RT Arabic:
2025-01-26@07:35:01 GMT

150 رصاصة في 45 ثانية لم تؤخر حرية الجزائر

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

150 رصاصة في 45 ثانية لم تؤخر حرية الجزائر

بسبب الجزائر.. قررت منظمة "الجيش السري" الإرهابية، وكانت تضم في صفوفها ضباطا في الجيش الفرنسي قتل شارل ديغول، رئيس البلاد وصاحب الفضل في تحرير فرنسا من النازية .

إقرأ المزيد ديغول و"المعركة الأخيرة" ضد  الناتو!

كانت هذه المنظمة الإرهابية تعتقد أن ديغول الذي كان اضطر بسبب المقاومة الوطنية الجزائرية العنيدة في 16 سبتمبر عام 1959 إلى الإقرار بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، "خائن" قرر التخلي عن هذا البلد بعد 130 عاما من الاستعمار، وغلفوا "تطرفهم" الدموي بالزعم أن معركتهم للاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على الجزائر، هي ضمن حرب ضد الشيوعية متمثلة في الاتحاد السوفيتي.

منظمة "الجيش السري" التي ضمت فرنسيين وأوربيين بعضهم خدم في الفيلق الأجنبي، كانت تعد امتدادا لما يعرف بـ"الأقدام السوداء" الاسم الذي كان يطلق على المستوطنين الفرنسيين والأوربيين في الجزائر والذين كانوا يسيطرون على نحو 40 بالمئة من الأراضي الزراعية في البلاد، وكان عددهم يتجاوز المليون شخص.

على مدى 130 عاما كانت الجزائر متنفسا وقاعدة وسلة غداء لفرنسا، ولم يكن من السهل على أمثال هؤلاء من المتطرفين الإقرار بالهزيمة، والتخلي عن هذا "الوطن" البديل الذي انتزعه أجدادهم من أصحابه الأصليين بقوة الحديد والنار.

اعتبر من كان يعد بطل فرنسا في الحرب على الاحتلال النازي "خائنا"، وخطط "الجيش السري"  لـ 15 محاولة فاشلة لاغتيال ديغول، بل ونفذ موالون له محاولة انقلاب ليلة 21-22 أبريل عام 1961 في الجزائر، سيطروا خلالها على مدينتي وهران وقسنطينة، إلا أن الانقلاب سرعان ما أحبط.

الجنرال شارل ديغول وقت محاولة الاغتيال الأخيرة كان يشغل منصب رئيس البلاد لمدة ثلاث سنوات، وكان في تلك المناسبة متوجها مع زوجته من مكان إقامته في شمال شرق فرنسا إلى قصر الإليزيه في باريس لحضور اجتماعات لمجلس الوزراء.

أعدت منظمة "الجيش السري" كمينا في الطريق للتخلص من ديغول وكان حينها يبلغ من العمر 71 عاما، متوهمين بأن قتله سيغير مجرى التاريخ ويبقي "الأقدام  السوداء" سادة في الجزائر إلى الأبد.

فيما كان موكب الجنرال شارل ديغول، المكون من سيارتين طراز "سيتروين دي إس" برفقة اثنين من سائقي دراجات الشرطة النارية يمر في 22 أغسطس عام  1962  بالقرب من بلدة "كلامار" التي تبعد نحو 9 كيلو مترات عن وسط باريس، أطلق فريق الاغتيال المكون من 12 شخصا أكثر من 150 رصاصة على الموكب خلال وقت لم يزد عن 45 ثانية.

كان ديغول يركب السيارة الأولى إلى جانب زوجته "إيفون" ومعه السائق فرانسيس مارو والعقيد المساعد ألين دي بويسييه، فيما كان يقود السيارة الثانية العميد في الشرطة رينيه كاسيلين وبجواره مفوض الشرطة هنري بويسانت، وفي المقعد الخلفي كان يجلس الحارس الشخصي للرئيس هنري جودر والطبيب العسكري جان دينيس ديغولت.

في ذلك الهجوم المسلح الذي استمر 45 ثانية اخترقت ثلاث رصاصات السيارة الرئاسية ومرت على مسافة قريبة من رأس ديغول إلا أنه نجا زوجته بأعجوبة ولم يصاب بأذى.

فريق الاغتيال كان يتكون من 12 شخصا من الفرنسيين والأوروبيين الذين ولدوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار الاستيطاني الذي تواصل من عام 1830 حتى عام 1962، وكان بينهم عسكريون في الخدمة وآخرون سابقون، وكان أصغرهم يبلغ من العمر 20 عاما، فيما قاد محاولة الاغتيال وأعطى إشارة الهجوم من دون أن يطلق النار، المقدم في سلاح الجو باستيان تيري.

الاستخبارات الفرنسية سرعان ما ألقت القبض على  خمسة عشر مشتبها بهم في محاولة اغتيال الرئيس، وتم الحكم على المشاركين العاديين في عملية الاغتيال الفاشلة التي أطلق عليها اسم "شارلوت كورداي" بالسجن لفترات مختلفة، وصدر عفو رئاسي بحقهم في عام 1968.

ثلاثة من المتورطين في تنظيم المحاولة، وهم ألين دي لا توكني وجاك بريفوست وجان ماري باستيان، حكم عليهم بالإعدام، إلا أن اثنين خفضت عقوبتهما، في حين نفذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق قائد المحاولة الفاشلة المقدم باستيان تيري، وكان آخر من نفذت فيه عقوبة الإعدام في هذا البلد.

ديغول نجا من محاولة الاغتيال بفضل مهارة ورباطة جأش سائقه فرانسيس ماروكس الذي أسرع في الابتعاد عن الكمين، فيما علّق لاحقا الجنرال  بلهجة مازحة قائلا: "إنها لقطات سيئة"!

كان ديغول يعرف أن معركة بلاده في الجزائر خاسرة لا محالة طال الزمن أو قصر، إلا أن المتطرفين ذوي الأقدام السوداء استمروا في إنكار هذه الحقيقة، وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الجزائري، وتوهموا أنهم يستطيعون تغيير مجرى التاريخ بقتل رجل.  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الاتحاد السوفييتي باريس فی الجزائر إلا أن

إقرأ أيضاً:

الهدهد: الشذوذ والتحول الجنسي هدم للفطرة وليس حرية

 قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن ما يواجهه العالم اليوم من دعوات تحرف الفطرة الإنسانية وتضربها في مقتل يعد أمرًا مفجعًا، موضحًا أن هذه الدعوات تُخالف تمامًا ما فطر الله عليه الإنسان. 
وأشار إلى أن الله خلق الإنسان من ذكر وأنثى للتناسل، وأن الفطرة تقتضي أن ينحاز الرجل إلى المرأة والعكس، لكن اليوم يتزوج الرجل الرجل والأنثى الأنثى، وهذا ما رفضه سيدنا لوط عليه السلام في قوله: "أتأتون الذكران من العالمين"، مؤكدًا أن التروج للشذوذ فساد للفطرة، ويُعتبر جهلًا وسفهًا كما وصفه القرآن الكريم.

إبراهيم الهدهد: الاختلاف سنة ومشكلتنا افتقاد الحوار الرشيد جمعة: معجزة الإسراء والمعراج تجسيد لعظمة الرسالة المحمدية

وأكد أن ما نراه الآن فى العالم المتقدم من دعوات تحت مسمى "حرية الإنسان" هي دعوات فاسدة تهدف إلى هدم النظام الذي خلقه الله للكون، موضحا أن فكرة "الإنسان الجندر" التي تسمح بتغيير الجنس بحرية، هي دعوة للفوضى والعودة لعهد لوط عليه السلام، لا للحريات، حيث يتم الترويج لحق الإنسان في اختيار جنسه بحرية تامة، بل والانتقال من جنس لآخر دون قيود، وهذا يُعد خرقًا للعقل البشري والفطرة السليمة، بل أن المجتمع يُجبر على تقبل هذه الممارسات، وأي معارضة لذلك تُعاقب بالقانون. 
وأضاف أن هذه الدعوات تؤدي إلى مفاسد عظيمة تشمل التحول الجنسي، والضغط على الأطفال لتقبل هذه الممارسات منذ الصغر، مما يهدد بنية المجتمع ويعطل مفاهيم التناسل الطبيعي، بل وصل الأمر إلى أنهم صنفوا نوع الإنسان إلى سبعة أنواع وليس ذكر وأنثي فقط.

وأشار إلى أن تلك الدعوات لا تؤدي فقط إلى فساد الفرد، بل تهدد استمرار النسل البشري وتؤدي إلى انهيار النظام الكوني الذي أوجدته إرادة الله، حيث يخلق الله كل المخلوقات، بما فيها البشر، على أساس الذكر والأنثى.
وأكد الدكتور الهدهد أن هذه القضية تتعلق بهدم الكون بأسره، وأن ما نشهده اليوم هو نفس ما حذر منه سيدنا لوط عليه السلام في قوله: "أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون"، مشددًا على أن من يدعو لهذا الفساد هو يعاند ما خلق الله الكون عليه ويخالف الفطرة التي لا يمكن تغييرها.

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟
  • إبراهيم الهدهد: الشــــــ...ذوذ والتحــــــ....ول الجنسي هدم للفطرة وليس حرية
  • مصطفى بكري: السيسي أنقذ مصر من حكم الجماعة الإرهابية وكان يرفض الحكم
  • الجيش الأردنى يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة مسيرة
  • مدحت العدل: عمرو دياب أثر بحياتي وكان سببا بإنطلاقتي لفيلم "آيس كريم في جليم"
  • الهدهد: الشذوذ والتحول الجنسي هدم للفطرة وليس حرية
  • إصلاح المؤسسات يبدأ بحماية حرية النقد: الجامعات نموذجًا
  • وائل القباني: أفضل لاعب في مصر لا يستحق أكثر من 15 مليون.. وكان يجب بيع زيزو وقت وصول عرض الـ5 مليون دولار
  • مضادات الأكسدة تؤخر شيب الشعر.. فيديو
  • هزة ارضية ثانية تضرب الحديدة