عربي21:
2025-04-13@13:58:17 GMT

وللهوامش إسلامها

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

بعد أن ربطت وسائل المواصلات، والاتصال الحديثة، بين مختلف رقاع العالم، صرنا نعرف الكثير عن مسلمين، حسُني الإسلام، ولكنهم يمارسون أمورا كثيرة تخالف صحيح الاسلام، ومن هنا جاء مصطلح إسلام أهل الهوامش، وليس في العبارة استخفاف بهم، بل المقصود بها من يعيشون على هامش أي أطراف كتلة البلدان التي تشكل العالم الإسلامي التاريخي، ففي جنوب شرق آسيا مثلا، فإن أحكام غطاء الشعر والرأس، مُقَدَّمٌ عند بعض نسائها على ستر أجزاء أخرى من الجسد، لا يجوز للمرأة تركها مكشوفة، وبعض مسلمي الهند يجاري الهندوس ويجعل الفتاة تتكفل بالمهر ونفقات الزواج، وعند بعض قبائل باكستان المسلمة، يعاقب من يغتصب فتاة، بأن يؤتي بأخته ـ مثلا ـ ليغتصبها بعض أقرباء الفتاة المجني عليها، ويعاقبون من يقترن بفتاة من عائلة "فوق مستواه الاجتماعي" دون رضاء أهلها بعقوبة مماثلة.

ومع هذا يوصفون بأنهم متشددون دينيا.

وإذا وجدنا العذر لهؤلاء فماذا نقول عمن يعيشون في قلب ديار الاسلام ويعتقدون أن المنجمين والمشعوذين قادرون على الرجم بالغيب ودفع الأذى وجلب كل ما هو طيب ومشتهى؟

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، وهو من الأيام المستحبّ صيامها، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه. أما نحن في شمال السودان النوبي فقد كنا نحتفل في هذا اليوم بالإكثار من الأكل في أول المساء، دون أن يسبق ذلك صيام، بل كان يتم تشجيع الصغار على تناول أكبر كمية ممكنة من الطعام، "لأن من لا يشبع في يوم عاشوراء، لن يشبع أبداً"، ولم نكن ونحن صغار بحاجة إلى مثل ذلك التشجيع، فقد كان الطعام الجيد شحيحاً، وكانت العائلات تحمل طعامها وتجلس قرب شاطئ النيل، وقبل أن يضع أحد لقمة في فمه تقوم الأم أو كبيرة العائلة بإلقاء بعض الطعام في النهر، وحتى عندما يتعذر ذهاب العائلة لشاطئ النيل كان الطقس الثابت هو رمي "فتفوتة" طعام في اتجاه النيل قبل البدء في الأكل، ويتخلل كل ذلك سباحة للصبية في النهر، وهم يرددون "أشورة فانة تود يوب يوب" وأشورة هنا هي عاشوراء لتعذر نطق حرف العين عند أهلنا، أما فانّة فهي فاطمة عند النوبيين، وتود تعني ولد، ومن ثم ففي العبارة استحضار للحسين رضي الله عنه، ابن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، أما "يوب، يوب" فهي مفردات عبثية لزوم الدوزنة أي ضبط النغم. وهكذا اجتمع في عاشوراء النوبية طقس تقديس النهر واستعطافه كي يفيض بالخير، بطقس احياء ذكرى استشهاد الحسين.

آخر يوم خميس في رمضان يسمى في السودان، يوم "الرحمتات"، حيث يحتفي الناس بقرب إكمال صومهم للشهر. وفيه يكون التصدق بالطعام على الفقراء والأطفال على وجه الخصوص، بنية ذهاب ثوابه للراحلين من أفراد الأسرة، أما آخر جمعة في رمضان والتي يسميها كثير من المسلمين بالجمعة اليتيمة وهي تسمية ليس لها أصل في الشرع، فقد خصصت في السودان لـ"عشاء الميتين"، فيعدون طعاما (عادة فتة بالخبز والرز ومرق اللحم) ويعتبرونه صدقة على أرواح موتاهم.

وكنا في صبانا في جزيرة بدين نطوف نهار ذلك اليوم في جماعات، ونركز على بيوت البرجوازيين من الموتى، لأن البرجوازيين لا يفوتون فرصة حتى لو كانت المناسبة حزينة لإثبات أنهم أعلى شأنا من الآخرين، وبالتالي كان هناك في تصنيفنا موتى ذوي "خمس نجوم"، نحرص على زيارة بيوت ذويهم ونحن موقنون بأنهم سيقدمون لنا وجبة "عليها القيمة"، وموتى "نجمة واحدة" لم نكن نرى أن هناك ما يبرر دخول بيوتهم. الغريب في الأمر أن المشروم، ذلك الفطر الذي يُقدم حاليا في المطاعم الراقية، كان عندنا في شمال السودان النوبي طعاما للفقراء، يستخدمونه بديلا للحم، والدليل على النظرة الدونية للمشروم هو أنه يسمى باللغة النوبية "كجن قور" أي "علف الحمير". وكان ينمو على حواف الجداول في المزارع، وكان الناس يقدمونه طعاما للبهائم.

ي الساعات الأولى من عيد الفطر كنا في سن الصبا نهرع إلى المقابر، حيث درجت العادة أن تقوم نساء بلدتنا بوضع بعض التمر والكعك والحلوى على شواهد قبور موتاهم، وكنا قبل العيد بأيام نقوم بجولات استكشافية نحدد فيها قبور الموتى البرجوازيين، لأن أهلهم كانوا يقدمون لهم (ومن ثم لنا) نوعيات جيدة من الكعك والحلوى.وفي الساعات الأولى من عيد الفطر كنا في سن الصبا نهرع إلى المقابر، حيث درجت العادة أن تقوم نساء بلدتنا بوضع بعض التمر والكعك والحلوى على شواهد قبور موتاهم، وكنا قبل العيد بأيام نقوم بجولات استكشافية نحدد فيها قبور الموتى البرجوازيين، لأن أهلهم كانوا يقدمون لهم (ومن ثم لنا) نوعيات جيدة من الكعك والحلوى.

وانظر هذه الواقعة في مصر الأزهر: كانت سيدة مصرية في قمة السعادة بمناسبة زواج ولدها الوحيد، وبعد انتهاء حفل الزواج وانفضاض المدعوين، منعت الأم الزوجين من دخول غرفة النوم الخاصة بهما إلى حين تفرغ من تبخيرها، حتى تطرد شياطين قال عراف إنهم سيسبقون ولدها إلى غرفة النوم حيث أول خلوة له مع العروس. اعترض العريس وقال لها إنه سيدخل الغرفة مستعيذاً من الشيطان، وسيقرأ المعوذتين وآية الكرسي، ولكن الأم أخبرته أن البخور الذي ستستخدمه لدرء خطر العين عنهما من إعداد رجل "مبروك" مشهود له بالكفاءة وإعداد الخلطات السحرية "اللي ما تخرش ميّة"، وحملت الأم المبخرة وطافت بها أرجاء غرفة نوم الزوجين. ثم تركت المبخر في الغرفة حتى تتشبع جميع مساماتها به، ويتسلل الدخان إلى الشياطين فتدمع عيونها وتهرب، وأغلقت باب الغرفة وجلست مع ولدها وعروسه في "الصالة" في انتظار إتيان البخور المبروك مفعوله. ثم وفي نفس البيت الذي كانت تتعالى فيه الزغاريد، و"اتمخطري يا حلوة يا زينة"، تعالى عويل: يا لهوي يا لهوتيني يا تلات لهاويني.. يا مصيبتي.. إلحقونا.. وما حدث هو أن البخور المبروك قضى على الشيطان، وأغرته نشوة النصر بالزحف على غرف البيت الأخرى، فكان حريقا جعل الشياطين "تطفش" من الحي بأكمله.

قبل سنوات نشرت مؤسسة بحثية سعودية نتائج دراسة حول الدجل في المنطقة العربية، جاء فيها أن عائدات الدجل فيها تناهز خمسة مليارات دولار.

