الجزيرة:
2025-03-23@05:08:45 GMT

ستراتفور: جنوب السودان يندفع نحو حرب أهلية جديدة

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

ستراتفور: جنوب السودان يندفع نحو حرب أهلية جديدة

يشهد جنوب السودان تصعيدا سياسيا وعسكريا يهدد بانهيار اتفاق السلام لعام 2018، وتجدد الحرب الأهلية، وفقا لموقع ستراتفور الأميركي.

وقد حذر الموقع، في تحليل له، من أن التوترات بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار تصاعدت على أثر اعتقال كير لحلفاء لمشار، واستيلاء مليشيا "الجيش الأبيض" (المرتبطة بإثنية مشار – النوير) على بلدة نصير، وما تلا ذلك من شن القوات الموالية لكير غارات جوية في ولاية أعالي النيل أودت بحياة 23 شخصا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ إسرائيلي: لا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهوlist 2 of 2هآرتس: الحكومة الإسرائيلية تخلق واقعا مقلوبا وعبثياend of list

وثمة عوامل عدة قد تدفع نحو هذا التصعيد كتعليق مشار مشاركته في لجان الأمن، ووقف إطلاق النار، وما يشاع عن تدخل للقوات الأوغندية لصالح كير، ناهيك عن الاصطفاف المزعوم لكلا الطرفين مع هذا الفريق أو ذاك في الأزمة السودانية، إذ يتحالف كير مع الدعم السريع ومشار مع الجيش السوداني.

وتأتي هذه التطورات في ظل اعتماد جنوب السودان على النفط لتغطية أكثر من 95% من إيراداته، مع تأثر الإنتاج بخسارة أحد خطوط الأنابيب الرئيسية جراء حرب السودان، مما تسبب في تعرض الجيش والقطاع العام لتأخيرات كبيرة في دفع الرواتب نتيجة انخفاض العائدات.

ولا يزال اتفاق السلام لعام 2018 هشا، مما ينذر بتدهور الوضع وانزلاق البلد لحرب أهلية شاملة إذا ظلت التوترات الكامنة بين كير ومشار دون حل.

إعلان

وثمة شكوك من احتمال التدخل العسكري من السودان وأوغندا وجهات فاعلة إقليمية أخرى مما يزيد من تعقيد الصراع، مع احتمال انتشار العنف في جميع أنحاء شمالي شرقي أفريقيا بما في ذلك إثيوبيا، وهو ما قد يخلق أزمة إقليمية خطيرة.

وقد حذر موقع ستراتفور من أن الحرب الأهلية قد تتجدد في جنوب السودان الأسابيع المقبلة إذا لم يتم احتواء الموقف.

ومع ذلك، يقول الموقع: كما لوحظ في الأزمات السابقة بين كير ومشار لا تزال الوساطة ممكنة، والتي قد تؤدي على سبيل المثال إلى إطلاق كير سراح حلفاء مشار مقابل انحياز مشار ضد الجيش الأبيض.

ولكن حتى لو أمكن تجنب انهيار اتفاق السلام لعام 2018، فمن غير المرجح أن يُلقي الجيش الأبيض سلاحه سلميا، وتُظهر الغارات الجوية الأخيرة أن حكومة كير عازمة على استعادة ناصر وغيرها من المناطق التي استولت عليها مليشيا النوير بالقوة إذا لزم الأمر.

سلفاكير يعتمد على المقربين منه لتثبيت أركان حكمه (رويترز)

وردا على ذلك، قد يشن الجيش الأبيض هجمات جديدة على المواقع الموالية للحكومة في أماكن أخرى من ولاية أعالي النيل، بهدف التواصل مع القوات الصديقة في السودان والاستيلاء على مناطق يسكنها النوير في ولايتي جونقلي والوحدة في وسط البلاد أو أحد الأمرين، مما يُنذر بمزيد من الاشتباكات في شمالي شرقي جنوب السودان في الأسابيع المقبلة.

في المقابل، من المرجح أن تُوسّع قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مع المليشيات المتحالفة معها نطاق تدخلها العسكري في ولاية أعالي النيل في الأسابيع المقبلة، بهدف تفوق أحدهما على الآخر.

ومن شأن هذا أن يهدد بنقل الحرب الأهلية في السودان إلى ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، وهو ما من شأنه أيضا أن يزيد من خطر انتقال العنف إلى منطقة جامبيلا في جنوبي غربي إثيوبيا إذا استخدم الجيش الأبيض المنطقة قاعدة خلفية، وفق ستراتفور.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات جنوب السودان الجیش الأبیض

إقرأ أيضاً:

السودان: الجيش يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم

استعادة القصر الجمهوري.. الجيش يسترجع "الصندوق الأسود" للحكم في السودان

 

على مدى أربعة أيام، شهدت محاور القتال حول القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من اختراق الدفاعات عبر البوابة الشرقية.

 

لم تهدأ معارك الخرطوم، وظلت أنظار السودانيين مشدودة نحو القصر الجمهوري ترقبا لمصيره، بعد أن تحوّل إلى ساحة لأعنف المواجهات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وبعد قرابة عامين من القتال، أعلن الجيش السوداني استعادته في خطوة وُصفت بـ"التاريخية"، لكن ما الذي دار خلف أسواره؟ وكيف حُسمت المواجهة؟

 

كيف استعاد الجيش القصر الجمهوري؟

 

على مدى أربعة أيام، شهدت محاور القتال حول القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من اختراق الدفاعات عبر البوابة الشرقية. ووفق مصادر عسكرية لـ"العربية.نت"، نُفِّذ الهجوم وفق خطة محكمة شملت قصفا مدفعيا مكثفا وإنزالات برية عبر محورين رئيسيين: الأول من الشوارع الخلفية التي كانت تحت نيران القناصة، والثاني عبر نفق قديم يُعتقد أنه يعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية.

 

وفي الليلة الأخيرة للهجوم، تسلّلت وحدات من القوات الخاصة عبر هذين المحورين، وسط مقاومة شرسة من قوات الدعم السريع التي زرعت متفجرات في الممرات لإبطاء التقدم. لكن مع اشتداد الضغط العسكري، انسحبت القوات المتمردة باتجاه السوق العربي وسط الخرطوم، حيث لاحقتها وحدات الجيش، معلنة السيطرة الكاملة على القصر والمنشآت المجاورة.

 

وفي بيان رسمي، أكّد الجيش أنه دمّر القوة المتبقية داخل القصر، واستولى على أسلحة وعتاد، واصفا العملية بأنها "ملحمة بطولية خالدة"، مع استمرار العمليات العسكرية في مختلف الجبهات.

 

تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي

 

فور إعلان استعادة القصر، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة من التفاعلات، حيث تصدّر وسم #القصر_الجمهوري قائمة الأكثر تداولًا في السودان. وبينما اعتبر البعض الحدث نصرا استراتيجيا يعزّز موقف الجيش، رأى آخرون أنه مجرد مرحلة في صراع لا يزال مفتوحا على احتمالات عديدة.

 

على الصفحات الداعمة للجيش، انتشرت صور ومقاطع فيديو تُظهر جنودًا يحتفلون داخل القصر، وسط هتافات التكبير وعبارات مثل "القصر عاد إلى أصحابه" و"النصر قادم". كما أُعيد نشر الأناشيد الوطنية، بينما قارن البعض بين القصر في حقبته الذهبية وحاله اليوم بعد الدمار الذي لحق به.

 

في المقابل، حذر محللون من تصعيد محتمل في المعارك، خاصة مع انسحاب قوات الدعم السريع إلى مواقع استراتيجية أخرى داخل العاصمة.

 

القصر الجمهوري.. صندوق أسرار السلطة في السودان

 

لم يكن القصر الجمهوري مجرد مقر للحكم، بل كان شاهدا على لحظات مفصلية في تاريخ السودان، حيث تعاقبت عليه الحكومات، وسقطت بين جدرانه أنظمة، ما جعله أشبه بـ"الصندوق الأسود" لأسرار السلطة في السودان.

 

من سراي الحكمدارية إلى معقل الصراع

 

حين وضع الأتراك العثمانيون حجر الأساس للقصر عام 1826، كان إعلانا رمزيا لسيطرتهم على السودان. شُيّد أولا بالطوب الأخضر (اللبِن)، قبل أن يُعاد بناؤه لاحقا بالطوب الأحمر، مستخدما أنقاض مملكة سوبا المسيحية، في مشهد يجسّد تعاقب الحضارات وصراع القوى على هذه الأرض.

 

وبعد سقوط الدولة المهدية في 1899، أعاد البريطانيون بناء القصر على الطراز القديم ليكون مقرا لحكامهم حتى فجر الاستقلال عام 1956، عندما رفرف علم السودان الحر لأول مرة فوق ساريته.

عهد الانقلابات والمؤامرات

لكن القصر لم يكن شاهدا على الاستقلال فحسب، بل كان أيضا مسرحًا لانقلابات وأحداث دموية غيّرت مسار السودان. ففي يوليو 1971، تحوّل إلى سجن للرئيس الأسبق جعفر نميري خلال انقلاب قاده الرائد هاشم العطا، قبل أن يستعيد نميري السلطة وينفّذ إعدامات بحق قادة الانقلاب.

 

وعلى مر العقود، ظل القصر مركزا للمكائد السياسية، حيث سقطت حكومات، وتغيّرت أنظمة، في مشهد يعكس صراع السلطة المستمر في السودان.

 

الأهمية الإستراتيجية لاستعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي بالخرطوم

 

القصر الجديد.. تحفة صينية وسط نيران الحرب

 

في عام 2015، افتُتح القصر الجمهوري الجديد بتصميم حديث بتمويل صيني، ليكون مقرا للرئاسة السودانية. لكنه بعد أقل من عقد، تحوّل إلى أنقاض بفعل الحرب، وأصبحت ردهاته ساحة للمعارك، حيث استُبدلت خرائط السياسة بخطط الاقتحام، وتحولت قاعات الاجتماعات إلى مواقع للاشتباكات المسلحة.

 

هل تغيّر هذه المعركة مسار الحرب؟

 

اليوم، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكن بصورة أشد مأساوية. لم تعد الجيوش الغازية تأتي من وراء البحار، ولم يعد الثوار يرفعون رايات التغيير، بل بات الصراع بين أبناء الوطن الواحد، في حرب لم تُبقِ إلا على الرماد والدمار.

 

ورغم أن استعادة القصر تمثل انتصارا استراتيجيا للجيش، تبقى الأسئلة الكبرى بلا إجابة: هل يُشكل هذا الحدث نقطة تحول حقيقية في الحرب أم أن السودان سيظل عالقا في دوامة الصراع دون أفق واضح للحل؟


مقالات مشابهة

  • ألمانيا تغلق سفارتها مؤقتا في جنوب السودان وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية
  • ألمانيا تغلق سفارتها في جنوب السودان خوفاً من "حرب أهلية"
  • الجيش السوداني.. سيطرنا على معظم المواقع الهامة في الخرطوم
  • ألمانيا تعتزم إغلاق سفارتها في جنوب السودان
  • شرق أفريقيا: تشابك خرائط الصراع
  • الخارجية الأمريكية: نراقب الوضع في السودان بعد سيطرة الجيش على القصر
  • السودان: الجيش يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم
  • رئيس جنوب السودان يقيل حاكم ولاية أعالي النيل بعد اشتباكات
  • إثر تصاعد الاشتباكات.. رئيس جنوب السودان يقيل حاكم ولاية أعالي النيل