سودانايل:
2025-04-17@20:53:40 GMT

حين تصبح كراهية الكيزان وقوداً لدعايتهم

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

في خضم الفوضى التي تعيشها بلادنا، وفي ظل الحرب التي فتكت بنا، برزت مفارقة غريبة ومؤسفة: بعض السودانيين الذين يكرهون الكيزان بشدة أصبحوا، دون أن يشعروا، هم الداعم الأكبر لدعايتهم. لقد ساهموا، بوعي أو بغير وعي، في ترسيخ فكرة أن الجيش السوداني بالكامل هو كتيبة كيزانية، وبالطبع يكون أي إنتصار له هو إنتصار حصري للكيزان، وبل يتمادون بأن كل من حمل السلاح، من المدنيين، ضد الغزو الجنجويدي, هو كوز, متجاهلين ومُنكرين حقيقة أن قرابة المليون من المواطنين العاديين حملوا السلاح ليس طمعاً في سلطة، ولا خدمةً لأجندة سياسية، بل دفاعاً عن أنفسهم وانتقاماً لكرامتهم التي استبيحت، وأعراضهم التي هُتكت، ومنازلهم التي دُمِّرت، وأسرهم التي قُتلت وشُرِّدت.

إنكار هذا الدور الشعبي، وحصر الحرب في صراع بين الكيزان والجنجويد، هو اختزال خطير، بل وخيانة ضمنية لتضحيات أناس قاوموا من أجل بقائهم، حتى أن هناك مئات الآلاف من المقاتلين الديسمبربين الثوريين

هذه الدعاية، التي بدأت في الأصل كخطاب معادٍ للكيزان، انتهت إلى أن أصبحت هدية ثمينة لهم، إذ عززت لديهم الوهم بأنهم هم القوة الوحيدة التي تدافع عن السودان، وأنهم أصحاب الفضل في التحرير. وبهذا، يجد الكيزان أنفسهم أمام فرصة ذهبية لإعادة إنتاج أنفسهم، مستخدمين تلك الدعاية التي صنعها خصومهم، لتقديم أنفسهم كأبطال الحرب والتحرير ودحر الجنجويد، في حين أنهم هم من صنعوا هذا الوحش الجنجويدي لحمايتهم.

حين أوشك البرهان على توقيع الإتفاق الإطاري مع حميدتي، كفّره الكيزان وأهدَروا دمه وبل أدانوا الجيش كله لتهاونه مع الثورة وعدم القضاء عليها، لكن ما إن اندلعت الحرب، حتى أصبح البرهان في نظرهم القائد الملهم والبطل الفذ. هذه الازدواجية في المواقف تكشف أن المبدأ لم يكن هو الذي يحكمهم، بل المصالح السياسية الخاصة بهم وحماية ثرواتهم ومكاسبهم. أما عن الاتفاق الإطاري نفسه، فرغم أنه لم يكن خياراً مثالياً، إلا أنه قد يكون أفضل من هذه الحرب الكارثية، التي أصر الكيزان على نشوبها

في كل دول العالم، الشعوب تقف إلى جانب جيوشها في لحظات الخطر، حتى لو كانت هناك خلافات سياسية معها. إلا أن بعض الحمقى، وبدافع كراهيتهم للكيزان، ارتكبوا الخطأ الإستراتيجي الفادح بوقوفهم على الضفة الأخرى، متوهمين أن إسقاط الجيش انتصار لهم، بينما الحقيقة أن ذلك لا يخدم إلا العدو الحقيقي، الجنجويد ومن يقف خلفهم.

