الطائفية في العراق: من أداة تعبوية إلى مادة انتخابية
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
22 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تشهد الساحة السياسية العراقية ارتفاعًا ملحوظًا في خطاب الكراهية والطائفية، حيث يتزامن هذا التصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، مما يثير مخاوف من تحوله إلى أداة لجذب الأصوات.
ويأتي هذا التوتر في ظل تصريحات نارية من رموز سياسية بارزة، مثل تلك التي أطلقها رئيس مجلس النواب حول تهديدات بقطع مياه دجلة والفرات، إلى جانب دعوات من زعامات شيعية لاحتكار نفط الجنوب، ما يصب الزيت على نار الانقسامات المذهبية.
يربط المراقبون هذا التصعيد بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حيث أدى ذلك إلى تعزيز الخطاب المذهبي المتأثر بالتطورات الإقليمية.
ويغذي الخطاب السوري المحمل بالتوجهات الطائفية نظيره في العراق، مما يعمق الهوة بين المكونات الاجتماعية.
ويرى المحللون أن هذا الارتباط ليس وليد اللحظة، بل يعكس ديناميكيات إقليمية تؤثر على استقرار العراق منذ سنوات، حيث يستغل السياسيون هذه الأزمات لتعبئة قواعدهم الشعبية.
يعود تاريخ السجالات الطائفية في العراق إلى عقود مضت، لكنها تفاقمت بشكل كبير بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حين شهد البلد حروبًا طائفية دامية بين 2006 و2008 أودت بحياة الآلاف. وتكرر هذا النمط خلال الحرب ضد تنظيم “داعش” بين 2014 و2017، حيث استُخدم الخطاب المذهبي كأداة تعبوية.
ويلاحظ المراقبون أن هذه الفترات شهدت نجاحًا انتخابيًا للقوى التي اعتمدت الطائفية كمادة لاستقطاب الناخبين، مما يعزز استمرار هذا النهج حتى اليوم.
يحذر عضو مجلس النواب نايف الشمري، في تصريح من مخاطر هذا الخطاب، مشيرًا إلى أنه يتحول إلى مادة انتخابية تهدد السلم الاجتماعي. وينعكس هذا القلق في منشورات على منصة “إكس”، حيث كتب المغرد @FORAT_KHORSHEED أن “السياسيين الانتهازيين يستغلون الأوضاع المتوترة”، مضيفًا أن تهديدات مثل السيطرة على النفط أو قطع المياه تُطلق لإثارة الفتنة.
تكشف هذه التطورات عن فشل الديمقراطية العراقية في كبح جماح الطائفية والمناطقية كمنهج سياسي وإعلامي، فبدلاً من تقديم برامج وطنية شاملة، تلجأ العديد من الأحزاب إلى استهداف قواعدها الإقليمية والمذهبية، مما يعزز الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة.
ويبرز هذا النمط بوضوح في الانتخابات السابقة، مثل انتخابات 2005 و2014، حيث سجلت الأحزاب المعتمدة على الخطاب الطائفي نسب تصويت مرتفعة وصلت إلى 60% في بعض المناطق، حسب تقارير مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية.
يؤكد المراقبون أن الحل يكمن في فرض تشريعات صارمة لتجريم خطاب الكراهية، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية. لكن التحدي الأكبر يبقى في غياب إرادة سياسية حقيقية لتجاوز المنهج الطائفي، خاصة مع استمرار الاعتماد عليه كمصدر للشرعية الانتخابية.
ودعا رئيس البرلمان محمود المشهداني، الجمعة، الى تشريع قانون يجرم الطائفية في العراق، مع إغلاق وحجب وإزالة الصفحات والمنشورات والفيديوهات والتسجيلات التي تدعو للطائفية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
مستقبل العراق تحت الضغط الأمريكي: بين الدبلوماسية والحرب
20 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تتجه الأنظار نحو العراق كساحة رئيسية للصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وإيران.
ووفق معلومات، تعتبر واشنطن، بغداد، مفتاحاً استراتيجياً للتأثير على طهران، سواء عبر الدبلوماسية أو الضغط العسكري ما يدفعها الى تفكيك الفصائل المسلحة المدعومة من إيران كجزء من استراتيجيتها لإعادة تشكيل المشهد السياسي العراقي.
ويرى تحليل إن “واشنطن ترى في العراق بوابة لكبح جماح طهران، خاصة مع وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يركز بشكل أكبر على هذا الملف”.
وذكرت مواطنة من بغداد، فاطمة محمد، في تدوينة على فيسبوك أن “الناس هنا يشعرون بالقلق من أن يصبح العراق ساحة حرب مرة أخرى”.
وفي تغريدة على منصة إكس، كتب أحد المغردين: “ترامب سيضغط على العراق للانفصال عن إيران، لكن الفصائل لن تستسلم بسهولة، والنتيجة قد تكون فوضى شاملة”.
من جانب آخر، تشير إحصاءات حديثة إلى أن الفصائل تسيطر على ما يقارب 30% من الأراضي العراقية المتاخمة للحدود مع إيران وسوريا، وتمتلك ترسانة تضم أكثر من 50 ألف مقاتل، وفقاً لتقديرات مركز دراسات أمنية في بغداد لعام 2024.
وتحدث علاء حسن في تغريدة على منصة اكس: “نعيش تحت تهديد مستمر، فإما أن نكون مع إيران أو مع أمريكا، ولا خيار ثالث” فيما أفاد الباحث الدكتور أحمد الجبوري، أن “الضغوط الأمريكية قد تدفع الفصائل إلى تصعيد عملياتها ضد القوات الأمريكية، مما يزيد من مخاطر الانزلاق إلى نزاع مفتوح”.
وذكرت آراء خبراء أن ترامب قد يتبنى سياسة “الضغط الأقصى” ليس فقط على إيران، بل على العراق أيضاً، لضمان خروجه من محور المقاومة.
ويتوقع المحللون أن تشهد الأشهر المقبلة تصعيداً دبلوماسياً وعسكرياً، خاصة إذا نجحت إدارة ترامب في تسوية الملف الإيراني عبر مفاوضات أو مواجهة مباشرة.
وتحدثت مصادر عن احتمال فرض عقوبات على مسؤولين عراقيين متهمين بتسهيل الدعم الإيراني، مما قد يعمق الأزمة الداخلية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts