الثورة /

في ظل ما تعيشه أمتنا الإسلامية من أوضاع تدمي القلب من الخضوع لأعدائها وأعداء ربها وانحراف عن منهج الدين القويم الذي يحرم التبعية لليهود ومولاتهم الأمر الذي يجعلنا نبحث عن أسباب هذا الانحراف وهذا الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الأمة، في نفس الوقت تمر علينا ذكرى حزينة كان لها أثرها البالغ على الإسلام وأمته وهي ذكرى استشهاد الإمام علي – عليه السلام – على يد من وصفه النبي الكريم بأشقى أشقياء الأمة وهو من جلب الشقاء للأمة،

وقد وصف السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- هذه الحادثة بمأساة الدين، لأنها تعبر عن ما وصلت إليه الأمة من انحراف كبير كان بدايته مخالفة حديث الولاية ووصلت إلى أن يقتل أعظم شخصية بعد النبي الكريم بسيف محسوب على المسلمين وبمؤامرات من أصبح فيما بعد خليفة للمسلمين، عاث بالأمة ودينها الفساد وحرف قيم الدين بما يتماشى مع عدائه للدين والنبي وآل بيته وأمته، ولقد شكل قتلهم للإمام علي تأثيرا كبيرا على واقع الأمة ولايزال هذا التأثير قائما حتى يومنا هذا، لأنه مثل إزاحة للقرآن وللعلم والدين لأن النبي قال “علي مع القرآن والقرآن مع علي” وعلي باب مدينة العلم” و”علي الشاهد على منهجية الإسلام وما يقدمه من نماذج إيمانية ولا احد يستطيع التشكيك بقيمته وشخصيته إلا أن هناك من يحاول تلميع صورة من تآمروا على الإمام علي ومن قتلوه بتصويرهم شخصيات لها فضل على الدين والأمة وفي ذلك تحريف للتاريخ وتزوير للأحداث يجب علينا الوقوف بوجههم.

ونحن نحيي ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- يجب أن نوضح اللبس والتزوير ونبين مدى الانحراف الذي وقعت فيه الأمة بعد رحيل النبي الكريم ومدى تأثير ذلك الانحراف الذي نراه واضحا في حاضرنا وسلم منه فقط من انتهج منهج آل البيت ومن تولى الإمام علي –  عليه السلام .

وفي هذه الذكرى أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة استطلاعا للأسرة مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات عن سبب قتل الإمام علي وتأثيره وأهمية إحياء هذه الذكرى الأليمة .. نتابع الحصيلة:

بداية تقول الكاتبة بشرى المؤيد: اعتبر السيد حسين -سلام الله عليه- استشهاد الإمام علي -كرم الله وجهه- مأساة الدين لأن باستشهاده أصبحت الأمة في “شقاء وضلال” ويدل على “الانحراف عن الخط السوي” وعن “الصراط المستقيم” فكانت رسالته، تربيته، منهجيته؛ بالشكل الذي تخلق مكانة العظماء، تخلق أمنا للعظماء، تخلق إلتفافا تحت رايات العظماء، لا أن يصير الحال إلى أن نرى أولئك العظماء يتساقطون واحدا تلو الآخر داخل ساحة “الإسلام و المسلمين”

وأضافت المؤيد: هكذا كانت رؤية السيد حسين لمأساة استشهاد الإمام علي -كرم الله وجهه- في حين كان ينبغي على المسلمين أن يكونوا مع الصادقين و يكونوا تحت رايتهم  لا أن يكونوا سببا في سقوطهم واحدا تلو الآخر .

عمود الدين

︎أما بالنسبة لما يمثله الإمام –علي- للأمة فقد ذكرت المؤيد انه عمود الدين لقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بمنزلة هارون من موسى -عليه السلام- كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي” فالذين ابتعدوا عن منهج علي -كرم الله وجهه- كأنهم ابتعدوا عن منهج القرآن الكريم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “علي مع القرآن و القرآن مع علي “فكماله و مؤهلاته الإيمانية جعلته جديرا بهذا الدور العظيم والاختيار الإلهي “يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” فعلي كما قال رسول الله ” هو ولي كل مؤمن بعدي” فهو للأمة نجاة من الضلال والانحراف وعودة الأمة إلى بوصلتها الحقيقية وهو الفاصل بين المؤمنين والمنافقين و بين الجنة والنار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم” “يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة”