ولذا، أقول لأولئك الذين دعموا أو لا يزالون يدعمون الجنجويد بحجة كراهيتهم للكيزان: لقد خاب فألكم. فالوطن ليس معروضاً للمساومة، ولا يمكن أن تكون كراهيتكم لطرفٍ مجرم سبباً في تمكين طرف أكثر إجراماً منه. السودان أكبر من صراعاتكم، وأعظم من أن يُختزل في حرب بين الكيزان والجنجويد. إنها معركة وجود شعّب وليست معركة سياسة وأيديولوجيا. الجيش جيش الشعب وسيظل جيش الشعب والإنتصار هو إنتصار الشعب

٢١ مارس ٢٠٢٥
sfamtaha@msn.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

"إيرميس" تصبح أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في بورصة باريس

تجاوزت مجموعة "إيرميس" الفرنسية للسلع الفاخرة منافستها العملاقة الفرنسية LVMH "ال في ام اتش"، لتصبح أكبر شركة من حيث القيمة السوقية عند إغلاق مؤشر "كاك 40" الرئيسي لبورصة باريس الثلاثاء.

وبلغت قيمة أسهم "إيرميس" في البورصة 248.6 مليار يورو (282.19 مليار دولار)، مقابل 244.39 مليار يورو (277.41 مليار دولار) لـ"ال في ام اش"، أهم شركة متخصصة بالسلع الفاخرة في العالم، بحسب حسابات وكالة فرانس برس.

وهذه النتيجة تجعل "إيرميس" أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في مؤشر "كاك 40"، ولكن أيضا ثالث أكبر شركة في أوروبا، خلف شركة "ساب" الألمانية الناشرة للبرمجيات ومجموعة "نوفو نورديسك" الدنماركية المصنّعة للأدوية.

وسُجّلت هذه النتيجة بعد هبوط حاد في البورصة الثلاثاء لمجموعة "ال في ام تش"، غداة نشر نتائجها للربع الأول من السنة والتي اعتبر محللون أنها مخيبة للآمال.

وبعد معاناة المجموعة عام 2024 من تراجع للطلب في الصين، إحدى أسواقها الرئيسية، تواجه أيضا انعدام اليقين الجيوسياسي، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث تعاني "انخفاضا طفيفا" في إيراداتها، بحسب الشركة، وزيادة في الرسوم الجمركية. ومنذ بداية يناير، انخفضت أسهم "ال في ام اتش" بأكثر من 23 بالمئة.

أما شركة "إيرميس" فلا تواجه أزمة. منذ الأول من يناير، ارتفعت قيمة اسهمها بنسبة 1.5 بالمئة في مؤشر "كاك 40" وهو تقدم ملحوظ في وضع تزداد صعوبته بالنسبة إلى قطاع السلع الفاخرة، بعد مرحلة ازدهار شهدها خلال المرحلة التي أعقبت كوفيد-19.

ونجحت "إيرميس" المشهورة عالميا بحقيبتي كيلي وبيركين وأوشحتها الحرير، في مقاومة التباطؤ في الطلب العالمي على السلع الفاخرة بشكل أفضل من منافسيها.

ويعود ذلك إلى تصنيفها في فئة المجموعات "الفاخرة جدا"، إذ يشتري سلعها زبائن "فاحشو الثراء"، مقارنة بتصنيف "فاخر" فقط لـ"ال في ام اتش"، وفق ما قال رئيس أنشطة السوق في "ساكسو بنك فرنسا" أندريا تويني لوكالة فرانس برس.

مقالات مشابهة

  • جريمة كراهية محتملة.. تخريب 85 قبرا إسلاميا يثير غضبا في بريطانيا
  • فضل الله: نحن على تنسيق مع الجيش في الإجراءات التي تؤدي الى حفظ الأمن
  • الحرب أظهرت كذب أسطورة شجاعة الجنجويد
  • الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا إلى إنهاء الحرب على غزة
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • "إيرميس" تصبح أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في بورصة باريس
  • سردية لندن: مؤتمر لم يُصفّق له الكيزان ولم يحضره القتلة
  • مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
  • تمرد في الجيش الإسرائيلي.. مئات الجنود يوقعون عرائض ضد استمرار الحرب في غزة
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان