شلقم: أوروبا كانت ترى في الدولة العثمانية “الرجل المريض”
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
يرى عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي في القرن التاسع عشر، “حلقة الزمن التي غيرت مسار الإنسانية”، وذلك في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، وأضاف قائلًا “بدأ العلم يتجسد في حياة بعض الشعوب. انطلقت الصناعة واندفعت التقنية تصنع قوة أوروبا الجديدة، وتسابقت دولها على استعمار البلدان الفقيرة الضعيفة.
وتابع قائلًا “وفي حين كانت القارة الأوروبية، تشهد نهضة شاملة تتسع وتتقدم، كان المسلمون يعيشون في مستنقع هيمن فيه اجترار ما خلفه السابقون على العقول. غاب الفكر المتجدد والفلسفة والاختراعات والاكتشافات. منظومة التعليم لم تتحرك مع خطوات التطور ودفق العصر الجديد. ضرب الوهن كل شيء في الإمبراطورية العثمانية. تهالك الاقتصاد والقدرات الدفاعية، ورفعت الفتن رؤوسها على اتساع مساحة الدولة العجوز، واستفحلت النزعات القومية والطائفية والجهوية في غياب قاعدة المواطنة والمساواة”.
وواصل بقوله “الغرب الأوروبي شخَّص حالة الإمبراطورية العثمانية، وأطلق عليها وصف الرجل المريض. شغل ذلك الواقع الذي ينذر بالخطر المحدق مفكرين إسلاميين، وقام كثيرون منهم بدق النواقيس الداعية للنهوض. الغالبية منهم، بل نستطيع أن نقول جميعهم، غرفوا من مستنقع الموروث القديم، في حين لمع في دنيا الغرب الجديد، المئات من نجوم الفلسفة، والعلم والبحث في مختلف المجالات، وازدهرت الصناعة في كل البلدان الأوروبية. الإدارة السياسية وأسلوب الحكم والتداول السلمي على السلطة، وحرية الفرد وحقوق المرأة، تنافس الفلاسفة والمفكرون على تكريسها، وانهارت هيمنة الكنيسة على المجتمعات”.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
شلقم: التخوين من صفات المجتمعات المتخلفة
قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن الشعوب المتحضرة، تقدمت بقوة الاختلاف، والشعوب المتخلفة، تقاتلت بسبب جهلها الذي يعادي نعمة وفضيلة الاختلاف، فالاختلاف هو سماد العقل، وقوة النهوض والتقدم.
وكتب بعنوان فضيلة الاختلاف، على حسابه بموقع فيسبوك اليوم الخميس “أحداث تعبر في قافلة الزمن، تجعلنا نقف ونفرك العيون اندهاشا. سؤال يشخص أمامنا . هل كل من يعبر عن أفكار، نختلف معه في بعضها أو كلها، نقذفه بوابل من التهم؟ إذا كان الاختلاف في قضايا سياسية، نرجم من نختلف معه في ذلك، بوابل من حجارة العمالة والخيانة، وإذا كان الاختلاف في قضايا دينية، نرجم من نختلف معه بحجارة التكفير والزندقة والانحراف”.
وتابع قائلًا “انتقل إلى رحمة الله في اليومين الماضيين الشيخ الحويني، وكان من المحدثين الذين درسوا الحديث وتحدثوا فيه. هناك من عبر عن حزنه وأطال الترحم عليه، ذكرا ما قدمه للسنة النبوية الشريفة، وهناك من انهال عليه بحجارة الرجم الحادة، كنت أتابع دروس الشيخ الحويني رحمه الله، لم اتفق مع الكثير مما قاله لكنني سمعت منها مما لم أكن أعرفه”.
وأردف قائلًا “عندما كان يدعو إلى شن الحروب على البلدان الغنية والاستيلاء على ثرواتها كغنائم وسبي نسائها وبيعهن، فذاك شيء لا يرتضيه عاقل. وعندما يسهب في الحديث عن بر الوالدين، والوقوف إلى جانب الفقراء والمساكين والضعفاء، والعفو والتسامح، فذاك شيء يشكر له، وأجدني متفقا معه، لنتدبر ما نسمع أو نقرأ ما يقول الآخرون أو يكتبون، دون إكالة تهم التخوين أو التكفير، الاختلاف في الأفكار إضافة حيوية إلى عقولنا، ولكل مجتهد نصيب”.