وإذا كان هذا حال الكتلة الصلبة من العالم الإسلامي، فعلام العجب من ممارسات مسلمي الهوامش؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عادات مسلمون رأي مجتمعات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“إيكونوميست”: إسرائيل عازمة على تدمير غزة وخلق مناطق إبادة فيها

#سواليف

أكدت مجلة ” #إيكونوميست “، أن #الاحتلال الإسرائيلي ينوي تدمير قطاع #غزة بالكامل، فقد أراد الجنرالات ألا يلاحظ أحد العملية العسكرية التي شنت في الأول من نيسان/أبريل الجاري، لحين تمركز جنودهم في مواقع آمنة.

وأوضحت المجلة في تقرير لها، أن “السياسيين سارعوا إلى التباهي بها، وقال وزير الدفاع (الحرب) الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن الجيش الإسرائيلي شرع في عملية جديدة لسحق المنطقة وتطهيرها من الإرهابيين”.

وأضاف كاتس أن العملية تهدف إلى “الاستيلاء على مساحات واسعة وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية”، وبعد ذلك ساعات قليلة، نشر رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو مقطع فيديو تباهى فيه بأن إسرائيل “تغير مسارها”، مما أثار استياء الجنرالات، حيث كشف نتنياهو أيضا عن اسم العملية وموقعها: “ممر موراغ”.

مقالات ذات صلة ماذا يعني سيطرة قوات الاحتلال على محور موراغ؟ الدويري يجيب 2025/04/12

وقد كان الفيديو بمنزلة رسالة إلى قاعدته الشعبية المتطرفة، فموراغ كانت مستوطنة إسرائيلية صغيرة، تقع بين رفح وخان يونس عندما احتلت “إسرائيل” قطاع غزة بأكمله، والآن عادت القوات الإسرائيلية، والهدف هو تقسيم الشريط الساحلي الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا إلى مناطق منفصلة، حيث سيدمر #جيش_الاحتلال أحياء بأكملها، على أمل القضاء أخيرا على حماس، الحركة التي لا تزال تسيطر على جزء من غزة، بحسب ما ذكرت المجلة.
وأصدر جيش الاحتلال أوامر إلى سكان #رفح باللجوء إلى “ملاجئ” ضيقة على الساحل، بينما أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة “الإيكونوميست” أن الخطة تهدف إلى إخلاء منطقة رفح، جنوب قطاع غزة، بشكل دائم، التي تمثل حوالي 20 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع.

وأوضحت المجلة أنه “تجري حاليا عملية مماثلة في منطقة أصغر شمال القطاع”، مشيرة إلى أن هذه الخطوات هي جزء من خطة أوسع، لإجبار أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على مغادرة المدن والبلدات والتوجه إلى الساحل.

ويهدف هذا، على المدى القصير إلى إنشاء “مناطق إبادة” لا يبقى فيها، نظريا، سوى مقاتلي حماس، أما على المدى البعيد، فتأمل “إسرائيل” أن يهاجر سكان غزة “طواعية”.

وأوضحت المجلة أن “الإسرائيليين يهدفون من حصر السكان في منطقة الساحل لتحقيق هدف آخر، ففي ظل الحصار ومنع دخول المواد الغذائية والطبية، يقول مسؤولون إسرائيليون؛ إن #ممر_موراغ سيكون الخط لنقل المواد الإنسانية لهذه التجمعات الساحلية، وحرمان #حماس من السيطرة على المواد الغذائية، كما يزعمون. وأيضا يزعمون أن هناك وفرة كبيرة في المواد الغذائية والإنسانية”.

وتقول المجلة؛ إن هذا سيكون تغييرا كبيرا في السياسة الإسرائيلية، فحتى وقت قريب، رفض جيش الاحتلال تحمل مسؤولية الاحتياجات الإنسانية في غزة، مفضلا تنسيق قوافل المساعدات مع المنظمات الدولية. وفي جلسات خاصة، قال الجنرالات؛ إنهم يريدون تجنب إعادة احتلال فعلي لغزة.

أما الآن، وتحت ضغط السياسيين الذين يريدون السيطرة على الإمدادات إلى غزة تمهيدا لإقامة سلطة إسرائيلية طويلة الأمد، فقد رضخوا.

وبموجب الخطط الجديدة، سيوزع جيش الاحتلال الإمدادات مباشرة على المدنيين النازحين إلى الساحل، أما في بقية غزة، فستطبق عليها سياسة الأرض المحروقة التي تهدف إلى القضاء على حماس نهائيا.