وأشارت المؤيد إلى أن قوله “أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِه” هي إشارة للإمام علي حيث أن النبي الكريم كان يتحرك “على بينة من ربه” وعلي -عليه السلام- كان هو  الشاهد لرسول الله، هو الشاهد من نفس رسول الله” لذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “أنت مني وأنا منك” وجاء القرآن ليؤكد ذلك قال تعالى “فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ”، فهي شهادة أداها في مواقفه، وفي حياته كلها فهو كان معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد بهر المسلمين والمسيحيين وأعجبوا بعظمته، بمصداقيته، بعبقريته؛ فاعتبروه مثلا أعلى لهم.

وهو شاهد لهذا الدين أنه دين كامل، من إله كامل اصطفى لتبليغه رسولا كاملا قال تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، لذا جمع في “نهج البلاغة” ما قال عنه الكثيرون بأنه برز عالما فيلسوفا، وعالم اجتماع، وعالم اقتصاد، وعالم نفس، ومرشداً، ومعلماً في كل الاتجاهات قدم رؤية حقيقية وواقعية للحياة.

انحراف وتفريط

اما عن السبب وراء استشهاد علي -سلام الله عليه- فقد أوضحت بشرى المؤيد انه التفريط والتهاون في الحفاظ على عظماء الأمة والسبب الآخر وراء استشهاده هو  أنه كان على منهج الحق، وطريق الحق، ومبدأ الحق، وصدق الحق، وكلام الحق، وقول الحق، فكان هو المرآة الحقيقية لدين الإسلام، لم يستطيعوا تحمل هذا المنهج البين والواضح والجلي للعيون، أن يروا الحق بأعينهم ويروه قرآناً ناطقاً بالحق فكان هو الناطق بالقرآن وبكلام الحق، فهو المنهجية الكاملة التي سار على نفس خطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلذلك عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سيأتي أشقى الأشقياء ويقتله وتخضب لحيته بدمه” فقال كلمته المشهورة “أفي سلامة من ديني؟ قال نعم قال إذاً لا أبالي”.

وتابعت بشرى المؤيد: ان الإمام علي حين قال “فزت ورب الكعبة” لأنه على يقين أن شهادته هي من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة منهجه، على يقين من أن الله سبحانه كرمه بأعظم كرامة ينالها المؤمن الحق، عاش -عليه السلام- مجاهدا، صادقا، أمينا، ناصحا، مبلغا، حرا، ناطقا بالحق ولولا علي، ولولا كلمته، ولولا مواقفه؛ لما وصل الدين إلينا بنقاوته ولما وصل الدين إلينا بثقافته من داخل ظلمات ذلك الانحراف.

تحريف الأحداث

وعن التحريف الكبير لحادثة استشهاد الإمام علي تقول بشرى المؤيد: أما بالنسبة للذين يريدون تحريف أحداث استشهاد الإمام علي حتى لا تنكشف عوراتهم، وينكشف سوء أعمالهم، وتنفضح خططهم الماكرة، ويظهر سوء نياتهم للعلن، فيعرف الناس بخبثهم ولؤمهم على هذا الإنسان الطاهر الذي حافظ على الأمة من الفتنة والشتات والتفرق فلو عرف الناس الحقيقة كلها بروايتها الصحيحة لاتجهوا كلهم إلى طريق الحق ولعرفوا أنهم كانوا في ضلال كبير وتعتيم عميق جعلهم يسلكون طريق الضلال ويكونون مع المضلين الماكرين الذين حرفوا الحقيقة وكذبوا على الناس وجعلوهم يرون ما يروا هم كما فرعون حين قال: “قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَاد”.

أثر الاستشهاد

وعن تأثير استشهاد الإمام علي على الإسلام وعلى الأمة تقول المؤيد: الأمة من بعد استشهاده لم تعرف عافيتها في دينها، لم تعرف الأمة عافية في منهجها القويم، لم تعرف عافية في أسسها وقيمها، ولم تعرف عافية في أخلاقها ومبادئها؛ أصبحت أمة تعاني من الكساح ومن الظلال الذي نخر في جسد هذه الأمة التي كانت “خير أمة أخرجت للناس”.

