المهاجرون الأفارقة ومخاطر التوطين في ليبيا
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
وسط المناكفات السياسية والاتهامات بالتخطيط لتوطين المهارجين الأفارقة في ليبيا، فإن ملف الهجرة غير الشرعية يشكل تحديا كبيرا للدولة والمجتمع الليبي، ليس في ذلك أدنى شك، فأعداد المقيمين في ليبيا من الوافدين الأفارقة يتجاوز المليونين، وهؤلاء جلهم إن لم يكن كلهم دخلوا البلاد بصفة غير قانونية، وبرغم اشتغال الكثير منهم في أعمال السخرة والنشاطات المهنية الضرورية لليبيين، إلا أن أوضاع الكثير منهم ترتب تبعات أمنية واجتماعية كبيرة.
موضوع التوطين حاضر في الذهن الأوروبي، وكان ولا يزال خيارا مطروحا تم التحدث عنه صراحة، وقد قوبل بالرفض القاطع خلال السنوات الماضية من الجانب الليبي، إلا أنه يمكن أن يكون خيار الأمر الواقع في ظل التدافع الراهن والظروف التي تفرض نفسها وتجعل من "واقعية" التوطين خيارا يراهن عليه الأوروبيون.
المطلوب أن لا تتحول قضية المهارجين إلى ورقة سياسية محلية للتكسب وتعزيز النفوذ أو أن تكون مادة للنيل من الخصوم، وأن يتم التعامل معها بحزم وفاعلية ضمن رؤية وخطة تأخذ في الاعتبار كل المعطيات الحاضرة والتداعيات المستقبلية، وغير ذلك فإن "الهم الليبي" سيتعاظم أكثر بتعاظم أزمة المهاجرين غير النظاميين في البلاد.منذ التوقيع على مذكرة التفاهم بين إيطاليا وحكومة الوفاق الوطني في مطلع فبراير العام 2017م، وأعداد المهارجين المقيمين في ليبيا في ازدياد، فالاتفاقية تتأسس على تقديم دعم أوروبي لليبيا لتقوم بمهمة منع تسلل المهاجرين غير النظاميين إلى الشواطئ الإيطالية واعتراضهم الزوارق التي تقلهم والعودة بهم إلى الأراضي الليبية، وتقضي مذكرة التفاهم بتأسيس مركز ملاحي تعاوني، وتقديم زوارق ومعدات الاعتراض، والتدريب للفرق الليبية لإتقان هذا العمل.
المذكرة حققت بعض أهدافها بالنسبة لإيطاليا والاتحاد الأوروبي، ذلك أنه تم اعتراض عشرات الآلاف، وربما أكثر، من المهاجرين، منذ الشروع في تنفيذ الاتفاق، حتى أن المذكرة واجهت انتقادات حادة من المنظمات الحقوقية العالمية التي اتهمت إيطاليا والاتحاد الأوروبي بالمساهمة المباشرة في تعريض المهاجرين لانتهاكات خطيرة تمارس ضدهم في ليبيا من قبل من وصفتهم بالمليشيات والجهات الأمنية المسؤولة عن هذا الملف.
الاتحاد الأوروبي في تصعيد دائم في إجراءاته للحد من وصول المهاجرين إلى شواطئ دول الاتحاد، وطرد من يقيمون هناك بصفة غير قانونية، وتناقش مؤسساته التشريعية والتنفيذية سياسات جديدة غايتها تسريع عملية ترحيل المهاجرين غير النظاميين ومن طلبوا اللجوء في دول الاتحاد وتم رفض طلباتهم. المقترح الذي يتم تداوله في أروقة الاتحاد هو فتح المجال لـمراكز الإرجاع "return hubs" للبلد الثالث، وإلزام جميع الدول بمضامينه، حتى أن أمر ترحيل صادر عن إحدى دول الاتحاد الـ 27 يلزم جميعها بتنفيذه، واعتماد هذا المتقرح سيعزز تكديس المهارجين في بلد مثل ليبيا والاتجاه إلى توطينهم بأي شكل من الأشكال، وذلك أمام الفشل في نقلهم إلى بلدانهم، والإخفاق في وقف التدفق الهائل صوب أوروبا عبر الأراضي الليبية.
