بيّنت دار الإفتاء، معنى نزول القرآن الكريم في شهر رمضان، وذلك في إجابتها عن أسئلة المتابعين لصفحة الإفتاء، حيث ورد سؤال يقول سائله “هل معنى ذلك أن القرآن الكريم كاملا بكل سوره نزل في هذا الشهر المبارك؟”.

وأوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم قد أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ في ليلةِ القدر جملةً واحدةً، ثم وُضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم بعد ذلك أنزله جبريل عليه السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُفَرَّقًا سورة تلو سورة وآية تلو أخرى على مدة النبوة كاملة.

 

وأضافت الإفتاء، أن القرآن قد أُنزل هداية للناس بإعجازه وإرشاداته، وإن آياته واضحات في الهداية إلى الحق وبيان الأحكام، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

دعاء اليوم الثاني والعشرين من رمضان.. مكتوب ومجربدعاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.. كلمات يرق لها القلبموعد أذان الفجر 22 رمضان .. اظبط ساعتك ولا تنسى السحوركيف تستثمر العشر الأواخر من رمضان في العبادة والطاعة؟ فيديو

مذاهب العلماء في نزول القرآن الكريم كاملًا في شهر رمضان

وتابعت الإفتاء، أن مسألة نزول القرآن الكريم بكلِّ سوره في شهر رمضان المبارك بناءً على قول الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185] من المسائل التي تعددت فيها أقوال العلماء:

فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن القرآن الكريم قد أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ ليلةَ القدر جملةً واحدة، ثم وُضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم بعد ذلك أنزله جبريل عليه السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُفَرَّقًا على حسب الأوامر والنواهي والأسباب في نحو عشرين سنة أو أكثر على حسب الخلاف الوارد في مدة النزول، كما أفاده الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 297، ط. دار الكتب المصرية).

وقد ذكر الإمام فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (5/ 253، ط. دار إحياء التراث العربي) أن هذه المسألة خلافية، وأن الآراء الواردة فيها محتملة، ومن ضمن ما ذكره من الآراء: [أنه سبحانه وتعالى كان يُنْزِلُ من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا من القرآن ما يعلم أن سيدنا محمدًا عليه الصلاة والسلام وأمته يحتاجون إليه في تلك السنة ثم يُنْزِلُهُ على الرسول على قدر الحاجة] اهـ.

وذهب بعض العلماء إلى أن المراد من الآية هو أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر التي هي من شهر رمضان.

قال الإمام النسفي في "تفسيره" (1/ 159، ط. دار الكلم الطيب): [أي: ابْتُدِئَ فيه إنزاله، وكان ذلك في ليلة القدر] اهـ.

بيان الرأي الراحج في هذه المسألة

وأشارت الإفتاء إلى أن الرأي الراجح من هذه الآراء هو القول الأول الذي ذهب إليه جمهور العلماء؛ لما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْزِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً، قَالَ: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [الفرقان: 33]، وَقَرَأَ: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [سورة الإسراء: 106]» رواه النسائي، والحاكم في "المستدرك".

واستشهدت بِـمَا ورد عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قَولِه عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]، قال: أُنزِلَ القُرآنُ في لَيلَةِ القَدرِ جُملَةً واحِدَةً إلَى سَماءِ الدُّنيا، وكانَ بمَوقِعِ النُّجومِ، وكانَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ يُنزِلُه على رسولِه صلى الله عليه وآله وسلم بَعضَه في إثرِ بَعضٍ، فَقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: 32]» رواه الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "السنن الكبرى".

وألمحت الإفتاء إلى قول الحافظ ابن حجر العسقلاني، حيث قال في "فتح الباري" (9/ 4، ط. دار المعرفة): [وما تقدم من أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقًا -هو الصحيح المعتمد] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء نزول القرآن الكريم المزيد صلى الله علیه وآله وسلم السماء الدنیا القرآن الکریم شهر رمضان أن القرآن ال ق ر آن

إقرأ أيضاً:

تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة

 

جعلان بني بوحسن - الرؤية

احتفلت مدرسة جعلان الخاصة بتكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم في نسختها الثانية برعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية بحضور المكرمين وأصحاب السعادة والقادة العسكريين ومديري المديريات والدوائر الحكومية والخاصة والمشايخ والأعيان والأمهات.

وتنظم المدرسةُ المسابقةَ للعام الثاني على التوالي؛ حيث اشتملت على تسعة مستويات بمشاركة عدد من الحفظة المجيدين بلغ عددهم 210 مشاركين، اشتمل الحفل على عدة فقرات بداية من السلام السلطاني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

وقدَّم خالد بن حمد المسروري كلمة إدارة المدرسة المنظمة للمسابقة، ثم قصيدة ترحيبية تلاها نشيد الكوثر العذب ولوحة هذا كتاب الله ثم كورال الصلاة على النبي في ختام الحفل قام سعادة الدكتور راعي الحفل بتكريم لجنة التحكيم وتكريم الحفظة الحاصلين على المراكز المتقدمة، وقدم المكرم الدكتور عامر بن ناصر المطاعني عضو مجلس الدولة رئيس مجلس إدارة مدرسة جعلان الخاصة هدية تذكارية لراعي المناسبة.

مقالات مشابهة

  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • هل يجوز إعطاء زميل العمل من مال الزكاة؟ .. الإفتاء توضح
  • هل صلاة التوبة تغفر جميع الذنوب؟.. الإفتاء توضح
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة
  • بدء التقييم السنوي لمسابقة القرآن الكريم في الظاهرة
  • الفضالي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم بجمعية الشبان العالمية بمطروح
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • المفتي يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع.. الإفتاء توضح