ويوضع نائبه مكانه؟ إذا كان نائبه يصلح، هل كان الوزير سيقوم بهذا العمل لمدة ثلاث سنوات؟ لماذا لا تأخذون الدروس يا حكومة؟ الناس ترشح لكم أسماء صادقة، فلماذا تعرضون عن تعيين شخص صالح ومناسب ومتخصص في التربية، تتوقعون منه الأمانة والإصلاح، وتتمسكون بالطرف الخاطئ؟ هذا ما تُلام عليه الحكومة، ويجب أن يتغير موقفها.

 

Previous تلغراف: ماكرون يريد استخدام القوات الغربية في أوكرانيا كقوات لحفظ السلام عبر الأمم المتحدة Next مستغلا أجواء عيد النوروز.. نتنياهو يحرض الشعب الإيراني ضد حكومته Related Posts اجتماع دوري للجنة تعويض العقارات بجادو لمراجعة طلبات المتضررين من مشاريع الدولة محلي 21 مارس، 2025 تيته تبحث مع السفير الإسباني تطورات عمل اللجنة الاستشارية في ليبيا محلي 21 مارس، 2025 أحدث المقالات مستغلا أجواء عيد النوروز.. نتنياهو يحرض الشعب الإيراني ضد حكومته الغرياني: بيان المصرف المركزي غير شفاف.. أين ذهبت المليارات يا حكومة؟ تلغراف: ماكرون يريد استخدام القوات الغربية في أوكرانيا كقوات لحفظ السلام عبر الأمم المتحدة واشنطن تحذر من خطر عسكرة الفضاء من دون حضوره.. الحكومة الإسرائيلية تصادق على إقالة رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الجديد: نراهن على المصرف المركزي في التصدي لسماسرة العملة والتجار والمضاربين
  • المركزي يؤكد التزامه بتوفير «النقد الأجنبي».. ما رأي خبراء الاقتصاد؟
  • تفقد مفاجئ لمستشفى الشهداء المركزي لمتابعة خدمات الطوارئ والرعاية الحرجة
  • عقيلة صالح يلتقي محافظ مصرف ليبيا المركزي لبحث ضبط الإنفاق وحماية احتياطيات النقد الأجنبي
  • البنك المركزي الإيراني يتحدث عن الاقتصاد العراقي: حقق نمواً بنسبة 1.4 بالمئة
  • المركزي الألماني يتوقع نموا طفيفا للاقتصاد بالربع الأول 2025
  • المركزي يطرح عملة نقدية جديدة من فئة «العشرون ديناراً»
  • نمو الاقتصاد الإيراني بـ3.7 بالمائة خلال 9 اشهر
  • الغرياني: بيان المصرف المركزي غير شفاف.. أين ذهبت المليارات يا حكومة؟