بعد نزع سلاحها..ويتكوف: يمكن لحماس العمل السياسي في غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إن "حركة حماس الفلسطينية يمكنها الانخراط سياسياً في حكم قطاع غزة بعد نزع سلاحها".
وقال ويتكوف أثناء مقابلة مع الصحافي الأمريكي تاكر كارلسون تطرقت إلى دور حماس في غزة، وأهداف الحركة من المفاوضات المستمرة مع إسرائيل عبر الوسطاء القطريين والمصريين والأمريكيين: "إنهم في حاجة إلى نزع سلاحهم، ومن ثم قد يشاركون سياسياً أيضاً في غزة"، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" اليوم السبت.
Trump's Middle East envoy, Steve Witkoff, says Hamas might remain politically involved in Gaza after demilitarization and that the terror group isn't as ideologically entrenched as people assume.
Full story > >https://t.co/BErQbTlB86
وأضاف المبعوث الأمريكي "علينا أن نفهم ما تريده حماس، ثم نفكر فيما يمكننا تقديمه لهم لإجبارهم على الرحيل. هذا ما يجب أن يحدث، في بداية الصراع، سمعنا أن حماس أيديولوجية، وأنهم مستعدون للموت".
وطعن ويتكوف في هذه الفكرة قائلاً: "لا أعتقد أنهم متطرفون أيديولوجياً كما يُصوَرون غالباً. إنهم يرسلون أطفالًا لا يفقهون شيئاً للانتحار بأحزمة ناسفة. بمجرد أن نفهم أنهم يريدون الحياة، يمكننا التحدث معهم بفعالية أكبر".
كما ناقش إعادة إعمار غزة ونطاق الحلول المقترحة وقال ويتكوف "إن غزة مُدمّرة - هناك أنفاق تحتها، تجعلها أشبه بالجبن السويسري. ثم تعرضت المنطقة لقنابل خارقة للتحصينات، لذلك لم يتبقَّ أيُّ حجر للبناء عليه".
حماس: لا نزال نبحث مقترح ويتكوف - موقع 24قالت حركة حماس اليوم الجمعة، إنها لا تزال تناقش مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وأفكاراً أخرى متنوعة، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وتابع "ومع ذلك، استمر العالم في الضغط والمطالبة بخطة إعادة إعمار مدتها 5 سنوات. لماذا؟ بسبب بروتوكول إدارة بايدن في 27 مايو (أيار)، والذي كان قائماً على افتراضات خاطئة. لكن بعد ذلك كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن غزة تحتاج من 15 إلى 20 عاماً ليعاد إعمارها، لذلك كان نهج ترامب يقوم على فهم الواقع قبل اتخاذ القرارات".
مع ذلك، كرر ويتكوف سياسة إدارة ترامب تجاه حماس، قائلاً: "لا يمكن لمنظمة إرهابية أن تحكم غزة، وهذا أمر مرفوض من إسرائيل، لكن الممكن هو أن ينزعوا سلاحهم. عندها يمكنهم البقاء لفترة، وحتى المشاركة السياسية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس إسرائيل غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان
الخطاب السياسي لدولة السادس والخمسين منذ مجيئها إلى حيز الوجود، قبل إعلان (الاستغلال) ببضعة أشهر ساهم في اندلاع جميع الحروب، ابتداء من حرب الجنوب الأولى – تمرد توريت – وانتهاء بالحرب القائمة الآن، دشن السياسيون الشماليون خطاباً عدائياً تجاه نخب الجنوب السياسية، وتمركز التوجه العام لهذا الخطاب حول الكراهية العرقية والدينية والفرز الجهوي، واشتغلت الأجهزة الإعلامية والصحفية على ترميز الجنوب والجنوبيين على أساس أنها شعوب بدائية لم تبلغ الحلم، وبالتالي لابد من وجود كفيل يقوم برعايتها، استمر ذلك الخطاب طيلة مدة اشتعال حروب الجنوب الثلاث، وتم تغييب وعي المجتمعات الشمالية، فتبنت السردية المجحفة بحق شقيقهم شعب الأبنوس الجميل، فالحروب بالشرق الأوسط وافريقيا تندلع بدوافع التباينات الجغرافية والدينية والعرقية، فأخذ الجنوبيون حظهم من الفرز الوطني بحجة أن غالبهم يعتنق المسيحية، فعمل الخطاب السياسي للشمال المسلم ما في وسعه لقطع صلات التلاقي الاجتماعي بين الجهتين، ولا يجب أن ننسى الدور الفاعل الملعوب من الإدارة البريطانية، وقرارها ببذر بذور الشقاق وسياسة فرق تسد والمناطق المغلقة، ولكن، ما كان يجب على النخبة الحاكمة بعد ذهاب "الخواجة" أن تواصل فيما خلّفه المستعمرون من سياسات ظالمة، وأيضاً لا يستقيم منطقاً أن يكون هذا مبرراً للفاشلين من الحكام لإخفاقهم في حل مشكلة الجنوب.
