هبوط الهند على القمر.. هل يعكس إخفاقات روسيا؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الدول تنشئ وتواصل ابتكاراتها في برامج الفضاء المدنية، إذ يأمل البعض في تعزيز جهود المدنية في العلوم والتكنولوجيا، بينما يسعى آخرون إلى توسيع القوة العاملة التقنية، ولا يزال آخرون يبحثون عن طريقة لتحفيز الجيل القادم من العمال الشباب.
ومع ذلك، منذ فجر سباق الفضاء، كان الدافع الأكبر حتى الآن هو تعزيز الشعور بالهيبة الوطنية، في الداخل وعلى الصعيد الدولي.
وبحسب تقرير للخبير والكاتب ليروي تشياو، فهذا إنجاز كبير لبرنامج الفضاء الناشئ، الذي حقق تقدماً مطرداً على مر السنين، حيث أظهرت دلهي أنها ملتزمة القيام باستثمارات كبيرة في جهود استكشاف الفضاء.وفي فجر عصر الفضاء. يقول تشياو في مقال على شبكة "سي إن إن"، ضرب الاتحاد السوفيتي، الذي فهم جيداً كيف يمكن لبرنامج فضائي ناجح أن يعزز مكانته على المسرح الوطني، أولاً بإطلاق "سبوتنيك"، أول قمر صناعي في 1957.
صواريخ نووية
فعلى الرغم من أنه لم يرسل سوى إشارة صفير بسيطة، إلا أن الآثار المترتبة على الإطلاق كانت ضخمة، إذ يمكن للاتحاد السوفيتي الآن ضرب أعدائه، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالصواريخ النووية. اتبعت موسكو هذا الاختراق مع الآخرين، بما في ذلك أول حيوان في المدار (الكلب لايكا في عام 1957) وأول إنسان في الفضاء (يوري غاغارين في 1961).
وبينما كما حققت روسيا تحقق نجاحاً بعد نجاح في الفضاء كانت أمريكا في حالة من الذعر، إذ كان ينظر إلى السباق إلى الفضاء على أنه حرب بقاء تقريبا، حرب لا يمكننا تحمل خسارتها، كما يقول تشياو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائد الأحدث في سلسلة طويلة من القادة الذين يحاولون استخدام مشروع فضائي ناجح ليعكس عظمة بلاده. حيث كان بوتين يأمل هذا الأسبوع أن يستلقي في وهج الهبوط الناجح لمركبة القمر لونا -25 الروسية.
للحصول على تأثير إضافي، حدد الرئيس الروسي الذي كان في أمس الحاجة إلى الفوز بمكانة وطنية توقيت المهمة القمرية قبل أيام فقط من رحلة إلى القمر بواسطة المركبة الهندية المنافسة، المركبة الفضائية شاندرايان -3.
فازت روسيا بالسباق لكنها خسرت المباراة، كما يقول تشياو، حيث تسبب عطل في تحطم لونا 25 بدلاً من ملامستها للأرض الناعمة على سطح القمر. ولو كانت مهمتها ناجحة، لوصفت لونا -25 بلا شك بأنها "دليل" على أن روسيا لا تزال أمة عظيمة، على الرغم من نكساتها في حربها في أوكرانيا.
ويشير الكاتب إلى أنه إذا كانت برامج الفضاء هذه مرايا للعظمة بالنسبة للدول، فمن المثير للاهتمام فحصها عن كثب. ففي القمة، نجد برامج آسيا، وأبرزها الصين والهند.
طور البلدان محركات صواريخ متطورة وقاذفات ومركبات فضائية. كلاهما يشغل عدة مجموعات من الأقمار الصناعية للاتصالات وتصوير الأرض والاستشعار عن بعد، والصين لديها كوكبة الأقمار الصناعية للملاحة الخاصة بها.
Historic day for India's space sector. Congratulations to @isro for the remarkable success of Chandrayaan-3 lunar mission. https://t.co/F1UrgJklfp
— Narendra Modi (@narendramodi) August 23, 2023
كما تفتخر الصين ببرنامج رحلات فضائية بشرية مع محطة فضائية تشغيلية، بما في ذلك الطاقم والمركبات الفضائية لنقل البضائع. بينما تخطط الهند لإرسال رواد فضاء خاصين بها إلى المدار في السنوات القليلة المقبلة، فيما أعلنت الصين عن خطط لإرسال رواد فضاء إلى سطح القمر في 2030.
ولا تزال المركبة القمرية الصينية تستكشف بنشاط الجانب البعيد من القمر، وهي الدولة الوحيدة حتى الآن التي وضعت مركبة هبوط هناك.
في شراكة محطة الفضاء الدولية، تواصل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكندا أيضا المضي قدما في استكشاف الفضاء. بعد سنوات من التأخير وتجاوز التكاليف، تم إطلاق مهمة أرتميس الأولى أخيراً العام الماضي، وقد عينت ناسا طاقم أرتميس الثاني الذي يضم رائد فضاء كندياً. كما تخطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر في السنوات القادمة، وهو أمر لم يحدث منذ هبوط أبولو الأخير في 1972.
وتواصل هذه البلدان أيضا إطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الأخرى. بينما تواصل ناسا، في غضون ذلك، تشغيل المركبات الجوالة على سطح المريخ. ومن أكثر التطورات إثارة في الغرب الشراكات بين شركات الفضاء التجارية ووكالة ناسا.
Chandrayaan-3 Mission:
Updates:
The communication link is established between the Ch-3 Lander and MOX-ISTRAC, Bengaluru.
