السومرية نيوز – دوليات

ما زال الغموض يلف مصير قائد مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، الحليف السابق للرئيس فلاديمير بوتين قبل تمرده عليه، وذلك بعد أن أكدت وكالات أنباء روسية سقوط طائرة خاصة وتحطمها، مساء الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، كان يفغيني بريغوجين أحد ركابها.
وأظهرت مقاطع تم تداولها بشكل واسع على منصات روسية حطام طائرة وقد تهشم بشكل كامل وما زال مشتعلاً على الأرض، ومشاهد أخرى للحظات سقوطها من السماء.



بحسب بيانات روسية نقلتها وكالتا رويترز والأناضول، فإن الطائرة الخاصة التي سقطت كانت تقل 7 ركاب، إضافة إلى 3 هم طاقم الطائرة، فيما أكد بيان لوكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية، أن اسم قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، كان من بين قائمة ركاب الطائرة.

وبناءً على ذلك، تداولت وسائل الإعلام بشكل واسع نبأ مقتل بريغوجين، فيما لم يتم التأكد بعد من أن بريغوجين كان على متن الطائرة فعلياً، وهو ما قد يثبته التأكد من هوية جثث ركاب الطائرة العشرة.

رغم ذلك، نقلت قناة الجزيرة القطرية في وقت متأخر من الليل، عن مصدر سياسي في مجموعة فاغنر، تأكيده أن خبر وفاة بريغوجين ليس مؤكداً.

من هو يفغيني بريغوجين، وكيف حصل على هذه القوة العسكرية؟
في ذروة الغزو الروسي الأول لشرق أوكرانيا، في صيف 2014، اجتمعت مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، وهو مبنى مهيب من عهد ستالين، على ضفاف نهر موسكفا في العاصمة موسكو، من أجل مقابلة يفغيني بريغوجين.

بريغوجين هو رجل في منتصف العمر، له رأس أصلع، ونبرة صوت خشنة، كان الكثير من المسؤولين المجتمعين في تلك الغرفة يعرفونه جيداً، ليس لأنه شخص ذو مكانة مرموقة، وإنما لأنه كان متعهد عقود تموين الجيش من طعام وشراب.

وفي ذلك الاجتماع لم يكن بريغوجين هناك لمناقشة أمور المطبخ، وإنما لطلب مختلف تماماً، وهو الحصول على قطعة أرض من وزارة الدفاع يمكن أن يستخدمها لتدريب "المتطوعين" الذين لا تربطهم أي صلة رسمية بالجيش الروسي، وذلك لاستخدامهم لخوض الحروب بدلاً عن الجيش الروسي، أي بمعنى آخر لتأسيس ميليشيا غير رسمية تابعة للجيش الروسي.

ولد يفغيني بريغوجين في عام 1961 في مدينة سانت بطرسبرغ، التي كانت تعرف آنذاك باسم "لينينغراد"، أي أنه أصغر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنحو 9 أعوام فقط.

ووفقاً لما ذكره موقع Riamo الروسي، فقد توفي والد بريغوجين وهو صغير، بينما والدته كانت طبيبة تعمل في أحد المستشفيات.

في حين أنّ ابن عم بريغوجين من طرف والده هو المهندس السوفييتي الشهير، ورائد تطوير اليورانيوم "إيفيم إيليتش بريغوجين"، الذي عاش وعمل لفترة طويلة في قرية "جوفتي فودي" وسط أوكرانيا، والذي توفي في عام 1999.

*بريغوجين وعملية السرقة الأولى
وبينما كان في عمر مبكر قام زوج والدته مدرب التزلج، صموئيل فريدمانوفيتش زاركوي، بتربيته، والذي بفضله ذهب يوجين للتزلج، ودرس حتى في مدرسة داخلية للتزلج، لكن بريغوجين لم يصبح رياضياً محترفاً، وإنما قرر سلوك "الطرق الملتوية" بعد التخرج مباشرة.

في سن الـ18، أدين بريغوجين بأول عملية سرقة له، ففي إحدى أمسيات عام 1980، غادر بريغوجين وثلاثة من أصدقائه مقهى في سان بطرسبرغ بالقرب ليروا امرأة تمشي بمفردها على طول الشارع المظلم.

قام أحد رفاق بريغوجين بإلهاء المرأة عن طريق طلب سيجارة، وعندما قامت بفتح محفظتها جاء بريغوجين من خلفها وأمسك رقبتها، وضغط عليها حتى فقدت الوعي.

بعد ذلك خلع صديقه حذاءها، بينما قام بريغوجين بإزالة أقراط الذهب ببراعة ووضعها في جيوبها، قبل أن يهربوا تاركين المرأة مستلقية في الشارع.

ولم تمضِ أيام حتى تم إلقاء القبض على بريغوجين، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عامين، ومع ذلك فإن المحكمة السوفييتية بدلاً من أن تترك بريغوجين في السجن قررت الحكم عليه مع "وقف التنفيذ".

وذلك من أجل الاستفادة منه من خلال إرساله للعمل في مصنع كيماويات في نوفغورود، وهي فرصة له لإثبات جديته بالعمل للحصول على وظيفة هناك بعد انتهاء فترة محكوميته، لكنه لم يقضِ سوى بضعة أسابيع ليفر هارباً باتجاه سانت بطرسبرغ مجدداً، وفقاً لما ذكرته وكالة Rosbalt الروسية.

وعندما عاد بريغوجين إلى مدينته تورط مجدداً بعمليات السرقة رفقة بعض أصدقاء السوء، ليقبض عليه مجدداً في عام 1981، ويُدان بالسجن لمدة 13 عاماً وفقاً لمجلة فوربس الأمريكية.

ورغم أن حكمه كان لمدة 13 عاماً فإنه لم يقضِ في السجن سوى 9 أعوام، ليتم العفو عنه، وإطلاق سراحه في عام 1990، عندما كان الاتحاد السوفييتي على شفى الموت والتفكك.

*من سارق إلى بائع نقانق
بعد خروجه من السجن عاد بريغوجين إلى سانت بطرسبرغ، وقرر أن كسب المال من "كد يمينه"، فبدأ في بيع النقانق من خلال طهي النقانق وصنع الخردل في مطبخ شقة عائلته.

وقال في إحدى المقابلات لمجلة سانت بطرسبرغ الإلكترونية "Gorod 812": "في عام 1990 في حي أبراشكا كنت أول من بدأ بيع الهوت دوغ في سانت بطرسبرغ".

وأضاف في المقابلة الوحيدة له على الإطلاق في عام 2011: "كان الخردل يعجن في شقتي- في المطبخ كانت والدتي تحسب العائدات لي- كنت أكسب 1000 دولار شهرياً، وهذا المبلغ كان عبارة عن كمية كبيرة من أوراق الروبل".

كما أكد بريغوجين أنه بعد حصوله على مال وفير قرر الالتحاق بمعهد لينينغراد للكيماويات، ليصبح صيدلانياً، ولكن باعترافه الشخصي لم يستطع إنهاء دراسته.

ووفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية، كان بريغوجين من الأشخاص الطموحين، وكان يضع نصب عينيه أعلى من أن يكون بائع نقانق فقط، لذلك كان دائماً ما يعرف كيفية التواصل مع الأشخاص الأعلى منه، وكان يبحث دائماً عن أشخاص في أعلى المستويات ليصادقهم.

*من مطعم للتعري إلى طباخ بوتين الأول
لم يمضِ وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصةً في سلسلة من المتاجر الكبرى، وفي عام 1995 قرر أن الوقت قد حان لفتح مطعم مع شركائه في العمل.
استعان بريغوجين بمدير فندق بريطاني يدعى "توني جير"، ووظفه ليكون مديراً لأحد محاله المتخصصة في بيع النبيذ، ومن ثم وضعه مديراً لمطعمه الجديد في جزيرة فاسيليفسكي في سانت بطرسبرغ.