وليس من الواضح متى ستبدأ هذه المرحلة، ففي هذه الأثناء، بدأت الإمدادات تنفد مجددا، وقد أغلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة 25 مخبزا تنتج الخبز اليومي، إذ لم يعد بإمكانه تزويدها بالوقود أو الدقيق.
كما لا تستطيع العائلات إعداد خبزها بنفسها؛ إذ يبلغ سعر كيلوغرام غاز الطهي الآن 250 شيكلا على الأقل (66 دولارا)، وكيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوغراما هو ضعف هذا السعر.

كما أن العديد من المواد الأساسية كالسكر وزيت الطهي تختفي من الأسواق، وأصبحت المياه نادرة، فقد انخفضت القدرة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه الرئيسية في غزة إلى نسبة 85 بالمئة، منذ توقف “إسرائيل” عن تزويد القطاع بالطاقة الكهربائية الشهر الماضي.

وتقول الأمم المتحدة؛ إن معظم سكان غزة يحصلون على 6 لترات من المياه يوميا. ولا يعد الجوع التهديد الوحيد للحياة؛ ففي الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية 15 مسعفا فلسطينيا قرب رفح.
وزعم جيش الاحتلال أن السيارات كانت تسير بشكل مثير للريبة، دون أضواء أو صفارات إنذار.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” أن رواية الجيش كاذبة؛ فقد كانت سيارات الإسعاف مزودة بأضواء وإشارات طوارئ.

وقتل المسعفون الذين يرتدون الزي الطبي بوابل من الرصاص.

وأشارت الصحيفة لاحتجاجات بين السكان على الأوضاع. وانتهكت “إسرائيل” وقف إطلاق النار في غزة أولا بغارات جوية، في 18 آذار/ مارس.

وقد أسفرت عملياتها البرية منذ ذلك الحين عن استشهاد أكثر من ألف شخص، وتزعم المجلة أن حماس، التي تخشى المزيد من الاحتجاجات، إلى استعدادها لقبول هدنة مؤقتة أخرى تستمر لبضعة أسابيع، والتي ستتبادل خلالها عددا صغيرا من الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 59 الذين ما زالوا في غزة، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن “إسرائيل” تنوي استئناف حربها. وهي توقعات قائمة، حيث يقول دبلوماسي شارك سابقا في مثل هذه المحادثات: “لا يوجد حاليا أي خطط قيد المناقشة بجدية لليوم التالي للحرب في غزة”.
وتقول المجلة؛ إن بصيص الأمل الوحيد جاء في اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب نتنياهو في 7 نيسان/ أبريل، قال فيه الرئيس الأمريكي: “أود أن أرى الحرب [في غزة] تتوقف. أعتقد أن الحرب ستتوقف في مرحلة ما، ولن يكون هذا في المستقبل البعيد جدا”.

وفي الوقت الذي فرض فيه فريق ترامب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على “إسرائيل”، إلا أن الرئيس يبدو منشغلا الآن بأمور أخرى. فدون ضغط منه، يصعب تصور أي شيء آخر يمكن أن يمنع “إسرائيل” من تدمير غزة نهائيا.

مقالات مشابهة

  • 7 دول تقدم لك منحا ورواتب للانتقال للعيش فيها
  • سنة منسية يوميا دعوتك فيها مستجابة .. اغتنمها
  • عاجل. إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من رسوم ترامب بما فيها تلك القادمة من الصين
  • معنى اليمين الغموس وكفارة الوقوع فيها.. الأزهر للفتوى يجيب
  • من هو شيخ الإسلام البريطاني الذي بنى أول مسجد فيها؟
  • “إيكونوميست”: إسرائيل عازمة على تدمير غزة وخلق مناطق إبادة فيها
  • إيكونوميست: إسرائيل عازمة على تدمير غزة وخلق مناطق إبادة فيها
  • دورات المياه في بغداد.. الحكومية تزكم الأنوف والخاصة فيها محارم وعطور (صور)
  • الرئيس عون وصل الى مبنى النافعة لتفقد سير العمل فيها
  • 5 أخطاء شائعة عند شراء كيسة كمبيوتر جديدة.. لا تقع فيها