أصبحت بعد استشهاد الإمام علي أمة فقيرة مريضة تعاني من آلام شديدة في دينها فانحرفوا عن بوصلتها الأصلية، أصبحت أمة تفتقر للأخلاق وللأسس الصحيحة القويمة بعدت عن منهجها الصحيح، فانحرف مسارها الذي كان منظارها الحقيقي الذي يوجهها إلى طريق الحق وطريق السلام، طريق الرشد، وطريق البصيرة فأصبح أبناء الأمة في دنيا ثانية لا يعرفون بوصلة طريق الحق، أصبحوا أمة متفرقة تتخللها عدة مذاهب، عدة طوائف، عدة، فرق، عدة جماعات، عدة فئات وهلم جرا، أصبحوا تائهين عن منهج قرآنهم، تاهوا عن طريق الحق كما تاه بنو إسرائيل عن منهجهم الحق ٤٠ عاماً.

إحياء للتأريخ

وأكدت المؤيد ان إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي في التاسع عشر من كل رمضان يؤكد على ما لهذا اليوم من أهمية كبيرة في نفوس المسلمين المحبون لعلي -كرم الله وجهه- فهو يوم لتذكيرهم بأن أشقى الأشقياء “إبن ملجم”قد ارتكب أكبر غلطة في تاريخ عمره، وعمر المسلمين، لتذكيرهم بأن هذا المنافق وكل المنافقين موقعهم في نار جهنم، ألم يقل رسول الله صلوات الله عليه وآله” لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق” قالوا: بلى قال: فأين المؤمن؟ قالوا في الجنة قال: فأين المنافق؟ قالوا في النار قال: إذا صح أن يكون علي قسيم النار”.

إن في إحياء ذكرى استشهاده تعظيما لقداسته وسيرته وعظيم منزلته عند الله، فالاحتفال بهذا اليوم هو “احتفال فيه أثر إيجابي في واقع الحياة يكتب الله بها نتائج عظيمة تثمر نصرا عظيما وعزة وقوة وثقافة تحرر الأمة من قيود الخوف ومن أغلال المذلة وتكسب الأمة التي تتثقف بهذه الثقافة الشجاعة التي لا تخاف وترهب من الأعداء مهما كانت إمكانياتهم وجبروتهم وطغيانهم في ظل قيادة ” السيد القائد/ عبدالملك الحوثي.

واختتمت بشرى المؤيد حديثها بالقول: الاهتمام بهذا اليوم هو إحياء لمنهج الدين القويم وإحياء مبادئه وقيمه وأخلاقه ونهجه الصحيح.

نكبة وخسارة

فيما بدأت عبير الذاري- ناشطة ثقافية حديثها بالقول: عندما استشهد الإمام علي -عليه السلام- فقدت الأمة الدليل والمرشد الصحيح لدين الله بعد رسول الله، فالدين كله تمثل في أقواله وأفعاله وقد وضح لهم رسول الله ذلك في عدة مواقف وبين الإمام علي للأمة ذلك ولكنها تغافلت عن فضل الإمام علي وتخاذلت في حمايته والحفاظ عليه ولذلك يعتبر استشهاده مأساة للدين وللأمة غفلة وتغافل.

وأكدت الذاري أن علياً كان شاهداً في كل تفاصيل الدين القويم والحكمة والخير من كل قول وعمل في الدين فقد استقاه من نبعه الصافي فقد كان قريب من رسول الله صلي الله عليه وآله شاهد على كل تفاصيل الدين وعن السبب وراء شهادة الإمام علي ذكرت عبير أن السبب هو تغافل وغفلة الأمة عن قيمة ومكانة الإمام علي وانحرافها عن الرؤية الصحيحة للأمور، فوصل بها الحال لقتل أعظم شخص معرفة لدين الله وأفضلهم مكانة.

وفي سياق حديثها أوضحت الذاري ان هناك تحريفاً كبيراً لأحداث استشهاد الإمام علي والغاية من ذلك هي تشتيت الأمة عن معرفة ماهي الظروف والتوجهات التي أوصلت الأمة لقتل أعظم وأفضل شخص وبذلك الفعل تواصل انحطاط الأمة إلى أن وصلت إلى الذل والهوان الذي هي عليه الآن، فالأمة فقدت السراج المضيء والمرشد القويم والرشد في توجهاتها وفعلها فتحكم بها الباطل وتلبس بلباس الحق وأوصلها إلى أرذل وأهون مكانة بين الأمم وتواصل الانحراف إلى يومنا هذا.

انحراف وضلال

بدورها الناشطة الثقافية شيماء محمد عبدالله الوجيه ذكرت أن استشهاد الإمام علي -عليه السلام- يعتبر مأساة للدين، مأساة للأمة، لان سقوطه شهيدا لم يكن بسيف أعداء الإسلام أو في مواجهة معهم.. بل انه للأسف سقط شهيدا في عاصمة دولته، في باب محرابه، في فناء مسجده، وسط هذه الأمة، وبسيف محسوب عليها وبمؤامرات من قبل من أصبح فيما بعد خليفة المسلمين.

وأوضحت الوجيه أن هذا يدل على انحراف رهيب وقعت فيه الأمة، لأن تربية ومنهجية رسول الله صلى الله عليه وآله تخلق ساحة للعظماء وأمنا والتفافا حولهم.

شاهد وشهيد

وأشارت الوجيه إلى أن الامام علياً كان هو الشاهد على ما قدمه الإسلام من نماذج فقال تعالى(ويتلوه شاهد منه): يتلوه: يتبعه في انه على بينة من ربه، شاهد : بصدقه شهادة مبنية على بينة من ربه وهذا الشاهد هو الإمام علي ( ع ) جعله الله للنبي صلوات الله عليه وآله كما جعل هارون لموسى ردأ” يصدقه, ويدل على انه الشاهد قوله تعالى (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ).

فقد دل على ان علي هو من عنده علم الكتاب جملة وتفصيلا، اما دلالة الكفار على صدق شهادة علي (ع) فهي سلوكه في اتباع النبي صلى الله عليه وآله و جده في نصرته و صبره على تحمل الشدائد.

وأوضحت الوجيه أن استشهاد الإمام علي كان بسبب الانحراف الذي وقعت فيه الأمة عندما خالفت أوامر نبيها في امر ولاية الإمام علي.

وذكرت شيماء انه وفي موضوع الشهادة كان الإمام علي(ع) على علم عن رسول الله يوم اخبره ان لحيته ستخضب من دم رأسه، فكانت إجابته : (أفي سلامة من ديني؟؟ فلا أبالي، أوقعت على الموت أم وقع الموت علي)، وأوضحت أن الإمام علي كان حريصا على سلامة دينه، ولأنه سار على منهجية يفوز كل من سار عليها وهذا ما أراده الكثير من تحريف لأحداث استشهاده، لأنهم يريدون إلا نحرص على سلامة ديننا مهما واجهتنا من صعوبات، يريدون منا ان نضحي بديننا لتسلم لنا دنيانا.

ونوهت الوجيه إلى أن الأمة باستشهاد الإمام علي -عليه السلام-، وقعت في الضلال، وضاع الحق واستحكم الباطل، ليس فقط بجهود أهل الباطل، وإنما بقعود أهل الحق.

تذكر المأساة

وأكدت شيماء الوجيه على ضرورة إحياء هذه الذكرى وأن علينا ان نتذكر المأساة على هذه الأمة بفقد الإمام علي والشقاء الذي جلبه غيابه، ونفكر أيضا في ما جلبه من اقصوا عليا والقرآن الذي جاهد من أجله علي من شقاء للأمة وأن نرجع إلى ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في فضل علي، لندين بالولاء لعلي. فقد جعل رسول الله حب علي إيمانا وبغضه نفاقا, بل جعله قسيم الجنة والنار، قال صلوات الله عليه وآله: “يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق” ..

واختتمت شيماء الوجيه حديثها بالقول: اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا على نهج علي، وان يجعلنا من أولياء علي، أن نموت على سبيله صراطه، واسأل الله ان يجعلنا من شيعته ويحشرنا في زمرته.