في البداية لجأ بريغوجين وتوني جير إلى حيلة من أجل حشد العملاء في مطعمهم الجديد، وهو جلب "فتيات تعرٍّ" لجذب الناس، ولكن سرعان ما انتشر خبر أن الطعام كان ممتازاً ليتم فصل المتعريات.

ركز جير على تسويق المطعم باعتباره المكان الأكثر رقياً لتناول الطعام في المدينة، وأصبح مكاناً رئيسياً يأتي إليه رجال الأعمال والفنانون لتناول الطعام فيه، ومن بين هؤلاء كان عمدة سانت بطرسبرغ "أناتولي سوبتشاك"، الذي كان يأتي أحياناً مع نائبه فلاديمير بوتين.

ووفقاً للبريطاني جير الذي لا يزال يعيش في سانت بطرسبرغ، فقد أكد في لقاء سابق مع صحيفة Argumenty i Fakty الروسية أنّ بريغوجين كان شخصاً صارماً للغاية، حتى إنه كان يستخدم "جهازاً ضوئياً" خاصاً للكشف عن الغبار الموجود على الطاولات، وكان يستخدمه بشكل يومي كل صباح للتأكد من أن عمال النظافة قد أدوا عملهم بشكل صحيح.

بقي بريغوجين يعرف على أنه صاحب أفضل مطعم في روسيا لسنوات عديدة، حتى عام 2002، وبحلول ذلك الوقت كان بوتين قد أصبح رئيساً لروسيا.

خلال السنوات الأولى من حكمه كان بوتين يحب في كثير من الأحيان مقابلة الشخصيات الأجنبية المرموقة في مسقط رأسه "سانت بطرسبرغ"، وكان يصطحبهم أحياناً إلى أحد مطاعم بريغوجين، الذي كان يقدم الطعام بنفسه لبوتين وضيوفه.

وقال بريغوجين: "رأى بوتين أنني كنت متواضعاً لدرجة أنني كنت أحضر الأطباق بنفسي، كانت بداية علاقتي مع الرئيس الروسي التي من شأنها أن تنمو وتنتشر بطرق غير متوقعة".
وسرعان ما بدأ بريغوجين في الفوز بعقود تعهدات تلبية الأحداث الحكومية الكبرى من خلال شركة كونكورد، وهي شركة قابضة أنشأها في التسعينيات.

وفي عام 2012، فاز بأكثر من 10.5 مليار روبل (200 مليون جنيه إسترليني) من العقود لتوفير الطعام لمدارس موسكو، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الروسية، نقلاً عن سجلات من السجل المالي الروسي.

*من طباخ بوتين الأول إلى قائده العسكري غير النظامي
وبالعودة إلى اجتماع مقر وزارة الدفاع في موسكو، والذي حضره بريغوجين، إضافة إلى كبار المسؤولين الروس في عام 2014، استغل بائع النقانق الحرب الروسية في أوكرانيا ذلك العام.

فقد وجد بريغوجين من تلك الحرب فرصةً جيدة لإنشاء مجموعته العسكرية الخاصة، خاصة أن بوتين نفى حينها أن تكون القوات الروسية النظامية متورطة في أي شيء في أوكرانيا.

وقال مسؤول سابق بوزارة الدفاع الروسية لصحيفة The Guardian البريطانية إنّ بريغوجين عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأسيس مجموعة مرتزقة تقاتل إلى جانب الانفصاليين الأوكران في حربهم للانضمام إلى روسيا، وإنّ "مرتزقة فاغنر" كانت مشروع بريغوجين نفسه، وليست تابعة للمخابرت العسكرية الروسية.

وخلال الاجتماع طلب بريغوجين من وزارة الدفاع إعطاءه قطعة أرض لجعلها ثكنة عسكرية لتدريب المتطوعين لمجموعته.

ورغم أنّ الكثير من المسؤولين في الاجتماع لم يُعجبوا بطلب بريغوجين، فإنه قال لهم إنه طلب عادي، وإن الأوامر جاءت من "أبي"، في إشارة إلى فلاديمير بوتين، وللتأكيد على مدى قربه منه. منحته وزارة الدفاع الروسية أرضاً في مولكينو، بجنوب روسيا، حيث أقام فيها قاعدة انطلاق مقاتليه، بالإضافة إلى وجود روابط مزعومة أيضاً بموقع في مولكينو جنوب روسيا أيضاً، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

ورغم أنّ مجموعة فاغنر بدأت ببضع مئات من المتطوعين في عام 2014، فإن أعدادهم وصلت إلى الآلاف في السنوات القليلة التالية، وباتت فاغنر طرفاً أساسياً يقاتل باسم الجيش الروسي في كل من سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى نحو اثني عشر بلداً إفريقيّاً، من بينها ليبيا والسودان ومالي وإفريقيا الوسطى وزيمبابوي وغيرها.

المواجهة المحتومة بين الرئيس وطباخه
واستفاقت روسيا السبت، 24 يونيو/حزيران 2023، على أكبر تصعيد بين قوات "فاغنر" والجيش الروسي، وتفجّر هذا الصراع المؤرق للكرملين بعدما اتّهم بريغوجين الجيش الروسي بقتل عدد كبير من عناصره، في قصفٍ استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، وهو اتّهام نفته موسكو، مُطالبةً مقاتلي "فاغنر" باعتقاله بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".

وكان بريغوجين قد أعلن، صباح السبت، وصول قواته إلى مدينة "روستوف" الروسية، ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية الجنوبية، وأظهرت مشاهد تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاتلي فاغنر منتشرين حول مبنى المقر التابع لوزارة الدفاع الروسية مع عربات مدرعة ودبابات.

كما أعلن أنه ورجاله "سيدمرون كل من يعترض طريقهم ومستعدون للمواصلة حتى النهاية"، طالباً لقاء فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة، وسيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، مهدداً أنه في حال لم يأتيا إليه فإنه سوف يتجه نحو موسكو.

وفي خطاب استثنائي نقله التلفزيون الرسمي، ردّ الرئيس بوتين قائلاً إن "التمرد المسلح" لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة خيانة، وإن أي شخص يحمل السلاح ضد الجيش الروسي سيعاقب.

وأضاف أنه سيفعل كل شيء لحماية روسيا، وأنه سيتم اتخاذ "إجراء حاسم" لتحقيق الاستقرار في روستوف، التي سيطرت مجموعة فاغنر على جميع المنشآت العسكرية فيها.

في حين ردّ بريغوجين على خطاب الرئيس الروسي قائلاً إن "الرئيس مخطئ، ولن يسلم أحد نفسه بناء على طلب الرئيس أو جهاز الأمن الفيدرالي أو غيرهما".

أضاف بريغوجين: "نحن وطنيون، وأولئك الذين يعارضوننا اليوم هم الذين تجمعوا حول الحثالة"، كما اتهم الجيش الروسي بالسرقة قائلاً: "عندما قيل إننا في حالة حرب ضد أوكرانيا ذهبنا وقاتلنا، لكن اتّضح أن الذخائر تُسرق".

في حين نشرت وكالة رويترز، السبت 24 يونيو/حزيران 2023، مقطع فيديو لما قالت إنه لمزاعم مجموعة فاغنر وهي تسقط مروحية للجيش الروسي.

الوكالة أشارت إلى أن المروحية تم إسقاطها في منطقة فورونيج، الواقعة على بعد 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو، ويظهر الفيديو تصاعد أعمدة الدخان في منطقة سقوط المروحية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: یفغینی بریغوجین فلادیمیر بوتین الرئیس الروسی الدفاع الروسی الجیش الروسی وزارة الدفاع مجموعة فاغنر سانت بطرسبرغ بریغوجین من فی عام

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها

قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا ستسعى جاهدة خلال المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا إلى تحقيق ما يخدم مصالح البلاد.

روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا روسيا: إدراج 205 منظمات أجنبية ودولية على القوائم "غير المرغوب فيها"


وبحسب"سبوتنيك"، أوضح بوتين، خلال تصريحات اليوم، "إنها قضية خطيرة للغاية، وينبغي أن تضمن أمن روسيا وأوكرانيا، لسنوات طويلة، وسوف نسعى بطبيعة الحال إلى ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا المشتركة.


وأكد بوتين، أن اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 كانت مبنية على مقترحات أوكرانية، مشيرا إلى أنه وخلال المفاوضات في إسطنبول، كان واضحا لروسيا أن الخداع يمكن أن يحصل، ومع ذلك، وافقت موسكو على سحب القوات.


وقال، "في وقت ما في نهاية شهر مارس (2022)، تلقينا ورقة من كييف، وبالمناسبة، تم توقيعها من قبل رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية، السيد أراخاميا. كانت هذه المقترحات أوكرانية، وأود أن أؤكد على هذا، وهو أمر مهم للغاية، هي التي شكلت أساس مشروع معاهدة السلام التي تم إعدادها في إسطنبول.


وتابع، أود أن أؤكد أن هذه المقترحات الأوكرانية هي التي شكلت الأساس لمشروع معاهدة السلام الذي تم تطويره في إسطنبول، وقد حدث هذا في 15 أبريل (نيسان) 2022، ولكن قبل ذلك، أخبرني بعض الزعماء الأوروبيين عبر الهاتف أن أوكرانيا من المستحيل أن توقع معاهدة سلام وبندقية موجهة إلى رأسها، قلت: "نعم، وماذا يجب أن نفعل؟"


وتابع: "أجابوا، نحن بحاجة إلى سحب القوات من كييف، كان الأمر واضحًا، لقد أوضحنا من حيث المبدأ أن الخداع ممكن تمامًا، ومع ذلك، واستنادًا إلى اعتبارات منع إراقة الدماء الخطيرة والحرب الخطيرة، فقد وافقنا مع ذلك على هذا".


المفاوضات مع أوكرانيا بدأت منذ بدء العملية العسكرية وموسكو عرضت على كييف مغادرة دونيتسك ولوغانسك مقابل وقف الأعمال القتالية


وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا يمكنها إلغاء مرسوم حظر المفاوضات مع روسيا إن أرادت وبطريقة قانونية ويمكن القيام بذلك عن طريق رئيس "رادا" (البرلمان الأوكراني).


وأكد بوتين أن الغرب أقنع كييف بمواصلة الحرب.

وفي وقت سابق، توقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير، بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيس.
وجاء الإعلان الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف البلدين المُتحاربين.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت، يوم الأحد الماضي ، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.

وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانية في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".

وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط  أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".

وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".


وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".

وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".

وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بين البلدين. بدأت الأزمة منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا. تصاعدت حدة النزاع بسبب قضايا سياسية وجغرافية، أبرزها رغبة أوكرانيا في التقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. الحرب تسببت في دمار واسع، أزمة إنسانية كبرى، وملايين النازحين، كما أثرت على الاقتصاد العالمي وأثارت توترات دولية، مع فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ودعم عسكري غربي لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن مقتل مجموعة قادة فلسطينيين خلال معركة «طوفان الأقصى»
  • الدفاع الروسية: هروب 100 ألف جندي أوكراني من وحداتهم العسكرية
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية فى هذه الحالة.. تفاصيل
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • “أمريكا حاولت قتل بوتين”.. السفارة الروسية في مصر تصدر بيانا
  • الدوما الروسي: محاولة اغتيال بوتين طريق مباشر لبدء حرب نووية
  • محاولة اغتيال بوتين .. تصريح خطير من رئيس مجلس الدوما الروسي
  • رئيس مجلس الدوما الروسي: مؤامرة اغتيال بوتين بداية للحرب النووية
  • بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها