متحف منتزه خليفة..شاهد يروي قصة أبوظبي عبر الزمن
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
يعد متحف منتزه خليفة شاهدًا يروي تاريخ أبوظبي عبر تسليط الضوء على المراحل التاريخية التي مرت بها الإمارة، مقدماً رؤية شاملة لمسيرتها عبر الزمن، من فترات الاستيطان الأولى إلى النهضة الحضارية التي تشهدها اليوم.
ويلتقي الزائر عند دخول المتحف، مع مُجسم بشري يُدعى "حامد"، وهو معلم يروي لطلابه قصة الحياة في أبوظبي باللغتين العربية والإنجليزية، ليُمهّد بذلك للرحلة التي تبدأ عبر عربات كهربائية تشبه "التلفريك" تضم 20 عربة، حيث تنطلق المغامرة فور الركوب بصوت الحاكي الذي يرحب باللهجة الإماراتية قائلاً: "حياالله الربع".
وتبدأ الجولة الأولى بتسليط الضوء على جوانب الحياة البحرية التراثية في أبوظبي، ومنها تفاصيل أنشطة الصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ وتجفيف الأسماك وبيعها، وهي مهن كانت تمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد البحري آنذاك، كما يعرض القسم أدوات بحرية تقليدية مثل الشباك والمجاديف، موثقًا أساليب الصيادين اليومية التي تشمل خياطة الشباك يدويًا وصناعة "القراقير" من سعف النخل إلى جانب بناء "المراكب" باستخدام السعف المربوط بالحبال.
حياة الباديةوقال علي الحفيتي، المتحدث باسم "متحف منتزه خليفة"، إن المتحف يُجسد مشاهد نابضة من "حياة البادية" في أبوظبي، حيث عاشت العائلات البدوية في بيوت الشعر التي حيكت بعناية من وبر الإبل وصوف الغنم وشعر الماعز، فكانت هذه البيوت رمزًا للترحال والتكيف مع الطبيعة، تُنصب بين الكثبان في مواطن الرعي، وتنتقل مع أصحابها انسجامًا مع تبدّل المواسم.
وأوضح أن هذه البيوت لم تكن مجرد مأوى، بل عكست نمط حياة متكاملًا، إذ قُسمت إلى جناحين، أحدهما مخصص للرجال، حيث تُقام المجالس وتُسكب القهوة في أجواء عامرة بالضيافة والكرم، والآخر للنساء، حيث تُعدّ الأطباق التقليدية بأدوات بسيطة، تحمل عبق الأصالة وروح التراث.
وأشار إلى أن وسيلة التنقل الأساسية في البيئة البدوية كانت "الجِمال"، التي استخدمت لعبور الصحراء نحو واحات العين وليوا، محملة بالمؤن والمواد الضرورية مثل الفحم والحطب والمواد الغذائية والسمك المجفف.
الإبل في الباديةوأضاف أن "الإبل" لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت شريان الحياة في البادية، فمن حليبها استمد البدو غذاءهم، ومن لحمها قوتهم، بينما شكل وبرها أساس صناعة بيوت الشعر وملابسهم، وحتى المواد العضوية المتحللة منها استُغلت وقوداً لإشعال النار.
من جانب آخر، يستعرض المتحف بداية "صناعة النحاس" في أبوظبي، حيث يضم قسماً يوثق أولى مراحل استخراج النحاس الخام من المناجم، وآخر يستعرض عمليات صهره وتنقيته وتحويله إلى معدن قابل للتشكيل عبر تقنيات الحرق والتصفية المتقدمة.
ويحتوي المتحف على قسم مخصص "لاستخراج البترول"، حيث يعرض مجسمات تفصيلية لعمال النفط أثناء عمليات التنقيب والاستخراج، بالإضافة إلى نماذج لأنابيب النقل التي تُعد شرايين حيوية لنقل النفط من مواقع الإنتاج إلى محطات التخزين والتكرير.