تمددت الحرب شمالاً وغرباً لذات السبب – الخطاب السياسي الرافض للآخر والمشيطن له، وجميعنا يستحضر خطاب الدكتاتور عمر البشير بعد انفصال جنوب السودان، ووصفه لفترة حكومة الوحدة الوطنية (بالدغمسة) – عدم الوضوح، في إشارة لانعدام الإرادة الوطنية من جانبهم لاستكمال اهداف اتفاق السلام الشامل، والدكتاتور في حقيقة قوله يعني خروج الجنوب المسيحي، وبقاء الشمال (المسلم) خالصاً لأهله لإقامة (دولة الخلافة الراشدة)، متناسياً المسيحيين المتبقين بالشمال، فالخطاب السياسي الداعم لخط الانحياز الديني أدى لتقطيع الوطن إلى جزئين، مختلفاً عن الخطاب الموجه للسودانيين بعد تمرد دارفور حيث دق إسفين العروبة والأفريقانية، بين المكونين الاجتماعيين اللذين عاشا ردحاً من الزمن، في تماسك اجتماعي واقتصادي وسياسي، أما الخطاب المدشن بعد اندلاع الحرب بين الجيش المختطف من الحركة الإسلامية وقوات الدعم السريع، لم يجد منظروه بداً من وصف أفراد القوة العسكرية الشقيقة بأنهم غزاة أجانب، في مهزلة مضحكة للطفل قبل الشيخ الهرم، إذ كيف لرمز سيادة البلاد أن يكون سيّداً وأجنبياً في آن واحد؟، فالخطاب الأخير جاء غير مقنع لقطاعات عريضة من المجتمعات السودانية، وفضح الجذر المتأصل للمأساة الممتدة من بدايات تأسيس دولة السادس والخمسين، والذي عمل مصدروه بكل جهد لتفكيك وحدة البلاد واستمراء المضي قدماً في ذات الاتجاه السالب.
الفشل الكبير للخطاب السياسي المركزي عبر الحقب، ظهرت آخر مخرجاته في القفز على الواقع الداخلي وإصدار التهم للدول الجارة والشقيقة، التي تضامنت مع السودانيين في محنهم، فبعد أن أكدت الحرب المشتعلة بين الجيشين على سقوط السيادة الوطنية، وخروج الدولة من الفاعلية الإقليمية والدولية، بفقدانها لنظام الحكم الشرعي الذي كان قبل انقلاب أكتوبر، اصبح الجيش المختطف من جماعة الاخوان يتأرجح مثل الذي يتخبطه الشيطان من المس، في نهاية منطقية للاستمرار في توجيه هذا الخطاب الفطير داخلياً، والمحاولة اليائسة لتسويقه خارجياً، لقد صنع هذا الخطاب كادر حزبي وعسكري لا يعي أهمية العلاقات الدبلوماسية ولا الروابط الودية بين الشعوب، فأساء هذا الكادر للوشائج الأزلية بين السودان وجواره العربي والإفريقي، وعمّق الأزمة الوطنية ودولها وأقلمها، فزيادة على كارثة الحرب التي ما يزال المواطنون يدفعون ثمنها الباهظ، خلق توترات حدودية ودبلوماسية لا مبرر لها مع بلدان مباركة لمساعي الحل السلمي التفاوضي، ولها أياد بيضاء في ساحة العمل الإنساني السوداني، ومارس فوضوية في خلط الأوراق لدرجة أن المراقبين والمحللين والمسهّلين دخلوا في حيرة من أمرهم، جراء هذه المهزلة الحكومية التي ألمت بالسودانيين، والتي آخرها تلعثم مندوب جيش الاخوان وهو يقدم دعواه الباطلة أمام محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com