Here are the images from the Lander Horizontal Velocity Camera taken during the descent. #Chandrayaan_3#Ch3 pic.twitter.com/ctjpxZmbom
كانت سبيس إكس شريكاً لناسا لسنوات عديدة، حيث أرسلت الإمدادات والطاقم إلى محطة الفضاء الدولية. كما أنهم يطورون مركبة هبوط على سطح القمر لوكالة ناسا، وكذلك فريق بقيادة الملياردير جيف بيزوس الأصل الأزرق. وتشارك العديد من الشركات الصغيرة في عقود لتوفير المركبات الفضائية والخدمات لاستكشاف القمر، في ما يثبت أنه دفع لا هوادة فيه إلى الفضاء على جبهات متعددة.
أما روسيا فهي الاستثناء الوحيد، ويشرح الكاتب وجهة نره بالقول: "بدلا من التوسع، كان برنامجها الفضائي في تراجع لعدة سنوات. بدأ البرنامج الذي كان عظيما في يوم من الأيام في التفكك بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ويبدو الآن أن دوامة الهبوط تتسارع. حيث تقطعت السبل برائد الفضاء سيرغي كريكاليف في محطة مير الفضائية لمدة عام تقريبا بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي والفوضى الفورية التي تلت ذلك".
ويمكن القول إن "برنامجهم أنقذته الولايات المتحدة، التي دعمت محطة مير الفضائية وجلبت روسيا إلى ما أصبح برنامج محطة الفضاء الدولية، مع النقد مقابل الخدمات والعقود لإنتاج الوحدات الأساسية والمعدات الأخرى".
وحتى وقت قريب، كانت الصواريخ والمركبات الفضائية الروسية من بين أكثر الصواريخ أمانا وموثوقية. ولكن الآن أصبح مستقبل برنامج الفضاء الروسي موضع شك، وسط استمرار خفض التمويل، ومزاعم الفساد.
في السنوات الأخيرة، شهدت روسيا إخفاقات في مركبة الفضاء وقاذفات سويوز وبروجرس، بما في ذلك إجهاض إطلاق سويوز إم إس-10 عام 2018 الذي كان على متن رائد الفضاء الأمريكي نيك هيغ. ولونا - 25 هو مجرد الأحدث في سلسلة من الإخفاقات. لحسن الحظ، لم يسفر أي من هذه حتى الآن عن أي وفيات أو إصابات.
ويعكس برنامج الفضاء الروسي المتهالك حالة الأمة نفسها، بما في ذلك الأداء الضعيف بشكل مدهش للجيش الروسي في حربه على أوكرانيا. وبدلاً من جعل بلاده "قوة عظمى" مرة أخرى، أظهر بوتين للعالم مدى سوء تدهور روسيا، بحسب تشياو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الهند بما فی ذلک سطح القمر على سطح
إقرأ أيضاً:
جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي" العين سات -1"
أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة، نجاح مهمة إطلاق أول قمر اصطناعي يطلقه المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء "العين سات- 1"، بالشراكة مع جمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد، التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، حيث تم إطلاق القمر عبر الصاروخ "فالكون- 9 سبيس إكس"، وتمكنت المحطة الأرضية للمركز من التقاط الإشارة الأولى من القمر الاصطناعي.
وقال زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لرئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، إن إطلاق القمر الاصطناعي "العين سات -1" على متن الصاروخ فالكون- 9، يعد إنجازاً تاريخياً لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وتتويجا لجهود مضنية بذلها فريق من الباحثين والخبراء بالتعاون مع مؤسسات علمية عالمية مرموقة"، مشيراً إلى أن هذا النجاح الكبير يمثل علامة فارقة في مسيرة الجامعة نحو الريادة في البحث العلمي وعلوم الفضاء، ويجسد رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز مكانة الدولة في استكشاف الفضاء وابتكار الحلول التقنية المتقدمة.
وتقدم بخالص التهاني لفريق العمل الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، متمنيا لهم التوفيق في استكمال المهمة وتحقيق أهدافها، لافتاً إلى أن "العين سات -1"، بتصميمه المبتكر وإمكاناته التقنية المتطورة، سيعزز من قدرات الجامعة في الاستشعار عن بُعد ويوفر بيانات دقيقة تسهم في دعم مشاريع التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
يذكر أن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، يلعب دوراً محورياً في تعزيز المبادرات الفضائية، وسد الفجوات بين القطاعات الأكاديمية والتقنيات المستخدمة في صناعة الفضاء.
ويظهر هذا الالتزام والطموح في مشروع “العين سات-1” ، المشروع المشترك بين المركز وجمعية علوم الأرض والاستشعار عن بعد “GRSS” التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، حيث أن القمر عبارة عن مكعب بحجم 3 وحدات مكعبة، وأبعاده 10 سم ×10سم ×30سم ،ويعمل على مدار أرضي منخفض وكتلته 3.7 كغ.
ويهدف المشروع إلى تمكين فرق الطلبة من جامعات محلية وعالمية مختلفة، من العمل على تطوير الأقمار الاصطناعية الصغيرة، ومن ثم تبادل الخبرات والمعرفة فيما بينهم، ويأتي هذا المشروع ضمن مجموعة من مشاريع المركز الهادفة إلى تهيئة بيئة ملهمة للطلبة والباحثين لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجال الفضاء.
ويعمل المركز على توفير فرص فريدة للطلبة للعمل في مشاريع الأقمار الاصطناعية، كان نتاجها الأول "العين سات-1"، الذي يُعد نموذجاً حياً للتعاون الدولي المثمر، الذي جمع بين عقول طلابية من مختلف أنحاء العالم للعمل نحو هدف مشترك في مجال تكنولوجيا الفضاء، كما يعد انعكاساً لرؤية المركز "فضاء بلا حدود"، إذ يُظهر العمل الجماعي وتبادل المعرفة بين مختلف الثقافات والبلدان ويعزز الإنجازات العلمية والتقنية ويلهم الجيل القادم من المهتمين بمجال الفضاء.