الهوية الإماراتيةويبرز المتحف ملامح التعليم القديم في أبوظبي بأسلوب يعكس الهوية الإماراتية وارتباط الأجيال بتراثهم، حيث يعيد إحياء مشاهد الصفوف الدراسية الأولى بطاولاتها الخشبية وكراسيها البسيطة، مع عرض الكتب والمجلدات التي نقلت المعارف والقيم. كما يجسد دور المعلم وهو يروي لطلابه قصص الأجداد، مستعرضًا حكايات البطولة والصمود التي غرست حب الوطن والاعتزاز بالهوية، ليعكس كيف امتزج التراث بالعلم في تجربة تعليمية شكلت أساسًا متينًا لبناء الأجيال وترسيخ القيم الوطنية. ويختتم الزوار جولتهم في المتحف بمشاهدة نقطة بداية التطور التي شهدتها عاصمة الإمارات -أبوظبي، من خلال مجسمات توضح التحولات العمرانية، مثل نافورة كورنيش أبوظبي والمباني الشامخة، بالإضافة إلى تطور المواصلات الحديثة والبنية التحتية، والطرق التي أصبحت معبدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أبوظبي الإمارات أبوظبي فی أبوظبی التی ت
إقرأ أيضاً:
«القفال» يروي قصة «الملحمة 34»
دبي (الاتحاد)
بدعم ورعاية كريمة من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ينطلق صباح الجمعة من جزيرة «صير بونعير» سباق القفال السنوي للمسافة الطويلة والمخصص للسفن الشراعية المحلية 60 قدماً.
ويحتفل السباق، الذي ينظمه نادي دبي الدولي للرياضات البحرية في عام المجتمع، ومع ختام فعاليات الموسم 2024-2025، بمرور 34 عاماً على انطلاقه عام 1991.
ويجمع السباق الكبير اليوم 118 سفينة على متنها أكثر من 2500 بحار، يتنافسون لنيل «ناموس» السباق مع رفع العلم الأخضر، وإعطاء اشارة البداية قبالة جزيرة «صير بونعير»، لينطلق السباق نحو خط النهاية في شواطئ جميرا، مروراً بنقطة عبور المرحلة الأولى قبالة جزيرة القمر لمسافة تزيد على 50 ميلاً بحرياً.
وأكملت اللجنة العليا المنظمة للسباق، برئاسة أحمد سعيد بن مسحار، رئيس مجلس إدارة نادي دبي الدولي للرياضات البحرية كافة الترتيبات لإنجاح التظاهرة، بالتنسيق مع شركاء النجاح من الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الوطنية، حيث وصلت قافلة النادي مبكراً إلى مكان الانطلاقة، واستقبلت طلائع السفن المشاركة في السباق، وأنجزت إجراءات المشاركة عبر الفحص الفني وفحص السلامة.
وقال محمد عبدالله حارب الفلاحي، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، عضو اللجنة العليا المنظمة للسباق، إن جميع اللجان المعاونة والفرعية وصلت إلى جزيرة «صير بونعير»، في انتظار بداية السباق، مؤكداً أن الجميع في قمة الحماس لخوض التحدي الخاص والصعب على لقب النسخة الرابعة والثلاثين، وظهر ذلك في الإقبال على المشاركة في التسجيل للسباق، والذي يشهد مشاركة 118 سفينة.
وأشار الفلاحي إلى أن اللجنة العليا المنظمة تراقب التقارير الخاصة بحالة البحر، وسرعات الرياح، والتي يُبنى على ضوئها تحديد موعد الانطلاقة، مؤكداً أنه يهمهم في المقام الأول سلامة وأمن المشاركين في جميع مراحل السباق.
وأكد مروان عبدالله المرزوقي نوخذة السفينة «زلزال 25» التي تملك 3 القاب في سجل السباق، وبطل الجولتين الثانية والثالثة من بطولة دبي هذا الموسم، أن سباق القفال يعد مدرسة متفردة صنعت أجيالاً توارثت حب الرياضات البحرية، ومضت في المحافظة على الصور الجميلة لماضي الآباء والأجداد.