أول عملية زرع في الدماغ والعمود الفقري لدى مصابين بالشلل
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
اعتُبر الشلل الناتج عن إصابات النخاع الشوكي حالةً لا رجعة فيها، وحتى واجهات الدماغ والحاسوب المتطورة، كتلك التي طورتها شركة نيورالينك التابعة لإيلون ماسك، تفترض أن الأطراف المشلولة لا يمكن علاجها، لكن تجربة سريرية رائدة في الصين طعنت في هذه الفكرة.
ووفق "إنترستينغ إنجينيرينغ"، نجح باحثون في جامعة فودان بشانغهاي بتمكين أربعة مرضى مشلولين من استعادة السيطرة على أرجلهم بعد ساعات فقط من خضوعهم لجراحة طفيفة.
وتضمنت التجربة زرع شرائح أقطاب كهربائية في كل من الدماغ والحبل الشوكي، مما أعاد مسارات الاتصال التي فُقدت بسبب الإصابة.
وكانت النتائج مذهلة، ففي غضون 24 ساعة، تمكن المرضى من تحريك أرجلهم مرة أخرى، وفي غضون أسابيع، تمكنوا من المشي بشكل مستقل، حتى أن بعضهم أفاد باستعادة الإحساس العصبي.
تجاوزٌ عصبيٌّ لواجهة الدماغ والحبل الشوكي يتغلب على الشلل
على عكس واجهات الدماغ والحبل الشوكي التقليدية، التي تعتمد على أجهزة كمبيوتر خارجية للتحكم في الحركة، تعمل واجهة الدماغ والحبل الشوكي التي ابتكرها الفريق الصيني عن طريق تحفيز الأعصاب الخاملة مباشرةً.
و تُعرف هذه العملية باسم "إعادة تشكيل الأعصاب"، وتُتيح للجهاز العصبي إعادة توصيل نفسه، مما قد يُلغي الحاجة إلى أجهزة مساعدة مدى الحياة.
وشرح الباحث الرئيسي جيا فومين، من معهد فودان لأبحاث علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الشبيه بالدماغ، أهمية هذا الإنجاز، وقال جيا، نقلاً عن موقع الجامعة الإلكتروني: "في الماضي، كان الجميع على دراية بالمعدات الطبية المتطورة من الخارج، لكننا الآن دخلنا مرحلةً جديدةً، محققين أول جيل جديد في العالم من حلول أنظمة واجهة الدماغ والحبل الشوكي الأصلية".
وتتضمن العملية زرع شريحتين كهربائيتين صغيرتين - قطر كل منهما حوالي 1 مم - في القشرة الحركية للدماغ، وتجمع هذه الرقائق الدماغية الشوكية الإشارات العصبية وتفكّ شفرتها، ثم ترسل تحفيزاً كهربائياً دقيقاً إلى جذور الأعصاب الشوكية، مما يُنشئ اتصالا مباشراً بين الدماغ والعضلات المشلولة.
أول متطوع
وخضع أول متطوع، وهو رجل يبلغ من العمر 34 عاماً أُصيب بشلل نصفي بعد سقوط، لعملية جراحية في 8 يناير (كانون الثاني)، وفي غضون 24 ساعة، تمكن من رفع ساقيه، وبحلول اليوم الرابع عشر، كان يتخطى العوائق ويمشي لمسافة تزيد عن 16 قدماً (خمسة أمتار) باستخدام مساعدة، وخضع 3 مرضى آخرين لعمليات جراحية في فبراير (شباط) ومارس (آذار)، وقد أظهر جميعهم تعافياً ملحوظاً في غضون أسابيع.
تعافي أسرع
ومقارنةً بالأبحاث السابقة أظهرت الأبحاث السابقة حول إعادة تشكيل الأعصاب، بما في ذلك الدراسات التي أُجريت في سويسرا، تأثيرات مماثلة، ولكن بعد 6 أشهر، وقد قلّص النهج الصيني هذا الإطار الزمني بشكل كبير إلى أسبوعين فقط، مما يشير إلى طريقة أكثر فعالية مع الحد الأدنى من الضرر الجراحي.
