هل اقترب عصر الاقتصاد الذهبي لدى ترامب؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
بعد أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يومه الأول بالبيت الأبيض ببدء "عصر ذهبي" للاقتصاد الأميركي، يبدو أن هذا الوعد سيستغرق وقتا أطول بكثير مما وعد به خلال حملته الانتخابية.
ووفقا لتقرير مطوّل نشرته وكالة بلومبيرغ، بدأ مسؤولو إدارته بالتراجع عن توقّعات التفاؤل السريع، مشيرين إلى أن التحوّل الاقتصادي قد يحتاج إلى "ستة أشهر إلى سنة" على الأقل حتى تظهر نتائجه.
وقال ترامب، في مقابلة إذاعية مع فوكس نيوز في فبراير/شباط الماضي، "بايدن دمّر بلدنا وسنحتاج إلى وقت لإصلاح ما فعله". وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن "البلاد لا تزال تعاني من آثار بايدنفلايشن"، في حين رأى وزير التجارة هوارد لوتنيك أن تأثير ترامب الكامل لن يظهر قبل الربع الأخير من العام الحالي.
لكن ما يعقّد الوضع هو ارتباط المخاطر الاقتصادية المتزايدة -من تباطؤ النمو إلى احتمالات الركود وحتى الركود التضخمي- بسياسات ترامب نفسها، وتحديدا موجة الرسوم الجمركية الجديدة التي يُفترض أن تبدأ في الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
ويرى اقتصاديون أن تقلبات سياسة ترامب التجارية، خصوصا الرسوم الجمركية العشوائية، تُعد من أبرز أسباب تراجع ثقة المستهلكين. وسجلت بيانات جامعة ميشيغان انخفاضا حادا في مؤشرات الثقة، مع قفزة في توقعات التضخم لأجل طويل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1993.
إعلانوقد انعكس هذا القلق في الأسواق أيضا، حيث شهدت وول ستريت خسائر تقدّر بـ5 تريليونات دولار. ووفق استطلاع "إن بي سي نيوز"، فإن غالبية الناخبين المسجلين يعارضون طريقة ترامب في إدارة الاقتصاد وتكلفة المعيشة.
وقالت كيمبرلي كلاوسنغ، المسؤولة السابقة في وزارة الخزانة تحت إدارة بايدن، في حديث لبلومبيرغ "الإدارة الحالية تتحمّل مسؤولية هذه الفوضى منذ اللحظة التي بدأت فيها بإطلاق التهديدات الجمركية".
ترامب يطالب الفدرالي بالتدخلوفي محاولة لصرف الانتباه عن التدهور الاقتصادي، نشر ترامب مساء أمس الخميس عبر منصته "تروث سوشيال": أسعار البيض والبنزين انخفضت بشكل كبير.. إذا قام الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة سيكون ذلك رائعا!!!
لكن رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول لم يبدِ حماسة لهذه الدعوة، محذّرا من أن الرسوم الجمركية قد تعرقل جهود السيطرة على التضخم، وقال "بدأ التضخم بالارتفاع، ونعتقد أن الرسوم الجمركية أحد الأسباب، وقد تؤخّر التقدّم".
من يتملك الاقتصاد الحالي؟ورغم محاولات ترامب التنصّل من التباطؤ الاقتصادي، فإن مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي ومبيعات التجزئة تشير إلى ضعف ملحوظ، في حين أن بعض المؤشرات -مثل إنتاج المصانع- شهدت ارتفاعا طفيفا، وفسّرها البيت الأبيض بأنها نتيجة لما وصفوه بـ"إعادة التصنيع المحلي"، إلا أن محللين رأوا أنها مجرد خطوة استباقية لتجنب الرسوم الجديدة.
وفي هذا السياق، قال ستيفن ميران رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة ترامب "لا يمكن الحكم على الاقتصاد من حيث الزمن، بل من حيث تنفيذ السياسات".
وتحاول إدارة ترامب التعجيل بإقرار سلسلة تخفيضات ضريبية جديدة لتخفيف أثر الرسوم، تشمل إعفاءات على الدخل الإضافي، والبقشيش (المكافأة)، ومدفوعات الضمان الاجتماعي.
إعلانلكن تقريرا من مكتب الميزانية في الكونغرس خلص إلى أن الأثر التحفيزي الأكبر يظل لتخفيضات ضرائب الشركات، وليس للأفراد.
وحذّرت الخبيرة الاقتصادية ستيفاني روث من مخاطر السياسات الحالية قائلة "الرسوم الجمركية تمثل مخاطرة حقيقية بركود تضخمي، وتكاد تلتهم أي فوائد محتملة من إصلاحات ضريبية لاحقة".
أما مستشار البيت الأبيض السابق بيتر نافارو، فقال إن الرسوم لن تكون تضخمية إلا إذا طُبقت لفترات طويلة، مشيرا إلى أن "ترامب يستخدمها فقط لأغراض التفاوض".
ورغم محاولات ترامب وفريقه تبرير التباطؤ الاقتصادي والتضخم بتحميل الإدارة السابقة المسؤولية، فإن المؤشرات الحالية توحي بأن الاقتصاد الأميركي، الذي وعد الرئيس بتحقيق "معجزة اقتصادية" فيه، قد يواجه اضطرابات أطول وأعمق مما توقّعه الناخبون، مما يترك الباب مفتوحا أمام انتقادات الخصوم السياسيين في العام الانتخابي القادم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
الذهب في إنخفاض بعد منح ترامب استثناءات من الرسوم الجمركية
إنخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين بعد أن بلغت ارتفاعا قياسيا في وقت سابق من الجلسة مع انحسار التوترات التجارية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي من الرسوم الجمركية الأمريكية المضادة.
وبحلول الساعة 0329 بتوقيت جرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 3232.45 دولار للأوقية (الأونصة)،فيما بلغ الذهب ارتفاعا قياسيا عند 3245.42 دولار للأوقية في وقت سابق يوم الاثنين.
كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 3248.20 دولار للأوقية.
اذ ساعد انخفاض الدولار في دعم الذهب، لكن أنباء استثناء سلع تكنولوجية من الرسوم الجمركية رفعت شهية المخاطرة وتسببت في تراجع الطلب على الملاذات الآمنة. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة كيه.سي.إم تريد "أدى هذا إلى افتقار الذهب إلى اتجاه واضح".
حيث أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة عن استثناءات من الرسوم الجمركية المضادة الباهظة, إلا أن ترامب شدد يوم الأحد على رسالة إدارته الأخيرة بأن استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية المتبادلة على الصين سيكون قصير الأمد.
وقال ووترر "الدراما التجارية والتعريفات الجمركية المستمرة خلقت مستويات أعلى من التقلب والضبابية في الأسواق المالية، وفي مثل هذه البيئة قد يتجه سعر الذهب نحو 3300 دولار في الأمد القريب إذا استمر ضعف الدولار".
فيما وصلت أسعار الذهب يوم الجمعة فوق مستوى 3200 دولار للأوقية للمرة الأولى مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية.
ورفع جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأوقية من 3300 دولار، مشيرا إلى طلب أقوى من المتوقع من البنوك المركزية وتعزيز تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية بأكثر من واحد بالمئة إلى 31.91 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 0.6 بالمئة إلى 948.45 دولار للأوقية. وارتفع البلاديوم 0.8 بالمئة إلى 922.98 دولار للأوقية.
كلمات دالة:أسعار الذهبالعقود الأمريكية الآجلةالصينالرسوم الجمركيةانخفاض الدولارالأسواق العالميةالتعريفات الجمركيةالفضةدونالد ترامب© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن