مؤرخ إسرائيلي: لا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهو
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون إن إسرائيل توشك أن تدخل في أزمة دستورية غير مسبوقة، بعد أيام من استئناف الحرب على قطاع غزة رغم وجود عدد من المحتجزين، وبعد وقف المحكمة العليا قرار إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي العام (الشاباك) رونين بار الذي جعل ظلال الحرب الأهلية تخيّم على البلاد.
وفي هذا السياق، أجرت الصحيفة مقابلة مع المؤرخ الإسرائيلي إيلي بارنافي الذي وافق على تصريحات الرئيس السابق للمحكمة العليا أهارون باراك، بشأن خطر اندلاع حرب أهلية بسبب إقالة رونين بار.
وقال بارنافي إنها تعكس الواقع، لأن إسرائيل منقسمة إلى جهتين لا يفهم أي منهما الآخر، وهي تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي بدأ، مستلهما من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تفكيك كل ركائز الديمقراطية لتحقيق هدفه بالبقاء في السلطة، مستخدما الحرب كأداة لتثبيت موقعه.
وأبدى المؤرخ -حسب تقرير ألكسندرا شوارتزبرود عن المقابلة- مخاوفه مما تركته إقالة رئيس الشاباك من "ظلال حرب أهلية"، لأن نتنياهو يعتمد على قاعدته الشعبية الصلبة التي تمثل نحو ربع السكان، في حين أن نحو 70% من الإسرائيليين يطالبون برحيله مع عدم وجود آلية دستورية لإزاحته.
القضية أخطر مما يبدو
واعتبر المؤرخ أن رفض المحكمة العليا لإقالة رئيس الشاباك يعد خطوة حاسمة قد تؤدي إلى أزمة دستورية إذا تجاهل نتنياهو القرار، وأوضح أن القضية أخطر مما يبدو لأن الشاباك ليس مجرد جهاز أمني، بل هو مسؤول عن حماية الديمقراطية، حسب القانون.
إعلانولهذه الأسباب أبدى بارنافي قلقه من مظاهرات السبت وتداعياتها، قائلا "لدينا رئيس وزراء ملاحق قضائيا يحارب الديمقراطية ويشن الحروب، ومع أن الديمقراطية الإسرائيلية أثبتت مرونتها سابقا بفضل المحكمة العليا والتعبئة الشعبية، فإن رفض نتنياهو الالتزام بقرار المحكمة، فقد يجعلنا نواجه انفجارا للعنف".
وذكر المؤرخ الإسرائيلي بأن نتنياهو ليس رئيسا، وخلافا لما هو في الولايات المتحدة حيث يتمتع الرئيس بصلاحيات غير محدودة عمليا، فهو رئيس وزراء في نظام برلماني لا يتمتع بصلاحيات كاملة، وهو لذلك يشعر بالحرج بعض الشيء.
ولكن مصدر المخاوف -بالنسبة للمؤرخ- هو الصدام بين التعبئة الشعبية والمحكمة العليا من جهة، والشرطة التي أصبحت تحت سيطرة نتنياهو منذ أن أوكلها إلى الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، فصارت وحشية وعنيفة، في وقت تقول فيه أحدث الأخبار إن المحاكم والجامعات وشركات التكنولوجيا الفائقة تهدد بالإضراب.
أزمة غير مسبوقة
أما عند سؤاله عن احتمال تدخل المؤسسة العسكرية في هذه الأزمة، فرد بارنافي بالقول "لا أعتقد أن الجيش سيتدخل في السياسة بشكل مباشر، لكن التمرد يظهر بين الاحتياطيين الذين يرفض العديد منهم الخدمة بسبب عدم اقتناعهم بجدوى هذه الحرب".
وصنف المؤرخ الانقسام الحالي داخل إسرائيل، بأنه بين "إسرائيل تل أبيب" الديمقراطية والعلمانية، مقابل "إسرائيل يهودا" الدينية والمتطرفة، موضحا أن الطرف الأول متنوع في آرائه، بينما الطرف الثاني الذي يشمل المتطرفين واليهود الأرثوذكس، متحد بفعل المصالح السياسية والمالية".
وعند السؤال عن تأثير الأوضاع في الضفة الغربية على الإسرائيليين، قال بارنافي إن "الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة جزء من صفقة بين نتنياهو واليمين المتطرف لإفساح المجال للعمل في غزة، ولكن إذا فشل نتنياهو في حماية المحتجزين سيكون هناك غضب شعبي هائل".
