هذا هو سؤال الساعة لو افترضنا ان الرجل قد حرر الخرطوم بدون القبول باتفاق جدة ، وبأن حلفاؤه كانوا اوفياء معه سواء بالدعم المعني الإعلامي أو العسكري ووقفوا خلال هذه الحرب ، وتغير خارطة السيطرة في مدينة الخرطوم قد تفرض علينا البحث عن إجابة هذا السؤال إذا وضعنا ان عامين من الحرب قد قضت على الاخضر واليابس في السودان
كيف سيحكم هذا الرجل السودان ؟؟
وهو قد اجاب عن هذا السؤال بعد سيطرته على القصر الرئاسي عندما قال بأننا سوف نواصل القتال حتى النهاية من أجل هزيمة التمرد ، ولا ننسى ان هذه الحرب نشبت بسبب طموحات البرهان في الحكم ورفضه للتحول نحو الحكم المدني ، ونتيجة الحرب الحالية كان من الممكن الوصول إليها في يوم 23 مايو 2023 بدون الحاجة لتدمير البلد وتشريد المواطنين .
لكن البرهان لم يغالب طموحه الشخصي واختار مربع الحرب بعد أن أيقن انها سوف تنتهي خلال 72 ساعة ، وبعد عامين من القتال أوشك على السيطرة على كل الخرطوم ولكنه سيطر على أطلال ومباني مدمرة ...
ومهما أوغل المحتفلون في خيالاتهم وتبادلوا تهانئ النصر حول ما جرى خلال اليومين الماضيين تبقى حقيقة مهمة انهم لن يتمكنوا من إعمار ما دمروه بسلاح الطيران ولن يستعيدوا ثقة المواطن السوداني الذي يخشى الآن من العودة إذا قررت الدول المضيفة أن عليهم الرجوع إلى بلدهم تحت ذريعة ان الحرب قد إنتهت وقامت إثر ذلك بإلغاء تصاريح الإقامة المؤقتة التي منحتها لهم في السابق ...
ومهما كانت الحرب مريعة ومدمرة ولكنها هي مفتاح السلطة ، وهي مرتبطة بتكميم الافواه حيث تسود عبارة : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
ولذلك شغل صدام حسين العراق باربعة حروب حتى يتمكن من السلطة
وكما ما اسلفت سابقاً ان حرب البرهان هي بلا مشروع سياسي ولا تتبعها خطة تعيد الإستقرار للسودان
وهي حرب قادها عن طريق عن تحالف من الحركات الجهوية وهي تطالب الآن بثمن أغلى من الذي طلبته قحت في خلال مداولات الإطار السياسي ...
الشيطان يكمن في التفاصيل ،
هناك جهاد أكبر ينتظر البرهان
فالكيزان لا يرضون بمشاركة خجولة ، وحديث البرهان المكرر عن مشاركة سياسية لا تقصي أحد يسبب لهم الإزعاج ، فهم كما قال حسين خوجلي يريدون سلطة وفق التضحيات والدماء التي قدموها
وهناك الحركات المسلحة والتي لن تقبل بأقل من وضعها الحالي
وهناك كيكل اللاعب الجديد
والبرهان تحول إلى بنك عليه سداد كل تلك الإستحقاقات ولكل الأطراف
ثم عليه مواصلة الحرب في دارفور وكردفان وهي حرب بلا افق سياسي وتسير فوق قضبان من الرمال المتحركة ولا يحكمها زمن محدد وربما تمتد ما بين 10- 20 سنة دون الوصول إلى نتيجة عسكرية حاسمة .
ثم هناك إعادة الإعمار والوفاء الالتزامات الدولية من ديون ودفع تعويضات للدول التي تعرضت إستثماراتها للضرر في السودان بسبب الحرب
لكن التحدي الحقيقي الذي يواجه البرهان هو التعامل مع المجتمع الدولي ومواجهة العقوبات الدولية المفروضة او التي سوف تفرض عليه.
مثلاً مهما كانت نتيجة الحرب ، فإن المجتمع الدولي يطالب بحكومة مدنية ناتجة عن تحول ديمقراطي حقيقي ويطالب بمحاسبة كل المتورطين في انتهاكات الحرب بما فيهم البرهان و بقية أركان حكمه ...
ثم مواجه الفرز الإجتماعي وقانون الوجوه الغريبة وتقسيم سكان البلاد حسب سحناتهم ومكوناتهم العرقية ..
لكن الخطر الداههم في العادة لا نعمل له حساب ولا نضع له اهمية تحت الضغط الحالي وهو ان تتطور الحرب بشكل يختلف عن التوقعات المرجوة
من الممكن تتحول منطقة النيل الأزرق إلى بؤرة معارك جديدة فيتسع ميدان القتال بشكل يجعل قوات البرهان تقاتل في جبهتين متباعدتين ....
صحيح رمزية الخرطوم وان كانت مدمرة سوف توحد البنادق لكن هذا الواقع لا ينطبق على الارياف
وبالأمس وبينما الإحتفالات تدور حول القصر الجمهوري تعرضت قوات كيكل لنكبة جديدة وقضت في كمين في منطقة جنوب الخرطوم
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة الاتحادي: (..) هذا ما قصدته بعدم استعجال عودة المواطنين للخرطوم
وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم لـ(الكرامة):
(….) هذا ما قصــــدته بعدم استعجال عودة المواطنيـــن للخرطوم..
بسبب كثرة الجثث .. هذه المنطقة مرشحة لان تكون بؤرةً للأوبئة(……)
14 مليــــــار جنيه تكلفة حملات إصحاح البيئة بالــــــــولايات..
هذا هو الوضع الصحي بالعاصمة (….).. ولا إحصائيات بعدد الجثـــــــث..
4 مراحل للعودة الآمنة.. وهذي مخاوفنـــــــــا (….)
بدأنا ترتيبات توزيع 16 مليون (ناموسيـــة) بالولايات المستهدفة..
دول أبدت استعدادها لدعم الصحة.. وهذه مشروعاتنا المقبلة (….)
حوار : محمد جمال قندول
كشف وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم عن أربع مراحل للعودة الآمنة للمواطنين خلال الفترة المقبلة للعاصمة. وقال إنهم بدأوا فعليًا في ترتيبات عودة وزارة الصحة لولاية الخرطوم.
د. هيثم قدم إفاداتٍ مهمةٍ وقوية في حوار مع (الكرامة)، حيث كان التطواف على شواغل المواطنين وترتيبات العودة في ظل وضع صحي آمن.
أصدرتم توجيهًا بعدم الاستعجال للعودة للعاصمة. على ماذا بنيتُم هذا التحذير؟..
لا بد من توضيحٍ ليُفهم الحديث في سياقه، لأنّ العودة لا بد منها، والمواطنون متعطشون للعودة. وهنالك مناطق بولاية الخرطوم المخاطر فيها أقل من غيرها،مثل: أطراف الولاية، مناطق بحري والدروشاب وغيرها.
وكل ما عاد المواطنون يسهمون في عمليات التأمين ونظافة المنطقة. المقصود في حديثي قبل يومين منطقة “وسط العاصمة” التي دارت فيها عمليات حربية لفترة طويلة، وفيها جثث بكميات كبيرة، ونفايات عضوية كبيرة، متوقع أن تكون بؤرةً لبعض الأمراض والأوبئة. والمقصود في هذهى الجزئية تحديدًا (العجزة، والنساء، والأطفال)، وعودة الشباب يمكن ان تساعد في إزالة الأنقاض والإسهام في مكافحة الأوبئة، وكذلك صحة البيئة العامة، لتتيح عمليات التطهير والنظافة. ولدينا 4 مراحل للتطهير والعودة الآمنة. الأولى: إزالة مخلفات الحرب مثل الجثث، وإبادة الحيوانات والقوارض، وكذلك مصادر الخطر مثل المتفجرات والمخلفات الإشعاعية مثل مستشفى (الذرة). والمرحلة الثانية هي مرحلة إزالة الأنقاض مثل (العربات والمنازل)، وهي التي تتيح لدخول المرحلة الثالثة إصحاح البيئة والنظافة والتعقيم. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التعقيم المتمثلة في (الرش، والمبيدات، ومكافحة نواقل الأمراض).
المرحلة الأولى والثانية المفترض أن تتم قبل عودة المواطنين، والثالثة والرابعة بعد عودتهم.
واتصل عليّ أحد الزملاء وقال إنّ حديثي فسر بالخطأ، ، وهناك مجهودات كبيرة قائمة من حكومة الولاية والدفاع المدني
والصحة وغيرهم، ولكن المطلوب التحذير من المخاطر بقدر الإمكان والتعاون مع الجهات الأخرى في إكمال عمليات التعقيم والتطهير حتى لا تحدث أوبئة.
ما هي طبيعة الوضع الصحي بولاية الخرطوم؟
لا بد من شكرٍ خاص لوالي ولاية الخرطوم، ووزارة الصحة بولاية الخرطوم، حيث هنالك جهدٌ كبيرٌ مبذول على مستويات الصحة العلاجية والوقائية. وفي الصحة العلاجية، هنالك عودة كبيرة للمستشفيات حتى التي تم تحريرها مؤخرًا جزء منها بدأ يعود للخدمة، بالإضافة إلى المستشفيات التي سبقت مثل (السعودي، والدايات، والأطفال) بأم درمان وغيرها والدروشاب. وبالنسبة للصحة العامة، هنالك جهد كبير من والي الولاية في عمليات التطهير والتعقيم، وحاليًا نعمل مع الولاية لحملة كبيرة لمكافحة نواقل الأمطار في شهري أبريل ومايو.
المخاوف المحتملة والأوبئة المتوقعة وإمكانية إنجاز مهمة تعقيم الخرطوم خلال الفترة المقبلة؟
بالنسبة للمخاوف، في مثل هذه الأيام الأمراض المتنقلة عن طريق نواقل الأمراض، وكذلك عبر المياه، والآن، هنالك كثافة لنواقل الأمراض مثل كثافة البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك في ولاية الخرطوم وعدد من الولايات، وهذا يتطلب حملة خلال الفترة المقبلة. والمسألة الأخرى، الأوبئة المرتبطة بنواقل المياه مثل (الكوليرا)، ودي تحتاج لعودة شبكات المياه وكلورة المياه الموجودة على أساس تقلل من الإصابة بـ(الكوليرا).
هل من تكلفة وُضعت وآليات؟ وهل يمكن الاستعانة بالجهات الخارجية؟
تم اعداد تكاليف بصورة عامة لعدد من الولايات لحملة إصحاح البيئة لكل ولايات السودان خلال المرحلة القادمة بالاتفاق مع وزارة المالية. تتضمن شراء مبيدات وآليات وعمليات رش وتكلفتها الكلية 14 مليار جنيه .
وهنالك دعم من المنظمات الدولية خاصةً في مسألة نواقل الأمراض، بالأخص الدعم العالمي لمكافحة الملاريا، والإيدز، والدرن. وبالفعل تم التواصل معهم وبدأت ترتيبات حملة توزيع 16 مليون ناموسية في كل ولايات السودان المستهدفة.
هل من إحصائية عن الجثث التي وجدت بالعاصمة وتم دفنها؟
وزارة الصحة ليست المعنية بالملف وهي جزء من آليات عامة، وليس هنالك إحصائيات عامة أو يصعب حصر الإحصائيات، لأنّ جزءًا كبيرًا من الجثث “متحلل” أو “أشلاء”، وجزء قد يكون غير مكتشف، وزارة الصحة من أولوياتها التطهير والتعقيم.
هل ستنتقل وزارة الصحة للخرطوم؟
بدأ الانتقال فعليًا وتم إرسال وفد المقدمة، وحاليًا في ترتيبات الفريق الذي يمكن يقوم بعمليات أساسية لإزالة الأنقاض الموجودة. وصحيح المياه والكهرباء لم تعد، ولكن الترتيبات جارية وحتى لو البداية كانت عن طريق الطاقة الشمسية. ووجهنا أول إدارات رجوعًا هي الإدارة المعنية لمكافحة الأمراض والأوبئة المتمثلة بعمليات الطوارئ.
بعد تحرير العاصمة، الخسائر الكلية لقطاع للصحة؟
هنالك حصر وإعادة تقديرات فعلية للخسائر، لأنّ هنالك تقديرات أولية اتعملت بالحسابات الأولى قبل المعاينة الميدانية، والآن يتم الحصر بصورة تفصيلية لكل مرفق صحي على حداه.
هل هنالك دول أخرى أبدت استعدادها للدعم الصحي؟
جلسنا مع وزير التعاون الدولي لدولة قطر أمس الأول (الخميس)، وكان النقاش مركزًا حول دعم قطر في المرحلة السابقة الذي تمثل في دعومات متعددة في الأدوية والمخيمات العلاجية والأجهزة الطبية وغيرها، وتم الاتفاق على عدد من المشاريع في المرحلة القادمة التي ستوجه للتنمية والإعمار في الصحة، خاصة في الأجهزة الطبية والمراكز المتخصصة. وكذلك من قبل كان هنالك لقاء مع فريق من المملكة العربية السعودية مع عدد من الوزارات بذات التوجه وحصر المشاريع التنموية خلال الـ 6 أشهر القادمة.
ما هي أبرز المشاريع المستهدفة من الصحة خلال الفترة المقبلة؟
تتمثل في شبكات تحسين نظام الطاقة الشمسية في المستشفيات بصورة أساسية، وتحسين نظام محطات الأوكسجين في عدد من المستشفيات، بالإضافة إلى مشاريع إعادة تأهيل المشافي.