ذكرى مؤلمة

من جانبها بدأت الأستاذة أمة الرحمن الحاكم حديثها قائلة: نحمد الله على الهداية والتبصير الذي تمنن الله به علينا أن عرفنا به من خلال كتابه، وعرفنا برسوله كذلك وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين من خلال كتابه وأعلام دينه، والحمد لله ان تمنن علينا بأعلام الهدى ربان السفن من أهل البيت لمن أراد أن ينجو في هذه الدنيا والآخرة بل ويفوز فوزا عظيما.

ثم تابعت الحاكم: في البداية نقول للمؤمنين شهر مبارك على الجميع وايام مباركة، ونعزي أنفسنا وقائدنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كما نعزي الأمتين العربية والإسلامية إزاء هذه الحادثة الحزينة والمؤلمة ذكرى استشهاد خليفة رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين، ونعزي كل المستضعفين في هذه الأرض.

وتواصل أمة الرحمن الحاكم: الشهيد القائد عندما اعتبر استشهاد الإمام علي مأساة للدين، لعدة أسباب منها:

-إنه عمود هذه الأمة بعد رسول الله صلوات الله عليه واله.

-إن استشهاده كان على أيادي محسوبة على الدين.

-إن الدين والناس خسرا شخصية عظيمة كان على يديه سيكون نصر وفوز هذه الأمة ولا سيما نصرة المستضعفين من الناس.

-إن قاتله يعتبر أشقى هذه الأمة بحديث ورد عن رسول الله صلوات الله عليه وآله، لأنه جلب الشقاء على هذه الأمة من ذلك اليوم إلى أن تقوم الساعة وضحايا هذه الأمة مستمرة بسببه.

-إنه ليس شخصا عاديا أن له عند الله ورسوله والمتقين من عباده المؤمنين مقاما وفضلا وكمالا كبيرا عند الله.

-إن الله اصطفاه اصطفاء ليكون خليفة رسول الله صلوات الله عليه وآله فكيف يجرؤون على قتل شخصية الله من اختارها لتكون علما شامخا للأمة بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله.

-إن المصيبة لا توصف على الدين وعلى الناس وإذا لم نتلاف أنفسنا في هذا الزمان فستكون المصيبة أكبر إذا لم نتول الإمام علياً- عليه السلام- كما أراد الله لنا ستحل علينا سنة الله التي وعدها عباده الظالمين والمنحرفين والمبتعدين عن نهج رسول الله صلوات الله عليه وآله.

إقصاء القرآن

وأوضحت انه لمعرفة ما يمثلة الإمام علي -عليه السلام- للأمة والدين ما علينا إلا ان نعود لكلام رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو الذي أنصف الإمام علياً بقوله (علي مع القرآن والقرآن مع علي)وقال(علي مع الحق والحق مع علي)، وذكرت أن الشهيد القائد قد تحدث موضحا لهذه الأحاديث وأنه عندما يقصى الإمام علي ففي الواقع أقصى القرآن معه على جنب، اليس هذا انحرافا كبيرا.

وأكدت الحاكم: أن الإمام علي كان يمثل هذه الأمة بزكائها وعظمتها وانها حقيقة خير أمة أخرجت للناس لو تقيدت بتوجيهات الله ورسوله وانقادت انقيادا كاملا وصادقا لما أمرها به ربها باتخاذ الإمام علي وليا بعد رسول الله صلوات الله عليه واله بقوله في كتابه العزيز.( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَـمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

وأشارت: إلى أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو في حجة الوداع، آخر حجة لرسول الله صلوات الله عليه وآله وعلى ضوئها امتثل رسول الله لتوجيهات ربه، لأن هذه الآية -كما وصفها الشهيد- آية ساخنة وقد تكون تهديداً لرسوله من عدم التبليغ لهذه الأمة، لذلك جمع الرسول كل الأمة التي ذهبت للحج في ذلك العام وكانوا ما يقارب مائة الف أو يزيدون وقام بالتبليغ بعد خطبة طويلة، مفادها أو خلاصتها ان تعود هذه الأمة إلى ربها وخوفها بمعصية الله وانحرافها عن هذا المسار الذي رسمه الله لها وبعد هذه الخطبة، أعلن عمّن يتولى بعده على هذه الأمة كما انه دعا الله على من يحيد أو ينحرف أو من يلتزم ويتبع بقوله (اللهم وآل من والاه وانصر من نصره واخذل من خذله وعاد من عاداه)، وهنا بارك له الصحابة ومنهم عمر الذي قال: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وهذه القصة مروية في كثير من الكتب حتى عند المخالفين ومعترفين بها ولكنهم حجبوها عن الناس خوفا من التفاف الناس حول الإمام علي/ عليه السلام.