الجديد المقلق هو تطور موقف بعض من يحسبون على النخب والمتدخلين الأفارقة في هذه القضية، إحياء للقومية القائمة على العرق الأفريقي، والدعوة لاستعادة بلدان شمال القارة من قبل ذوي البشرة السمراء، وهذا برغم أنه موقف محدود إلا أنه قد يكون الشرارة التي تلهب الوضغ، وقد يؤسس لسلوك عنفي مؤدلج، وهنا قد تتحول الاضطرابات التي تجددت في مناطق عدة في تونس وليبيا من قبل المهاجرين غير النظاميين الأفارقة إلى ما هو أخطر.أمام هذا التوجه الأوروبي، ومستوى الاستجابة والامتثال الليبي، فإن النتيجة هو تضاعف أعداد المهاجرين في الأراضي الليبية، فالسلطات الليبية ليس لها إدارة فاعلة تركز على إعادة المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم، بل إن الجهود متواضعة جدا حتى في حصرهم وتحديد ظروفهم العامة بما في ذلك أوضاعهم الصحية، وتحديد مناطق وجودهم وإقامتهم، والانتقال بمن ترغب السلطات في بقائهم إلى وضع أفضل وتحويلهم إلى فئة العمالة الوافدة من خلال تقنين أوضاعهم.
إذا التحدي خطره في ازدياد، خاصة في ظل الظروف السياسية والأمنية التي تحد من سلطة الدولة الليبية وهيبتها، ومع الضغوط والسياسات غير المقبولة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، والمعاملة القاسية التي واجهها الكثير منهم على يدي من توروطوا في استغلالهم ممن يحسبون على السلطات المعنية بإدارة الملف، فإن المهارجين غير النظاميين قد يتحولوا إلى قنبلة موقوتة.
الجديد المقلق هو تطور موقف بعض من يحسبون على النخب والمتدخلين الأفارقة في هذه القضية، إحياء للقومية القائمة على العرق الأفريقي، والدعوة لاستعادة بلدان شمال القارة من قبل ذوي البشرة السمراء، وهذا برغم أنه موقف محدود إلا أنه قد يكون الشرارة التي تلهب الوضغ، وقد يؤسس لسلوك عنفي مؤدلج، وهنا قد تتحول الاضطرابات التي تجددت في مناطق عدة في تونس وليبيا من قبل المهاجرين غير النظاميين الأفارقة إلى ما هو أخطر.
المطلوب أن لا تتحول قضية المهارجين إلى ورقة سياسية محلية للتكسب وتعزيز النفوذ أو أن تكون مادة للنيل من الخصوم، وأن يتم التعامل معها بحزم وفاعلية ضمن رؤية وخطة تأخذ في الاعتبار كل المعطيات الحاضرة والتداعيات المستقبلية، وغير ذلك فإن "الهم الليبي" سيتعاظم أكثر بتعاظم أزمة المهاجرين غير النظاميين في البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا ليبيا رأي مخاطر مهاجرون أفارقة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المهاجرین غیر النظامیین الاتحاد الأوروبی فی لیبیا لیبیا من إلا أن من قبل
إقرأ أيضاً:
مومياء عمرها 7 آلاف سنة.. هل تُعيد صياغة السردية التاريخية للصحراء الليبية؟
لطالما عُرفت صحراء ليبيا بأنها أرض جرداء قاحلة تكتنفها الرمال الجافة، إلا أن دراسة حديثة أزاحت اللثام عن وجود حياة بشرية عاشت قبل نحو 7 آلاف عام على أرض خضراء رطبة.