إعلانوخلص برنافي إلى أن إسرائيل تواجه أزمة غير مسبوقة تحت قيادة نتنياهو الذي يسعى لتفكيك المؤسسات الديمقراطية وسط انقسامات شعبية وصراعات داخلية، مما يعني أن مستقبل البلاد سيبقى معلقا بقدرة الأطراف المختلفة على مواجهة التحولات الجارية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المحکمة العلیا
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: قريبون من حرب أهلية وسنصل إلى الهاوية بسبب نتنياهو
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الأزمة السياسية والقضائية في إسرائيل، وسط تحذيرات من انزلاق البلاد نحو مواجهة داخلية قد تصل إلى حد الحرب الأهلية، مع تصاعد الصدام بين الحكومة والمؤسسات القضائية.
واعتبر محللون أن المواجهة الحاسمة ستدور حول قرار المحكمة العليا بشأن إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، مما يزيد من حالة الانقسام داخل إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: حرب غزة خطر على الإسرائيليين ودعمها الشعبي يتراجعlist 2 of 2ستراتفور: جنوب السودان يندفع نحو حرب أهلية جديدةend of listوأصدرت القاضية غيلا شتاينتس أمرا مؤقتا بتجميد قرار الإقالة حتى النظر في الطعون المقدمة ضدها، في خطوة وصفتها القناة الـ13 الإسرائيلية بأنها "دراما قضائية" قد تعمّق الأزمة.
من جانبه، رأى مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ14، موتي كاستل، أن قرار المحكمة يعكس ما وصفه بـ"محاولة لتعزيز سلطة الدولة العميقة"، مشيرا إلى أن الحكومة مصممة على المضي قدما في إقالة بار رغم التعقيدات القانونية.
في المقابل، هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي قرار المحكمة، مؤكدا أن رئيس الشاباك سينهي مهامه في العاشر من أبريل/نيسان، أو قبل ذلك في حال تعيين خليفة له، مضيفا أن "المحكمة لا تملك الصلاحية للتدخل في قرارات الحكومة".
وبالتزامن مع هذه التطورات، تتجه الحكومة إلى اتخاذ خطوة أخرى مثيرة للجدل عبر الدفع باتجاه إقالة المستشارة القضائية للحكومة، حيث تسلم الوزراء رسميا أوراق الجلسة الخاصة بذلك.
إعلانومن المتوقع أن تشهد الجلسة، المقررة الأحد المقبل، نقاشات حادة وهجمات من الوزراء على المستشارة القضائية قبل صدور القرار النهائي، الذي سيصل في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا.
عنف متزايدوفي ظل هذا المشهد المتأزم، حذّر رئيس المحكمة العليا السابق، أهارون براك، من خطورة الأوضاع، قائلا للقناة الـ12 الإسرائيلية: "نحن قريبون جدا من الحرب الأهلية، وربما من الحرب الثامنة لدولة إسرائيل.. التصعيد في الشارع ينذر بعنف متزايد، واليوم تم دهس أحد المتظاهرين، وغدا قد يكون هناك إطلاق نار، وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية، فإننا سنصل إلى الهاوية".
من جانبه، أشار عاموس يلدين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، إلى أن الانقسامات الداخلية قد تضعف قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات الخارجية، قائلا: "بعد السابع من أكتوبر كنا في حالة اكتئاب، لكن هناك من يعيش نشوة سياسية اليوم، ويعتقد أن وضعه مستقر (في إشارة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو)، إلا أن ذلك قد يقود إلى انقسام حاد يضر بالأمن القومي الإسرائيلي".
وفي سياق متصل، أثارت المخاوف بشأن مستقبل العملية الديمقراطية في إسرائيل تساؤلات حول نزاهة الانتخابات المقبلة.
وخلال مقابلة مع القناة الـ12، أعاد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، يائير جولان، التأكيد على موقفه بأن "نتنياهو يسعى للتخلص من آخر حراس البوابة"، في إشارة إلى استهدافه لرئيس الشاباك والمستشارة القضائية، وصولا إلى محكمة عليا ضعيفة، وهو ما قد يفتح الباب أمام "انتخابات غير حرة".
وأضاف جولان أن نتنياهو يدرك جيدا أن فرص فوزه بالانتخابات المقبلة معدومة في ظل النظام الحالي، ولهذا يعمل على تقويض أسس الديمقراطية الإسرائيلية بالكامل، لضمان بقائه في السلطة، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يدفع إسرائيل نحو "نقطة اللاعودة".
إعلان