ذلك و قدمت زيارة المتابعة الأولى للمريض في أواخر فبراير دليلاً إضافياً على فعالية الإجراء.
أشعر بدفء
وأفاد المريض قائلاً: "أشعر بدفء وتعرق في قدميّ، وأشعر بوخز، عندما أقف، أشعر بانقباض عضلات ساقيّ".
كما استعاد إحساساً يُشير إلى حاجته لاستخدام المرحاض، مما يُشير إلى استعادة أعمق للأعصاب. وطُوّرت جميع الأجهزة الطبية المستخدمة في هذه الجراحات في الصين، مما يُمثل خطوة مهمة في تقدم البلاد في مجال تكنولوجيا الأعصاب.
ومع وجود 3.74 مليون مريض بإصابات الحبل الشوكي في الصين و90 ألف حالة جديدة سنوياً، يُمكن أن يكون تأثير هذه التكنولوجيا هائلاً.
وقال جيا، وفقاً لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: "إذا زرعنا وصلة نخاعية ودمجناها مع تدريب إعادة تأهيل لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، يُمكن إعادة توصيل أعصاب المريض وإعادة تشكيلها، في النهاية، قد نُحرر المرضى من الاعتماد على الأجهزة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشلل فی غضون
إقرأ أيضاً:
اكتشاف طبي يربط بين السكري وتلف الأعصاب… ما الحقيقة؟
شمسان بوست / متابعات:
كشفت دراسة حديثة أن داء السكري من النوع الثاني قد يؤثر في منطقة بالدماغ مسؤولة عن تنظيم المشاعر المرتبطة بالمكافآت، وقد يفتح هذا الاكتشاف أبوابا جديدة لفهم العلاقة بين السكري وبعض الاضطرابات النفسية والعصبية مثل اضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نيفادا في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مارس/آذار الحالي في مجلة علوم الأعصاب (JNeurosci)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
واستخدم الباحثون في هذه الدراسة فئرانا مصابة بالسكري من النوع الثاني لاستكشاف ما إذا كان داء السكري يؤثر في نشاط القشرة الحزامية الأمامية (anterior cingulate cortex) في الدماغ وسلوكها. وضع الباحثون الفئران في متاهة تتطلب جهدا عقليا لحلها والوصول للمكان الذي وضع فيه الطعام.
وبينما كانت جميع الفئران تسعى للحصول على المكافآت، لاحظ الباحثون أن الفئران المصابة بالسكري لم تبقَ في المكان الذي حصلت فيه على المكافأة مدة طويلة، بعكس الفئران السليمة التي كانت تبقى مدة أطول في المكان نفسه. وهذا يشير إلى أن الفئران المصابة لم يكن لديها الحافز ذاته للبقاء في المكان الذي ارتبط بالحصول على المكافأة.
وكشف الباحثون أن هذا قد يعود إلى ضعف الاتصال بين الحُصين (Hippocampus)، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن الذاكرة المكانية، والقشرة الحزامية الأمامية. هذا الضعف في الاتصال يمكن أن يسهم في حدوث ضعف إدراكي خفيف في حالة الإصابة بالسكري، وهو ما يحدث في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر.
يقول جيمس هايمان، الباحث في قسم علم النفس في جامعة نيفادا وأحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة، “هذا قد يفسّر لماذا يكون مرضى السكري من النوع الثاني أكثر عرضة لمشكلات في الذاكرة أو المزاج، بل ربما بداية مبكرة لتغيرات شبيهة بألزهايمر”.
ويضيف “نعتقد أن الحُصين يخبر الفأر بمكانه في المتاهة، في حين أن القشرة الحزامية الأمامية تحدد له أنه حصل على مكافأة. من المفترض أن تتكامل هذه المعلومات معا لتجعل الفأر يتذكر أنه كان في مكان مميز ومكافئ، ولكن هذا لا يحدث مع الفئران المصابة بمرض السكري من النوع الثاني”.
ووفقا للباحثين، قد يكون من المفيد استكشاف هذا الارتباط (بين الحُصين والقشرة الحزامية الأمامية) لتطوير علاجات جديدة لاضطرابات المزاج المرتبطة بالقشرة الحزامية الأمامية.
المصدر : يوريك ألرت