وفي الوقت الذي أثبتت فيه دراسات سابقة أن الصحراء الليبية القاحلة، لا سيما في موقع تاخارخوري جنوب غربي البلاد، كانت في الماضي أرضا خضراء رطبة، فإن دراسة حديثة أعدها معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا بالتعاون مع جامعة سابينزا في روما، ونُشرت مطلع أبريل من عام 2024، عثرت على ما لم يكن متوقعا.
فقد عثرت على مومياوين بشريتين في كهف تاخارخوري تنتميان إلى سلالة بشرية غير معروفة، إذ أظهرت التحاليل أن هذه السلالة، التي سميت بـ"الشبحية"، انفصلت عن بقية سلالات البشر في أفريقيا منذ ما يقرب من 50 ألف سنة قبل أن تنقرض، ليكون هذا الاكتشاف علامة فارقة وغامضة في تاريخ البشرية، ويجعل من ليبيا نقطة محورية لفك أحد أعظم ألغاز الحضارة البشرية.
الصيرورة الحضاريةرئيس البعثة الأثرية لجامعة سابينزا الإيطالية، الباحث الإيطالي سافينو دي ليرنيا، وهو عالم آثار متخصص في عصور ما قبل التاريخ الأفريقي وأحد القائمين على الدراسة، أوضح في تصريح خاص للجزيرة نت أن البحث الجينومي الذي أُجري على المرأتين المدفونتين في موقع تاخارخوري قبل 7 آلاف عام هو أحدث سلسلة من الاكتشافات "المذهلة"، التي تم التوصل إليها في هذا الموقع الاستثنائي الواقع في جبال تدرارت أكاكوس، والمدرج بالفعل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
إعلانلذا، فإن إثبات وجود سلالة أجداد قديمة يساعد في فهم ديناميكيات سكان الصحراء الخضراء بشكل أفضل، ويطرح تساؤلات حول كيفية إعادة توطين المنطقة بين نهاية العصر البليستوسيني وبداية العصر الهولوسيني، أي تقريبا بين 15 ألفا و9 آلاف سنة مضت، حسب تصريحه.
وجوابا عن سؤال الجزيرة نت حول انعكاس هذا الاكتشاف على الرواية التاريخية والثقافية لليبيا، قال العالم الإيطالي إن المرأتين المحنطتين طبيعيا اللتين عُثر عليهما في موقع تاخارخوري كانتا جزءا من ممارسة طقسية دامت ما بين حوالي 8 آلاف إلى 4,500 سنة مضت، إذ استُخدم جزء منعزل من الملجأ لدفن النساء والأطفال، في حين دُفن الرجال في مكان آخر، مضيفا أن نساء تاخارخوري عشن نمط حياة يعتمد على الرعي، إذ كانت الحيوانات المستأنسة الرئيسة هي الأبقار والأغنام والماعز، والتي دجنت قبل ذلك بآلاف السنين في جنوب غرب آسيا.
ولفت الباحث الإيطالي إلى أن البحث الجيني أثبت أن الرعي انتشر عن طريق عملية انتشار ثقافي وليس عن طريق استبدال سكاني، بفضل شبكة معقدة من الروابط الثقافية التي تظهر بوضوح في فنون النقوش الصخرية والثقافة المادية مثل الفخار، وفق حديثه للجزيرة نت.
ومن منطلق انتماء السلالة الجينية للمومياوين إلى "سكان أشباح"، أكد العالم الإيطالي أن البقايا البشرية المكتشفة في موقع تافورالت في المغرب -الذي يعد أقدم من تاخارخوري- تشترك بشكل كبير مع هذه السلالة الأجدادية، مما يثير تساؤلات جوهرية حول العلاقات البيولوجية والثقافية في شمال أفريقيا خلال أواخر العصر البليستوسيني.
وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن اكتشاف تاخارخوري يؤكد الأهمية البالغة للصحراء الليبية في إعادة بناء التاريخ الثقافي العميق لأفريقيا، إذ يحوي هذا الموقع أقدم دليل على معالجة الحليب في أفريقيا منذ 7 آلاف عام، وأول أشكال زراعة الحبوب البرية منذ أكثر من 10 آلاف سنة، فضلا عن أقدم بقايا لحيوانات مستأنسة منذ 8 آلاف عام، علاوة على فن النقوش الصخرية وغيره من السمات الاستثنائية التي تركتها الجماعات البشرية التي كانت تعيش في هذه المناطق.
بدوره يرى الباحث في علم الآثار والمدير السابق لإدارة الشؤون الفنية بمصلحة الآثار، نويجي العرفي، أن مومياء تاخارخوري تتمتع بخصوصية استثنائية، ليس على صعيد السردية الليبية فحسب، بل في سياق التاريخ الإنساني بأسره، إذ لم تخضع لعمليات التحنيط التقليدية المعروفة في الحضارات القديمة، وإنما حفظتها الظروف البيئية الطبيعية الفريدة التي وفرت بيئة ملائمة لاستمرارية بقاء أنسجتها عبر العصور، إلى جانب اكتشاف بقايا أوانٍ فخارية مشبعة بدهون الحليب في محيطها، ما يُشكّل أقدم دليل مادي على صناعة الألبان وتدجين الحيوانات في تاريخ البشرية.
من جهته، اعتبر أستاذ الآثار بجامعة بنغازي الدكتور خالد الهدار، في حديثه للجزيرة نت، أن هذا الاكتشاف يمثل تحولا جوهريا في قراءة التاريخ الليبي، لا سيما الجنوب الذي ظل لعقود منطقة هامشية في السرديات التاريخية، ليبرز اليوم بوصفه مهدا حقيقيا للحضارة الإنسانية.
إعلانوعن تأثير هذا الاكتشاف على السردية التاريخية لليبيا، أوضح الهدار أن الصحراء الكبرى، رغم غناها التاريخي والأثري، كانت مهملة مقارنة بالتركيز على المدن الساحلية، وأن اكتشاف المومياء سيسهم في إعادة الاعتبار لحضارة الجنوب الليبي، بما في ذلك حضارات ما قبل التاريخ، والجرمنت، والفترات الإسلامية اللاحقة.
منهجيات جديدةوأكد الهدار أن هذا الاكتشاف يفرض ضرورة إعادة تقييم مناهج علم الآثار في الجامعات الليبية، لا سيما فيما يتعلق بدراسات ما قبل التاريخ، موضحا أن قلة المتخصصين في تحليل البقايا الأثرية بالجامعات الليبية تشكّل تحديا.
وأوصى الهدار بضرورة استثمار هذا الاكتشاف عبر إطلاق نهضة علمية حقيقية تتأتى من خلال:
إنشاء برامج دراسات عليا متخصصة في آثار الصحراء الليبية، موضحا أن ليبيا تفتقر حاليا إلى برامج متخصصة في عصور ما قبل التاريخ. تحديث المناهج الأكاديمية في جميع الجامعات والمؤسسات التعليمية. تأسيس مركز وطني لدراسات ما قبل التاريخ يتخذ من الجنوب مقرا له. إشراك الباحثين الليبيين في مشاريع تجرى بالتعاون مع الجامعات العالمية والبعثات الأثرية الدولية.وحول التحديات، أكد مستشار وزير السياحة والآثار في الحكومة الليبية أحمد حسين، للجزيرة نت، أن إدارة الموروث الثقافي في ليبيا تواجه تحديات بنيوية جسيمة، في ظل غياب مصلحة آثار فاعلة في المنطقة الشرقية، وانحصار دور مصلحة الآثار في المنطقة الغربية، وهو ما يترك فراغا إداريا كبيرا يلقي بظلاله على حماية المواقع الأثرية.
وقال مستشار الوزير إن ليبيا، بمساحتها الشاسعة وتنوعها الحضاري الفريد، تختزن إرثا ثقافيا يضاهي قارة بأكملها، إلا أن هذا الإرث يرزح منذ سنوات تحت وطأة غياب الإرادة السياسية وقلة الإمكانات.
إعلانوعن الوضع في المنطقة الشرقية، أوضح حسين أن غياب المتاحف الوطنية يمثل إحدى أبرز المعضلات، فمدينة شحات التي تضم أبرز الشواهد التاريخية لا تمتلك أي متحف، مشيرا إلى أنه لو جرى دعم قطاع الآثار بجدية لمدة عامين فقط، فإن ليبيا ستكون قادرة على خلق مشروع ثقافي توعوي، وفني، بل واقتصادي متكامل.
من جانبه، عدد الباحث في علم الآثار نويجي العرفي، للجزيرة نت، أبرز التحديات الجسيمة التي تهدد آلاف الشواهد الأثرية:
الإمكانات المادية لا توازي حجم الأعباء والمسؤوليات. إهمال مزمن وغياب مستمر للدعم المؤسسي منذ أكثر من نصف قرن. جمود تشريعي، إذ لا يزال قانون الآثار المعمول به، الذي جرى تعديله قبل 30 عاما، عاجزا عن الاستجابة لمتطلبات العمل الأثري الحديثة، في ظل ما يشهده العالم من تطورات علمية، وتغيرات مناخية، وضغوط توسع عمراني متزايدة.وكل هذه المعطيات مجتمعة حاصرت جهود الخبراء الليبيين في حدود ضيقة لا تغطي أكثر من 5% من الاحتياجات الفعلية، في وقت تغيب فيه عمليات الترميم والصيانة الدورية للمواقع الأثرية، حسب العرفي.
أما على صعيد البنى التحتية، فالموجود من مخازن الآثار لا يعدو أن يكون مباني قديمة ومتهالكة لا تليق بما تحويه من نفائس تراثية.
وأضاف العرفي للجزيرة نت أن ليبيا، التي تملك بالكاد 7 متاحف عاملة، تحتاج وفق أدنى التقديرات إلى إنشاء ما لا يقل عن 45 متحفا.
وفي عصر تدفق المعلومات الرقمية، تبرز الحاجة إلى دور المدونين في تأريخ الأحداث وتعزيز الوعي الثقافي، وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب والمدون المهتم بالتاريخ، رضوان اللفع، أن المدونات والمنصات الرقمية أصبحت اليوم تمثل إحدى الأدوات الحيوية لإحياء الاهتمام بتاريخ ليبيا العريق، لا سيما في ظل الاكتشاف النوعي في كهف تاخارخوري، الذي لم يقتصر على العثور على مومياوين فحسب، بل كشف عن متحف طبيعي يختزن أدوات ومقتنيات ونباتات متحجرة تعود إلى آلاف السنين.
إعلانونوه اللفع إلى أن الاهتمام التاريخي والأثري لطالما تركز على مناطق الساحل والمواقع الرومانية واليونانية، في حين ظلت الصحراء الليبية -بما تحويه من حضارات وفنون صخرية ومآثر إنسانية منسية- بعيدة عن الضوء، وذلك بسبب الصعوبات اللوجستية والأمنية، علاوة على تراكم التصورات النمطية التي اختزلت الجنوب الليبي كأرض ميتة.
وأشار اللفع إلى أن العالم اليوم يعيش في عصر الزخم المعلوماتي الرقمي، ولم تعد وسائل الإعلام التقليدية وحدها كافية لإيصال المعرفة أو تعزيز الوعي الثقافي، مما يضع المدونين والكتّاب الرقميين أمام مسؤولية مزدوجة تتمثل في نقل هذه الثروات الأثرية إلى جمهور أوسع، وتحفيز المؤثرين وصُناع الرأي على دعم هذه الاكتشافات، لإبراز أهمية ليبيا في المسار الحضاري الإنساني، والدعوة للحفاظ على التراث، وتشجيع البحث العلمي، بما يعيد لليبيا موقعها المستحق على خريطة التاريخ العالمي، وفق قوله.