وتقول أمة الرحمن الحاكم: إن استشهاد الإمام علي يعتبر مأساة حقيقية على هذه الأمة لأنها فقدت روحها وعزتها وعنفوانها بل فقدت كرامتها واهم من كل هذا فقدت دينها وفقدت رضوان الله عليها وباءت بسخطه وغضبه.

ونوهت الحاكم إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر الإمام علياً بقوله (ويتلوه شاهد منه) لأن الإمام علي -سلام الله عليه- يعتبر الشاهد الأول على عظمة الدين ورفعته ونوره الحقيقي وهو شاهد مشتق من رسول الله، يعرف قيمة الدين كما كان يعرفه رسول الله صلوات الله عليه وآله في ذلك الزمان وهو يعتبر شاهد صدق.

الحسد والغيرة

وعن السبب وراء استشهاد الإمام علي تقول الحاكم: لا نستطيع ان نقول إلا انه الحسد والغيرة كما تكلم بذلك الشيطان الرجيم بقوله (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).

وأردفت: إنه ومع ما يحدث من أهل الضلال والإضلال والكذب والتزوير للحقائق والتخويف للناس والترهيب لضعاف النفوس بهذا استطاعوا ان يكمموا أفواه الناس عن قول الحقيقة والصدع بها وكما قال الشهيد القائد “هل سلم الناس؟ أي هل أنقذهم ذلك الكتمان للحق، والبحث عن الهدوء؟ وبقولهم لا نريد سفكاً للدماء فهل سلموا سفك الدماء من ذلك اليوم وحتى اليوم. هل هدأ الناس؟ هل حصلوا على الراحة؟ هل سلم لهم دينهم أو حتى دنياهم أم انهم في صراع وسفك للدماء من ذلك اليوم وحتى اليوم. وقد قالها الشاعر المنصف صاحب الحس المرهف، عالي الوعي، راسخ الإيمان، الذي كان يملك القدرة على استقراء الأحداث، وتسلسل تبعاتها بقوله في بيت شعري صريح وواضح: “وكل مصاب نال آل محمد، فليس سوى يوم السقيفة جالبه”.

مؤامرة مدبرة

وأكدت الحاكم ان استشهاد الإمام علي -عليه السلام- لم يكن وليد لحظة قتله بل كما ذكر السيد حسين انه كان مدبرا تدبيرا محكما من يوم ان خالفوا فيه رسول الله وقالوا بالصوت العالي رغم أنهم بحضرة نبيهم: يكفينا كتاب الله ورسول الله في هذه اللحظة كان يريد ان يكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا لكنهم رفعوا أصواتهم بقولهم وكأنهم اعلم من رسول الله صلوات الله عليه وآله، “يكفينا كتاب الله”، خلاص أنت اسكت ونحن اعلم ماذا نقول لقوم كهؤلاء تنكروا حتى لرسولهم، وأغضبوه وقهروه وهو لهم الناصح الأمين، مات وهو حزين على أمته وخائف عليها أي مصيبة ستلحق بهذه الأمة وقد فعلوا ما فعلوا في حضرة نبيهم لم يتركوا له حرمته، بل انهم تجرأوا على ربهم، فأي إيمان بقي لهم؟

أما اعتبار الإمام علي استشهاده فوزا بقوله “فزت ورب الكعبة” فتقول الحاكم لأن الشهادة انتقال من عناء الدنيا إلى نعيم قال فيه رسول الله صلوات الله عليه واله (فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، يدرك الإمام علي قيمتها. وقد قال له رسول الله صلوات الله عليه وآله، “يا علي ستخضب هذه من هذا وأشار إلى لحيته الشريفة، إنها ستخضب من دماء رأسه”، فقال الإمام علي -عليه السلام- أفي سلامة من ديني يا رسول الله”، قال نعم، فقال: “إذاً لا أبالي أوقع الموت عليَّ أم وقعت عليه” وبهذا كان استشهاده بالنسبة لنفسه بشارة في تحقيق كلام رسول الله له لذلك أطلقها فرحا مستبشرا مسرورا (فزت ورب الكعبة).

تأثير سلبي

وتضيف الحاكم: ان تأثير هذا الحدث العظيم على الأمة العربية والإسلامية وحتى الأجنبية منها تأثير سلبي، لأن استشهاده وانتقاله إلى ربه أبعد عن هذه الأمة الفائدة والنعمة العظيمة التي كان يفترض ان تحصل عليها لو بقي في أوساطها وكانت ستدخل في دين ربها وتنجو من أهل الضلال والإضلال والكفر والشرك الذي بقيت عليه، لذلك نسمع ونشاهد أغلبية عباد الله بعيدين كل البعد عن الله وعن تشريعاته وقوانينه وذلك بسبب أهل الضلال الذين عملوا كل ما أمكن لإبعاد هذه الأمة عن الطريق التي فيها ذكر لرسول الله وأهل بيته، وعملوا على تشويه أهل البيت بشكل لا يتوقع وشغلوا كل ما أمكن من مكائن إعلامهم ودعاتهم وعلمائهم وفلاسفتهم ومحدثيهم للترويج وحرف الكلم عن مواضعه، بل استخدموا أحاديث الكذب والتزوير والإضلال للضحك على بسطاء الناس، بسطاء التفكير عديمي الوعي المبتعدين عن كتاب الله، المصابين بحالة اللا مبالاة تجاه دينهم ووطنهم وامتهم، عديمي الاستشعار للمسؤولية تجاه ما يسمعون من ظلم وويلات تجاه المستضعفين في اغلب البلدان العربية.

كما أكدت الحاكم ان الظلم الفظيع وغير العادي الذي تعيشه الأمة اليوم هو نوع من أنواع الأثر السلبي لاستشهاد هذه الهامة العظيمة قتل مظلوما والذي قابل ذلك بالحلم والحكمة تجاه من ظلموه وأقصوه واخذوا حقه باسم الدين، بل عمدوا إلى التفكير بقتله لأن في بقائه أثراً سلبياً عليهم لم يستحسنوه وأرادوا بقتله ان يقتلوا الإسلام ليضيع نهائيا، فكروا بهذه الطريقة الهابطة التفكير البويهيمي والذي قد اخذ الدروس الصعبة مرارا ولكنه لم يفهم وهكذا ديدنهم من ذلك اليوم إلى اليوم.

ومضت أمة الرحمن الحاكم تقول : إن الظلم والعدوان والإقصاء الذي يحدث في فلسطين أولا، ناهيك عن الدول العربية الأخرى ومنها العراق ولبنان واليمن سببه الرئيسي، لا نبالغ إن قلنا انه بدأ من يوم السقيفة وختموا ذلك، بل عمدوه بدماء إمام هذه الأمة وسيدها بعد رسول الله صلوات الله عليه واله.

إحياء للدين

وشددت الحاكم على أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- بالشكل المطلوب والذي يليق بهذه الذكرى، وقالت إننا بذلك نحيي شجاعته ونعيد للعالم نور الإسلام الحقيقي المتمثل في هذه الشخصية العظيمة التي هي نفس شخصية رسول الله العظيمة التي تدعو إلى تحرير هذا الإنسان من العبودية لغير الله ولو كلفها ان تستشهد مقابل ذلك مع الحفاظ على كتاب ربها وتفعيله في الميدان، والمحافظة على مقدساتها.

وتابعت الحاكم :ان أهمية إحياء هذه الذكرى الحزينة والمؤلمة تتمثل في أنها تنعش الناس وتعيدهم إلى دينهم الناصع العظيم الذي شوهته قوى الكفر والضلال عن طريق دعاتها المنتسبين اسما فقط للإسلام والمبطنين الكفر والإلحاد بربهم وخالقهم.

