موقع 24:
2025-04-14@11:36:27 GMT

مجلس محمد بن زايد..منبر التسامح

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

مجلس محمد بن زايد..منبر التسامح

في عصرٍ تتقاطع فيه التحوّلات العالمية مع تحديات الهوية والعيش المشترك، يبرز “مجلس محمد بن زايد” بوصفه نموذجاً رائداً لمنصة فكرية وإنسانية تستند إلى العقل، وتستشرف المستقبل، وتُعزّز قيم التعايش والحوار والانفتاح على الآخر. هذه المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تُمثّل تجسيداً حيًّا لإيمانه العميق بأن الإنسان هو أساس النهضة، وأن الكلمة الصادقة، والفكرة العميقة، والحوار المتزن هي أدوات بناء الأمم الراقية.

مجلس محمد بن زايد هو مشروع حضاري ممتد ويعمل على مدار العام، يستقطب نخبة من المفكرين والعلماء وقادة الرأي من مختلف بقاع العالم. وهو في جوهره منبر للعقول المستنيرة، ومساحة رحبة للحوار الذي يتجاوز الجغرافيا والدين واللغة. يناقش قضايا عصرية من صميم واقعنا: مثل الاستدامة، التكنولوجيا، الأمن الغذائي، تمكين الشباب، التسامح، والهوية الثقافية. كل جلسة منه تمثّل خيطاً يُنسَج في نسيج وطني يرتقي بالفكر ويثبّت ركائز السلم المجتمعي.


وقد سعدتُ بحضور إحدى فعاليات هذا المجلس، وهي محاضرة عنوانها “التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي”، شارك فيها كل من د. شايع الوقيّان، ود. مشهد العلاّف، ود. فاطمة الدهماني. ما طُرح فيها لم يكن حديثاً تقليدياً عن الفضيلة، بل كان تحليلًا عميقًا للجذور الفلسفية والفكرية التي تجعل من التسامح ضرورة لا خياراً، وقيمة لا مجاملة. أشار المحاضرون إلى أن الكون قائم على التعدد، والتنوع أصل في الخلق، لا استثناء، تماماً كما الليل والنهار، والفصول الأربعة، واختلاف الألسن والألوان. التسامح في الفكر الإسلامي، كما بيّنوا، ليس شعاراً بل مبدأ أصيل، ومظهر من مظاهر احترام الكرامة الإنسانية.

استحضارهم لآية “لا إكراه في الدين” لم يكن استشهاداً عابراً، بل دعامة تؤكد أن الإسلام بنى علاقة الإنسان بالآخر على الحرية والعقل والاحترام. وقد شدد المحاضرون على أن كل فلاسفة الإسلام الكبار، من الكندي إلى ابن رشد، كانوا يؤمنون بأهمية الاختلاف، ويرونه ضرورة لنمو المعرفة وتقدم المجتمعات.

ولعل اللافت في هذه المحاضرة أنها لم تكتف بطرح فكري مجرد، بل امتدت إلى بعدٍ وجداني من خلال الحديث عن الفنون بوصفها لغة إنسانية جامعة، تحمل في طياتها المشاعر المشتركة بين البشر من فرح وحزن وأمل وحنين. إن التقاء الناس حول لوحة أو لحن أو قصيدة يعكس قدرة الإبداع على تجاوز الفوارق، وصناعة روابط صامتة لكنها عميقة بين القلوب.

وهنا تتجلّى قيمة مجلس محمد بن زايد من جديد، فهو لا ينحصر في الطرح النخبوي أو الخطاب المؤسسي، بل يُقدم نموذجاً متكاملاً يجمع بين الفكر والعاطفة، بين التحليل والإلهام. إنه المجلس الذي يجعل من كل محاضرة فرصة لزرع فكرة، ومن كل حوار بذرة لوعي جديد. يربط بين الماضي والمستقبل، ويصنع من الحاضر مساحة لإعادة التفكير في العالم من حولنا.

إن من يتابع هذا المجلس، أو يحضر إحدى فعالياته، يُدرك أنه لا يهدف فقط إلى التثقيف، بل إلى تكوين جيل من المواطنين الواعين، المتصالحين مع ذواتهم، المنفتحين على العالم، المتمسكين بقيمهم دون تعصب، والمنخرطين في حركة البناء والتنمية بروح إيجابية ومستنيرة.

مجلس محمد بن زايد ليس مجرد فعالية، بل هو حالة فكرية متقدمة، ومشروع وطني عميق الجذور، يضع الإمارات في طليعة الدول التي تُراهن على الإنسان، وتحسن استثمار المعرفة، وتبني مجتمعات لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن الجميع ضمن إطار من الاحترام والتعدد والتكامل. وما أحوجنا، في هذا الزمن، إلى مثل هذا النموذج الذي يذكرنا أن الإنسانية هي الرابط الأول بيننا، وأن التسامح هو الحاضنة التي تنمو فيها الأخلاق، وتزدهر من خلالها الأوطان

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية محمد بن زايد مجلس محمد بن زاید

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد يستقبل أحمد الشرع في أول زيارة له إلى الإمارات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصل الرئيس المؤقت للإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع ووزير الخارجية الوفد المرافق لهما إلى مطار البطين في دولة الإمارات العربية المتحدة، الأحد، حسبما أعلنت الرئاسة السورية في بيان عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا.

وكان في استقبال أحمد الشرع لدى وصوله المطار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات في أول زيارة يقوم بها الشرع للإمارات منذ توليه منصبه.

وفي بيان آخر، قالت رئاسة الجمهورية السورية: "استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان لرئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع والوفد المرافق له في قصر الشاطئ بأبوظبي".

ونشرت الرئاسة السورية صورا لوصول الشرع إلى المطار واستقباله من قبل وزير الخارجية الإماراتي ولقائه مع الرئيس الإماراتي.

ويرافق أحمد الشرع الذي يقوم بأول زيارة له للإمارات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين والوزراء في الإدارة السورية الحالية.

وكان الشيباني زار الإمارات من قبل.

وكان الشيباني كتب على منصة "إكس"، في وقت سابق، الأحد من داخل الطائرة التي تقله والشرع: "في طريقنا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، نحمل تطلعات شعبنا وآماله، ونسعى إلى تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا، بما يخدم مصالح شعبينا ويعزز الروابط التاريخية بين بلدينا".

مقالات مشابهة

  • قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
  • العودة إلى منبر جدة- تحديات تحقيق السلام في السودان وسط تصاعد الحرب الدامية
  • كيف انقلبت مواقف شخصيات إماراتية من الشرع بعد لقائه ابن زايد؟
  • قرقاش يُعلق على لقاء محمد بن زايد والشرع في أبوظبي.. ويوضح مدى نجاحه
  • محمد بن زايد يستقبل أحمد الشرع في أول زيارة له إلى الإمارات
  • من هو عبد الله البلوشي الذي شكره محمد بن راشد على حسن وداعه لمسافرة
  • سيف بن زايد وذياب بن محمد يحضران أفراح البلوشي والظاهري
  • سيف بن زايد يحضر أفراح البلوشي والظاهري
  • «عقيلة صالح» يطّلع على سير عمل جهاز النهر الصناعي والتحديات المالية التي تواجهه
  • وزير الخارجية التركي: مجلس الأمن صامت أمام كل الانتهاكات التي تقع في غزة