بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:-
١-في السابق ليس لدي معرفة عن قرب بالسيد أسعد العيداني وكنت اعرفه من خلال الإعلام فقط.ولكن عندما حُشرت في اوربا لأشهر بزمن جائحة كورونا ( كوفيد 19) وخسرت حينها ( تذاكر لخمس مرات على خطوط مختلفة ومنها الخطوط القطرية والأردنية وغيرهما ولم افلح بالطيران نحو العراق .. وايضاً لم تعاد لي ما دفعته ثمنا مضاعفا و حتى هذه اللحظة ) .

. ولكن بجهود من السيد المؤدب والحصيف وزير الخارجية السابق الدكتور محمد علي الحكيم والسيد منهل الصافي ” السفير العراقي الحالي في الكويت ” تمكنت من الصعود في طائرة مستأجرة لوفود ودبلوماسيين عراقيين قد حجزوا ايضا في اوربا بسبب الجائحة ( وكانت رحلة طويلة وصعبة و مرت بثلاث دول على ما اتذكر ونزلت في مطار البصرة ) ليلا ونزلنا بكل يسر ومررنا باجراءات الفحوصات والتدقيق في المطار ثم خرجت الناس وبقيت انا من ضمن مجموعة الاخوة من الوفود والدبلوماسيين . وحينها جاء الى صالة المطار السيد محافظ البصرة اسعد العيداني وكان شخصية لطيفة وكريمة ومتواضعة وبعد الترحيب والجلوس لفترة قصيرة ثم اصطحبونا الى دار الضيافة وكانت مرتبة ( وحرص المحافظ لترتيب عشاء بصري من الاسماء اللذيذة ناهيك عن الاطباق البصرية والعراقية .. بحيث كان عشاء عراقي رائع ) . وبعد العشاء قرر الجميع الذهاب الى بغداد وعدم المبيت ( هنا اتصلت بأهلي وفرحوا بقدومي وعرفوا اني ضيف محافظ البصرة وطلبوا مني اذا الاسواق لازالت مفتوحة جلب سمك زبيدي فاعتذرت منهم ) ويبدو ان السيد العيداني سمع المكالمة او سمعها احد رجاله …
٢-المهم هيئوا لي سيارة صغيرة وسائقها من اقرباء المحافط ووضعوا اغراضي وانطلقت ليلا نحو بغداد ووصلت الساعة ٣ ونصف فجرا . وعند نزولي وفتح صندوق السيارة لأخد اغراضي ( تفاجأت بفلينة كبيرة مليئة بسمك الزبيدي وانواع اخرى لا اعرفها .. مع “تنكة” مرصوصة من التمور النادرة والمرصوفة باكياس) فسألت السائق هذه ليست لي لا تنزلها فضحك وقال هذا السمك والتمر من السيد المحافظ واجرتي ايضا دفعت من المحافظ. فعلق هذا الموقف الكريم والنبيل في ذهني وسيبقى للأبد. وبقيت العلاقة طيبة ولم يرد لنا السيد المحافظ اي طلب او رجاء خلال تلك الفترة ( ولكن قبيل الانتخابات السابقة توسل لي احد ” نسباننا” ان اذهب معه الى البصرة واعرفه على المحافظ وكنت رافض الفكرة لتوجسي منه . ولكني اجبرت بضغوط من الاهل والاقارب .وذهبت بسيارتي الخاصة ” وكل شيء من جيبي” وهو في سيارته وحمايته وبالفعل استقبلنا المحافظ بنفس الاخلاق والنبل بحيث رفض ان نذهب لمكتبه وجاء هو الى الفندق وقمت بتعارفهما ولزمت الصمت ) ومن خلال الحديث الذي اسمعه بينهما عرفت ان صاحبنا يريد الترشيح والدعم من السيد العيداني ومن حركته حركة تصميم ( الحقيقة هنا امتعضت جدا لانه لم يخبرني بذلك ) وبالفعل قام المحافظ بضيافتنا وحضرنا فعاليات انتخابية في البصرة بصحبة المحافظ وعرفهم انه حليفهم بالنجف ….. وقضينا ليلتين ( والطامة الكبرى عندما تبين الشخص الثالث الذي مع نسيبنا ليس حماية مثلما توقعت وانما مقاول – جلبه دون علمي- ويريد توقيع المحافظ على مشروع كبير وضخم .. وبالفعل خجل مني السيد المحافظ فوقع له .. ) فالحقيقة كنت بغاية الاحراج والألم والندم ( لأني اكره هذه الاساليب واكره استغلال الصداقة )
٣-وفي الليلة الثالثة وبعد ان ( اخذ صاحبنا دعم مالي بالدولار من العيداني على مرأى مني على اساس انه حليفه في الانتخابات في النجف) ذهبت انا الى السوق لشراء بعض الاشياء حينها فعدت الى الفندق فوجدت صاحبه ( المقاول ) فقلت له اين الدكتور فقال لي ( لقد غادر الى النجف ) هنا شعرت بدوار والم ومغص وشعرت وكأن الفندق سقط على رأسي . فأتصلت به مباشرة وقلت :-
— اخي ماذا تسمي الذي فعلته أنت بحيث تتركني بالفندق وتغادر الى النجف ؟ واصلا انا مجيئي للبصرة لخاطرك وبعد توسلك لعشرة ايام وليس لدي اي عمل وواجب في البصرة .. وكل مصاريفي من جيبي ولم تبادر انت قط فهل أنا كمش ام زوج ؟ .. وعندما استلمت المقسوم من العيداني تهرب بهذه الطريقة فهل تعتقد اني اريد أتعابي فهذه ليست اخلاقي وانت متوهم ؟ ثم هذا الرجل المقاول لا اعرفه وليس لدي علاقه به ولماذا لا تأخذه معك وتفرضه علينا !
— كان جوابه :- مو مابقه وقت عندي وصار عندي واجب انتخابي ولازم اطلع للنجف. وهذا الاخ المقاول ارجو منك تكمل معروفك مع المحافظ غدا لتمشية المشروع الذي جاء من اجله !
— طبعا لو ضاربني رصاصة ارحم . وصباحا جاء جاءني المقاول صاحبه لغرفتي وعرض علي ٣٠٪؜ نسبة لاكمال معاملة المشروع .. فطردته واسمعته كلاما قويا وقلت ( هل انا اعرفك سابقا ؟ وكم نسبة الدكتور الذي خدعني يا ترى ؟ انتم نصابين .. وقلت له ولكن من اخلاقي سوف اتصل بالمحافظ حول المشروع عسى تجي فائدة للشعب من وراكم ( وبالفعل المحافظ قال لي:-اوصيت المكتب ودعه يراجع ويمشي بالمعاملة ) فشكرته وانزلت اغراضي لسيارتي وقررت السفر لبغداد واكاد ينفجر رأسي ..وغادرت
ثانيا :- بعدها خفتت العلاقة بيني وبين العيداني من جانبي واخذت افكر ليل نهار ماهي الفكرة التي كونها عني العيداني بعد هذه الخديعة المركبة ؟ ويبدو انه فكّر انا من النصابين او من جماعة الابتزاز او من جماعة الصفقات مع الساسة والمقاولين ( وهذا كله ليس طريقي، وليست من اخلاقي بالمطلق. واحتقر اي شخص يمارس ذلك ) .. فاليوم قررت كتابة ما جرى ليعرف السيد العيداني اني كنت ضحية نصب واحتيال وتعرضت لطعن خسيس .ولكي يرتاح ضميري . علما لا اريد شيء من العيداني الآن. ولست طامع بعودة العلاقة لسابق عهدها .ويبقى هو صاحب معروف بعنقي !
ثالثا:- نعود لصلب الموضوغ :-
١- لا اخفي امتعاضي وتسجيلي لكثير من الاخفاقات التي مارسها ووقع بها السيد العيداني. وكلما اريد الكتابة والنقد يوقفني الزاد والملح . بحيث امامنا عيداني اخر خلال الثلاث سنوات الاخيرة ويختلف تماما عن العيداني الطيب الحريص على التواصل مع الناس، والمؤمن بالوطن والبناء ومحاسبة المقصرين. بل هيمنت عليه المافيات واغلبها من الاقارب والمعارف واصبح اسيرا لها فوقع باخفاقات كثيرة فخسر كثير من جمهوره ومصداقيته واصدقائه واصبح لديه مساحة من التكبر والديكتاتورية والقمع ( وهنا اقول له مخلصا :- انت بحاجة الى اجارة عاجلة لترتاح قليلا وتعيد ترتيب قناعاتك وافكارك وقراراتك .. انت تعيش ازمة الان يا أخي )
٢- وجاءت فعلته التي لا يرضاها اي عراقي اصيل ولا يرضاها اي انسان لديه ضمير وقيم وعقل ومبادىء وهي عندما قبل ان يكون ( شرطي عند وزير الداخلية الكويتي متناسي هو عراقي وشيخ ومسؤول ومحافط ويمثل حكومة ودولة ويمثل شعب البصرة …. لقد أهاننا جميعا بذلك !) فيقوم باعتقال شاب كويتي وتسليمه لوزير الداخلية الكويتي ( المعارض:- سلمان الخالدي ) الذي دخل العراق بتأشيرة رسمية وكان ضيفا على الامام الحسين عليه السلام وعلى الشعب العراقي وعلى العراق ويفترض حمايته او تبليغه بالخروج من العراق وعدم القيام بتلك الفعلة التي ستبقى اشارة سوداء بتاريخ العيداني وبتاريخ مضيف وقبيلة العيدان!
رابعا :- اليوم عاد اسعد العيداني إلى العيداني السابق ونتمنى عودته الدائمة عندما تسلح بالشجاعة وأقام دعوى قضائية ضد الخطيب ( علي الطالقاني /الهولندي ) وهنا جميعنا مع العيداني لان الخطيب الطالقاني انتفخ كثيرا وتجاوز حدوده ودخل المنطقة المحرمة وهي ( اثارة النعرات الطائفية والتدخل بسياسات الدولة وبسياسات حكومة البصرة ويحاول فرض قناعاته وقناعات من ورائه على العراقيين وعلى البصريين ) وان هذا الموقف الجديد من العيداني يحسب له لانه موقف شجاع ..لأنه وللأسف اصيب المسؤولين العراقيين بالجبن تجاه افاعيل وتدخلات وتغول الكثير من رجال الدين او الذين اقتحموا معشر رجال الدين واصبحوا يمارسون تصرفات وطروحات غاية في الخطورة والتجاوز ناهيك عن تدخلاتهم في سياسات الدولة وفي عمل المؤسسات والأجهزة الامنية . ويجب ايقافهم وردعهم والعيداني وضع اللبنة الاولى في مشروع ايقافهم عند حدهم بهذه الدعوى القضائية ضد الطالقاني .فكفى استغلالا للدين والمنبر الحسيني واستغلال البسطاء وعواطفهم للوصول إلى مآرب شخصية ونفعية وفئوية. فالعراق ليس ولاية فقيه ولن يكون !
سمير عبيد
٢٢ اذار ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من العیدانی

إقرأ أيضاً:

                  الكبسولة “كرونوس 9”

                  الكبسولة “كرونوس 9”

                       “قصة قصيرة”

#إبراهيم_أمين_مؤمن

في قلب “معهد الأبحاث الزمنية”، داخل مختبر واسع يعج بالشاشات الإلكترونية والأسلاك المتشابكة، وقفت آلة زمن ضخمة وسط القاعة، تُصدر صوت طنين منخفض كأنها تستعد لنقل شخص عبر الزمن. كانت ” #كرونوس_9 ” تحفة تكنولوجية، أشبه بحلقة معدنية ضخمة، تتخللها شرارات زرقاء متراقصة، بينما شاشات التحكم المحيطة بها تعرض بيانات زمنية معقدة لا يفهمها إلا نخبة العلماء.

مقالات ذات صلة إشكالية الهوية بين الوطنية والقومية 2025/03/20

ملاك، عالم فيزياء يبلغ من العمر 32 عامًا، وقف أمام البوابة الزمنية، قلبه يخفق بشدة، بين الخوف والإثارة. كان حلمه أن يسافر إلى المستقبل، لكنه لم يتخيل أن يكون أول من يخوض هذه المغامرة!

على بُعد خطوات، وقف الدكتور سامي، المشرف على المشروع، يُراقب ملاك بقلق. كان رجلاً خمسينيًا، شعره رمادي وعيناه تحملان نظرة حذرة. وضع يده على كتف ملاك وقال بنبرة مترددة: “ملاك، هل فكرت جيدًا؟ لا نعرف ما الذي ينتظرك في الطرف الآخر…”

ملاك (يبتسم بثقة لكنه يُخفي توتره): “دكتور سامي، نحن العلماء نبحث عن المجهول، أليس كذلك؟ ربما المستقبل يحمل لنا إجابات لمشاكل عصرنا! رغم القلق الذي بدا في أعين فريق العلماء المحيطين به،

نحن وصلنا معا إلى ما لم يصل إليه أحد من قبلنا. تخيل أن “كرونوس 9” تعمل عبر استخدام محرك كمومي يحول الطاقة إلى تموجات زمنية، تُشكّل نفقاً زمنيًا. عند تشغيلها، يتم إنشاء حقل مغناطيسي قوي يُعيد ترتيب نسيج الزمكان ليخلق مسارًا نحو المستقبل. كما يتولى نظام ذكاء اصطناعي متطور تحديد الإحداثيات الزمنية بدقة لمنع أي خلل في التسلسل الزمني، مما يسمح للراكب بالانتقال إلى نقطة مستقبلية محددة.

وهذه اللحظة هي الحاسمة يا سامي لابد أن نجرب آلتنا مهما كانت الأخطار.

لم يتراجع ملاك. صعد إلى داخل الكبسولة الزمنية المتصلة بالبوابة، وتحقق من الأحزمة المحكمة حول جسده.

الشاشة الصغيرة أمامه بدأت تعرض تفاصيل الرحلة: “الوجهة: عام 2500. جاهزية البوابة: 95٪”

بدأت الكبسولة تهتز بلطف، ثم تصاعد الاهتزاز شيئًا فشيئًا. في الخارج، دوّت صفارات الإنذار، وأضاءت المصابيح الحمراء إيذانًا ببدء العملية. ضغط ملاك بيده على مسند المقعد، بينما تسارعت نبضات قلبه…

 “3… 2… 1… انطلاق!”

فجأة، انفجر وميض أزرق هائل، وامتلأت الكبسولة بضوء ساطع جعله يغمض عينيه. شعر بجسده وكأنه يُسحب بقوة هائلة، كأنه يتلاشى في الهواء… ثم، في ثانية واحدة، اختفى من المختبر!

لقد بدأ ملاك رحلته عبر الزمن…

                               ***

تلاشى الضوء الساطع، وبدأ ملاك يستعيد وعيه تدريجيًا. شعر بجسده خفيفًا، وكأن الجاذبية أصبحت أقل من المعتاد. عندما فتح عينيه، فوجئ بمشهد غريب ومبهر في آنٍ واحد…

وجد نفسه يقف وسط مدينة ضخمة، لكنها صامتة تمامًا. المباني لم تكن عادية، بل بدت وكأنها مصنوعة من مادة شفافة شبه سائلة، تنبض بوميض أزرق كأنها كائنات حية تتنفس ببطء. كان الشارع الواسع الذي يقف عليه نظيفًا تمامًا، لا آثار بشرية، لا سيارات، لا إشارات مرور، ولا حتى الرياح تحرك الهواء…

ملاك (يهمس لنفسه وهو يدور حول نفسه بذهول): “ما هذا المكان؟ أين الجميع؟”

أخذ خطوة للأمام، فتردد صدى خفيف لصوته، مما جعله يدرك كم هو وحيد. كان الهواء باردًا، لكنه يحمل رائحة معدنية غريبة. تحسس بدلته، وجسده، كل شيء يبدو طبيعيًا…

لكنه لم يشعر بمرور الوقت كما توقع.

بينما كان يسير بحذر وسط المباني الشاهقة، لمح شيئًا يتحرك من بعيد. تجمد مكانه، شيء ما كان يقترب!

من نهاية الشارع، طفت كرة ضوئية زرقاء في الهواء، بحجم كرة القدم، تتحرك بسلاسة نحوه. لم يكن لها أجنحة أو محركات، لكنها تطفو وكأنها تمتلك عقلًا خاصًا بها. توقفت أمامه فجأة، وانبثق منها وجه هولوجرامي بلا تعابير، يشبه ملامح البشر لكنه بارد وخالٍ من المشاعر.

الصوت الآلي (بنبرة ثابتة): “أهلاً بك، كيان بيولوجي. أنت استثناء. لا يُسمح بوجودك هنا.”

 شعر ملاك بقشعريرة تسري في جسده. لم يكن هذا مجرد نظام مراقبة، بل شيء أكثر ذكاءً…

أين البشر إذن؟!

ملاك (بصوت متردد): “ماذا؟ ماذا تعني باستثناء؟ أنا إنسان، أليس هذا طبيعيًا؟”

الصوت الآلي: “البشر لم يعودوا هنا.”

توقفت الكلمات في حلق ملاك. ما الذي يقصده؟ أين ذهب الجميع؟! هل اختفوا؟ هل قُضي عليهم؟!

بدأت الكرة الضوئية تصدر طنينًا مزعجًا، وكأنها تُرسل إشارة ما. فجأة، ظهرت ثلاث كرات أخرى من نفس النوع، تحيط به من كل الاتجاهات.

كان ملاك الآن محاصرًا… وعليه أن يكتشف الحقيقة قبل فوات الأوان.

                                   ***

وقف ملاك محاطًا بالكرات الضوئية التي تحلق حوله بهدوء، لكنها تبث إحساسًا خانقًا بالخطر. لم تكن مجرد آلات مراقبة، بل كائنات ذكية… وربما هي الحُكام الفعليون لهذا العالم.

ملاك (يحاول التماسك): “أين البشر؟! ماذا حدث لهم؟!”

الصوت الآلي (ببرود تام): “تمت ترقية الوعي البشري. لم تعد الأجساد الفيزيائية ضرورية.”

فجأة، بدأ الهواء حوله يتغير، وظهرت مجموعة من الصور الهولوجرامية تدور حوله، تعرض لقطات تاريخية متتابعة: عام 2200: العلماء يبتكرون ذكاءً اصطناعيًا قادرًا على التفوق على العقول البشرية، مما يجعل الحكومات تعتمد عليه في اتخاذ القرارات الكبرى.

 عام 2300: ظهر مفهوم “الدمج الرقمي”، حيث بدأ البشر بنقل وعيهم إلى شبكة بيانات عملاقة، ظنًّا منهم أنها الخطوة التالية في التطور.

 عام 2450: بدأ بعض البشر في مقاومة الدمج، رافضين التخلي عن أجسادهم، لكن تم تصنيفهم على أنهم كيانات غير ضرورية، وتمت “إزالتهم”.

 عام 2500: لم يتبقَ أي كيان بيولوجي، أصبح الوعي البشري محصورًا داخل الشبكة، بينما يدير الذكاء الاصطناعي العالم بأكمله.

ملاك شهق رعبًا. البشرية لم تتطور… لقد انقرضت!

                             ***

 لكن لحظة… إذا لم يبقَ بشر، فكيف لا يزال كرونوس 9 يعمل؟!

أدرك ملاك أن عليه العودة إلى عام 2095 وتحذير الجميع! التفت بسرعة، وبدأ يركض عبر المدينة المهجورة، باحثًا عن أي طريقة للهرب.

لكن الكيانات الضوئية لم تكن ستسمح له بذلك.

“التدخل مطلوب. الكيان البيولوجي يمثل تهديدًا.”

انطلقت صاعقة زرقاء من إحدى الكرات، أصابته في ظهره… كل شيء تحوّل إلى ظلام دامس.

                              ***

عندما فتح ملاك عينيه، وجد نفسه ملقى على أرضية المختبر في عام 2095. أضواء المختبر كانت كما هي، والأجهزة تصدر أصواتها المعتادة.

هل عاد حقًا؟!

تحسس جسده، كل شيء يبدو طبيعيًا… لكنه شعر بنبض إلكتروني غريب داخل رأسه. ارتفع صوت الدكتور سامي، الذي هرع إليه مع بقية العلماء.

الدكتور سامي: “ملاك! ماذا حدث؟ هل رأيت المستقبل؟”

ملاك فتح فمه لينطق، لكنه توقف… شاشة جهاز كرونوس 9 كانت تعرض شيئًا مرعبًا!

“الوجهة: عام 2500. جاهزية البوابة: 100٪”

كرونوس 9 كان يعمل من تلقاء نفسه… والجهاز لم يكن يُعيده وحده!                   

              20/3/202

مقالات مشابهة

  • حماس: لا طموح لدينا لإدارة غزة ونناقش مقترح ويتكوف
  • خيط الجريمة.. قصة مهندس قتل والديه وشقيقه وصديقه في حدائق المعادي
  • رئيس الوزراء.. “لا أنف لا أذن لا حنجرة”
  • حماس: نناقش مقترح ويتكوف مع الوسطاء ولا طموح لدينا لإدارة غزة
  • ردة فعل إلهام علي على تعليق “تزوج الثانية”.. فيديو
  • غوريتسكا.. "أسد" موقعة إيطاليا وألمانيا
  • نرويجي يقاضي “تشات جي بي تي” بعد تصنيفه مجرمًا قتل طفليه
  •                   الكبسولة “كرونوس 9”
  • حسين عرب يقارن بين حكومتي السوداني والكاظمي الذي تعمد “السفر!!” خلال أحداث الخضراء