مؤكدة أن إحياء هذه الذكرى سيخلق في قلوب المؤمنين جرعة قوية خصوصا مع ما نعيشه من ظلم وعدوان قل نظيره في تاريخ هذه الأمة وبلغت اقصى ما يمكن من الظلم المتوحش الذي قوبل بالسكوت ممن هم مسلمون وعرب للأسف الشديد، وبالتالي إحياءها بالشكل الذي يليق بصاحبها سيخلق ثورة عظيمة لن تنتهي ضد الطغاة والمستكبرين سيما ونحن نعيش حالة الصراع مع أمريكا وإسرائيل الذين بلغ ظلمهم وتعنتهم أقصاه والذي لن يكسر شوكتهم إلا رجل من أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله وقد سمعنا جميعا ما قاله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- تجاه الحصار المفروض على أهلنا في غزة والذي  رغم الاتفاقية التي أبرمت وهي فك الحصار وتسليم الأسرى إلا أن اليهود نقضوا العهود كما هو معروف عنهم، عليهم غضب الله وسخطه، وسمعنا قائدنا -سلام الله عليه- وهو يعلن للجميع انه سيمهلهم أربعة أيام إن لم يفكوا الحصار عن إخواننا وأهلنا في غزة فإن اليمن سيعاود فرض الحصار على العدو الإسرائيلي عبر البحر وكررها مرتين لعلهم يفقهون.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله صلوات الله علیه واله رسول الله صلوات الله علیه وآله ذکرى استشهاد الإمام علی إحیاء هذه الذکرى سلام الله علیه قال رسول الله على هذه الأمة النبی الکریم من رسول الله من ذلک الیوم علیه السلام الله ورسوله السید حسین القرآن مع طریق الحق على یقین الأمة عن الأمة من وقعت فی عن منهج لم تعرف فی هذه من أهل ن الله مع علی إلى أن على من کان هو علی مع ما قال الله ل

إقرأ أيضاً:

ندوة بجامع معاذ بن جبل في تعز بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

يمانيون/ تعز أحيا قطاع الإرشاد ومكتب هيئة الأوقاف ووحدة العلماء والمتعلمين في محافظة تعز، مساء أمس، ندوة ثقافية توعوية بذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام 1446هـ.

في الندوة بجامع معاذ بن جبل التاريخي بالجند تحت شعار “الإمام علي .. حبه إيمان وبغضه نفاق”، بحضور وكيل المحافظة عبدالواسع الشمسي ومسؤول الوحدة الاجتماعية حامس الحباري وعدد من مدراء المكاتب المحلية، اعتبر مسؤول التخطيط والتنمية بالمحافظة محمد الوشلي، ذكرى استشهاد الإمام علي، محطة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من سيرته ونهجه وشجاعته وتضحيته من أجل الدعوة إلى الإسلام وإرساء دعائم الدولة الإسلامية.

وأشار إلى ما تعرض له الإمام علي من مؤامرات أدت إلى تفرق الأمة، وما يتعرض له اليمن اليوم يعد امتداداً لتلك المؤامرات، مؤكدًا إلى حاجة الأمة للعودة إلى عظمائها والاقتداء والتأسي بهم، محذراً من خطورة التفريط بالمبادئ التي ساروا عليها.

وثمن الوشلي موقف قائد الثورة وأبناء الشعب اليمني، المناصر للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى عظمة ما تحقق لليمنيين بمناصرتهم لأبناء غزة وفي مواجهتهم للعدوان الأمريكي.

وتطرق إلى محطات من سيرة الإمام علي عليه السلام ومواقفه وبطولاته في نصرة الدين الإسلامي وشجاعته وحكمته وزهده ومكانته لدى نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، داعيًا إلى تجسيد مواقف الإمام علي في مواجهة التحديات الراهنة وتعزيز الصمود والتلاحم خلال المرحلة الراهنة التي يواجه فيها الشعب اليمني أمريكا قائدة الإرهاب والاستكبار العالمي.

حضر الندوة كوكبة من العلماء وعدد من مدراء المديريات وشخصيات اجتماعية وعسكرية بالمديريات.

مقالات مشابهة

  • أمسية رمضانية في إب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • ندوة بجامع معاذ بن جبل في تعز بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسية رمضانية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية لرابطة علماء اليمن وهيئة الأوقاف بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية ثقافية في صعدة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • الهيئة النسائية بالبيضاء تنظم أمسية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام