RT Arabic:
2025-03-04@15:02:50 GMT

150 رصاصة في 45 ثانية لم تؤخر حرية الجزائر

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

150 رصاصة في 45 ثانية لم تؤخر حرية الجزائر

بسبب الجزائر.. قررت منظمة "الجيش السري" الإرهابية، وكانت تضم في صفوفها ضباطا في الجيش الفرنسي قتل شارل ديغول، رئيس البلاد وصاحب الفضل في تحرير فرنسا من النازية .

إقرأ المزيد ديغول و"المعركة الأخيرة" ضد  الناتو!

كانت هذه المنظمة الإرهابية تعتقد أن ديغول الذي كان اضطر بسبب المقاومة الوطنية الجزائرية العنيدة في 16 سبتمبر عام 1959 إلى الإقرار بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، "خائن" قرر التخلي عن هذا البلد بعد 130 عاما من الاستعمار، وغلفوا "تطرفهم" الدموي بالزعم أن معركتهم للاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على الجزائر، هي ضمن حرب ضد الشيوعية متمثلة في الاتحاد السوفيتي.

منظمة "الجيش السري" التي ضمت فرنسيين وأوربيين بعضهم خدم في الفيلق الأجنبي، كانت تعد امتدادا لما يعرف بـ"الأقدام السوداء" الاسم الذي كان يطلق على المستوطنين الفرنسيين والأوربيين في الجزائر والذين كانوا يسيطرون على نحو 40 بالمئة من الأراضي الزراعية في البلاد، وكان عددهم يتجاوز المليون شخص.

على مدى 130 عاما كانت الجزائر متنفسا وقاعدة وسلة غداء لفرنسا، ولم يكن من السهل على أمثال هؤلاء من المتطرفين الإقرار بالهزيمة، والتخلي عن هذا "الوطن" البديل الذي انتزعه أجدادهم من أصحابه الأصليين بقوة الحديد والنار.

اعتبر من كان يعد بطل فرنسا في الحرب على الاحتلال النازي "خائنا"، وخطط "الجيش السري"  لـ 15 محاولة فاشلة لاغتيال ديغول، بل ونفذ موالون له محاولة انقلاب ليلة 21-22 أبريل عام 1961 في الجزائر، سيطروا خلالها على مدينتي وهران وقسنطينة، إلا أن الانقلاب سرعان ما أحبط.

الجنرال شارل ديغول وقت محاولة الاغتيال الأخيرة كان يشغل منصب رئيس البلاد لمدة ثلاث سنوات، وكان في تلك المناسبة متوجها مع زوجته من مكان إقامته في شمال شرق فرنسا إلى قصر الإليزيه في باريس لحضور اجتماعات لمجلس الوزراء.

أعدت منظمة "الجيش السري" كمينا في الطريق للتخلص من ديغول وكان حينها يبلغ من العمر 71 عاما، متوهمين بأن قتله سيغير مجرى التاريخ ويبقي "الأقدام  السوداء" سادة في الجزائر إلى الأبد.

فيما كان موكب الجنرال شارل ديغول، المكون من سيارتين طراز "سيتروين دي إس" برفقة اثنين من سائقي دراجات الشرطة النارية يمر في 22 أغسطس عام  1962  بالقرب من بلدة "كلامار" التي تبعد نحو 9 كيلو مترات عن وسط باريس، أطلق فريق الاغتيال المكون من 12 شخصا أكثر من 150 رصاصة على الموكب خلال وقت لم يزد عن 45 ثانية.

كان ديغول يركب السيارة الأولى إلى جانب زوجته "إيفون" ومعه السائق فرانسيس مارو والعقيد المساعد ألين دي بويسييه، فيما كان يقود السيارة الثانية العميد في الشرطة رينيه كاسيلين وبجواره مفوض الشرطة هنري بويسانت، وفي المقعد الخلفي كان يجلس الحارس الشخصي للرئيس هنري جودر والطبيب العسكري جان دينيس ديغولت.

في ذلك الهجوم المسلح الذي استمر 45 ثانية اخترقت ثلاث رصاصات السيارة الرئاسية ومرت على مسافة قريبة من رأس ديغول إلا أنه نجا زوجته بأعجوبة ولم يصاب بأذى.

فريق الاغتيال كان يتكون من 12 شخصا من الفرنسيين والأوروبيين الذين ولدوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار الاستيطاني الذي تواصل من عام 1830 حتى عام 1962، وكان بينهم عسكريون في الخدمة وآخرون سابقون، وكان أصغرهم يبلغ من العمر 20 عاما، فيما قاد محاولة الاغتيال وأعطى إشارة الهجوم من دون أن يطلق النار، المقدم في سلاح الجو باستيان تيري.

الاستخبارات الفرنسية سرعان ما ألقت القبض على  خمسة عشر مشتبها بهم في محاولة اغتيال الرئيس، وتم الحكم على المشاركين العاديين في عملية الاغتيال الفاشلة التي أطلق عليها اسم "شارلوت كورداي" بالسجن لفترات مختلفة، وصدر عفو رئاسي بحقهم في عام 1968.

ثلاثة من المتورطين في تنظيم المحاولة، وهم ألين دي لا توكني وجاك بريفوست وجان ماري باستيان، حكم عليهم بالإعدام، إلا أن اثنين خفضت عقوبتهما، في حين نفذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق قائد المحاولة الفاشلة المقدم باستيان تيري، وكان آخر من نفذت فيه عقوبة الإعدام في هذا البلد.

ديغول نجا من محاولة الاغتيال بفضل مهارة ورباطة جأش سائقه فرانسيس ماروكس الذي أسرع في الابتعاد عن الكمين، فيما علّق لاحقا الجنرال  بلهجة مازحة قائلا: "إنها لقطات سيئة"!

كان ديغول يعرف أن معركة بلاده في الجزائر خاسرة لا محالة طال الزمن أو قصر، إلا أن المتطرفين ذوي الأقدام السوداء استمروا في إنكار هذه الحقيقة، وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الجزائري، وتوهموا أنهم يستطيعون تغيير مجرى التاريخ بقتل رجل.  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الاتحاد السوفييتي باريس فی الجزائر إلا أن

إقرأ أيضاً:

بعد وقفه عن العمل.. فرصة ثانية أمام ميدو عادل بعد حكم القضاء الإداري

أتاح القانون للفنان الشاب ميدو عادل الطعن على حكم محكمة القضاء الإداري أمام المحكمة الإدارية العليا بإيقافه عن العمل 4 أشهر لسبه الفنانة لقاء سويدان.. 

17 مارس.. الحكم على بلوجر شهير لاتهامه بسب وقذف رضوى الشربينيانقلاب سيارة على صحراوي أطفيح وإصابة شخصين

و أصدرت محكمة القضاء الأدارى قرارا بإيقاف الفنان ميدو عادل عن العمل لمدة 4 أشهر وذلك على خلفية أزمة مع الفنانة لقاء سويدان والتى تطورت حتى وصلت الى ساحات القضاء. 

وقالت لقاء سويدان فى أول رد لها عبر موقع صدى البلد : لا تعليق على أحكام القضاء وانتظر احكاما جديدا ضد أصدقاء ميدو عادل حيث تم تحويل القضية الى المحكمة بتهمة السب والقذف عبر السوشيال ميديا واليوتيوب.

كانت لقاء سويدان تقدمت بشكوى، العام الماضي، للشئون القانونية بوزارة الثقافة، متهمة ميدو عادل بسبها على خشبة مسرح البالون في أثناء عرض مسرحية سيد درويش، وصفعها له على وجهه.

وتمت إحالة الشكوى محل الخلاف، للنيابة الإدارية، وبدورها أحيلت لمحكمة القضاء الإداري لنظرها، والتي أصدرت قرارها المتقدم. 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشترط نزع السلاح لمرحلة ثانية من اتفاق غزة
  • «نتنياهو» يمنح سكان غزة حرية المغادرة ويتوعد إذا لم يتم إخراج الرهائن
  • ماجد المصري: اتمرنت في النادي الأهلي.. وكان لدي رغبة أن أكون واحدا من أبطال الرياضة المصرية
  • بعد وقفه عن العمل.. فرصة ثانية أمام ميدو عادل بعد حكم القضاء الإداري
  • هاكر في الظل.. قصة فيروس دمر منشآت نووية دون إطلاق رصاصة
  • ملعب مولاي الحسن الجديد الذي سيحتضن مباريات الجزائر يقترب من الجاهزية
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • سفينة فاخرة في مهب الريح.. 40 ثانية من الإثارة والرعب تنتهي بإصابة 16 شخصا
  • أحمد موسى: ترامب زق زيلينسكي إمبارح 3 مرات وكان ناقص يوقعه من على الكرسي
  • جولة ثانية من تهديدات الطرد تلاحق الموظفين الأمريكيين