هآرتس: الحكومة الإسرائيلية تخلق واقعا مقلوبا وعبثيا
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
وصفت صحيفة هآرتس الواقع الحالي في إسرائيل بأنه مقلوب وغارق في العبثية، من تنظيم مؤتمر يضم ممثلين من اليمين المتطرف لمواجهة معاداة السامية، إلى استئناف الحرب في غزة وسط تجاهل للدمار والضحايا الأبرياء، كأن السياسات الإسرائيلية تسير في اتجاه معاكس للبديهيات الإنسانية والمنطق السياسي.
واستغربت الصحيفة -في تحليل بقلم الكاتبة كارولينا لاندسمان- أن يدعو وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي ممثلين عن أحزاب اليمين المتطرف من جميع أنحاء العالم لمؤتمر لمكافحة معاداة السامية، مما أثار استياء واسعا وجعل شخصيات بارزة مثل الحاخام الأكبر في بريطانيا والرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير يستنكفون عن الحضور ويقاطعون المؤتمر.
والأغرب -حسب الصحيفة- هو أن العدو الحقيقي بدا أنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لأنه تجرأ أن يكتب على منصة إكس أنه "مصدوم من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة"، ليرد عليه متحدث باسم وزارة الخارجية بالقول "نحن نشعر بالصدمة لأنك يا أنطونيو غوتيريش أنت الأمين العام للأمم المتحدة".
ورأت الكاتبة أن استئناف الحرب جاء تجسيدا للعبثية، إذ انتهكت إسرائيل علنا اتفاق تحرير المحتجزين، لتستأنف الحرب، ظاهريا لتحريرهم، مع أن ذلك سيكلفهم حياتهم كما لا ينكر الجيش، خاصة أن نحو 40 محتجزا إسرائيليا لقوا حتفهم في غزة قبل أن "تفتح إسرائيل أبواب الجحيم".
إعلانوذكرت الكاتبة أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي كان تعيينه -حسب الصحيفة- مثالا آخر على العبث، هدد قائلا "إذا لم يُفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين ولم تطرد (حركة المقاومة الإسلامية) حماس من غزة، ستتصرف إسرائيل بعنف لم تشهدوه من قبل"، وهو ما ترجمته الصحيفة بأنه يعني "إذا لم يُفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين فستقتلهم إسرائيل".
وأخيرا، رأت الصحيفة في مقتل النساء والأطفال والرضع كل اللامبالاة تجاه حجم الموت والدمار في غزة خلال الحرب، إذ صنف كاتس المدنيين في غزة كأهداف، وقال يخاطبهم مباشرة "يا سكان غزة، ما سيأتي بعد ذلك سيكون أسوأ بكثير، وستدفعون الثمن كاملا".
وشرحت الصحيفة ذلك بأنه يعني "أعيدوا الرهائن وأطيحوا بحماس، وعندئذ ستُفتح أمامكم خيارات أخرى، بما فيها الرحيل إلى أي مكان آخر في العالم لمن يرغب، وإلا فالبديل هو الدمار الشامل".
وفي واقعٍ غير مقلوب -كما تتصوره الصحيفة- لن يشمل مؤتمر لمكافحة معاداة السامية اليمين المتطرف، وسينادي المناضلون من أجل الديمقراطية الليبرالية بإنهاء الحرب ويصرخون "كفى" لقتل الأبرياء، وستتوقف الحكومة عن إقالة حراس البوابة، وتبدأ في إقالة نفسها.
وبناء على ذلك، فإن نهاية عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الشرط الضروري لإعادة ضبط الضمير الإسرائيلي، ولكن حتى ذلك الحين علينا أن نتعامل مع السخافة التي تحيط بنا كضوء أحمر وامض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
صداع داخل المؤسسة الإسرائيلية: 250 من رجال الموساد ضد الحرب علي غزة
شهدت مدينة القدس المحتلة مساء اليوم مظاهرة غاضبة أمام منزل رون ديرمر، رئيس فريق المفاوضات الإسرائيلي، حيث طالب المحتجون باستقالته، محملين إياه مسئولية فشل مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، وسط تصاعد الضغوط الشعبية والداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، رفع المتظاهرون شعارات تُدين أداء ديرمر في ملف المفاوضات، في وقت اتهمته والدة الأسير الإسرائيلي في غزة، ميتان تسينغاوكر، بتعمد عرقلة أي تقدم. وقالت في تصريحات نقلتها الصحف العبرية: "رون ديرمر انضم إلى فريق المفاوضات من أجل إحباطها. مهمته دفن الرهائن في خضم الحرب وكسب الوقت حتى لا يبقى من ننقذه."
وفي تطور لافت، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن 250 من عناصر وقادة الموساد الإسرائيلي السابقين وقعوا على عريضة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وإعطاء الأولوية لاستعادة الأسرى.
وتعكس العريضة، بحسب مراقبين، تحولاً كبيراً في مواقف نخبة أمنية لطالما عُرفت بتشددها، ما يشير إلى عمق الانقسام داخل المؤسسات الإسرائيلية حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في القطاع.
في سياق متصل، جدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفضه المطلق للدعوات الدولية لإقامة دولة فلسطينية، منتقداً بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال نتنياهو: "ماكرون مخطئ بشدة حين يواصل الترويج لفكرة دولة فلسطينية في قلب وطننا لا تطمح إلا إلى تدميرنا. لن نعرض وجودنا للخطر بسبب أوهام منفصلة عن الواقع."
وأضاف: "لن نقبل دروساً في الأخلاق تدعونا لإقامة دولة فلسطينية ممن يعارضون استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة."
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023، وما خلفه من أزمة إنسانية غير مسبوقة، فيما تتزايد الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية تضمن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.